التعايش الإنساني في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي نافذة حياة... وثقافة تواصل... ورسالة تسامح
09-05-2019
طارق الغانمي
التعايش الإنساني في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي
نافذة حياة... وثقافة تواصل... ورسالة تسامح
لعبق الشهادة ونسيم الإباء تأصيل لقيم التسامح والتعايش الإنساني، دماءٌ زاكياتٌ أُريقت قبل مئات السنين صارت رمزاً للمحبة والتسامح والقيم النبيلة. فها هي كربلاء تربعت على عرش قلوب العالم محبةً ووفاءً بجمالها ونقائها وجلالها لتفتح قلبها وعقلها للآخرين وتحتضنهم بوئام وسلام وكرامة من دون تمييز بسبب دين أو عرق أو طائفة أو جنس، فغدت بذلك شعاع النور الذي ينثر الأمل في غدٍ يسوده السلام ولغة الحوار وقبول الآخر. (الإمام الحسين -عليه السلام- منارٌ للأمم واصلاحٌ للقيم) شعارٌ يليق بالصرح الإنساني (ربيع الشهادة)، ويكون ملتقى مميزا بالنخبة من الوفود والقوميات المتعددة والجنسيات المختلفة ذات الألوان والأعراق تحت سحابة العتبات المقدسة؛ باحتضانها رموزا وشخصيات متنوعة هو رسالة واضحة بأنها عازمة على مواصلة مسيرة ونهج وأخلاق أهل البيت D، وجهودها واضحة في نشر ثقافة التسامح والمحبة والآخاء في العالم كله، إنطلاقاً من إيمان لن يتزعزع بأن التسامح والتعايش والتعاون المشترك هو أساس نجاح الأمم ونهضتها وتقدمها، وأساس الأمن والأستقرار في العالم. واستكمالاً لنهجه السابق، فقد شهد مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بنسخته الخامسة عشرة مشاركة وفود من (40) دولة عربية وإسلامية واجنبية تيمناً بحلول ذكرى ولادة الإمام الحسين وأخيه العباس C.
صحيفة صدى الروضتين استثمرت هذا التنوع في الحضور وقامت بعمل استطلاع رأي مع بعض الضيوف؛ لما رأوا فيه من رسالة إنسانية على واقع أرض كربلاء المقدسة، وكان بدايةً مع الأستاذ عقيل عبد الحسين الياسري عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، ومعاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي وضح الرسالة الإنسانية التي يؤمن بها هذا المهرجان العالمي، قائلاً:
شكلت مفردات المحبة والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين مكونات رئيسة في نهج التعددية الثقافية لمهرجان ربيع الشهادة، وباتت العتبات المقدسة حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان وصون الحريات واحترام الآخر، إذ ضم هذا المهرجان في هذه الدورة أكثر من 40 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام المتبادل، وتجرّم الكراهية والعنصرية وأسباب الفرقة والاختلاف.
كما أن كربلاء المقدسة أضحت شريكاً أساسياً بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري، لتصبح عاصمة ثقافية عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وهذا ما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.
أما سفير دولة فلسطين في العراق الدكتور أحمد عقل فقد اندهش بما رأى في كربلاء من رسالة عظيمة، قائلاً:
إن العالم الإسلامي يتعرض إلى هجمات مستمرة، وأن كربلاء خير مكان ليجتمع فيها جميع أحرار العالم دون استثناء سواء من المسلمين أو غيرهم. ويدل هذا المهرجان على سماحة الدين الإسلامي؛ لما يحتويه من تنوع فكري وحضور شامل، وأن كربلاء هي الارحب لاستقبال هذا الحضور من جميع اصقاع العالم. كما يمثل هذا المهرجان رسالة سلام من جوار حفيد رسول الإسلام محمد J، وضرورة التوحد لمعرفة اتجاه البوصلة في مواجهة الاعتداءات المتطرفة على البلدان المسلمة وغير مسلمة، وخاصة أن العراق استطاع أن يوقف ويدمر الارهاب الداعشي بفضل فتوى انطلقت من المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) وهو قادر كذلك على احداث التغيير نحو الأفضل.
فيما تحدث القس تيني جوزيف ديمتري عميد الديانة المسيحية الاكتودوثية، والقس في عرش الكزندري في الكاميرون/ لسانس وفوق اللسانس في علوم الاقتصاد، قائلاً:
مدينة كربلاء تمثل عاصمة الإنسانية في العالم، وهي السباقة في توحيد الأديان السماوية، ومنها انبثقت الوحدة والوقوف بوجه الظالمين وعرفها العالم بإنسانيتها، وخاصة شهدت على رمضائها واقعة الطف الأليمة وهي لم تقتصر في وقتها على طائفة أو دين فهناك أُناس عرفوا الحق فاتبعوه وضحوا من أجله، فكان جزاؤهم أن يخلدهم التأريخ، ومن أولئك هو وهب المسيحي أحد شهداء تلك الواقعة وهو من بين الأشخاض الذين نصروا الإمام الحسين A ووقف معه ضد الظلم والطغيان.
كما أني مسرور جداً بتواجدي على هذه الأرض المباركة ومشاركتي في هذا المهرجان الإنساني السلمي، حيث وجدت الوحدة هنا بين الجميع من المسلمين من مختلف المذاهب، وكذلك المسيحيين يجتمعون لأجل الإنسانية وهذا فخر للعراق ولمدينة كربلاء على وجه الخصوص.
على صعيد آخر وضح البروفسور روبرت مارتن غليف وهو تدريسي في جامعة إكسيتر البريطانية، ومدير مركز الدرسات الإسلامية في بريطانيا، وهو أستاذ الدراسات العربية والمحقق الرئيسي في القانون والسلطة والتعلم في مشاريع الإسلام الشيعي، ومدير مركز دراسات الإسلام (CSI) من عام 2011م حتى 2018م، قائلاً:
إن الاعلام البريطاني لا يمتلك الأدوات والخطط الصحيحة للتعريف بالإسلام الحقيقي داخل المجتمعات الغربية، لذا يقوم مركز دراسات الإسلام (CSI) بتنظيم حلقات دراسية منتظمة تجمع بين الموظفين والباحثين والطلاب الذين يدرسون موضوعات تتعلق بالإسلام، وتشمل اهتماماته البحثية النظرية القانونية الإسلامية وغيرها.
ونقوم بهذه المهمة لتوضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام الأصيل؛ لأن المجتمعات الغربية أخذت الصورة الأخرى عن الإسلام من الأعلام المعادي، لذا يتحتم علينا أن نوضح الصورة الايجابية عن الإسلام وكيف للإسلام أن يلعب الدور الايجابي في المجتمع البريطاني.
وحينما تتضح الصورة للمجتمعات الأخرى نستطيع وقتها أن ندخل بالتفاصيل ونفرق بين المسلم الحقيقي وبين المسلم المزيف الذي هو صنيعة الأعلام والأفكار المعادية والمنحرفة؛ كون هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع وبالخصوص رجال الدين والمثقفين والاكاديميين في المجتمعات الغربية.
الشيخ مألف مقدم من فرنسا تدريسي ومسؤول الحوزة العلمية في باريس، حاصل على شهادة الليسانس في التجارة:
إن مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي هو نموذج لتعايش السلمي بين الأديان وهو يمثل ثقافة التسامح بين الأمة.
نحن بأمس الحاجة اليوم في إقامة مثل هذه الملتقيات؛ كوننا نعيش وسط تعصب ديني متخبط يدعونا ذلك إلى طرح العديد من الأسئلة التي تبحث في سبل إماطة اللثام عن الكيفية الصحيحة للتعامل مع قضايا التعددية الثقافية والدينية.
وفي هذا المهرجان وهو من أبرز المحطات على المستوى الدولي والعالمي حيث استقطب ضيوفا من عدة دول وشارك فيه من مختلف الأديان والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية ونخبة من المفكرين والباحثين على مستوى العالم، لاحظت أنه يؤكد على ضرورة تجسيد مبدأ العدل والمساواة في الدين الإسلامي فالناس سواء في الحقوق والواجبات.
الداعية عمر دياباتي خطيب ومبلغ في ساحل العاج وجمهورية مالي ورئيس بعض المراكز التبليغية في افريقيا:
إن ما سمعناه عن العراق يختلف تماما عما نشاهده الآن، فوجدنا في كربلاء سماحة التعامل ونبذ الطائفية والتفرقة وتقبل الآخر وهذه الأمور من اساسيات التعامل والتعايش هنا.
لو كانت هنالك أرض أقدس من كربلاء في العالم لكانت هي كربلاء أيضاً؛ لأنها أرض احتضنت سبط رسول الله الحسين A واصحابه، وحاربت الظلم والجور منذ آلاف السنين.
شاهدت في كربلاء من خلال هذا المهرجان تنوعا فكريا وتنوعا في الديانات بشكل واسع ونبذا للطائفية وعدم التفرقة، وسأقوم بنقل تلك المشاهدات بعد عودتي إلى بلادي وأفريقيا، وما حدث أمامي سأنقله لجميع المسلمين في ساحل العاج وأي مكان ازوره لأبين حقيقة المسلمين في العراق وأعكس لهم الصورة التي يتناقلها الأعلام المزيف.
البروفيسور كريكور كوساتش الكاتب والباحث في تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط، والاستاذ في قسم الشرق المعاصر في الجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية في موسكو:
خلال زيارتي لكربلاء المقدسة رأيت الزائرين القاصدين إلى مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس C اكتشفت في عيون الناس نوراً لا يمكن اعتباره إلا نور الكرامة الإنسانية، فتذكرت مباشرة قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ). وهذه زيارتي ليست الأولى للعراق ولكنها الأولى إلى كربلاء، فبمجرد وصولي إليها ذهبت إلى زيارة عتباتها المقدسة المليئة بآلاف الناس، وقد رأيتهم يجدون السعادة والرحمة والاطمئنان في هذه الأماكن الطاهرة.
وإن هذه الكرامة التي أُنزلت على هؤلاء الناس هي التي جعلتهم مناضلين في سبيل الحرية والأخوة والعدالة والمساواة، والتي تعتبر فلكاً مشتركاً لجميع الديانات السماوية، مما يزيد الأمل بأن الكرامة المقرونة بالرغبة في الحرية ستتحقق.
الشيخ عسكري موسى كرومان مدير مدارس هيئة أهل البيت D في ليبيريا:
تنتابني سعادة غامرة للمشاركتي الأولى في هذا المهرجان الرائع، فبعد وصولنا إلى مدينة كربلاء، وجدنا أن هذه المدينة بما تحويه من مراقد مقدسة للإمام الحسين وأخيه العباس C، وجدناها بحق هي هدية كبيرة أهداها الله سبحانه وتعالى لنا ولكل أحرار العالم؛ لأنها أصبحت نبراساً لهم ومشعلاً ينيرون به طريقهم، ونحن نفتخر ونتشرف بحضورنا إلى هذه البقعة الطاهرة وإلى هذا المهرجان المبارك، وهو من مخرجات نهضة الإمام الحسين A ضد الظلم والجور والاستبداد، فنشد على أيدي القائمين عليه بأن يستمروا ويتواصلوا به؛ لأن رسالته واضحة إلى العالم أجمع، بأن أتباع أهل البيت D هم أتباع الدين القيم، دين الإنسانية السمحاء التي جاء بها نبينا الأكرم محمد J.
الدكتور روبرت كازمير مانياس من هنغاريا، دكتوراه في التاريخ الإسلامي، وكاتب في التاريخ والحضارة الإسلامية، ومحاضر في الكلية الإسلامية في صربيا:
بالنسبة لي هذا المكان -كربلاء المقدسة- مكان مهم وتاريخي؛ لأن تجربة الإمام الحسين A هي تجربة عالمية لا تقتصر على مذهب دون آخر، أو على دين دون آخر، أو على بلد دون سواه، بل هي لكل الإنسانية في العالم ولكل من ينهض ضد الاستبداد.
سأعود إلى بلادي حاملاً معي رسائل الحسين A ومنهجه، فمهرجانُ ربيع الشهادة له أهمية عالمية وصدى كبير في دول كثيرة، فكل المشاركين في المهرجان تجمعهم مشتركات عديدة أولها الإمام الحسين A، فهو كما أسلفت لا يخص مذهباً أو ديناً معيناً، فرسالته ومنهجه الإصلاحي إيقونة لكل من يبحث عن الإصلاح.
أما قيم التسامح والاعتدال التي وجدتها في مهرجان ربيع الشهادة فهي من مميزات الإسلام الأصيل، وللأسف فإن الغرب كثير منهم لا يعرف هذه الحقيقة، ولا يعرف أن التسامح والاعتدال من أساسيات الدين الإسلامي، وهذا المهرجان هو مجسد لقيم التسامح الإسلامية فضلاً عن الاعتدال والتعاون بين أبناء المذاهب المختلفة، بل إن أحد أهم أركان هذا المهرجان هو إشاعة خطاب التسامح ونبذ التطرف، خاصةً أن العالم الآن يعيش موجة من الطائفية والعنصرية والتطرف، فمهم جداً أن يبرز الإسلام الحقيقي من خلال هكذا مهرجانات.
الشيخ عامر البياتي عضو الأمانة العامة لمجمع العراقي للوحدة الإسلامية، والناطق الرسمي لدار الإفتاء العراقية:
لقد وجدنا في هذا المكان الطاهر رحابة الصدر والأخوة التي تمثلت بقول الباري (عز وجل): (إنما المؤمنون أخوة)، لقد وجدناهم أهلاً للضيافة وأهلاً للأخوة، ووجدناهم رمزاً كريماً ومباركاً لأخوة الإسلام والمسلمين، وأدعوا من خلال منبركم هذا إلى اتباع نهج الوسطية المعتدل في جميع مناحي الحياة ونبذ الفرقة والتناحر والاقتتال، والتمسك بدين الله (عز وجل) ونهجه القويم نهج الرسول وأهل بيته D.
أسأل المولى العلي القدير أن يبقي كربلاء المقدسة منارةً للعلم والعلماء، ونأتي إليها في عام قادم بإذن الله ونراها بأنوار حسينية أخرى، سائلين الباري أن يوفق القائمين على هذا المهرجان المبارك لما يحبه ويرضاه، وأن يبارك بجهودهم المعطاءة لخدمة وحدة المسلمين وغير المسلمين.
الشيخ ديديبابا ادموند ابراهيماج (بابا موندي) رئيس الطائفة البكتاشية في العالم، والذي عمل بجد لقيادة وإعادة بناء المجتمع البكتاشي، وساعد على إعادة بناء المباني والمساجد المحطمة، واستمر في نشر روح التسامح والأخوة والمحبة في المجتمع الألباني والعالم:
تغمرني السعادة وأنا أشارك إخوتي العراقيين محفلهم المبارك هذا، وهذه هي الزيارة الثانية لي للعراق، وقد وجدته متقدماً ومنوراً كما أرى الآن هذا المكان الذي أُضيف إلى نوره نور وجوه المشاركين والقائمين البهي.
سنبقى على دستور علمائنا وأساتذتنا الكرام وسيبقى في قلوبنا حب آل البيت D فهم قدوتنا وسادتنا، وسيزداد إن شاء الله حبنا وتمسكنا بهم، وإن طريقة البكتاشية الصوفية ستكون دائماً طريقةً لنشر الحب والسلام والوئام في كل أنحاء العالم، فنحن في ألبانيا نعيش بسلام وطمأنينة مع إخوتنا من باقي الأديان الأخرى، ونعمل معاً على نشر السلام، وان أكثر شعوب البلقان يرون بأن الدين الإسلامي طريق يؤدي إلى بر الأمان في المحبة والإنسانية.
وأخيراً أقدم شكري وامتناني للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأشكر كل علماء هذا البلد والعلماء الحاضرين من بلدان أخرى وأدعو لهم بالسلام والوئام والمحبة الخالصة.
الشيخ المفتي ارتان فوكاج إمام في المقر العالمي البكتاشي في البانيا، ماجستير في الدراسات والبحوث القانونية ولديه دراسات في العلوم والسياسة:
جئنا من اوربا وبالتحديد من البانيا للمشاركة في هذا المهرجان العالمي وهي المشاركة الأولى لنا فيه، ونحن مسرورون جداً بتواجدنا على أرض كربلاء أرض الإنسانية والتسامح والتعايش السلمي وسيبقى في ذهننا ووعينا وسنقوم بنقل ما رأيناه هنا إلى بلداننا حال وصولنا.
كانت لنا محطات تعارف جداً مهمة مع الشخصيات المشاركة في هذا المهرجان وتعلمنا واستفدنا منهم الكثير في الحصول على النصائح والمعلومات التي كنا نبحث عنها في السابق، لذا نقدم الشكر والعرفان للجهات المنظمة والقائمة على أعمال هذا الملتقى الثقافي العالمي وتختلج في دواخلنا السرور والسعادة والفرحة ونشد على ايديهم في الاستمرارية لئلا وصول رسالة الإسلام الحقيقي إلى جميع اصقاع العالم.
سماحة السيد منير الخباز، رجل دين وخطيب ومفكر وكاتب إسلامي من السعودية، وهو من أفاضل علماء القطيف ويقوم بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول في حوزة قم المشرفة:
حضرنا هذا المهرجان المبارك وهو من الثمرات العظمية للمشاريع العملاقة التي تنهض بها العتبتان المباركتان الشريفتان الحسينية والعباسية، وكان مهرجاناً رائعاً في فعالياته المتنوعة وخاصة الجلسات البحثية والقراءات التحليلية التي عرضت من خلال هذا الملتقى وكذلك ضم أجواء من المناقشات العلمية التي تمثل النضج العلمي والأدب الراقي في التعامل مع البحوث العلمية.
كما وجدناه يضم أطيافاً مختلفة من أديان متنوعة ومذاهب وألوان ومدارس عدة تلاقت كلها بأدب راقٍ ورؤية اجتماعية إنسانية موضوعية تحت ظلال الحسين والعباس B.
وأوكد من هنا جميع الأخوة العاملين في إنجاح هذا المهرجان من قائمين ومنظمين وباحثين وإعلاميين وغيرهم كلهم ساهموا في براعة ومهارة إنجاح هذا المهرجان العظيم، وهم خير مصداقٌ لأنصار الإمام الحسين A... جعلنا الله تعالى وإياهم تحت خيمة الحسين A، ورزقنا الله واياهم شفاعته في يوم الورود، وأن نكون معهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الأستاذ عز الدين بودجيت من فرنسا، أستاذ تدريسي في جامعتي دوفين وجيسو باريس، مسؤول احد البنوك الفرنسية، حاصل على شهادة ماجستير من جامعة Ensae للإحصائيات والتكوين الاقتصادي:
هذه زيارتي الثانية إلى مدينة كربلاء المقدسة ووجدت أمور مختلفة تماماً عما هو عليه في زيارتي الأولى قبل سنوات، وحقيقة النظرة الموجودة في الخارج تميز ما بين ما موجود في غير مكان وبين أهل العراق من حيث الكرم والضيافة والاستقبال والأخلاق والتقدم والتحضر.
هذا المهرجان الثقافي وهو نسخة مطابقة إلى المهرجانات التي تقام في فرنسا من الجانب التنظيمي والتقني والفني، وعلى ضوء هذا التطور أدعوا إلى كل المنصفين واصحاب الرسالات الإنسانية أن يزوروا كربلاء المطهرة ليروا بأمّ أعينهم التسامح والتعايش السلمي والإنساني بين كافة المكونات والقوميات، كما يروا رسالة الإمام الحسين A عن قرب بالدفاع عن الحق والحقيقة ورفض الذل والخنوع وكل ما هو باطل.
الدكتور جلال الكبيسي رئيس رابطة علماء الأنبار، وعضو الأمانة العامة لمجمع العراقي للوحدة الإسلامية:
اجتمعنا هنا على حب سبط النبي المختار أبي عبد الله الحسين A وواجب علينا كمسلمين عامة أن نوّقر آل البيت النبوة D وأن نبجلهم وننشر رسالتهم الإنسانية والأخلاقية، وأن حبهم فرضٌ على كافة المسلمين والديانات وليس للطائفة دون أخرى؛ كما قال رسول الله J: (تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي).
تواجدنا هنا في كربلاء ليس للمرة الأولى بل كان هناك عدة زيارات متعددة في وقت سابق والغرض منها هو تفعيل الوحدة الإسلامية وتحقيق مبدأ التعايش السلمي بين كل طوائف البلد، لذا نقدم الشكر الجزيل للعتبات المقدسة على دعوتهم لنا في هذا المهرجان الإنساني والسلمي وهو رسالة واضحة بأن العراق موحد، ولا يوجد تفرقة بين كافة مكوناته.
وبدورنا نساند ونشد على أهمية هذه المؤتمرات، وهي دليل الوعي والمحبة بين المذاهب والديانات، ونتمنى من استمرارها في الأعوام القادمة؛ لأنها تسير على النهج الذي جاء به النبي J وأهل بيته الأطهار A، ولولا هذه المهرجانات التي تقام لمّا اجتمعت هذه الوفود بكل أصنافها وأنواعها وأختلاف ألوانها وتعدد لهجاتها إلا للمحبة ونشر الإنسانية والتعايش السلمي ومحبة آل أهل البيت D، فدور العتبات المقدسة حقيقة ليس فقط خدمة آل بيت النبي J بل إنهم يرفعون شعاراً يدعو إلى إنصاف كل مظلوم وكل من يتعرض إلى الظلم.
الشيخ ابراهيم محمود السيد من جزيرة مدغشقر، خطيب ومدرس ومبلغ في مركز الرسول الأكرم J خريج كلية أصول الدين في جامعة الأزهر:
تشرفت بالاشتراك في هذا المهرجان الأكثر من الرائع, وأشكر كل خدام العتبات المقدسة باستضافتهم الضيوف وحسن استقبالهم, وأتمنى أن تنقل مثل هكذا مهرجانات إلى بلداننا، ويكون مهرجاناً متنقلاً ينظم على مستوى عالٍ من المثقفين من شرائح المجتمع كافة, ونخبة معينة من المفكرين في بلدانهم حتى نستفيد منه ومن فعالياته التي تجذب الآخرين في معرفة مبادئ الدين الإسلامي السمحاء والرسالة السماوية التي جاء بها نبي الرحمة أبو القاسم محمد J.
مهرجان قيم جداً شعرنا به بالأمان والسعادة والسرور، وسننقل كل ما رأيناه هنا في كربلاء من تسامح ومحبة وسلام وأمان وحرية، وسنعكس كل ما يقال عن العراق بأنه بلد غير مستقر ومضطرب أمنياً، لذا نتمنى لكم حياة أكثر مليئة بالأمن والأستقرار والرفاهية بإذن الله تعالى.
المهندس حميد القطان من دولة الكويت وكيل وزارة الاتصالات سابقاً:
جئنا من دولة الكويت بدعوة كريمة من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية للمشاركة في فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر، وكان هذا الملتقى مناسبة جميلة جداً بأن تلتقي بهذا الجمع الغفير المكون من عدة ديانات وجنسيات وقوميات وطوائف وأعراق، وهو خطوة مباركة لنقل ثقافة المذهب الجعفري المبارك للعالم أجمع، وهو منهج قويم لتعريف برسالة الإمام الحسين A الغائبة عن أذهان الكثير من البشرية والديانات، وهي بحد ذاته رسالة لا تقدر بثمن من ناحية الحقوق الإنسانية ومبادئ العيش بحرية وكرامة والوقوف بوجه الظالمين.
الدكتور درايتون سلماني من مقدونيا، دكتوراه في أمراض القلب، وأستاذ جامعي في جامعة تيشوفو في مقدونيا:
هذا المهرجان اعطاني فرصة عظيمة لزيارة كربلاء المقدسة، والتشرف بزيارة مرقد سيد الشهداء A، وأنا جداً شكوراً للقائمين لدعوتي إليه ومشاركتي هذا التنوع الرائع الموجود من كافة الألوان والأطياف والأعراق، وهو مهرجان مبارك في تبيان رسالة أهل البيت D الإنسانية والسلمية والأخلاقية.
الدكتور راديس شيكو شخصية معروفة في البانيا، ورئيس الطريقة القادرية الرفاعية في البانيا:
لا يمكن وصف شعوري عند دخولي إلى حرم الإمام الحسين A حيث أصابتني القشعريرة في جسدي وأنا أرى هذه الأجواء الروحانية الأيمانية وسط الوافدين من كل بقاع الكون، ولا أبالغ إذا قلت لكم: إني لا أستطيع وصف الطاقة الروحية التي ملكتني عند قبر سيد الشهداء A، لذا أشكر العتبتين المقدستين على هذه الدعوة المباركة وإتاحة الفرصة لي بالحضور ومشاهدة هذا الكم الهائل من كل الأطياف والألوان وهي تلوذ بحب آل البيت D راجين الشفاعة منهم عند مليك مقتدر.
الشيخ عمر عبد المؤمن كيمدي من بوركينا فاسو، أحد علماء التيجانيين الصوفية وقد تتلمذ على يديه ما يقارب 300 تلميذ في مجال القرآن الكريم والفقه، وبواسطته تم بناء أكثر من 100 مسجد للمسلمين في بلاده:
هذه المرة الأولى التي أزور فيها مدينة كربلاء المقدسة، حيث كنت أسمع بها من قبل ولم أشاهدها، واليوم وفقنا الله (عز وجل) بزيارتها وهذه أجمل هدية في تلقيتها في حياتي، فبمجرد وصولي إلى مرقد الإمام الحسين A وتقربي من مقامه الشريف رأيت نوراً لم أره من قبل وكان شعورا غريبا لم استطع وصفه لكم.
فسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى من سار بنهج الحسين، ونسأل الله أن يوفقنا ويحشرنا مع الحسين في يوم الورود، قطعاً حين عودتي لبلادي (بوركينا فاسو) سأتكلم في كل قراها بما رأيته من نفحات حسينية وأجواء ايمانية قطيعة النظير إن شاء الله تعالى.
وسأتحدث عن هذا المهرجان الرائع وعن فعالياته الكبيرة وعن السلام والأمان والتعايش السلمي بين الناس كافة، أدعو الله تعالى أن يوفقكم أكثر لخدمة سيد شباب أهل الجنة A وخدمة الدين الإسلامي الحنيف.
ومن خلال هذه اللقاءات المكثفة خرجت صدى الروضتين بنتيجة مفادها أن العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بشهادة الجميع منارةً للتسامح العالمي بفضل ما غرسته المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة المرجع علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) من رسالة إنسانية وقيم أصيلة وأخلاق نبيلة وتعايش سلمي واضح لا للكراهية والعنصرية والمذهبية.
رسالتها التسامح والعيش بأمان وهي ضمانة أساسية لتحقيق التعايش والأنسجام لكل من يزور أرض كربلاء الطيبة، وهو الهدف الأسمى لذلك ترسيخ قيمة التسامح كقيمة أساسية في مجتمعنا والأجيال الجديدة.