قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (لبيك يا حسين) للكاتب المسرحي: (سلام محمد البناي)
23-05-2019
لجنة الدراسات والبحوث
قراءة انطباعية
في نصّ مسرحية (لبيك يا حسين)
للكاتب المسرحي: (سلام محمد البناي)
النص المسرحي هو قراءة كاتب لأحداث التاريخ، لفصل من فواصل الطف او ربما لموقف مر سريعاً في الأحداث او عبارة عن لمحة متخيلة ترد من الواقع كمعادل موضوعي أي نظير تتجلى فيه موهبة الابداع والتأمل في نص مسرحية (لبيك يا حسين) للشاعر والكاتب المسرحي سلام محمد البناي يقدم النص لنا شخصية مجهولة من شخصيات الطف وهذه المجهولية تكشف عن ذكاء الكاتب البناي فرموز واقعة الطف جميعها رموز رصينة تمتلك الثبات ليس عندها صراع داخلي ولا قلق ولا هواجس، عندها يقين في قمة الرشوق، جعل كل شيء دون حركة.
القضية تذهب الى حاجة النص المسرحي الى صراع هذه المجهولية منحته مقبولية خلق شخصية من شخصيات الطف لكنها تعيش الصراع: (عوامل التضاد، الخوف، القلق).
لو نتأمل في هذا الحوار الداخلي يرمز الى المجهول: (هذا زهير بن القين ترك ماله وعياله وهذا حبيب ابن مظاهر الاسدي وهذا سعد بن عبد الله الحنفي قد ترك ماله وعيالة أيضاً، وهذا وهب النصراني ترك دينه والتحق بركب الحسين فهؤلاء هم بني هاشم: يا الهي كيف اتركهم؟ ولكن سأرجع، نعم سأرجع فمن لزوجتي وعيالي).
نلاحظ أولاً: استخدم اسم الإشارة هذا يعني الرمز المجهول قريب جداً من الرموز المعلومة في الواقعة والقرب هنا اقصد التواجد المكاني، وهناك محاورة مع وهب النصراني.
وهب النصراني: منابع النور امامك اقصدها انه الحسين.
الرمز المجهول: الحسين؟ الحسين؟ اعرفه جيدا يعترض وهب على علامة الاستفهام (لم تخلق لنضعها بعد اسم الحسين).
من أجل ان يمتلك الصراع مميزاته الداخلية فترى الرمز المجهول تارة يعاتب نفسه على ترك الحسين A: (تباً للوسواس يعب فروة عقلي المتعطش لفرات الجشع والطمع والخوف)، وتارة أخرى تراه يهرب ليقف امام احد مدخل البيوت فيسأله صاحب البيت:- ما اكثر طرق الضلالة اضلك الدرب ام الري، وتتخلل بعض السردية الشعرية حيث شكلت واقعت الطف مضامين دلالية خلقت الوعي الإبداعي الفني الذي منح النص المسرحي الشعرية.
الرجل: ألم تنتظر حتى يورق الصباح؟
بهذا الجهد الإبداعي استطاع ان يحوي ازدواجية الانسان عبر منطقة تخيلية عالية: ان بعضي يريد الصعود الى سفينة الخلاص وبعضي الاخر يقف في منتصف الطريق.
ليكون الرد بشعرية عالية: لقد تنافر الوحش وجئتني محملا بالخوف تاركا التراب يترمل والصرخات تنطرنا.
جمل شعرية تكون في العمق الوجداني تحمي جمالية مؤثرة حمل تركيبية شعرية (قنديل قلبي/ لغة السيف)
ليصل الى مفهوم الذروة وكشف العمق النصي، فمن تخلى عن الحسين منع الماء عنه، ومن تخلى عن الحسين ساهم في حرق الخيام وفي دموع الرعب ليمنحنا المباغتة الومضة النصية، حين يريك ان جميع هذه الأحداث مرت في خطفت هاجس ارعبت الصبر فانتبه المقاتل لينتمي الى الصف التضحوي وهو يهتف (لبيك يا حسين)
نص مسرحي مبدع من مسرحيات من مهرجان المسرح الحسيني.