قسم التربية والتعليم العالي يقيم الملتقى السنوي الثاني للتقييم الذاتي لمدارس العميد

27-04-2019
خاص صدى الروضتين
قسم التربية والتعليم العالي يقيم الملتقى السنوي الثاني للتقييم الذاتي لمدارس العميد
شعار الجودة والابداع صار يراعاً بيد خدمة أبي الفضل العباس A في شتى مجالات الخدمة التي ما برحت الازدهار والتقدم في روضة الجود والكرم, اخذوا على عاتقهم صقل مواهب افراد المجتمع في شتى القطاعات، ولعل ابرزها القطاع العلمي وهو الأهم؛ كون التقدم والتطور محصوراً بالعلم والمعرفة في أي بلد أراد ذلك, ليشهد الجميع على التقدم العلمي الكبير في قسم التربية والتعليم العالي ومدارسه الابتدائية والثانوية التي باتت تنافس المدارس العربية من حيث الجودة والتعليم, وتحت شعار (الى اجود ما في المدى من مدى) اقام القسم المذكور الملتقى السنوي الثاني للتقييم الذاتي لمدارس مجموعة العميد التعليمية والذي عقد تحت عنوان (جودتنا في التعليم ريادة فقيادة) وسط حضور اكاديمي وتربوي كبير.افتتح الملتقى فعالياته على قاعة الامام الحسن المجتبى A والذي استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ومن ثم قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق الابرار، وبعد ذلك الاستماع الى النشيدين الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة, لتكون الكلمة الاولى لرئيس قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة الدكتور محمد حسن جابر التي بين فيها قائلاً:
ان مجموعة العميد التعلمية حققت نجاحا في اشواط الجودة أسرع مما خطط له، على أمل مواصلة الجهد ليكون العام القادم بإذن الله عام تحقيق الاعتمادية في التعليم، وهو ما يعني اننا على اعتاب مرحلة جديدة من تعليم محترف نضاهي به البلدان، ونفخر بالقباب الصفر التي اشعت علينا هذا الرزق وهذا التوفيق, ومن وفاء الأخ لبيعة أخيه المصلح، ومن همة الكفيل لكفالة الوديعة، ومن ماء الجود وجود الماء الذي انساب على الرمل ليحيله حقلا أخضر الى ما شاء الله من مدى، تشكلت مجموعة العميد التعليمية التابعة للعتبة العباسية المقدسة، ومنذ أول صف وروضة ومدرسة حتى آخر جامعة ظل الهم والهمة الوفاء والإخلاص لشعب ووطن عريق، والإخلاص لقيم وشرائع سامية، والأمل بري صحراء التحديات التي تعصف بالمجتمع لتحيلها خضراء مورقة.
تشكلت مجموعة العميد منذ ست سنوات مضت بأول لبنة، ليكون نصب عين القائمين عليها أن تكون مجموعة مدارسها خياراً نوعياً، يعالج فجوات تعانيها مؤسسات تعليم الوطن في ظل ظروف معروفة للجميع، وأخذت على عاتقها أن تعالج مطلبي المدرس معا وبتوازن وهما التربية والتعليم, لذا شمر المخلصون وبدعم مستديم ومباشر من قبل القائمين على العتبة العباسية المقدسة ولا زال هذا الدعم كريما، وقتا ثمينا وجهدا عزيزا، وأذنا تصغي، وتوجيهات سديدة، وأنتجت المجموعة في بواكيرها طلبة يتحلون بقيم تحقق عناصر البناء السليم للفرد، ومعرفة يتميزون بها على سائر الأقران، وكان عماد هذا الحصاد برامج ودروسا غطت هذه المتطلبات، إذ تنمّي قيم الإيمان بالله مبكرا وببرامج مدروسة صاغ عوامل نجاحها فريق من المختصين في مجالات التعليم والتربية.
تحرص المجموعة على تعليم النشء صلاتهم وعقائدهم التي تغذي فيهم قيم الأخلاق والالتزام، لذا أفردت لذلك مجموعة من البرامج التربوية، وفي الجانب التعليمي تعاقدت المجموعة مع جهات تربوية تخصصية عالمية الخبرة، لتعليم التلاميذ مهارات الحساب ببرنامج (اليوسيماس) المعروف، وصاغت أفهام ذوي اللغة من الأكاديميين من حملة الشهادات العليا في جهاز المجموعة الإشرافي برامج للغة الإنجليزية، ومثله للرياضيات بمستوى عالمي، وكذا في العلوم وباقي الدروس، وقامت المجموعة عن وعي بتبني نظام التعلم النشط، وباستخدام تقنيات العرض الإلكتروني، وقد حفظ ونمى هذا المنجز مشروع متنامٍ اختصت به المجموعة للتدريب والتطوير.
ترجم هذا الجهد ملاكات متفانية من المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات ومثلهم في الإرشاد والإشراف من المنسقين في كل التخصصات، وينظم العمل لهم جهاز من الإدارة، فهذا المكتسب أراد القائمون عليه في إدارة قسم التربية والتعليم العالي أن يؤطر بإطار أعلى طموحا، إنها الجودة في التعليم، ليؤسس كما دأبت العتبة المقدسة في أن تكون رائدة في مشاريعها، ليمتد من خلال جودها الماء والنماء لربوع الوطن، ولتعمم تجربة النجاح لباقي الربوع, لذا اختيرت جهة وشخصية مرموقة عالميا علما وفكرا وخبرة، تمثلت بالخبير والفاحص البروفيسور د. تقي العبدواني من سلطنة عمان، ليكون مختبرا لتدريب بعض قيادات وملاكات المجموعة، وليرسموا معا وبتوجيهه خطة محكمة للارتقاء بمستويات جودة التعليم في مدارس المجموعة، لتكون أول جهة وطنية تخوض هذا الغمار الاحترافي.
كان التدريب المحطة الأولى، وفي مثل هذه الأيام من العام الفائت عقد الملتقى الأول للجودة، ليشرع الفريق بتشكيل فرق للجودة، والذي حقق في وقت قصير نسبيا نتائج تستحق الفخر، واليوم ونحن نحتفل بإنجازاتهم ويشرفنا حضوركم وحضور الخبراء من السلطنة والسعودية والكويت والبحرين وجامعتي الكفيل والعميد، نعقد جلسات الملتقى الثاني وقد مر فريق الخبرة في اليومين السابقين على عينة من المدارس، للكشف والاستعلام عما وصلت اليه جهود لجان الجودة في كل مدرسة، تؤازرهم في استطلاعهم مجموعة من الاستبيانات الإلكترونية التي وزعت على أولياء الأمور والمعلمين وجهات أخرى حللت نتائجها.
وبعد ذلك جاءت كلمة الفاحص الخارجي نائب رئيس مجلس ادارة كلية الخليج الاستاذ الدكتور تقي بن عبد الرضا العبدواني من سلطنة عمان عرض من خلالها نتائج لجنة الفاحص الخارجي.
وبين كذلك تمكن العتبة العباسية المقدسة من بناء نظام جودة وبناء ارضية تعليمية رصينة تمكنها من الوقوف عليها خلال العشر سنوات القادمة, كما تحققنا من مسيرة تحقيق جودة التعليم في مجموعة مدارس العميد حسب البرنامج الموضوع وذلك من خلال استبيانات دقيقة قمنا بها وخرجنا بعد ذلك بتقرير متكامل، ومشروع جودة التعليم في العتبة العباسية المقدسة هو مشروع حقيقي ومتكامل.
بعد ذلك ابتدأت العروض التقديمية لمعايير ضمان الجودة لمجموعة مدارس العميد التعليمية والتي بلغت اثني عشر عرضا على عدد المدارس المكونة لمجموعة العميد التعليمية ما بين ابتدائية وثانوية.
اعقبت ذلك كلمة لمدير تربية محافظة كربلاء المقدسة الاستاذ عباس عودة عليوي اشاد من خلالها بدور مجموعة العميد التعليمية في المجال التربوي والتعليمي مثنيا على الخطوات التي خطتها لضمان جودة التعليم، كذلك اشار الى بعض الملاحظات التي تخص العملية التعليمية في المجموعة.

معرض (بصمات) يزين اليوم الثاني للملتقى ويعبّر عن الجودة في مدارس العميد:
تضمن اليوم الثاني من الملتقى فعاليات مختلفة جاء في طليعتها افتتاح معرض بصمات الخاص بمنجزات وابداعات تلميذات ومتعلمي وطلبة مدارس مجموعة العميد التعليمية بمختلف مراحلها.
إذ استهل حفل افتتاح المعرض الذي شهد حضوراً من لدن لجنة التقييم الدولية وعضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الأستاذ الدكتور عباس الدده ومجموعة من الخبراء والمشرفين التربويين والملاكات التربوية والتعليمية والإدارية في مدارس العميد، وأولياء أمور المتعلمين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق.
وجاءت بعدها كلمة قسم التربية والتعليم العالي التي ألقاها رئيس القسم الدكتور محمد حسن جابر:
يأتي هذا اليوم الاحتفائي الثاني للملتقى، والثاني للتقييم الذاتي لمدارس مجموعة العميد التعليمية، والذي تخصص بالاحتفاء بإنجازات متعلمي مدارس المجموعة التعليمية. وبين: إن فعاليات اليوم الثاني تنقسم إلى قسمين، الأول: مخصص لاستعراض نماذج من نشاطات الطلبة الإبداعية ذات الابعاد التربوية والتعليمية، مثل: الفنية على خشبة المسرح وما إلى ذلك، يليه القسم الثاني: الذي نستعرض فيه نماذج أخرى من ابداعات المتعلمين والمتعلمات بالشراكة مع الملاكات التعليمية القائمة على استعراض الوسائل التعليمية.
من جانبه، أشاد الأستاذ الدكتور جعفر المطوع من مملكة البحرين بالفعاليات المقدمة في اليوم الثاني من الملتقى إذ قال:
إن الفعاليات ممتازة جدا، وتنم عن تنمية الحس التمثيلي ونقل المعرفة بشكل محسوس، وهذا ما يحتاجه الطلبة، وانا بصفتي مدربا ومقيّم جودة أرى أن دمج التدريب مع التمثيل في البيئة التعليمية يخرج بمخرجات ممتازة، توصل الفكرة بوقت قصير، وبالتالي يكون أبناؤنا متفهمين للواقع جدا، ويكونون أبناء المستقبل الواعد.
وضمن فعاليات الحفل وأنشطة التلميذات، وجهت المراسلة الصغيرة رقية عمار من مدرسة نور العباس للبنات سؤالاً إلى الفاحص الخارجي الأستاذ الدكتور تقي بن عبد الرضا العبدواني من سلطنة عمان، تسأله فيه عن انطباعه حول مدارس العميد، وقد أجابها قائلاً:
تكون لدينا انطباع جيد جدا عن مدارس مجموعة العميد التعليمية مقارنة بمدارس دول الخليج، وأرى أن طرائق التدريس في المدارس العربية غير جيدة مع الاعتماد على الجهود النظرية فقط، اما في مدارس العميد فتعد الوسائل التعليمية وطرائق التدريس متقدمة ونحن فخورون بهذا التقدم.
تم بعد ذلك افتتاح معرض بصمات، وقام الحضور جميعا بالتجول في أروقته، واطلعوا على أنشطة وابداعات المتعلمين والمتعلمات، وتبادلوا معهم أطراف الحديث، وشاركوهم التجارب والنشاطات التطبيقية المختلفة.

بعدد من الدروس النموذجية يختتم الملتقى فعالياته الخاصة بالتقييم الذاتي:
بعد ثلاثة أيام متتالية، حافلة بالأنشطة والفعاليات المختلفة، اختتمت النسخة الثانية لملتقى التقييم الذاتي السنوي لمدارس مجموعة العميد التعليمية بعدد من الدروس النموذجية، حضرها اولياء الامور والملاكات التدريسية، فضلاً عن الجهات الإشرافية والإدارية في قسم التربية والتعليم العالي ومدراس مجموعة العميد التعليمية.
تخلل حفل الختام العديد من الفعاليات منها: مشهد مسرحي يحاكي حادثة العبّارة الأليمة، وتقديم ثلاثة دروس أنموذجية لملاكات مدارس المجموعة التعليمية، وفعاليات وأنشطة متعددة قامت بها مجموعة من التلميذات المتميزات.
كما وشهد الحفل كلمة للمعاون التربوي لقسم التربية والتعليم العالي الأستاذ الدكتور مشتاق العلي، مبيناً فيها:
قال امير الفصاحة والبيان امير المؤمنين علي بن ابي طالب A: ((قيمة كل أمرئ ما يحسنه)) إذ تؤسس هذه الحكمة البالغة رؤية واضحة لعمل أي مؤسسة تسعى لأن تتسم بالجودة.
وأضاف: لعل أهم دعامتين لأي نظام من أنظمة الجودة: الأولى هي اخضاع الافراد العاملين بالمؤسسة وللعاملين بالنظام إلى التحكيم عبر تقييمهم لأدائهم بأنفسهم ولعلنا نجد ذلك في قول الرسول J: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)).
اما الدعامة الثانية: فهي استشارة المختصين الخارجيين الذين يعملون خارج المؤسسة واعتقد أن هذا نجده في حديث الرسول الأكرم J ((المؤمن مرآة المؤمن)).
واوضح: اعتقد أن الملتقى السنوي لجودة التعليم في مجموعة العميد في نسختيها الأولى والثانية قد اعتمد على هاتين الدعامتين، فالأول اشتغل فيه الفريق الفاحص الخارجي الصديق مع ملاكات مجموعة العميد على إشاعة ثقافة الجودة إذ أن الجودة من الاطروحات الحديثة، وبعد عقدين من الزمن نعمل على توطينها في اعمالنا وادائنا نعتقد بأن ذلك بحد ذاته يستحق الاحترام، وفي ظل ذلك بعد أن تجاوزنا مرحلة التعريف والتأسيس والاوليات داخل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية عملنا على كلتا الدعامتين.
وأشار العلي إلى: أن الملتقى جاء مرتكزا على التقويم الذاتي واستشارة الخبراء الخارجيين وما أطلق عليه بالفاحص الصديق فهو الذي يقدم النصائح لكن لا يُؤسس عليها تقييما خارجيا بمعنى لا تكون جسراً للحصول على اعتمادية، ولكن نريد ان نعلم اين نحن من طريق الجودة.
وفي ختام كلمته، وجه الدكتور العلي شكره لكل المساهمين في إنجاح الملتقى قائلاً:
في هذا اليوم المبارك بعد ان مررنا بثلاثة أيام حافلة من الملتقى المبارك الذي مثلته مجموعة من الفعاليات الحاشدة لا يسعنا الا ان نشكر كل من اسهم في تأسيس هذه التظاهرة الرصينة البديعة التي تشرح الصدور وتفرح القلب لكل من يحب العراق لذلك نشكر مجموعة الخبراء الذين كوّنوا مجموعة الفاحص الصديق، وكذلك نشكر الملاكات التعليمية والإدارية التي سهرت وبادرت وقاسمت عملها ما بين الدرس وما بين إنجاح مجموعة الجودة، لذلك هذا الجهد الجبار يستحق التقدير والاحترام، وكذلك نشكر اللجان جميعها التي سهرت وحضرت واللجان جميعها الأساسية والفرعية التي لولا جهودهم لما اثمر هذا النتاج.
وبالنهاية نشكر الضيوف الكرام الذين تجشموا عناء السفر والإقامة وشاركوا معنا في هذا الحفل البهيج نشكر الجميع ولا يسعني الا أن نقول بيّض الله وجوهكم كما بيضتم وجه التعليم في العراق.
من الجدير بالذكر أن قسم التربية والتعليم العالي يسعى إلى ترصين العمل التربوي التعليمي عبر الاستعانة بخبراء محليين ودوليين من أجل الحصول على الاعتمادية الأكاديمية الدولية من أجل إيصال مدارس مجموعة العميد التعليمية إلى العالمية.