(أحبّ لهم الخنوع)

27-04-2019
لجنة المناسبات
(أحبّ لهم الخنوع)
قد أكون غريب الاطوار كما تقول، او وصلت ذروة اجرامي الى اني اتمتع في القتل وخاصة عندما اقتل كميل بن زياد، والقي دهشتي لصموده الى الأرض كجثة تعانق موتها، انا معجب بهذا الرجل وربعه فهم يمتلكون بسالة روح، وامر بسالتهم امر لا يعجبني؛ لكونه سيكون مشهدا مؤثرا عند الناس، فالمريح انك حين تقتل واحدا من هذه الرؤوس التي والت علي بن ابي طالب ان ترى في عينيه الخوف وهو يتوسلك بالنجاة ويستحلفك لتعفيه من القتل..!
انا اليوم سعيد لني اهدرت دم الكميل بن زياد، لكني اريد سبيلا اكبر للظفر به، أولا اسألك انت هل تعرف كميل؟ اتعرف من تسأل عنه وجئتنا من عالم آخر ومن زمن آخر، لا شغل لديك سوى السؤال عنه..!
إنني اختنق؛ لأنه يتنفس نفس الهواء الذي اتنفس، هو من اليمن من قوم مالك بن الاشتر وهلال بن نافع وسواده بن عام، اتعرف انه وقف مع من وقف ضد سعيد بن العاص والي الكوفة، حتى صدر امر نفيه الى الشام، بأمر الخليفة الثالث، واعيد الى الكوفة ثم نفي الى حمص، ثم عاد بعد خروج واليها.
كميل عندنا ليس بريئا، مشكلتي اني لا احب ان اراهم يكافحون ويواجهون الموت بشجاعة انا احب ان اراهم يعيشون الخنوع والمذلة..! كم جميل منظر الخوف بعينيهم، الهي متى سأظفر بكميل؟ لأريه كم هي المسافة بين السيف والرقبة، لأريه كيف يدخل الى قعر الامارة مع من معه ويخرجون خليفة الوالي، ويمنعون سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة اليها.
يا الهي متى سأظفر بكميل لأريه معنى الظفر، هذا الرجل الذي بايع وشايع علي بن ابي طالب بعد مقتل عثمان، ألا تعرفه انه من ثقاة علي، الهي متى سأظفر بكميل لأقرأ معه دعاء كميل، هذا الرجل حامل سر علي، اشترك معه في صفين، الهي سأظفر بكميل وهذي امنية عمري وعرشي، هو الذي كان عاملاً على بيت المال، وعينه واليا على هيت، فتصدى لمحاولات معاوية، الهي اليس هذا الرجل الذي بايع الحسن بن علي وقاتل معه، فهل يكفي الموت اذا ما عثرت عليه، ليس لدي سوى وسيلة واحدة استفز بها كرامة هذا الشيعي هو ان اقطع العطاء عن قبيلته، فكرة ذكية بل فكرة مجنونة ستجعله يخضع لحكمي ومحاكمتي، سيقف امامي متوسلا ارجوك اغفر لي، وحينها سأكون سعيدا وانا اذبحه..!
لكني أقول: ربما سيفاجئني بانه سيتلقى الموت بشجاعة وانا اريد لهم الخنوع، واذا به يقف امامي ليقول لي:ـ (انا شيخ كبير قد نفد عمري، لا ينبغي ان احرم قومي من عطاياهم، ولهذا انا أتيت).
قلت:ـ انا احب ان اجد عليك سبيلا، اجابني بجرأة: لا تصرف عليّ انيابك ولا تهدم علي فو الله ما بقي من عمري الا مثل كواسل الغبار، فاقض ما انت قاض، فان الموعد الله وبعد القتل حساب، لقد أخبرني مولاي امير المؤمنين A انك قاتلي.
أجبته:ـ لقد وضعت الحجة عليك؟ فقال:ـ ان كان القضاء اليك، انا الحجاج ايعقل ان لا يبقى امامي حجة؟ قلت: قد كنت فيمن قتل عثمان.. اضربوا عنقه، دفناه في ظهر الكوفة، قد أكون برأيك غريب الاطوار، وصلت ذروة اجرامي، لهذا قررت ان اقتل الكميل فقتلته لكنه مات شجاعا.