العتبة العباسية المقدسة تنظم مهرجان البشير في الذكرى السنوية الثالثة على تحريرها

25-05-2019
احمد صالح ‏
العتبة العباسية المقدسة تنظم مهرجان
البشير في الذكرى السنوية الثالثة على تحريرها
أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة متمثلة بفرقة العباس ع القتالية مهرجان البشير السنوي في ذكرى تحرير قصبة البشير التابعة لمحافظة كركوك بعد أن دنسها الارهاب الداعشي. المهرجان أقيم وسط قرية البشير في الساحة القريبة من مقام الامام علي بن أبي طالب ع، وشهد حضوراً رسمياً لقيادات عسكرية ووجهاء وشخصيات دينية من مختلف المحافظات العراقية، فضلاً عن وفود العتبات المقدسة ومشاركة اهالي المنطقة. ابتدأ المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها قارئ ومؤذن العتبة العباسية المقدسة السيد حسنين الحلو، بعدها وقف الحضور لقراءة سورة الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء، عزف بعد ذلك النشيد الوطني، لتأتي بعد ذلك كلمة اهالي البشير ألقاها ممثل المرجعية الدينية سماحة السيد قنبر الموسوي، والتي جاء فيها:
في مثل هذا اليوم، سجل التاريخ بأن ابناء الجنوب قد قدموا القربان ارواحهم من اجل حفظ امن وامان اخوتهم هنا في شمال العراقي العزيز وهو ديدن العراقيين على مدى الازمان فكل فرد منهم هو فداء لأخيه في كل شبر من ارض العراق العزيز.
واضاف قائلاً: ان العدو الداعشي لاقى هنا ضربات قصمت ظهره وتذوق مرارة الهزيمة الشنعاء على مختلف المستويات منها الميدانية وايضا هزيمته وفشله في مشروعه الذي يسعى الى تفريق ابناء هذا الشعب الواحد.
مؤكداً: ان هذا الجهد والعمل والتضحيات التي قدمت من اجل هذه الارض هي ردة الفعل الطبيعية لأبنائنا بأن قاموا ونهضوا ولبوا هذا النداء المقدس الذي اطلق من ارض النجف الاشرف على لسان المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) وبهذا تهيأت عوامل النصر من نداء استنهاض للهمم وتحرك شعبي نتج عنه نصرا مؤزرا.
موضحاً: تحررت هذه الارض بفضل تضحيات الشهداء من قوات الحشد الشعبي المقدسة وعلى رأسها فرقة العباس ع القتالية والقوات الساندة لها، وكان للحشد التركماني دور مهم وكبير في تحرير ارضهم هذه من براثن العدو الداعشي.
واليوم نحن ننعم بالأمن والأمان والعيش الهانئ بفضل عطاء امهات الشهداء الصابرات المحتسبات ووقفتهن تلك يوم المعركة ومؤازرتهن لأبنائهن من اجل مواصلة القتال وعدم الانكسار من اجل حفظ كرامة وهيبة هذا الشعب.
نسأل الله ان يرحم شهداءنا ويسكنهم اعالي جنانه وان يمنّ علينا بالنصر الدائم وان يوفقنا بأن نحيي هذه المحافل في كل عام بحضور هذه النخبة الطيبة من ابناء العراق الغيارى.
من ثم ألقيت كلمة فرقة العباس A القتالية على لسان مشرفها العام جناب الشيخ ميثم الزيدي والتي بيّن فيها قائلاً:
تعد قصبة البشير من اولى القرى التي اعتدي عليها من قبل داعش في هذه المنطقة، وفعلوا شتى الجرائم بحق البشير، الاعتداء وصل إلى ناحية تازة، ولأول مرة استخدم داعش صواريخ غاز الكلور والخردل ضد الأهالي كنوع جديد من اجرامه، وان أهالي البشير استغاثوا بأحرار الوطن لإنقاذهم من داعش، واستجاب لهم ملبو الفتوى من قوات العتبات المقدسة المتمثلة بفرقة الامام علي ع، ولواء علي الاكبرع، وفرقة العباس ع القتالية يعاضدهم منتسبو قوات الامن.
موضحاً: إن من حرر قرية البشير هم التركمان، وفرقة العباس ع القتالية كان دورها اسنادا لهذه الثلة الطيبة استجابة لنداءاتهم المتكررة بناء على توصيات من وكيل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، وكان دفاع قوات الفرقة عن ناحية تازة دام لأكثر من تسعة أشهر حتى منَّ الله تعالى علينا بهذا النصر المؤزر.
مضيفاً: إن للعمليات المشتركة دوراً مهماً وبارزاً في إسنادنا، وكل ما احتاجته المعركة، وكذلك طيران الجيش الذي لعب دوراً مهماً بقيادة خيرة ضباطه، ونقول كلمة للتاريخ: إن من يشكر على هذا النصر فهو السيد علي السيستاني (دام ظله)؛ لأنه كان القوة الموجهة لهذا الزخم البشري المتدفق الذي نهض ليستجيب لنداء الأب والذي لبي ليس على اساس دين معين او طائفة وانما بعنوان الوطن .
مؤكداً: معركة البشير الملحمية اشترك فيها الطيف العراقي كله، من العرب والتركمان وحتى البيشمركة في الصفحة الاخيرة من المعركة، وفي يوم واحد استشهدت كوكبة منهم، وان فرقة العباس ع قدمت قادة من الشهداء فداءً لتحرير البشير، ومجاهدونا اصروا على المرابطة حتى إعلان النصر، حتى ولو استشهدوا جميعهم، لكن انتزعنا البشير من التنين الداعشي البشع، وأرجعناها إلى اهلها.
وأضاف الزيدي: نسجل عهدا جديدا مع الأحبة التركمان ونقول لهم: (معكم معكم لا مع عدوكم) في أي حاجة وموقف نسجل كذلك اعتزازنا بجميع القوات الأمنية التي تتجحفل معها فرقة العباس القتالية فهي قادرة على الدفاع عن هذه القصبة الغالية.
جاءت بعد ذلك مجموعة من الاهازيج والقصائد الشعرية التي ألهبت حماس الحضور مستذكرة صولات المقاتلين الابطال في ساحات الوغى وهم يرددون عبارات النصر.
كما شهد الحفل عرض فلم وثائقي تحت عنوان (البشير) من انتاج مركز الكفيل للإنتاج الفني التابع الى قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ليختتم الحفل بتبادل الدروع وتكريم المساهمين بهذا المهرجان المبارك.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات كان اولها مع الاستاذ حازم فاضل المستشار الاعلامي لفرقة العباس القتالية بيّن فيها قائلاً:
المهرجان المقام في مقام الإمام علي ع في قصبة البشير يضم فعاليات مختلفة لاستذكار تلك الملحمة الخالدة على أيدي فرسان الكفيل والقوات المتجحفلة معهم، مشيرا إلى مشاركة شعبية ورسمية وشخصيات مختلفة بالمهرجان، وكذلك مشاركة العديد من وسائل الإعلام لتغطية ذلك الحدث الذي يجسد ذود غيارى الوطن لتحرير هذه القصبة من داعش الإرهابي، وجعلها مثالاً للوفاء والصمود.

أما الأستاذ علي الحيدري ممثل فرقة العباس ع القتالية في محافظة صلاح الدين بين قائلاً:
بحمد الله تعالى يحيي مقاتلو فرقة العباس ع القتالية الذكرى السنوية الثالثة لتحرير قصبة البشير من دنس الارهاب الداعشي وكان دور اولئك الابطال من مقاتلين وشهداء وجرحى الابرز في رسم صورة مشرقة عن العراق العظيم.
إن دماء شهداء هذه الفرقة المباركة هي الانطلاقة الاولى لتحرير هذه الارض وما بعدها من اراضي العراق الحبيب، نسأل الله تعالى أن يرحم شهداءنا، وأن يعمّ الأمن والأمان عموم مناطق عراقنا الحبيب.
فيما تحدثت ام علي والدة الشهيد علي يغمور قائلة:
نشكر العتبة العباسية المقدسة لحضورها في كل عام واستذكارها هذه اللحظات التاريخية التي سجلت على ارض قرية البشير هذه اللحظات التي دونت على صفحات التاريخ بدماء الشهداء من فرقة العباس القتالية وايضا من ابنائنا الشهداء السعداء الذين وقفوا وقفة مشرفة امام هذا الاعتداء الآثم من قبل زمر داعش الارهابي الذين نقول لهم وبكل وضوح: انتم واسلافكم في قعر جهنم ونؤكد مرة اخرى ان ذكر محمد ص وآله باقٍ لا يُمحى كما ذكرت السيدة زينب ع في مجلس طاغيتهم يزيد.

وتحدث السيد سمير العوادي اخ الشهيد عادل العوادي قائلاً:
شكر وتقدير الى الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ولقيادة فرقة العباس A القتالية لإقامتها هذا المهرجان المبارك في الذكرى السنوية الثالثة لتحرير قصبة البشير من داعش. ان هذا اليوم هو يومنا الذي فيه ولدنا من جديد، وكانت دماء الشهداء الزاكية التي روت هذه الارض الطيبة السر في تحرير الارض.
وتحدث السيد عقيل الموسوي اخ الشهيد علي الموسوي الذي تحدث لنا قائلاً:
نستذكر في هذه الاحتفالية الشهداء العداء الذي ضحوا بأرواحهم من اجل تحرير هذه الارض ونستذكر ايضا النصر الكبير الذي حققته فرقة العباس القتالية والحشد التركماني على داعش الارهابي وهي ذكرى مهمة بالنسبة لأهالي ناحية البشير لما تشكل لديهم من انعطاف مهم في تاريخهم وهم يواجهون الظلم بعد ان وقع عليهم في سنوات ماضية ولكنهم في كل مرة يثبتون قوتهم واصرارهم على الحياة.
وعبر لنا ايضا الشيخ الدكتور معروف الحسيني عضو جمعية علماء تركمان العراق قائلاً:
يسعدنا اليوم أن نكون في هذا التجمع الذي يدل على ان نكون يداً واحدة وقلباً واحداً مهما كانت قوة العدو، وهذا التجمع نشاهد فيه العرب والتركمان والكرد ومن العلماء من الشيعة والسنة وهو الامر الطبيعي الذي يجري في العراق العزيز، اذ اننا متفقون بكل المجالات ولكن العدو اراد بنا التفرقة فزرع هذه البذرة الخبيثة التي أقصيت بفضل فتوى المرجع الديني الاعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) هذه الشخصية الأبوية لكل العراقيين دون استثناء فهو بابه مفتوح للكل، وما نحن اليوم فيه من تجمع إلا ببركة كلمته المباركة، نحمد الله تعالى على نعمته وندعوه ان يمنّ على بلدنا بالخير والبركة.
وكان لنا لقاء اخر كان مع الحاج حميد الكناني والد الشهيد امجد من محافظة ذي قار ليتحدث قائلاً:
نشكر العتبة العباسية المقدسة وهي تستذكر شهداءنا الابرار في السنة الثالثة لتحرير قصبة البشير ونحن نعاهد المرجعية الدينية بلدنا العزيز باننا ماضون بما تجود به انفسنا من اجل حفظ هذه الارض ومقدساتها ولا فرق بين شماله وجنوبه فكلها ارضنا والواجب علينا ان نقف مدافعين عنها بأرواحنا وعيالنا.
اما المجاهد (ابو ثائر) آمر لواء الحشد التركماني الذي قال:
لابد لنا ان نقف هذه الوقفة في كل عام؛ لأنها من ستمدنا بالقوة والعزيمة من اجل الاستمرار بالحياة والعيش الكريم، فمثل هذا اليوم سالت دماء شهدائنا ولكن كان المقابل ان تعود الحياة الى ارضنا فهي معادلة لاشك فيها ان من يعطي يحصد، وها نحن اليوم نستذكر يوم النصر الذي تحقق بفضل الشهداء الابرار وهي خطوة طيبة من قبل العتبة العباسية المقدسة بأن يكون هذا الحفل سنويا؛ لأننا بأمس الحاجة اليه.
وفي حديث كان مع اللواء الركن عبد المحسن حاتم قائد عمليات ديالى بين فيه قائلاً:
نستذكر اليوم شهداءنا الابطال من قوات الحشد الشعبي المقدس وايضا من القوات الامنية من الذين ضحّوا بأرواحهم فداء لتحرير ارض ناحية البشير العزيزة، كل الشكر والتقدير لفرقة العباس A القتالية لدورها البارز في عمليات تحرير هذه المنطقة المظلومة وهاهم ابناؤها يحتفلون بذكرى نصرهم على الارهاب الداعشي.