رؤى فكرية وإعلامية بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لولادة مجلة رياض الزهراء المباركة

11-05-2019
خاص صدى الروضتين
رؤى فكرية وإعلامية بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة
لولادة مجلة رياض الزهراء المباركة
الأستاذ علي حسين الخباز – مسؤول شعبة الإعلام – رئيس تحرير جريدة صدى الروضتين:
نهضة الأمم الحقيقية تبدأ من الثقة بقدراتها، لترسم ملامح نهضة حقيقية قادرة على ترسيخ هويتها وجذر انتمائها، والاعلام وسيلة مهمة من وسائل نهضتها وابداعها لتقويم الموقف والطموح. الاعلام له قدرة على تأكيد هذه المتعة بوجدان، لتحقيق بناء المجتمع دينياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً؛ كونه يرتكز على التفاعل الناهض، ومجلة رياض الزهراء تبنت من نشأتها هذه الخصائص المؤثرة، والتي تحمل التطلع الرشيد الى تمثيل المجتمع النسوي الذي بدوره يحقق التمثيل الأسمى والأشمل بمرتكز الوجود الإنساني: كالسعي التثقيفي الذي ينشط الانتماء، مستمدا قوته من الفكر الزينبي، لمقومات وجوده، فوجود رياض الزهراء له اثر حقيقي ساهم في تشكيل ظاهرة الاعلام النسوي الملتزم والمرتكز على قدسية المكان، لتعميق صلة التواصل البناء، فكانت رياض الزهراء رياضاً للزهراء B.
إن جميع الوسائل التي بمقدورها ان تصوغ لنا خطابا يدرك معنى الانتماء الذي يتواءم مع جميع العقول والامزجة والأفكار والهويات، فكل هوية تصوغ لفرادتها متسع الخطوة، وهذا سبب لتماهي فكري تقدر ان تخلق منه مساحة تأثيرها، مستمدة من ثبات موقفها الفكري المتمسك بالرؤيا والابداع، يتبين في العديد من الإنجازات داخل إنجازها المعلن، فهي انتجت لنا مجموعة من الكاتبات المميزات، واقامت مجموعة من المؤتمرات والملتقيات واليوم عزمت على فتح باب المسابقات، وهذه كلها مرتكزات لصالح عملها وخدمتها اليقينية للدين والمذهب.
قلنا انها قدمت الرؤية التي خرجت من النمطية، ومألوفية الادلجة، وأصبحت مجلة لها ثباتها الفكري، والذي يتمحور داخل قدسية مكانها المهم، والقيمة المكانية مهمة؛ كونها تمتلك مؤثرات قيمية تضيف مسؤوليات كبيرة؛ كونها منشورا ثقافيا فكريا دينيا، يستمد مواده التاريخية من سيرة اهل البيت D وفكرهم الخطير، ويخاطب جميع الشرائح، وعندي شواهد انها امتلكت التأثير الاجتماعي الحي.
الأستاذ هاشم علي كريم الصفار - مدير تحرير جريدة صدى الروضتين - والمدقق اللغوي فيها:
بداية نتقدم بوافر التهاني والتبريكات بمناسبة ايقاد الشمعة الثالثة عشرة من عمر مجلة رياض الزهراء الغراء، متمنين لها المزيد من النجاح والتألق، ولكادرها المتميز السداد والتوفيق في الحفاظ على رصانة الرسالة الاعلامية الهادفة، الساعية للأخذ بيد المجتمع عامة والنسوي خاصة، وبنائه وتثقيفه دينياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً... وهي الجوانب التي تفاعلت وتميزت وأبدعت معها المجلة الرائدة رياض الزهراء في سماء تحقيق أهدافها من بين زحام التيارات الاعلامية بشتى ألوانها.
أما بخصوص التساؤل المطروح حول الوسائل المتاحة للخروج من مألوفية أدلجة الإنسان من الحرب الاعلامية المضللة ضد الدين والمذهب؟ فهي تكمن بضرورة الأخذ بنظر الاعتبار حجم الأدلجة ومألوفيتها، ومدى تأثيراتها على ديننا ومذهبنا وعقول شبابنا الغض من قبل الوسائل الاعلامية المتعددة، وتاريخها، وتعدد مصادرها، وبريقها المداف بسراب يحسبه الظمآن ماء.. الأمر الذي يستدعي أن تكون الردود المناهضة لها بحجمها أو تفوقها؛ لكي يتم تقويضها، وإحاطتها بخطاب بنّاء عصري مقنع، لا يبتعد عن روح تقبّل الآخر ومحاورته؛ سبيلاً لإيقاف أثيره السام في أذهان أبنائنا، الشريحة الأهم، والبنية الأساسية المستقبلية لمجتمعنا.
فلا سبيل لرؤية متفائلة، إلا بقراءة واعية لمتطلبات الساحة الإعلامية، والابتعاد عن المستهلك المكرور، وطرح قضايا الشباب وهمومهم ومشاكلهم بأسلوب متحرر، يعمل على التطرق العلمي الجاد للخطوط الحمراء سبيلاً لحمايتها، وليس لتقويض دعائمها، وسد الثغرات التي قد تفضي لتجاوزها، وإرساء الثوابت القيمية بروح التجدد المدروس، لتكون خطانا الاعلامية واعية ومنطقية، تستقطب القلوب المتبصرة، قبل الاستقطاب المادي المجرد، المفرغ من محتواه الروحي.
سائلاً العلي القدير بجود المولى القمر الهاشمي، وموسوعة ايثاره الخالد، أن يتقبل من كل العاملين في الحقل الإعلامي لعتباتنا المقدسة، سعيهم المبارك في رفعة ديننا، وإعلاء كلمة الحق، حتى ظهور قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين).