العتبة العباسية المقدسة تشارك ببحثين في المؤتمر العلمي الأول لمكافحة المخدرات والتفكك الأسري

25-05-2019
حيدر داوود ‏
مشاركاتٌ عديدة وفاعلة للعتبة العباسية المقدسة في محافل ومؤتمرات أغلبها تقع ضمن اختصاصها، أو ضمن المجالات التي تعمل بها مؤسساتها في مختلف توجهاتها، اذ شاركت هذه المرة في فعاليات المؤتمر العلمي الأول لمكافحة المخدرات، الذي أقامته دائرة العتبات والمزارات الشيعية الشريفة بالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، في قاعة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية تحت شعار: (المخدرات والتفكك الأسري.. تحدياتٌ ورؤى) والذي أقيم من أجل طرح الحلول والحد من هذه الظاهرة التي باتت خطراً جديداً يهدد النسيج المجتمعي.
المشاركة كانت من خلال باحثين يعملان في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، ببحثين وقع اختيار اللجنة التحضيرية للمؤتمر عليهما، حيث كان البحث الأول للشيخ محمود عبد الرضا الصافي من مركز الدراسات التخصصية بأبي الفضل العباس(عليه السلام) ببحثه الموسوم: (دور المؤسسة الدينية في تحريم المخدرات وتجارتها)، والذي تناول فيه مقدمة ومبحثين وخاتمة تم فيها عرض أهم النتائج والتوصيات التي وضعها الباحث.
وتضمن المبحث الأول منه مفهوم المخدرات وإدمانها (لغة واصطلاحا وفقها) وتأثيرها على المجتمع وأسسه، بينما تطرق المبحث الثاني الى بيان الحكم الشرعي في تحريم المخدرات وإدمانها، وموقف المؤسسة الدينية وعلمائها الأعلام من المخدرات وتجارتها، وإيضاح حرمتها هدفا في الحد من انتشار هذه الآفة.
أما البحث الثاني، فكان للأستاذ محمد الباقر موفق فاخر الزبيدي من مركز تصوير المخطوطات وفهرستها ببحثه الموسوم: (مكافحة المخدرات في الوثائق المتبادلة بين جامعة الدول العربية وجمهورية العراق)، والذي سلط الضوء فيه على وثيقة دولية مهمة في مكافحة المخدرات، مرسلة من جامعة الدول العربية الى جمهورية العراق خلال الحقبة الجمهورية وتحديدا سنة 1959م، فكان البحث عبارة عن دراسة تحليلية تكشف طبيعة العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين جامعة الدول العربية والجمهورية العراقية آنذاك، من خلال التعاون المشترك والإجراءات المتخذة في مجال مكافحة المخدرات.
وقد لاقى البحثان استحسان اللجنة التحضيرية للمؤتمر والحاضرين فيه من الشخصيات الأكاديمية والمختصة، وحصلت العتبة العباسية المقدسة على درع المؤتمر للجهات والمؤسسات المشاركة، كذلك حصل الباحثان على شهادات مشاركة ونشر البحث العلمي من اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت هذه اللقاءات:
الشيخ عماد الكاظمي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدث لنا قائلاً:

لا يخفى على الجميع أهمية هذا المؤتمر وأهمية هذه الظاهرة الخطرة التي يجب ان نعتني بها وان نعمل من اجل بيان ما يتعلق بها واهمية ما يتعلق بالقضاء على هذه الظاهرة، فقد اقامت دائرة العتبات المقدسة بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة المؤتمر العلمي الأول (المخدرات والتفكك الأسري.. تحدياتٌ ورؤى) وبفضل الله (عز وجل) وصلت بحوث متعددة ومن جهات مختلفة منها الجامعات العراقية والعتبات المقدسة أي ما يقارب 16 مؤسسة اشتركت بباحثيها في هذا المؤتمر، وبلغ عدد البحوث التي استلمتها لجنة التحضيرية هو 60 بحثا، وبعد عرض هذه البحوث على اللجنة العلمة والتحضيرية للمؤتمر تم قبول 28 بحثا في جميع محاور المؤتمر التي هي المحور الاجتماعي والقانوني والإعلامي والاسري والتعليمي والديني.
مضيفا: المسألة المهمة هي ليست في اعداد البحوث وليست تشريعا للقوانين بقدر تطبيق القوانين، فنحن اليوم بصراحة امام مشكلة خطيرة جدا تهدد أبناءنا في المجتمع فنحتاج الى تضافر الجهود من المؤسسة الدينية من جهة تبين ما يتعلق بهذا الامر وخطورته وباقي الجهات العلمية ان تبين الخطوات السليمة لمعالجة هذه الظاهرة.
ونأتي الى الدور المهم جدا في تنفيذ القانون فيما يتعلق بالتشريعات المتعلقة بالمخدرات ونأمل ان شاء الله تعالى من خلال هذا المؤتمر والمؤتمرات الأخرى ان نقدم شيئاً لمجتمعنا فهي مسؤولية إنسانية قبل ان تكون مسؤولية دينية، فكل انسان يحافظ على أخيه الانسان الآخر سواء كان مؤمنا ام غير مؤمن.
الباحث الشيخ محمود الصافي من العتبة العباسية المقدسة تحدث لنا قائلاً:
ركزت في بحثي الموسوم على دور المؤسسة الدينية في حرمة المخدرات وتجارتها بعد ان وجدت المشاركات البحثية كانت في الدور القانوني والدور الإعلامي والدور التربوي فتم اختيار هذا الدور المهم فهو أساس في هذا المؤتمر قبل ان يشرع القانون قوانين خاصة في المخدرات فالحرمة موجودة في الدين الإسلامي من خلال الكتاب وما جاء من أحاديث نبوية وأحاديث للعترة الطاهرة في حرمة المخدرات وتعاطيها فقد ذكرت آيات قرآنية في حرمة والنهي عن المسكرات، لذلك بينا كيفية أن المخدرات والخمر والمسكرات.
الباحث محمد الباقر الزبيدي من العتبة العباسية المقدسة، تحدث لنا قائلاً:
شاركت العتبة العباسية المقدسة عن مركز تصوير المخطوطات وفهرستها قسم الوثائق بالبحث الموسوم (مكافحة المخدرات في الوثائق المتبادلة بين جامعة الدول العربية وجمهورية العراق) تناولت في البحث العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية العراق وجامعة الدول العربية في فترة خمسينيات القرن الماضي بالتحديد في سنة 1959م والإجراءات التي اتخذت في تلك الفترة لمكافحة المخدرات.
تم تقسيم البحث الى محورين مع تمهيد سابق لهما عن المخدرات بشكل عام والمحور الأول تناول الدول العربية وتشريعاتها القانونية منذ تأسيس مجالسها، فقد تناول كل من جمهورية العراق ومصر ولبنان والمغرب وسوريا.
وكان العراق له باع طويل في التشريعات القانونية في مكافحة المخدرات ومعالجتها من خلال سن قوانين محددة للمدمنين وتجارهم. أما المحور الثاني الذي تناول الوثيقة الاتجار بالمخدرات الموجودة في قسم الوثائق في مركز تصوير المخطوطات وفهرستها هذه الوثيقة تحدثت عن كتاب مرسل من جامعة الدول العربية الى جمهورية العراق عن تاجر مخدرات دولي كان نشطاً، وقد وصل الى الأراضي العراقية، وقاموا بإجراء احترازي بعدم السماح له بالدخول الى الأراضي العراقية، وكانت الوثيقة تحمل اوصافه بالكامل.
وهنا نتحدث عن الاجراءات التي كانت تتخذ سابقاً، ونتمنى أن تكون الاجراءات الحالية أوسع واكبر للحد من انحراف الكثير من الشباب نحو هذه الهاوية، مما يؤدي الى تمزيق الأسر، وبالتالي تمزيق النسيج المجتمعي.