بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة كلية التربية/ ابن رشد تعقد مؤتمرها الحسيني الدولي السابع بعنوان (كربلاء.. الحياة)

15-05-2019
زين العابدين ‏السعيدي
بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة
كلية التربية/ ابن رشد تعقد مؤتمرها الحسيني الدولي السابع
بعنوان (كربلاء.. الحياة)
بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، أقام قسم اللغة العربية في كلية التربية/ ابن رشد للعلوم الانسانية/ جامعة بغداد المؤتمر الحسيني الدولي السابع بعنوان (كربلاء.. الحياة) وتحت شعار (الثورة الحسينية: المنهج والمعطيات في تقويم المجتمع). وقد شهد المؤتمر حضور شخصيات أكاديمية وحوزوية وإعلامية كثيرة, واستهل بتلاوة آيات مباركات من الذكر الحكيم, تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار.لتأتي بعدها كلمة عميد الكلية الاستاذ سادر جازع الدراجي, والتي جاء فيها:
العنوان الذي اختير لهذا المؤتمر هو (كربلاء الحياة)، وفعلاً كربلاء هي الحياة، فلولا كربلاء لكنا أمواتاً من حيث الفكر والتصحيح، والثورة الحسينية هي ثورة عالمية وعلينا تجسيد ذلك في كل مؤتمراتنا وندواتنا وورشنا، وإن الإمام الحسين A عندما أعلن ثورته على الفساد والظلم لم يكن يرغب بتحقيق امتيازات دنيوية أو مادية أو معنوية؛ لأنه غني عن ذلك، فهو سيد شباب أهل الجنة، لكن المسألة التي نهض بها هي التصحيح، وإذا كنا نؤمن حقا بالحسين A فكرا وروحا علينا تطبيق ما نادى به، فهو نادى بالعدل ونادى بمكافحة الفساد والانحراف، وما أحوجنا هذه الأيام الى التمسك بهذه الشعارات, ونحن نسمع الكثير ممن يتحدث بهذه الأمور والشعارات، لكن الإمام الحسين A سبقهم قبل أكثر من ١٤٠٠ عام، فعلينا أن نؤمن بالحسين A حقيقة ماثلة، وأن نجسد أفكاره على واقعنا.
وأضاف: على كل من التدريسيين وعموم الأكاديميين والطلبة النظر في هذه الرؤى الإصلاحية، وهل طبقنا ذلك عمليا في حياتنا أو من خلال محاضراتنا وضبط تواقيتها؟ وهل طبقنا ذلك في تعاوننا وتراحمنا مع الآخرين؟ وهل استطعنا أن نترجم ولو بالشيء البسيط شيئاً من نهضة سيد الشهداء ومنهجه الإصلاحي أم اكتفينا باللقلقة اللسانية وبما يسطر ويلون من حبر على الأوراق, هذا كله لا يغني ولا يسمن من جوع، التطبيق هو الذي يغني وكما قيل (الدين المعاملة).
ولا يكفي أن نقوم بهذه الفعاليات اليومية في أوقاتنا الخمس، فإذا لم تنهني صلاتي عن الفحشاء والمنكر فهي ليست بصلاة، وإذا لم ينهني صومي عن العفاف واجتناب المحارم هذا ليس بصوم، نحن جميعا ملزمون بأن نكون حسينيين تطبيقا لا لقلقة لسان، فينبغي أن نتمسك بالحسين A فكراً وروحاً وعملاً.
ثم أتت كلمة ممثل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في المؤتمر المعاون التربوي لقسم التربية والتعليم الأستاذ الدكتور مشتاق عباس معن, ومما جاء فيها:
قال أمير الفصاحة والبيان أمير المؤمنين A في إحدى حكمه: (قيمة كل امرئ ما يحسنه)، وهذه الحكمة البالغة تؤسس قاعدة رئيسة في تقييم سلوك الأفراد والمؤسسات، ولعل ما يستبطنه هذا التقييم باق مفهوما وواضحا ورئيسا في عالمنا المعاصر المعاش، وأعني بذلك مفهوم الجودة.
ولأننا في حاضنة مؤسسة أكاديمية لها معاييرها بالجودة، ولعل أهم تلك المعايير هي الأنشطة العلمية والبحثية, ويأتي هذا المؤتمر المبارك واحدا من أهم تلك المؤشرات التي لا يختلف فيها اثنان بأنها من مؤشرات الجودة، ومن مقاييس تلك المؤشرات هي الديمومة والتميز.
وكما تعلمون نحن الآن في ظل النسخة السابعة من المؤتمر، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على الديمومة، وديمومة الشيء واحد من معايير الجودة, والأمر الآخر هو مقياس التميز، فإن وجود جهتين عريقتين أصيلتين - كلية التربية/ ابن رشد والعتبة العباسية المقدسة - في رعاية هذا المؤتمر وإقامته هو واحد من تلك المقاييس، وكلنا نعلم ما للعتبة العباسية المقدسة وبقية العتبات المقدسة الأخرى في تقديم الخدمات المتنوعة في المجتمع الخاص والعام، سواء كانت تلك الخدمات ثقافية أو معرفية أو فكرية وما الى ذلك، ورعاية هذا المؤتمر المبارك ينطوي تحت السياسة العامة للعتبة العباسية المقدسة.
واختتم قائلاً: أنقل سلام وتحيات وتبريكات سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الى هذه الكلية، فضلاً عن تحيات أعضاء مجلس إدارتها الموقر, واشكر كلية التربية/ ابن رشد التي اختصت كربلاء لا بوصفها جرحا وإنما بوصفها حياة، وأعتقد أن عنوان المؤتمر يحمل في طياته الكثير من المعاني السامية.
لتأتي بعد ذلك كلمة مؤسسة القبس للثقافة والتنمية حيث ألقاها بالنيابة الأستاذ حيدر نجم وقدم من خلالها الشكر والتقدير لكل القائمين على المؤتمر, وأشار الى نشاطات مؤسسة القبس ودورها في دعم شريحة الشباب.
ثم تم تبادل دروع التكريم بين العتبة العباسية المقدسة وعمادة كلية التربية/ ابن رشد, فيما قامت مؤسسة القبس للثقافة والتنمية بتكريم الطلبة الاوائل في الكلية من اجل تشجيعهم على المضي قدما في طريق التميز.
وقدم بعد ذلك فضيلة الشيخ احمد الساعدي محاضرة بحثية قيمة تطرق فيها الى اسباب نهضة الامام الحسين A ونتائجها وسر ديمومتها, لتكون هذه المحاضرة مدخلاً للجلسات البحثية للمؤتمر والتي بلغت ثلاث جلسات، توزعت على ثلاثة محاور:
المحور الأول: طاقة اللفظة وآثارها الإيجابية في خطاب الطف.. الأسلوب والمعالجة، وتضمن هذا المحور عشرة بحوث:
1- (المخيال الحر في سردية الجزيرة الخضراء) للباحثة أ.د. نادية هناوي سعدون.
2- (طاقة اللفظ في خطبة الامام زين العابدين A) للباحثة أ.م.د فاطمة كريم رسن.
3- (قراءة النص الحسيني عن الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)) للباحث أ.د. احمد عاشور جعاز.
4- (لغة الحرب واثرها في مفهوم الانتصار.. خطاب الطف إنموذجا) للباحث أ.م.د نعمة دهش فرحان.
5- (الموت القصدي في خطاب الطف والآخر الانغماسي (تطابق المصاديق وتشاطؤ الغايات)) للباحث أ.م.د محمد حسين مهاوي.
6- (الاستنهاض في الادب الحسيني (سيد حيدر الحلي انموذجا)) للباحثين أ.د. عمار الزويني والدكتور رضا الحكيم.
7- (رواية (امرأة اسمها زينب) مقاربة جمالية في اعادة كتابة تاريخ الطف) للباحثة أ.م.د بشرى ياسين محمد
8- (دلالة اللون في ادب الطف) للباحثة أ.م.د مائدة رحيمة غضيب.
9- (الابعاد المعرفية والادلالية في لغة النبي J وأهل البيت D) للباحث أ.م.د نزار بنيان شمكلي.
10- (البنية المضمرة في خطاب الامام الحسين A في واقعة الطف) للباحثة الدكتورة وجدان صادق.
المحور الثاني: استلهام القيم التربوية في تقويم النظام الاجتماعي في ضوء المنهج الرسالي، وبحوثه كانت كالآتي:
1- (القيم الحربية المحمدية العلوية في الثورة الحسينية) للباحث أ.د زهير محمد علي.
2- (تشفير اخلاق حقوق الانسان – الثورة الحسينية في الخطاب الروائي العالمي - الخطاب الاسباني, الالماني, الامريكي انموذجا) للباحث أ.د حسن عبد الهادي الدجيلي.
3- (الامام الحسين A نبراس الانسانية الخالد) للباحثة أ.م.د شفاء خضير عباس.
4- (السمات الشخصية للإمامين الحسن والحسين C وفقا لنظريتي الذات والتعلم بالنمذجة, والصور الأدبية في خطبهم) للباحثين أ.م.د سوسن صائب المعاضيدي و أ.م.د سفيان صائب المعاضيدي.
5- (المذهب الكلامي في الخطاب السياسي الديني خطبة الامام السجاد A اختيارا) للباحثة الدكتورة امل سلمان حسن.
6- (المرأة في الثورة الحسينية (الزوجة الأم)) للباحثة الدكتورة يسرى احمد صالح.
7- (الامام الحسين A في الفكر الاستشراقي) للباحثة أ.م.د تغريد عبد الخالق هادي.
8- (التوازن والدلالة في شعر شعراء الطف) للباحثين أ.م.د سهام صائب خضير وأ.م.د محمد صائب خضير.
9- (الامام الحسين A وسورة الفجر) للباحث أ.م.د عباس هاشم خالد.
10- (نور التوراة وبزر الزرع الحسيني) للباحثة الدكتورة زهور كاظم زعيميان.
المحور الثالث: البناء الفني في خطاب الطف.. الخصائص والأدوات، وطرحت فيها عشرة بحوث أيضاً:
1- (جدلية المكان والزمان في الخطاب الحسيني (في واقعة الطف)) للباحث أ.د سلافة صائب خضير.
2- (خطاب الرمز وايقونة الشهادة الحسن A في المرونة الشعرية المعاصرة) للباحثة أ.د انسام محمد راشد.
3- (ال البيت D في شعر الناشئ الصغير للباحثة أ.م.د سوسن صائب المعاضيدي).
4- (ال البيت D في شعر الشريف المرتضى (ت 436 ه) قراءة في ضوء الدرس البلاغي القديم الجديد) للباحث أ.م.د زهرة خضير عباس.
5- (خطب الامام الحسين A قراءة في تداولية الخطاب) للباحثتين أ.م.د الاء محمد لازم والدكتورة احلام هادي ابراهيم.
6- (بلاغة الافعال الاخبارية في قصيدة (ناداك خلك واعظا ومذكرا) لابن الجياب الاندلسي/ مقاربة تداولية حجاجية) للباحثة أ.م.د نردين رضا كاظم والباحث الدكتور حيدر رضا كريم.
7- (دراسة الصور الفنية في وصف اهل البيت D في قصائد علاء الدين الحلي) للباحث أ.د مجتبى عمراني يور والباحثة مهران غلا معلي زادة.
8- (تجليات واقعة الطف في الادب العربي) للباحثتين الدكتورة نسرين ستار جبار، والدكتورة لقاء فالح عودة.
9- (شعرية النص الحسيني الرثائي وأثرها في نهضة المجتمع), قراءة في شعر السيد حيدر الحلي انموذجاً، للباحثة الدكتورة خلود هاشم الوائلي.
10- (خطب سبايا اهل البيت D دراسة بلاغية) للباحثة الدكتورة ميعاد يوسف نصر الله.
صدى الروضتين تابعت المؤتمر والتقت مع المعاون التربوي في قسم التربية والتعليم التابع للعتبة العباسية المقدسة الأستاذ الدكتور مشتاق عباس معن, فتحدث قائلاً:
تأتي هذه المبادرة في رعاية هذا النشاط البحثي من قبل العتبة العباسية المقدسة واحدة من الخدمات التي تقدمها ودأبت على تقديمها إدارة العتبة المقدسة في رعاية المجتمع الخاص ولا سيما المجتمع العلمي الأكاديمي وذلك من اجل التوعية ومن اجل التثقيف ومن اجل دلالة المجتمعات العامة والخاصة على القيم السامية.
وهذا المؤتمر بنسخته السابعة جاء يؤكد على المنهج والمعطيات المستمدة من نهضة الامام الحسين A في تقويم السلوك وذلك؛ لأن المجتمع دائما سواء كان على مستوى الافراد او على مستوى المؤسسات بحاجة الى استنهاض ودلالة وتأكيد على القيم السامية؛ كي يستثمرها في سلوكه ومنهجه؛ لأن المجتمع العام والمجتمع العراقي على وجه خاص يتعرض لهجمات فكرية وثقافية موجهة, والغاية منها حرفه عن جادة الصواب, فتأتي هذه الأنشطة لإعادة الخطوات على الطريق الصحيح.