العتبة العباسية المقدسة ترعى مؤتمر القضاء على محو الأمية
15-05-2019
خاص صدى الروضتين
العتبة العباسية المقدسة
ترعى مؤتمر القضاء على محو الأمية
تتقدم الأمم بالعلم والمعرفة، وترتقي نحو الأفضل، وهذا ديدن الدول المتحضرة في مختلف انحاء العالم, وللعتبة العباسية المقدسة نهضة علمية تربوية واضحة في سبيل انتشال واقع العراق الى الافضل, حيث احتضنت فعاليات افتتاح المؤتمر والورش التطويرية في مجال محو الأمية والذي يعقد تحت شعار: (القضاء على الأمية مسؤولية الجميع)، والذي يقيمه الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية العراقية بالتعاون مع فرقة العباس A القتالية ومديرية تربية محافظة كربلاء وبرعاية العتبة العباسية المقدسة. ويأتي هذا المؤتمر التي تستمر فعالياته ثلاثة أيام ضمن مبادرات العتبة العباسية المقدسة متمثلة بفرقة العباس A القتالية الساعية إلى الارتقاء العلمي والتعليمي في المجتمع العراقي.
استهل حفل افتتاح المؤتمر الذي شهد حضورا أكاديمياً وحكومياً بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، ثم الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ(لحن الإباء).
جاءت بعد ذلك كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الددة وجاء فيها:
بعد أن أمنت العتبة العباسية المقدسة على هدفها الأسمى والأهم وهو خدمة الزائر وتكاملت في هذا الطريق أدواتها، انتقلت إلى هدف آخر ألا وهو خدمة المجتمع، وفي طريق خدمته هناك وسائل ومناهج ودروب، ولا يخفى عليكم أن درب العلم هو أسمى تلك الدروب وأولاها بالاهتمام والرعاية.
وأوضح: إن إنساننا المعاصر في أزمان الظلام وأزمان أخرى شغلته حياته عن مواصلة درب التعلم، فدخل في الجهل والظلام، والعتبة العباسية المقدسة لها في هذا الصدد تجارب ثلاث.
أولها: كان عن طريق لجنة تنقلت بين أحياء المحافظة ومساجدها واتخذت من أعمدة تلك المساجد مقرات لمحو الأمية، وتخرج من تلك المساجد المئات من أبناء المدينة.
الثانية: هي تجربة قسم التربية والتعليم، حيث أعد برنامجا لمحو الأمية كان في البدء خاصا بمنتسبي العتبة العباسية المقدسة، وقد أدخلوا في حلقات ودروس محو الأمية والحمد لله سجل البرنامج نجاحاً ملحوظاً.
الثالثة: هي تجربة فرقتنا المتشرفة باسم المولى أبي الفضل العباس A، وقد عملت على مقاتليها والحمد لله سجلت نجاحا باهرا في هذا المجال.
وتابع: نحن غطاؤنا الإسلام، والإسلام منذ أن تلت الرسالة السماوية آياتها الأولى وجاءت مؤكدة على تكرار لفظة القراءة لثلاث مرات، ثم نزلت آية باسم القلم؛ كي يرسخ الإسلام رسالته بأن الإسلام هو دين العلم والتعلم، والهدف الآخر أن القراءة والتعليم هو حق لابد للإنسان أن يكتسبه، وهذا الحق نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فجعل القراءة والكتابة حقاً لازماً على الإنسان أن يحظى به.
وأشار: لذلك حملت لافتة المؤتمر أن هذه مسؤولية الجميع، القراءة والكتابة هي بداية درب النور ولا يمكن لمجتمع أن ينهض أو يتطور إلا بهما، ومن دونهما الكثير من أفراده يبقون في ظلام الأمية، وللعتبة العباسية خطوات إجرائية بعضها وقائي والآخر علاجي في هذا الطريق.
واختتم: نتمنى لكم جميعا وأنتم تسيرون في درب النور أن تحملوا إنساننا المعاصر إلى حيث ركاب النور، ونتمنى التوفيق في مسعاكم النبيل هذا وأن يكلل عملكم النجاح وأن يثمر عن أجر عظيم، ولا شك أن هذا الأجر هو خير أجر، ونتطلع إلى السماء كي يسجل لكم ولنا، نشد على هذه الأيادي ونقبلها؛ لأنها تمثلت رسالة السماء واستهدفت الإنسان المعاصر لتخدمه، وليس لهم من وراء ذلك سوى الخدمة.
تلتها كلمة مدير تربية محافظة كربلاء المقدسة الأستاذ عباس عودة وجاء فيها:
لم يكن هذا المؤتمر ليقام إلا لأهميته وأهمية الموضوع الذي التقينا من أجله، سواء كانت الجهة المنظمة أو إخواننا الأعزاء في الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية، وهنا نقول: الأمية آفة ونقول العلم حق للجميع، فماذا نفعل لهذه الآفة؟ دائما نردد هذه الكلمة ولكن ما الذي علينا أن نقوم به للتخلص من هذه الآفة؟ لابد من تحديد الإجراءات الوقائية والعلاجية لهذه الحالة.
وأضاف: هناك قوانين عديدة شرعت في هذا المجال، ولكن كيف يمكن لنا أن يكون تطبيقها بالمستوى الذي يمكننا من القضاء على هذه الآفة؟ وعندما نقول: إنها مسؤولية الجميع بالتأكيد أن تضافر الجهود في كل القطاعات وفي كل الجهات المسؤولة سيسهم في القضاء على هذه الآفة، ابتداء من الموظف في أي دائرة من دوائر البلد، فالجهات التنفيذية والتشريعية من واجبها الأساسي إعطاء هذا الحق الذي هو حق التعلم.
وأكد: وجدنا -حقيقة- أن هناك رغبة عند الكثير من الناس في التعلم، لكن هذه الرغبة لابد أن تتوفر لها مقومات العمل، فعندما نضع التسهيلات المناسبة لتنفيذ هذا العمل ستكون النتائج جيدة.
وأوضح: وجدنا أن الطلاب بشكل عام من كانت أمه أو كان أبوه متعلمين يكون وضعه الدراسي أفضل ممن كان من أبوين غير متعلمين، وأن المرأة كحق من حقوقها نجد أنها في كثير من الأحيان لا يسمح لها بالالتحاق بمراكز محو الأمية، فإذا ما سعينا جاهدين في هذا المجال ووضعنا كل الوسائل التي تسهل الأمر وأولها هو التوعية بأهمية هذا الموضوع ستكون النتائج جيدة.
وأكد: كان لنا عمل رائع مع فرقة العباس A القتالية عندما علمنا مجموعة طيبة كانت لهم رغبة شديدة في التعلم، وأصبحوا بعد ذلك معلمين لزملائهم في أماكن مختلفة من أماكن قتالهم.
واختتم: الشكر الجزيل للعتبة العباسية المقدسة لاحتضانها مثل هكذا مؤتمرات وهكذا ورش، لما تجده من أهمية في هذا الموضوع، والشكر للجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية، ونتأمل من الدولة أن تعيد دراسة هذه الموضوعات وكل ما من شأنه جلب الدارس الأمي إلى مراكز محو الأمية.
بعدها كانت هناك كلمة لرئيس الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية الدكتور حفضي رشيد الحلبوسي، بين فيها: أن اهتمام العتبة العباسية المقدسة بموضوع مهم كمحو الأمية دليل على شعورها بأهميته والأخطار التي سيخلفها على المجتمع في حال تفشيه.
وأضاف: يسعدنا ويشرفنا أن نكون اليوم مع جمعكم الطيب المبارك، لنعمل ونساهم جميعا في مكافحة الأمية والقضاء عليها، وأود أن أقدم شكري وتقديري للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والمديرية العامة لتربية كربلاء وكل القائمين على هذه المبادرة القيمة، في احتضان أعمال ورش تخص محو الأمية، وهذا دليل على اهتمام العتبة العباسية المقدسة وشعورها بأهمية هذا الموضوع وخطورته على المجتمع.
متابعاً: إن مهمة محو الأمية لم تعد مهمة وظيفية فحسب، بل هي إنسانية وحضارية وشرعية تتطلب تكاتف الجهود، ولا تقف على مستوى الجهد الحكومي باعتباره المسؤول الرئيسي عن الحملة، بل لابد من تضافر جهود عناصر ومكونات المجتمع العراقي من منظمات المجتمع المدني وعلماء الدين وخطباء الجوامع والحسينيات وشيوخ القبائل والوجهاء وأساتذة الجامعات والخبراء والمختصين، لخلق حشد إجماعي وهذا ما أكد عليه قانون محو الأمية.
وأوضح: إن قانون محو الأمية رقم 23 لسنة 2011م عندما اعتمد مبدأ الشراكة لمواجهة تلك الآفة الاجتماعية، فالثابت أن هناك متلازمة بين الأمية والإرهاب والفقر، وهذا يدعونا جميعا إلى تحمل هذه المهمة الجسيمة من خلال حشد الجهود الاجتماعية والاقتصادية، للتخلص من آفة تفتك بالمجتمعات وتؤدي إلى التخلف والجهل، ونؤكد أيضا على ضرورة استمرار التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية خاصة اليونسكو ذي الخبرة والتجارب في هذا الميدان.
واختتم: نجدد شكرنا وتقديرنا العاليين للعتبة العباسية المقدسة لاحتضانها هذا التجمع الذي نأمل أن يحقق ما مرجو له.
ثم جاءت كلمة مدير قسم التوجيه الديني في فرقة العباس A القتالية الشيخ قاسم الجبوري، واستعرض من خلالها مراحل مشروع محو الأمية الخاص بمقاتلي فرقة العباس A القتالية، فضلا عن الخطوات التي خطتها الفرقة في سبيل إنجاح هذا المشروع بالتعاون مع مديرية تربية محافظة كربلاء المقدسة، والذي تكلل بتخريج المئات من الأميين من خلال تعليمهم في مراكز محو الأمية التابعة للفرقة في مختلف مناطق العراق، وإن المشروع لم يقتصر على الأميين فقط بل على أنصاف المتعلمين الذين يجيدون القراءة والكتابة دون وثائق دراسية، فتم إدخالهم امتحانات وبفضل الله تعالى تم حصولهم على وثيقة الرابع الابتدائي.
أعقبت ذلك كلمة الدكتور مشتاق عباس معن المعاون التربوي في قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة، التي بيّن فيها:
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) إذ تؤسس هذه الآية المباركة قاعدة تصنيفية مهمة لشرائح البشر، فهم إما يعلمون وإما لا يعلمون، وقد جاءت صياغة هذه الآية المباركة على أسلوب الاستفهام الاستنكاري لاستنهاض الطاقات البشرية، للارتقاء بالمجتمع من مرحلة لا يعلمون إلى مرحلة الذين يعلمون.
ولعل أحد مصاديق هذه الحركة الاستنهاضية هو المؤسسات التربوية والتعليمية على مدى التأريخ، وقد كانت هذه الآية المباركة إحدى القواعد الرئيسية لتشكيل السياسة العامة للعتبة العباسية المقدسة، فتم على أساس ذلك تشكيل جهات معينة لبناء برامج تنموية وتعليمية، كان أولها لجنة التربية والتعليم الموقرة التي نهضت بتشكيل السياسة العامة للتربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة، وأسست في العام الدراسي (2011 / 2012) المؤسسات الأولى التربوية والتعليمية التابعة للعتبة المقدسة، ثم انبثق من رحم هذه اللجنة المباركة قسم التربية والتعليم العالي الذي تسلم مهام ما بدأته اللجنة لتحقيق هذه الغاية السامية ولبناء مجتمع يعلم، متجاوزاً مجتمعاً لا يعلم.
مضيفا: استهداف شرائح المجتمع يأتي على نوعين، استهداف الشرائح التي تنتظم في سلك التربية والتعليم وهي وفق المراحل الدراسية المعروفة، وهناك خط آخر وأقصد به شريحة الكبار الذين لم ينتظموا بهذه التراتبية المعهودة، وواقعا هذه الشريحة تسبب إرباكا كبيرا في المجتمع لا سيما في المجتمعات المؤسساتية.
وتابع: لذا دأبت العتبة العباسية المقدسة على تخليص مجتمع المؤسسات العامل داخل تشكيلاتها من هذه الآفة الكبيرة -آفة الأمية-، وعملت على رصد الذين لا يمتلكون مهارتي القراءة والكتابة أو يمتلكونها لكن بمستوى ضئيل، فعمدت إلى تشكيل برنامج محو الأمية لمنتسبي العتبة المقدسة، واستمر هذا البرنامج وانتقل من أروقتها إلى الأقضية والنواحي المحيطة بمركز المدينة فضلا عن مركزها، للمساهمة مع الأجهزة الحكومية في وزارة التربية على الانتقال والارتقاء بالمجتمع من المستوى الأمي إلى المستوى غير الأمي.
مبينا: ثم جاءت المبادرة الطيبة من فرقة العباسA القتالية وهي مبادرة ينبغي الوقوف عندها بإكبار، لتكمل ما بدأته العتبة العباسية المقدسة، فكانت هذه المبادرة ليست فقط لتعليم المقاتلين مهارتي القراءة والكتابة، وإنما للارتقاء بأساليب القتال في ساحة الوغى، فكانت خطوة في الاتجاه الصحيح، وهذا الملتقى في هذه القاعة هو جزء من مشروع ينبغي أن يوسع وهو التكاتف بين الأجهزة الحكومية وغير الحكومية للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم إلى مستوى يعلم.
واختتم: نتمنى أن تستمر مثل هكذا مبادرات ليس فقط بمحو أمية القراءة والكتابة، وإنما أن يبدؤوا بمحاربة أنواع أخرى من الأمية التي بدأ المجتمع العالمي بالتخلص منها، للقضاء على الفجوة بين شرائح المجتمع، فالحديث الآن ليس فقط عن محو أمية القراءة والكتابة بل عن محو الأمية الرقمية.
وقد تضمن المؤتمر كذلك عرض فيلم قصير يوضح تجربة مشروع محو الأمية الخاص بفرقة العباسA القتالية.
تضمنت فعاليات اليوم الثاني والثالث على التوالي لأعمال المؤتمر والورش التطويرية لمكافحة محو الأمية الذي يقيمه الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية العراقية بالتعاون مع فرقة العباس A القتالية ومديرية تربية محافظة كربلاء وبرعاية العتبة العباسية المقدسة، حيث شهدت قاعتا الإمام الحسن والقاسم C عقد عدد من الورش التي تهدف الى وضع استراتيجيات لمكافحة الأمية.
أدار الورش نخبة من الأساتذة المختصين والمتصدين وكان الحضور مميزاً ومن مختلف محافظات وطننا الحبيب, ليتضمن الحفل الختامي كلمة للمشرف على فرقة العباس A القتالية الأستاذ ميثم الزيدي والتي قال فيها:
كان لنا الشرف والفخر أن نخدم في هذا المشروع المبارك وهو مشروع محو الأمية، وعندما يتوقف الإنسان عند هذه العبارة التي تثير ردة فعل قوية حين نقول: (محو الأمية)، لا نقول معالجة أو مكافحة بل المشرع كان قاصدا أن يقضي نهائيا ويمحو نهائيا هذا الخطر الكبير والضرر الجسيم الذي تلحقه هذه الآفة -آفة الجهل والأمية- في المجتمع.
نحن في فرقة العباس A القتالية وفي هذا المشروع الذي انبثق بناء على الفتوى المباركة من المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، وانبثق المشروع من العتبة العباسية المقدسة وحاولنا أن نعكس التجربة المباركة في مشروعنا الجهادي والعسكري.
بعض الجهات الإعلامية سألت: ما هو الربط بين فرقة العباس A القتالية ومحو الأمية؟! وأنا قلت: هو قمة الربط، فلا يوجد إنسان يدافع عن بلده إلا وهو عارف بقيمة هذا البلد بلد الحضارات والعلم، ففي بلادنا نشأت أول كتابة وشرع أول قانون في العالم, حينما سمعت أن في بلادنا سبعة ملايين أمي وهي إحصائية مرعبة، يفترض بكل عالم ومتعلم وكل صاحب قرار في هذا البلد أن تستوقفه هذه الإحصائية، وقد تأخذ بالازدياد مع هذا الإهمال الموجود تجاه قضية محو الأمية.
هذا المشروع يجري بخطوات متسارعة، حيث حققنا خلال ثلاثة أشهر نتيجة طيبة وهي محل اعتزاز، هناك أكثر من (500) مقاتل حصلوا على شهادات أنصاف المتعلمين، وأكثر من (700) انتقلوا من مرحلة الأمية الى مرحلة يتقنون فيها القراءة والكتابة.
وفي ختام الحفل تم تكريم المشاركين والمساهمين في إنجاح هذا المؤتمر.
جريدة صدى الروضتين التقت بالمشرف على فرقة العباس A القتالية الشيخ ميثم الزيدي فبين قائلاً:
نحن في مؤتمر مهم وبالغ الأهمية لا سيما أنه يتعلق في قضية رفع شريحة كبيرة وأساسية من هذا المجتمع من الجانب الأمي إلى أن نضعهم في حقل العلم والتعلم وهو مشروع محو الأمية إن شاء الله.
وأضاف: هذا المشروع أخذت على عاتقها العتبة العباسية المقدسة أن تدخل وتلج في مضماره بشكل واسع وكبير من خلال قسم التربية التعليم في العتبة المقدسة وكذلك فرقة العباس عليه السلام القتالية بعد أن انتهت المعارك كان علينا أن نقوم بتأهيل مقاتلينا الأبطال الذين حققوا الانتصارات ورفعهم من جانب الأمية إلى التعلم والعلم.
أكثر من 1200 مقاتل استفاد من هذا المشروع 500 منهم أكملوا الصف الابتدائي و700 مقاتل تحولوا من أميين إلى يقرؤون ويكتبون في غضون أربعة أشهر وهذا عدد كبير قياسا بهذه الفترة الزمنية القصيرة.
الجهد الكبير كان في قسم التوجيه الديني في فرقة العباس عليه السلام القتالية ودعم وإسناد منقطع النظير من مديرية تربية كربلاء المقدسة وكذلك وزارة التربية التي أهّلت معلمين من داخل فرقة العباس A القتالية لتأهيل المقاتلين الآخرين في تعلم القراءة والكتابة، حيث أن المقاتل مكلف بمهام قتالية وواجبات مسك فكان هناك واجب قتالي وواجب التعلم.
كما اختتم بالقول: إلى أن هناك توسعا من خلال ممثليات الفرقة في المحافظات أن تخطو نفس هذه الخطوات المباركة .
الاستاذ الدكتور مشتاق عباس معن المعاون التربوي لقسم التربية والتعليم العالي كان احد المحاضرين في الورش التي تضمنتها الجلسات، التقينا به، فأوضح لنا قائلاً:
مبادرة طيبة بين العتبة العباسية المقدسة والجهاز التنفيذي لمحو الامية في العراق وضمن ورش العمل المهمة تم تعريف الاخوة الحضور الكرام بأهم مشاريع وبرامج التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة بدءا من السياسات العامة ومرورا بالتشكيلات الإشرافية والتنفيذية اضافة الى البرامج التفصيلية ولا سيما التي تتعلق بتعليم الكبار من دارسي المحو الامية في العتبة المطهرة، بالإضافة الى البرامج التي تدعمها العتبة وتقام خارج اسوارها وانتهينا بأهم الأهداف العامة التي تنبثق من برامج في مجال التربية والتعليم
الأستاذ عمار رافع السلمان معاون مدير عام الشؤون الفنية في جهاز التنفيذي لمحو الأمية بيّن قائلاً:
في ظل تزايد الاهتمام العالمي للتعليم وبالأخص فيما يتعلق بمحو الأمية والتي وصلت آخر احصائية لعدد الأميين في العالم ما يقارب 750 مليون ونسبة كبيرة منها في الشرق الاوسط, لتكون هناك استراتيجية عالمية من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة لمدة عشر سنوات وهي من 220 الى 2030 واقرار 17 هدفا عالميا لمعالجة هذه الاستراتيجية والهدف الرابع منها يعنى بموضوع التعليم الشامل لجميع المواطنين في العالم, وهذا الموضوع مهم فعلى جميع مؤسسات الدولة العمل بالهدف الرابع, لتكون مبادرة العتبة العباسية المقدسة مبادرة عظيمة ومهمة وهي اول مبادرة لمؤسسة دينية ولشدة اهتمام العتبة العباسية المقدسة بالتعليم بدأت فرقية العباس القتالية بمحو الامية لدى مقاتليها الأبطال, وأخيراً اتوجه بالشكر للعتبة العباسية المقدسة على اهتمامهم الكبير بالعلم والمعرفة.
وكان لقاؤنا الأخير مع المقاتل صباح علي المنسب في فرقة العباس A القتالية قائلاً:
نشكر العتبة العباسية المقدسة على هذه المبادرة المباركة ألا وهي محو الأمية حيث كنا لا نعرف الكتابة والقراءة وبفضل هذا المشروع قامت فرقة العباس A بتعليم المقاتلين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة بتعليمهم القراءة والكتابة.
كما أوجه الشكر الجزيل إلى القائمين على فرقة العباس A القتالية الذين سخروا إمكانياتهم التعليمية في خلق مقاتلين يجيدون القراءة والكتابة إلى جانب كفاءتهم القتالية في ساحات الوغى.