ضمن المشاريع التي تتبناها العتبة العباسية المقدسة مزرعة السدر النموذجية مشروع ريادي ينهض في كربلاء المقدسة

23-05-2019
احمد صالح مهدي ‏
اتخذت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة عدة خطوات بالاعتماد على مرتكزات تطوير المنشآت الخاصة بها، فكان لها أن تكون اسماً بارزاً على مختلف المستويات، فأخذت تجوب عوالم الابتكار والتطور باختلاف مجالاتها، وهي تنطلق بخطى ثابتة نحو تطوير مشاريعها الخدمية والصناعية والثقافية وأيضاً الزراعية التي انطلقت فيه العتبة العباسية المقدسة نحو التطور والارتقاء، ليضاف الى تلك المشاريع الزراعية صنف جديد يعد التفاتة موفقة من قبل ادارة العتبة المقدسة، وهو مشروع مزرعة السدر النموذجية التي تعد من المنجزات المهمة على المستوى الزراعي وأيضا البيئي؛ لما لها من دور في زيادة الرقعة الخضراء في المدينة. وللتعرف اكثر على هذا المشروع المبارك، كان لنا لقاء مع الأستاذ أمير حسين ليطلعنا عن هذه المزرعة قائلاً:
جاءت فكرة مشروع مزرعة السدر النموذجية ايماناً من العتبة العباسية المقدسة بضرورة زيادة الرقعة الخضراء في كربلاء المقدسة، ولغرض تلطيف الأجواء وتحسينها، وتقليل اضرار التصحر، والمساهمة ولو بالشيء اليسير بنشر زراعة بعض النباتات، وادخال بعض الأصناف العالمية المميزة وتوطينها، وجعلها امهات لغرض اكثارها ونشرها في البلاد.
وتابع قائلاً: المزرعة أنشئت في موسم (2017 – 2018م) تم زراعتها على مراحل بالتتابع كل على حدة بواقع اربعة قواطع، لكل قاطع نوع معين، وهي تعتبر حقلاً تطبيقياً لمعرفة مدى ملائمة تلك الأنواع لأجواء العراق، بالإضافة لمعرفة مدى اقبال النحل عليها؛ دعماً لمجموعة مناحل الكفيل التي تعتمد في انتاج العسل على هكذا انواع من الاشجار، ولتكون نواة لإنشاء مزارع اخرى على شاكلتها، علماً بأنها تخضع لبرنامج تسميد ومكافحة بالتعاون مع شركة الجود للتكنولوجيا الزراعة الحديثة التي تستخدم أسمدة ومبيدات حيوية صديقة للبيئة.
أما بخصوص النتائج، فإنها ايجابية، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لاستصلاح بعض الاراضي وجعلها مزارع مختصة لإنتاج انواع من النباتات، ترفد مشاريع العتبة العباسية المقدسة، وكذلك السوق المحلية وصولاً للاكتفاء الذاتي.
موضحاً: أنشئت مجموعة مشاتل الكفيل بتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، وإشراف مباشر من قبل قسم الشؤون الخدمية، ومزرعة السدر النموذجية على طريق (كربلاء - نجف) بمساحة 70 دونماً، تضمنت زراعة أصناف عالمية، وأخرى محلية، بالإضافة لزراعة بعض الاشجار والشجيرات المدخلة حديثاً والتي اخذت المجموعة على عاتقها ادخال بذورها واكثارها ونشرها منذ اعوام.
وبيّن أيضاً: اتجهت خطة العمل نحو زراعة 6000 شجرة سدر وحسب الانواع المعروف منها: السدر الموريتاني او ما يسمى التايلندي (Ziziphus mauritiuna) وهو من الانواع النادرة محلياً وادخل حديثاً، وهو يمتاز بسرعة نموه وأوراقه الكبيرة وقلة اشواكه وكثافة زهوره ذات الرائحة العطرة، فضلا عن جودة ثماره وهما نوعان (تفاحي - زيتوني) وايضا تمتاز هذه الشجرة بحجمها الكبير وملائمتها لأجواء وسط وجنوب العراق.
أما النوع الآخر هو السدر الصيني (Ziziphus jujube) من الانواع المنتشرة محلياً، ويتم اكثاره خضريا بشكل واسع بالعراق بواسطة التطعيم على اصول محلية (بذرية) ويمتاز بكبر اوراقه وقلة اشواكه وجودة ثماره وتحمله اجواء العراق ايضاً، ولكن ثماره اصغر حجماً، وازهاره اقل كثافة من الأول، ورحيقها أقل.
وتابع قائلاً: شملت خطة العمل أيضاً زراعة بعض الأشجار والشجيرات كحزام متعدد (حزام داخلي وآخر خارجي) ومنها (شوك الشام) (Acasia farnesiana)، وايضا شجرة (اليوكالبتوز) وبحدود ( 2000 شجرة ) وعلى خطين وحسب الانواع الاحمر (Corymbia ficifolia) الأبيض (eucalyptus alba) الكاليمدولي (Eucalyptus camaldulensis).
أما الخط الثاني تمت زراعته بشجر الزيتون وبحدود ( 250 شجرة ) على امتداد واحد بصنفين هما: صنف محلي يسمى (خستاوي) وآخر فلسطيني يسمى (K18)، فضلاً عن خط من السدر المحلي (Ziziphus spina Christi) والذي يمتاز لتحمله للأجواء وكثافة وغزارة اشواكه وارتفاعه حيث يصل الى 12م، ولكن ثماره اقل جودة من النوعين السابقين، لذا يستخدم محليا كأصول في التطعيم لبعض الانواع الاخرى.
ونوّه الأستاذ أمير قائلاً: نظرا لكثرة ما يرد الينا من استفسارات حول بذور السدر التفاحي المستوردة، نود ان نبين وحسب التجربة بأن جميع انواع السدر المذكور أعلاه عند اكثارها بذرياً (جنسياً) لا تنتج نفس صفات الأم المميزة، ويكون الناتج منها غير معروف الصفات، وأغلب الاحيان يعطي صفات غير مرغوب بها، ويسمى محلياً (حشري)، كما أن السدر بأنواعه سواء (مطعم او حشري) متوفر بالمركز الرئيسي لمجموعة مشاتل الكفيل.