أكثرُ من (400) طالبة جامعيّة يؤدّين قَسَمَ التخرّج في صحن أبي الفضل العبّاس ع
27-04-2019
علي طعمة
أكثرُ من (400) طالبة جامعيّة
يؤدّين قَسَمَ التخرّج في صحن أبي الفضل العبّاس ع
ضمن منهاجٍ أعدّته لهنّ شعبةُ مدارس الكفيل النسويّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة ردّدت أكثرُ من (400) طالبة جامعيّة قسمَ التخرّج في صحن أبي الفضل العبّاس A، بالإضافة إلى فعّالية فقرات أخرى، لتكون دافعاً معنويّاً لهنّ وأن تكون نهاية مسيرتهنّ التعليميّة وانطلاقتهنّ للحياة العمليّة من حرم أبي الفضل العبّاس A.جريدة صدى الروضتين التقت بالسيدة بشرى الكناني مسؤولةُ شعبة مدارس الكفيل الدينيّة قائلة:
ترعى مدارسُ الكفيل الدينيّة النسويّة العديد من الأنشطة والفعّاليات طيلة السنة، وقد أفردت مساحةً واسعة للوسط الجامعيّ النسويّ، ومنها هذه الفعّالية التي تُقام للسنة الأولى في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد توسّمت دفعة هؤلاء الطالبات بـ(دفعة بنات الكفيل)، حيث بدأ التنسيق لإقامة هذه الفعّالية منذ مدّة طويلة، وقد وجدنا أنّ هناك رغبةً من قِبَل الطالبات الجامعيّات للاشتراك في هذا البرنامج، لكن لضيق المكان ارتأينا هذا العام استضافة (405) طالبات فقط من جامعاتٍ في محافظة البصرة وذي قار وواسط وميسان.
وأضافت: إنّ هؤلاء الطالبات قد فضّلن هذه الفعّالية بعيداً عن أجواء الصخب المعتادة في حفلات التخرّج، وأن يتّخذن من منهج أبي الفضل العبّاس A منطلقاً للعلم والعمل.
وكان لقاء آخر مع الدكتور عباس الددة عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة قائلاً:
بدءاً هذه بادرة طيبة من الأوساط الجامعية خاصة في ظل إحياء بعض الفوضى التي تتنافى وتعاليم الدين الإسلامي من إساءة للإنسان فيما يعرف بحفلات التخرج، وهؤلاء الطالبات أخذن على أنفسهن أن يكون ترديد قسم التخرج في حضرة المولى أبي الفضل العباس A؛ لما يمثله المولى من قيمةٍ عليا وما عرف عنه من غيرة على الإسلام ونصرة أخيه أبي عبد الله الحسين A وعلى الزينبية، وإن تتويج هذه الكوكبة بترديد القسم هنا يحسب للطالبات إنهن عزفن عما يدور في الشارع العراقي وجئن ليطبقن ما يراد منهن أمام المولى أبي الفضل A.
وقد تضمّن منهاج الاحتفاء بالطالبات فقراتٍ عديدة أهمّها:
- ترديد القسم من أمام مرقد أبي الفضل العبّاسA، والاستماع إلى كلمةٍ إرشاديّة وتربويّة لعضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ الدكتور عباس الددة، حثّهنّ فيها على مواصلة مسيرتهنّ العمليّة والعمل على استثمار الوقت استثماراً أمثل.
كما وكان هناك لقاء أبويّ جمعهنّ مع المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، والاستماع إلى كلمةٍ وتوجيهاتٍ سديدة ووصايا مهمة وهذه أبرزها:
- أنتنّ بحمد الله تعالى على أبواب التخرج، وستغادرن هذا الصرح العلميّ الذي كنتن فيه بمشقته وأفراحه، وبالتأكيد ستتركن الكثير من علاقاتكن الطيّبة مع زميلاتكن بالدراسة ومراحلها، وهذه سنة الحياة فلا شيء يدوم سوى الذكريات الطيّبة، وستبدأ حياة أخرى غير الحياة السابقة.
- ستبدأ عندكم مرحلةٌ جديدة غير هذه المرحلة، والتي هي حصيلة وثمرة نجاحكم واستحقاقكم.
مرحلة ستسعون فيها أيضا إلى النجاح كما في السابق، ولكن بمسارات مختلفة من خلال تعزيز الثقة بأنفسكم أكثر وتتحدون المصاعب العملية متى ما واجهتكم وكيفما ستلوح في طريقكم.
- سوف تواجهكم قضيّة أخرى هي صعوبة المجتمع الذي ستعملون بداخله، سترون ثقافة جديدة وطموحاً جديداً، سيصادفكم فهمٌ للأشياء، فهمٌ جديد أنتم غير معتادين عليه، ربما يكون فهمٌ صحيح أو فهمٌ خاطئ، فان كان الفهم صحيحا فلا بد من تعزيزه والاستئناس به، متجنبين الفهم الخاطئ، هكذا ينبغي علينا أن نمارس ما أتعبنا أنفسنا من أجله وهي حياتنا ما بعد التخرج.
- الشيء الذي أريده منكم - وسوف تذكرون هذه الكلمة أيّها الفاضلات - أنّ هذا الحماس الذي لديكن يجب أن لا يفتر، بل لابد أن يبقى متقدا ومحركا لكم نحو ما تريدون تحقيقه.
- تذكروا بناتي أن هناك آمالا خادعة لا بد أن تجتنبوها، وآمال تحتاج إلى جهد ومشروعية إلى تحقيقها، فأنتم - جزاكم الله خيراً - اخترتم هذا المكان المبارك، لتظلّ بصمة طيّبة في أفكاركم وأنتم تحتفلون بتخرّجكم، في مكان غير مألوف عند البعض، وبطريقةٍ محبّبة تحصن مقامكم في الحياة، وفي نفس الوقت تكون بدايةً طيّبة لمشواركم العمليّ، بعد أن أتممتم المشوار العلميّ، فأشكركم على هذا الاختيار فهو خيارٌ صائب.
- إنّ هذا المكان سوف يبقى في مخيّلتكم، وأيّ صعوبة ستواجهكم تذكّروا هذا المكان الذي يحتوي على أروع معاني الوفاء ومعاني السلام والجود والعطاء ومعاني المواساة، حينها ستبتعدون عن الأفكار والأعمال غير الصحيحة .
- بناتي الفاضلات ستصادفكم في حياتكم العملية - ما بعد التخرج - تطبيقات لمبدأ وثقافة (حشرٌ مع الناس عيد) وهو تطبيق ليس بصحيح، فإذا واجهتكم هذه الثقافة وطرأت أمامكم، عليكم تركها فهي تتنافى مع قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا السليمة.
- تذكروا بأننا نريد أن نستشهد بكن بعد كم سنة ونقول: بناتنا في مواقع المسؤوليّة وهن في منتهى الالتزام ومنتهى الذوق والأدب، بناتنا في مشوارهن العملي حافظن على عفّتهن ونجابتهن، وهن كذلك بارعات ومبدعات في أعمالهن .
- نأمل بعد كم سنة – بناتي - أن تكوننّ من صاحبات القرار، والمرجو أن يكون الدافع من وراء خط هذا القرار بقدر ما ينفع الناس.
وليست المكاسب المادية هي الدافع لما يقرر، فالإنسان عليه أن يفكّر بالكسب السليم وأن يكون عفيف النفس، وينبغي أن يعتقد بأن الكسب السريع لا يقر بل يذهب سريعاً.
- نريد أن نراكم في موطنٍ نحن نفتخر بها كما نحن نفتخر بكم الآن، نفتخر بكم وأنتم في مواقع المسؤوليّة وانتم تقدمون ما عليكم تقديمه بأكمل وأحسن وجه.
- أنكم من محافظاتٍ مختلفة وكليّات متنوّعة، لكن الذي يجمعكم (ولابُدّ أن يجمعكم) حبُّ هذا البلد، والعطاء الذي أنتم تبذلونه لا يصح إلا لأجله.
- تذكروا بناتي إن أعمار الجامعة وما بعد التخرّج إلى عمر الثلاثين عادةً ما تكون هي المحرك للمجتمع، لذا تُعد هذه الأعمار فريسةً لمن يريد أن يدمّر المجتمع، فعليكنّ أن تشكّلن خطّ صدٍّ لمن يريد أن يعبث بهذا المجتمع ويحاول أن يدمّره.
- حاولوا دائماً قبل اتّخاذ أيّ قرارٍ أن تفكّروا به ملياً، أعيدوا النظر به، واستشيروا من تعتقدون به من آبائكم وإخوانكم أو أشخاص آخرين تثقون بهم، فالإنسان الذي يستشير الآخرين خطؤه يقلّ، فالحكمة تقول: (من شاور الناس شاركهم في عقولهم) فاجتماع الآراء على أمر واحد يصل بنا إلى نتيجة جيدة فلنتذكر هذا.
- المحافظة على الوقت ينبغي أن تكون ثقافة لنا ولا نرضى بسواها، فانظروا إلى الوقت الذي تقضونه على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وهي من الوسائل الحديثة ومن الجيّد أن يستفيد الإنسان منها، لكن إن استخدمت دون وعي ستكون لها القابليّة على أن تحثّك على ما تخلّ بك وبوقتك فتضيّعه، والله تعالى أمرنا أن نكون بخلاء في الوقت: (من تساوى يوماه فهو مغبون)، وعلينا أن نعلم أن الإنسان الذي يكون عنده وقت فراغ فهو إنسان مذموم، لهذا نرى الإمام زين العابدينA في بعض أدعيته يقول: (وإن قدّرت بفراغٍ فاجعله فراغ سلامة).
- هذا العمر الذي قضيتموه بإمكانكم أن تراجعوا كلّ سلوكيّاتكم فيه، فكم من إنسان يفكّر تفكيراً ورآه خاطئاً وتفكيراً آخر رآه صحيحاً، فإذا كان خطأً عليه من الآن أن يجهد نفسه لتصحيحه لا لتأجيله.
- الإنسان إذا بدأ بفعلٍ يصعب الإقلاع عنه، فان كان فعلا جيد فليكثر منه، وإن كان العكس فليجتنبه لا أن يقضي وقته في أفعالٍ غير سليمة وليست لها قيمة.
- حاولوا أن يكون نتاجكم مختلفاً عن الآخر، ولنتذكر - دائماً - إن الله تعالى لم يخلقنا عبثاً، كلٌّ له إنتاجه ودوره في الحياة، اعرفوا من أين تبدؤون والى أين تتجهون.
- بناتنا - طالبات خرّيجات كليّة الطبّ - عليكنّ التعامل مع المريض بإنسانيّة، مع علمنا بأن المريض دائماً نفسيّته متعبة ومرهقة، فطيّبوا خاطره، وفكّروا دائما بأن تجهدوا أنفسكم لتطييب خاطر الطرف الثاني، وان تستشعروا آلامه بأن تجعلن أنفسكنّ أنتنّ المريضات وانظرن كيف تُرِدْن أن تكون الرعاية، اجعلي نفسك أنتِ المراجعة وافعلي كما تريدين أن يهتمّ بك الآخرون.
- يجب أن تكون الهمّة موجودة عندكم وفي طموحكم دائماً، لتكونوا أقوياء، فكما توفّقتم في الدراسة قطعاً ستتوفّقون في حياتكم العملية.
- انتن الآن أديتن القسم في هذا المكان المطهّر، وهذه خطوةٌ موفّقة ومباركة، تذكروا مضامينه واعملوا عليها بأمانة، وإن سمح لكم الظرف انقلوا هذه التجربة إلى بقيّة الطالبات من زميلاتكن.
- دعائي لكم بالسداد وأن يمنّ الله (عزّ وجلّ) عليكم دائماً بالحياء والستر والعافية، وأن يري أهلكم فيكم كلّ خيرٍ، وان يخلف لكم لذة الدراسة ويعوضها عليكن بلذّة العمل، والتوفيق بحياتكم العملية، بالإضافة إلى الإجابة عن أسئلتهنّ واستفساراتهنّ.
وقد سبقت أداء القسم بزيارةٍ جماعيّة للطالبات لمرقد الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس C.
كما وكانت هناك جلسةٌ احتفائيّة بالطالبات تمّ من خلالها تكريمهنّ بهدايا وشهاداتٍ تقديريّة. بالإضافة إلى أداء مراسيم الصلاة جماعةً والاستماع لبعض الأدعية والموشّحات التي قامت بأدائها بعض الطالبات.
هذا وقد عبّرت الطالبات عن فرحتهنّ الغامرة بهذه الفعّالية، مبيّنات أنّ الاحتفال داخل صحن أبي الفضل العبّاس A وترديدهنّ عهد التخرّج ما هو إلّا نقطةُ تحوّلٍ في حياتهنّ المستقبليّة، وأنّهنّ سوف يعملن ما بوسعهنّ من أجل خدمة هذا البلد، مجدّدات طلبهنّ كذلك من الجهات المعنيّة بتوفير فرص العمل لهنّ حتّى يأخذن دورهنّ لشقّ طريق العمل.