المنصة
11-05-2019
اللجنة الاجتماعية
الإناقة النفسية:
عندما يدعوننا الى احتفال ما، سيتبادر الى الذهن أولاً: ماذا سنرتدي؟ ويعني اننا سنفكر في اناقة مظهرنا الخارجي..! فهل فكرنا يوما بأناقة دواخلنا؛ لنكون بأناقة نفسية جميلة تشعرنا بالفرح والسعادة في جميع الظروف.
والإناقة النفسية تعني مجموعة من السمات والمهارات التي تزودنا بقدرات مميزة للتعامل مع كل الظروف والأوضاع النفسية التي نتعرض لها كل يوم، وتمنح من يمتلكها طمأنينة وسعادة تنبع من الداخل، ومقدرة على كسب قلوب الناس وألبابهم.
وأهم اكتشاف لهذا الجيل يتمثل في قدرة الإنسان على الثبات، وخلق التماسك النفسي المؤمن والقادر على تغيير مجرى حياتنا الى الأجمل والأسعد من خلال تغيير السلوك الى حسن التزام أخلاقي.
قد يمر الانسان بظروف صعبة، وقد يتعرض للويلات والألم والنكال والقسوة، وهذا ليس شرطاً ان يكون الانسان بائساً ومنكسراً وحزيناً، تسيطر عليه المشاعر السلبية، ويمكنه أن يغير الكثير اذا استطاع الانسان ان يفكر ويتعامل بروح إيجابية.
يقال: إن اديسون هذا الرجل الذي اخترع لنا الكهرباء، كان يمتلك مختبراً يجري فيه تجاربه، وذات يوم احترق المختبر، فحزن كثيراً وراح يتفقد آثار الدمار فيه، ويقول: ان الذي حصل يعد بمثابة كارثة، لكنها فرصة لكي أبدأ من جديد..! فهل نحن نحتاج الى كارثة مثل هذه الكارثة، أم علينا أن نبدأ من جديد، دون الحاجة لحصول كارثة..!
الجاهل:
ليس هناك في الكون جاهل يعرف انه جاهل، وإذا أقر يوماً بجهالته، هذا يعني انه ليس بجاهل؛ كونه يدرك قصوره الفكري، الجاهل لا يتحمل أي نقاش أو محاورة أو تفاهم، ويعتبر أي قضية نقاشية هي حلبة مصارعة يدخلها ليفوز فقط..!
اللغو عند الجاهل يتصوره فلسفة، ومثل هذه السمات تلقينية المصدر، التلقين يعني ان تفكر برأس غيرك، أن تتكئ على آراء براقة هي ليست من صميم أفكارك، وربما ليس لها في رأي العلم حضور، فلا بد من وسيلة تجنبنا مخاطبة الجهال، ولا وسيلة اجمل من الاعراض عنه حماية للعرض.
القرآن الكريم يصور هذا الاعراض: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (الفرقان/63) أي لا يرد عليهم بمثل ما قالوا، الجاهل هو الذي لا يضع الكلام في موضعه، ولا يستطيع ان يدرك له وزناً، فالرد الأجمل والأبهى هو الصمت، فخير من إجابته هو السكوت..!