معالم تراثية ثقافية في مقهى حسن عجمي
23-05-2019
السيد عبد الملك كمال الدين
معالم تراثية ثقافية
في مقهى حسن عجمي
بغداد والشعراء والأدباء وعموم الطبقة المثقفة والنخب من متعاطي السياسة والنقاد من عبد الأمير الحصيري والسياب وموفق خضر والعشرات سواء كانوا بغادة او من المحافظات حيث مجمعهم مقهى الزهاوي او حسن عجمي او المقهى البرازيلية وكلها في شارع الرشيد.
جمهور قد يكون غير متجانس من ناحية الأفكار والمزاجات فقد يكون حواراً هادئاً او نقداً منفعلاً.. ومن المعلوم ليس جالسو هذه المقهى كلهم من هذه الشريحة فهناك المتفرجون الساخرون او المسترقون او من اصحاب المحلات الذين يعجبهم مشاهدة هذه النقاشات، وهم ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، انما مجرد فضول لا أكثر..!
كنت احياناً اعجب لبعض المواقف ووجهات النظر الموضوعية فقد تطرق اخذهم لموضوع الحوافز للبعض من الموظفين اصحاب المرتبات العالية من مسالك معروفة وهم تعطيهم الدولة حوافز ليس لها مبرر تحت عنوان حتى لا يقبلون الرشاوي، ويسلكون الطريق القويم. وهنا دخل النقاش في حدته وطرح فكرة انه يحبذ ان تعطى هذه الحوافز للموظفين اصحاب المرتّبات القليلة، ويقوم بأعمال منهكة، وتطرق آخر بوجهة نظر معقولة وموضوعية وهي أن تعطى هذه الحوافز لعمال النظافة، وهم أحق بها إذ يتعرضون لمخاطر الأمراض ولا يتقاضون إلا (فلسين) وأخذ النقاش تارة يحتد وتارة بهدوء وهنا بادر عامل المقهى:(عمي من الصبح افتح المقهى وحتى (التعزيلة) مساء وأجري لا يكفي معيشة عيالي)، أ من الانصاف أن تعطى الحوافز لأصحاب الملايين، ويحرم منها أصحاب المرتبات الفقيرة: من هو الأحق يا ناس؟
وحقيقة وللتأريخ نهض الشاعر والاديب الحصيري وارتجل كلمات كانت باذن الدهر (ترجية) وقال:
هم وحدهم يجتمعون جميعاً لأمر مريب حيث بادر كبيرهم وقال: سنشرع قانوناً مجزياً لكم جميعاً الحاضرون اليوم والغائبون للمدة الفائتة هنا وفي دول الجوار وَسِّعوا جيوبكم، فالرقم كبير وهذا جزاء أتعابكم اعطيناكم هذه المنحة وشرعنا لكم هذا القانون، وهنا ارتفعت الأيدي مصفقة مباركة (وجيب ليل وخذ عتابة) والسلام.