شهر المغفرة لا شهر الطرب
08-05-2019
سرمد سالم
في كل عام، وخصوصاً في شهر الخير والبركة (شهر رمضان المبارك) تظهر لنا برامج تلفزيونية عربية متعددة ومسلسلات درامية ماجنة، تأخذنا الى عوالم جديدة من المتعة والفكاهة والفن، لكنها في الحقيقة تعد مشكلة حقيقية وأزمة للمجتمعات المسلمة برمتها.
أغلب القنوات الفضائية العربية والمنتجين العرب يعدون العدة ويسعون لجذب المشاهد العربي في هذا الشهر الفضيل الى الشاشة الرقمية؛ ليكسبوا رضاه بوجبة فنية درامية مصحوبة بأجواء صاخبة راقصة باستخدام عناصر التشويق والجذب، ولا اعرف المبتغى من هذا التوجه في هذا الشهر بالذات..؟!
أما البعض من القنوات الفضائية العراقية الموجودة على الساحة في الوقت الحاضر فحدث بلا حرج، فقد اصبحنا نشاهدها تسير على خطى القنوات العربية وأضحت تحذو حذوها لتستطيع كسب المشاهد بهذه البرامج والمسلسلات التي اقل ما يقال عنها أنها هزلية وبلا جدوى وكل ما فيها مبني على الطرب والفكاهة.
هل الغرض من تقديم هذا النوع من الفن في هذا الشهر الفضيل هو الترويح عن الصائم الذي جهّز نفسه روحيا ونفسيا وعقليا وبدنيا لصيام ساعات طويلة من النهار عن الطعام والشراب واللهو ولهج لسانه بذكر الله تعالى، ورتل آيات الذكر الحكيم، وسعى سعيه للتقرب زلفة إلى رب العالمين؟
وهل الترويح يكون باستخدام هذا النوع من البرامج وعن طريق التركيز على جذب المشاهد، وجعله يدخل في اجواء المشاهدة المصحوبة بالمرح والطرب بغض النظر عن النتائج والمخرجات.
يسعى الممول باستخدام هذه الطريقة لتكسير الحواجز التي ينميها الصيام في نفوس الصائمين ليتحول الصائم بلا وعي أو إدراك من حالة العبودية الى العصيان.
وإذا ما دققنا لوهلة في هذه البرامج التلفزيونية والأعمال التي اثرت في الصائم سنشاهدها خالية من المحتوى الثقافي الهادف، ولعرفنا ان الدافع من انتاجها هو لتحقيق غاية الممول في الحصول على ارباح كبيرة.
(دينهم دنانيرهم) قول ينطبق على الممول؛ لكونه في سعي مستمر لاستدراجنا من خلال ابتكار خطط جديدة واستخدام المتاح وغير المتاح (المحظور) من اجل ايقاعنا في شباكه وفخاخه، ولتنطلي علينا افكاره الشيطانية بمشاهدة هذه البرامج.
سؤالنا لجميع القنوات الفضائية: ما هي المفاجأة التلفزيوينة لهذا العام؟
وما هو البرنامج الابرز؟
هل سيكون كالعادة برنامج يحقق أرباح كبيرة فقط..؟
ام اننا فعلا سنشاهد اعمالا تلفزيونية حقيقية هادفة، ذات طابع درامي بعيدا عن (أفكار الممول المشينة)..!