تحت شعار (تراثنا مجد أسلافنا ومنار أبنائنا) العتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع جامعة الكوفة تفتتحان مؤتمرهما العلمي الدولي المقام تحت عنوان (العلامة آقا بزرك الطهراني وأثره في إحياء التراث الإسلامي)

15-05-2019
حيدر داوود ‏
تحت شعار (تراثنا مجد أسلافنا ومنار أبنائنا)
العتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع جامعة الكوفة
تفتتحان مؤتمرهما العلمي الدولي المقام تحت عنوان
(العلامة آقا بزرك الطهراني وأثره في إحياء التراث الإسلامي)
من أجل الحفاظ على التراث الحديث من الضياع في ظل ازدهار تكنولوجيا المعلومات، وتوظيف آثار آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني في التخصصات العلمية الأخرى، ودراسة الآثار لمؤلفاته وإبراز الجوانب العلمية على الدراسات الحديثية، وايماناً بالجهود التي كرس عمره الشريف في التنقيب في كتب المكتبات، فحفظ لنا جهود الإعلام من الضياع، وترك لنا مادة تراثية لا تنضب. اقام قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع كلية التربية في جامعة الكوفة المؤتمر العلمي الدولي العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني واثره في احياء التراث الاسلامي تحت شعار (تراثنا مجد اسلافنا ومنار أبنائنا) وجرت مراسيم الافتتاح في قاعة الامام الحسن A في العتبة العباسية المقدسة بحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) وجمع واسع وكبير لشخصيات ووفود مثلت جهات عديدة جمعت بين الدينية والأكاديمية ومختصين بالمجال التراثي.
ليستهل الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ عمار الحلي، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق الأبرار والاستماع الى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة، كانت هناك كلمة للعتبة المقدسة ألقاها متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) جاء فيها:
كانت النجف ولا زالت ولودة للعلماء والمفكرين، فكان أمير المؤمنين A هو الخيمة التي استظل تحتها رواد العلم والفضيلة وحلوا بساحته، فهذه المدينة فيها حسنات كثيرة ولعل الشيخ المرحوم محمد محسن المعروف بـ(آغا بزرك الطهراني) واحدة من تلك الحسنات، والحديث عن الشيخ (قدس الله نفسه الزكية) حديث طويل، والبحوث القادمة إن شاء الله تعالى ستتعرض الى عمق هذه الشخصية الفريدة، وإذا جاز لنا أن نقف بين فترة وأخرى على منجز من منجزات حواضرنا العلمية، فلا شك سنقف على آثار المرحوم آغا بزرك الطهراني.
مضيفا: وأنا أقول كلما تصفحت حياة هذا العالم وكلما نظرت الى صورته في آخر أيامه وكان محدودب الظهر وماسكا القلم بيديه يكتب ويحقق ويراجع ويستدرك، لا أجد نفسي إلا أن أقر بأنه كان أشبه بالمعجزة العلمية التي وضعت أمامنا طريقا مهما وعلمتنا أن الإنسان عليه دائماً أن يعمل، كلما زاد الإنسان بهذا الرجل إعجابا على هذه القدرة العجيبة التي خلفت لنا كتاب (الذريعة) وما أدراك ما الذريعة؟! لعله من أروع المصنفات في العصور الأخيرة، ويكفيه فخرا، كلما ذكر كتاب وأراد بعض المحققين أن يحققوه يقولون: ذكر في الذريعة، وأصبحت هي الملجأ والمرجع المهم لجميع الباحثين والمحققين، وقد نحا في الفترات الأخيرة بعض الإخوة الأعزاء منحى جميلاً عندما أردوا أن يكملوا مشوار الذريعة، التي هي في الحقيقة تحتاج الى عمل جماعي جم، لعل الإنسان يتوفق بأن يسير على هذه المسيرة الكبيرة.
موضحا: أحب أن أذكر شيئا لعله ذكره الأخ المرحوم السيد محمد علي الحلو، وكان صديقنا وزميلنا وافتقدناه، نقل لنا عن بعضهم أن بعض المعنيين بالشأن التراثي أرادوا أن يزوروا النجف، وكان من ضمن جدول زيارتهم أن يزوروا المرحوم الأغا بزرك، فعندما زاروه جاء معهم مترجم ليترجم كلامهم له وكلامه لهم، بعد أن سأل عن هوية الإخوة القادمين قالوا له: من فرنسا. فقال: لا حاجة لي الى مترجم فأنا أجيد الفرنسية. بحيث أن الآخر استغرب أنه لم يخرج من النجف، فمن أين تعلم الفرنسية؟! وتكلم معهم بطلاقة تدل على أنه صاحب خبرة في هذا المجال، فان المواهب التي جادت بها النجف ولا زالت حواضرنا الإسلامية الأخرى في كل مكان، تنم عن هذه الصدقية في التعامل وهذه الواقعية، وأعتقد أن الأغا بزرك الطهراني كان محبا للعلم وأحبه العلماء، ولا أعتقد أنه سيندثر أثره بشكل سريع، وإن شاء الله لن يندثر فإن التجارة التي كان يتاجر بها مع الله تعالى هي تجارة لن تبور.
مختتما: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا من إحياء آثار علمائنا الأعلام وفاء لهؤلاء الأعزة الذين مارسوا العلم في ظروف قد تكون جدا صعبة، ويبدو أنه كلما صعب الظرف كلما نبغ فيه العلماء، كل عالم عندما نقرأ سيرته الشخصية الذاتية نجده ابتلي بمشاكل جمة ويصعب تحملها، لكنه مع ذلك كان كالطود وكالجبل لا تهزه العواصف الى أن أكمل مشروعه وخرج من الدنيا طاهر الثوب، وإن شاء الله تعالى له الحظوة يوم القيامة عندما يتشفع له الأئمة الأطهارD، فوفق الله الإخوة الأعزاء الباحثين والمفكرين، وأن يجعلنا دائماً نحتفي بعلمائنا وأن نرى الآثار الطيبة لهم.
جاءت بعدها كلمة لرئاسة جامعة الكوفة ألقاها بالنيابة مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية الأستاذ الدكتور محسن العبادي، ومما جاء فيها:
نشأت جامعة الكوفة وسط أركان مثلث عظيم ديني وحضاري وعلمي وإنساني وفكري وثقافي، ففي ركنه الأول يقع مسجد الكوفة المعظم الذي كان فيه منبر أمير المؤمنينA، الذي كان من فوقه يصدح بعلومه لتمتد ولتصل الى ذروتها في عهد الإمام جعفر الصادقA، ليكون مسجد الكوفة المعظم جامعة عملاقة بالمصطلح الحديث بمختلف العلوم والتخصصات.
أما الركن الثاني فهو مرقد أمير المؤمنينA الذي يحوي جثمانه الطاهر، والذي نشأت على أعتابه وببركته الحوزة الدينية الشريفة منذ ألف عام، لتكون منارا للعلوم الدينية والفكرية والثقافية، والتي لا زال إشعاعها الإنساني وعطاؤها العلمي العظيم قائما الى الآن.
أما الركن الثالث فهو مسجد السهلة المعظم، ونحن في جامعة الكوفة بجواره نتطلع من خلاله الى المستقبل الذي سيكون منبرا للإمام المهديA، لإكمال جميع العلوم وليكون قبلة ومنارة علمية فكرية لجامعات العالم ومراكزها البحثية المختلفة.
مضيفا: وسط هذه الأركان الثلاثة ولدت جامعة الكوفة، وكان قدرها وتكليفها الشرعي والفكري والإنساني حمل هذه الرسالة والمسؤولية العظيمة بين الجامعات الأخرى، فبالإضافة الى دورها العلمي والريادي تعمل الجامعة على نشر هذا الإرث العظيم والمهم وإيصاله الى العالم أجمع، لذا وضعت الجامعة في أهدافها واستراتيجياتها ونصب عين إدارتها العليا وضمن مهامها حمل هذه الرسالة والعمل على إقامة المؤتمرات والمهرجانات والدراسات والأنشطة المختلفة، لإيصال هذا الصوت والإرث الحضاري للعالم، وكان آخرها هو إعلان جامعة الكوفة لهذا العام عام أمير المؤمنينA الذي يصادف مرور أربعة عشر قرنا على استشهاده، واستكمالا لرسالتنا وأهدافنا في الجامعة نتشارك اليوم مع العتبة العباسية المقدسة لإقامة هذا المؤتمر من أجل إبراز دور شخصية عظيمة أثرت ولا زالت تؤثر في نتاجنا العلمي والديني والثقافي، وهي شخصية العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني.
مبينا: وسط هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقنا في الجامعة، هيأ لنا الله سبحانه وتعالى إخوة شركاء لنا في حمل هذا الإرث العظيم، وهم العتبات المقدسة وأخص بالذكر العتبة العباسية المقدسة، التي لولاها لما كنا نذوق طعم النجاح، فإلى شركائنا في النجاح دائماً وأبداً إخوتنا في العتبة العباسية المقدسة والى اللجان التحضيرية والعلمية ألف شكر، ووفقنا الله وإياكم جميعا لخدمة هذا البلد العظيم.
ثم بعدها كلمة لعميد كلية التربية في جامعة الكوفة الدكتور علي خضير حجي:
نصف قرن مضى على رحيل الشيخ آغا بزرك الطهراني (رحمه الله) وهو ما يزال حيا بيننا نستذكره كل يوم كباحثين ودارسين وكطلبة ومحققين، واليوم ببركة أبي الفضل العباس A وبهمة العتبة العباسية المقدسة وجامعة الكوفة وكلية التربية فيها نقيم هذا المؤتمر العلمي الدولي، ربما نسأل لماذا نقيم هذا المؤتمر؟! هناك أهداف سامية لإحياء التراث وضعناها نصب أعيننا.
(من أرخ مؤمنا فقد أحياه) هذا الأثر العظيم الذي نرويه كل يوم، وجاء في صحيح الرواية (احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون اليها)، هذه الروايات عن أهل البيتD هي أهدافنا السامية لإقامة هذه المؤتمرات، فنحن نريد أن نحيي آثار الماضين والأقدمين ليتعلم الأجيال ماذا نقدم لهذا التراث العظيم، أكثر من ثلاثين بحثا شارك في هذا المؤتمر العلمي الدولي، وهي باكورة الأعمال المشتركة بين كلية التربية في جامعة الكوفة وقسم المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة، وستكون في الأعوام اللاحقة برامج لإحياء تراث الأقدمين، لا أستطيع إلا أن أقدم شكري للعتبة العباسية المقدسة والقائمين عليها لإحيائهم تراثنا الشيعي مجددا من خلال مراكز التراث التابعة لها، واحتضانهم للعلماء والأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات العراقية، والشكر موصول الى كل الضيوف الذين حضروا من أجل إحياء تراث الشيخ المرحوم آغا بزرك الطهراني.
بعد ذلك افتتحت الجلسات البحثية للمؤتمر وبواقع جلستين صباحية وجلستين مسائية، احتضنتها قاعتا الإمام الحسن والقاسم C كما ضمت فعاليات افتتاح المؤتمر كذلك إزاحة الستار عن كتاب (مستدرك الذريعة الى تصانيف الشيعة) لمحققه الأستاذ أحمد الحلي من قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، كما كان هناك معرض عبارة عن لوحات فنية للطلبة ونتاجات شيخ المحققين آغا بزرك الطهراني.حـفـــل الـخـتـــام: اختتمت على قاعة الإمام الحسن A في العتبة العباسية المقدسة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الموسوم بـ(العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني وأثره في إحياء التراث الإسلامي)، حفل الختام ابتدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق الأبرار، بعدها انطلقت فعاليات الجلسات البحثية المسائية للمؤتمر، التي توزعت بين قاعتي الإمام الحسن A وقاعة القاسم A وبحسب محاور المؤتمر، وقد تجاوزت الـ(11) بحثا.
وبعد ختام الجلسة البحثية ألقيت كلمة اللجنة التحضيرية لتعقبها كلمة الوفود المشاركة، وتقدم خلالها بالشكر والتقدير للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لرعايتها مثل هكذا مؤتمرات تعنى بإعادة إحياء تراثنا القيم، وإلى جميع الباحثين من داخل العراق وخارجه، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بتراث علمائنا الأعلام، ثم ألقيت بعد ذلك توصيات المؤتمر.
وفي الختام، وزعت الدروع والشهادات التقديرية على المشاركين والمساهمين في إقامة هذا المؤتمر، وقد تناوب على تسليمها كل من الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ورئيس قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية فيها.
رئيس قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشيخ عمار الهلالي، تحدث لنا قائلاً:
تحت شعار (تراثنا مجد اسلافنا ومنار أبنائنا) تقيم الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وجامعة الكوفة مؤتمراً علمياً دولياً تحت عنوان الشيخ العلامة آقا بزرك الطهراني وأثره في احياء التراث الإسلامي بهدف تسليط الضوء على شخصية علمية فذة يعد بحق شيخ الباحثين وعميد التراث من خلال مصنفاته الكثيرة والقيمة في المجال التراثي.
وتضمن المؤتمر عدة فقرات توزعت على أربع جلسات بحثية: اثنان منها صباحية واثنان مسائية في قاعتي الامام الحسن والقاسم D وبلغت البحوث المشاركة في المؤتمر ما يقارب ثلاثين بحثاً من مختلف الدول المجاور للعراق، وبالإضافة للجلسات البحثية للمؤتمر هو إزاحة الستار عن كتاب مستدرك الذريعة للأستاذ احمد الحلي وكذلك هناك معرض للكتب والرسائل والمقالات التي كتب حول الشيخ آقا بزرك الطهراني وكذلك بإجازاته وخطوطه تضمن كذلك مشاركة عدد من طلبة جامع الكوفة في رسم لوحات تخلد الشيخ صاحب الذكرى.
عميد كلية التربية في جامعة الكوفة الأستاذ الدكتور علي خضير حجي تحدث لجريدة صدى الروضتين قائلاً:
إن لهذا المؤتمر العلمي الدولي اهدافاً سامية منها احياء التراث العلمي للعلامة الشيخ اقا بزرك الطهراني الذي تفضل بكل ما كتبه على التراث الشيعي من خلال مؤلفاته (الذريعة، طبقات اعلام الشيعة)، فاليوم يشارك أكثر من ثلاثين باحثاً في هذا المؤتمر العلمي الدولي وبرعاية كريمة من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ومتوليها الشرعي الذي اهتم بهذا المجال الاحيائي للتراث الإسلامي، ونحن اليوم نتطلع الى برامج متعدد مع العتبة العباسية المقدسة لإحياء آثار علمائنا الإعلام.
مضيفاً: تضمنت محاور المؤتمر ثمانية محاور هي: (الحياة العلمية لآية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني)، المحور الرجالي في تراث آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، المحور الحديثي (الدراية والرواية) عند آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، محور التراجم والأنساب في تراث آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، المحور التاريخي عند آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، محور الفهارس والببليوغرافي في تراث آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، التراث المأثور في كتاب الذريعة لآية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني، آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني في الشعر العربي.
الأستاذ المساعد الدكتور علي طاهر الحلي من مركز تراث كربلاء التابع للعتبة العباسية المقدسة تحدث قائلاً:
الحقيقة واحدة من نفحات العتبة العباسية المقدسة هي الانفتاح على الجهد الأكاديمي الموجود في الجامعات العراقية وواحدة من مصاديق هذا الانفتاح هي التأصيل والأرشفة لتراث الشيعي الثر بمجمل تفاصيله اليوم بمؤتمر آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني من الأمور المهمة جدا ركز عليها قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية بالتعاون مع جامعة الكوفة من أجل التأصيل والتأسيس لفكرة واحدة ان هذا الرجل بمؤلفاته النيرة اللذان يستخدمان منذ التأليف الى ظهور الحجة ان شاء الله.
مضيفاً: بلغ عدد البحوث المشاركة ما يقارب ثلاثين بحثاً تؤشر كلها على مفاصل المهمة من حياة الشيخ آقا بزرك الطهراني ومنهجه في الكتابة التاريخية حيث كل هذا كان مسعى حقيقياً من لدن العتبة العباسية المقدسة للحفاظ على تراث الشيعة الذي واحد من مصاديقه آية الله الشيخ آقا بزرك الطهراني ومنهجه في الكتابة التاريخية.
الدكتور صالح القريشي من جامعة الكوفة تحدث قائلاً:
نشكر العتبة العباسية المقدسة لتعاونها الدؤوب والدائم مع المؤسسات العلمية واهتمامها بالتراث الإسلامي، قدمت بحث في هذا المؤتمر العلمي الدولي المبارك تحت عنوان (الشيخ الطهراني وأثره في تراجمات طبقات الشيعة الامامية ترجمة وفنا) وقلت ترجمة وفناً لم اقتصر به على التراجم فحسب، وانما عرضت الى الفنية التي استخدمها المرحوم الشيخ آقا بزرك الطهراني بهذا الكم الهائل من المعلومات، وهذه الامكانية التي لا يقدم عليها الا ذوي اللب والمعرفة والتمكن، فقد عرضت على مجمل أفكاره من خلال تراجمه التي تعتمد على سيرته الذاتية وخلقه الفذ واخلاقه المتميزة بين العلماء، فكان هذا الخلق الرفيع ميزة، وانعكس على علمه، فكانت طبقاته التي تسمى طبقات اعلام الشيعة فقد ترجم الى غير الامامية أيضاً حتى لا تنعكس صورة التميز فقط على من اعتقد به من ضمن عقيدته فهو كان عاماً ودؤوباً على نشر الإنسانية قبل العلم فهو انسان قبل ان يكون عالما بهذه الطبقات.
استمر الشيخ (رحمه الله) على التميز والتفنن الذي انفرد به عن الآخرين، فكان من أبرز ما تميز به ان طبقات اعلام الشيعة كان كتاب على شكل أجزاء عديدة فقد منح كل قرن اسم كتاب اختص به على وفق المواصفات التي ينتمي اليها العلماء في ذلك القرن وهذه من الصفات التي انفرد بها عن غيره.