قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (ما الذي حدث)

24-04-2019
لجنة الدراسات والبحوث
قراءة انطباعية في
نصّ مسرحية (ما الذي حدث)
للكاتبة المسرحية: (زينب محمد الحسيني)للنص المسرحي الحسيني أبعاد إنسانية تساهم في بلورة القيمة الروحية لوجود الطف الحسيني المبارك، وله أبعاد فنية تتكامل عندها تشكيل الجوهر النصي، ففي مسرحية ما الذي حدث للكاتبة زينب محمد الحسيني، وهي من النصوص التي شاركت في مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة والتي اعتمدت كاتبتها الاشتغال على مصطلح الأنسنة، فهي اجتمعت لديها جميع السنوات المختصة بمناسبات أهل البيت D، فهناك حضور عام 3هـ وعام 50هـ وعام 61هـ وحضور زيارة الناحية المقدسة وشخصية نهر العلقمي وشخصية السهم والحجر وحوافر الخيل، وجميعها تؤدى من قبل مجاميع أطفال، وتساهم هذه الشخصيات المؤنسنة الى الغوص في عمق البنية النصية لإبراز جوهر المعنى، إضفاء صفات الانسان، وهذا النوع من الأعمال سيمنحنا العمل النصي باعتباره مكوناً من مكونات الهوية، وكون النص المسرحي يمثل الحكاية التي تنسج خيوطها المؤلفة والقصة المكتوبة تشمل الأحداث والشخصيات والحوار بينهما، وهذا النص قدم شخوصه التخيلية عبر الشخصيات الزمانية وألبسها أزياء بألوان تتناسب مع البعد التكوين للحدث أو الرمز، مثلا الممثلة التي تأخذ دور سنة 3 هـ ترتدي لباساً يوحي بالسعادة والفرح، بينما سنة خمسين للهجرةـ ألبسها الزي الأخضر والأسود، وأحاطت بها السهام من كل جانب، وتمثل استشهاد الامام الحسن A.
أما الـ 63هـ فكان الزي الأسود الملطخ بالدم والتراب، بينما شخصية زيارة الناحية المقدسة ألبسها اللباس الأبيض وتشير الى السلام والعدل المنتظر، وشخصية نهر العلقمي، وتكسي زيها لوحة الماء الراكد، أو بركة من الماء والسهم والحجر وحوافر الخيول ابطالها الأطفال، الكتابة بهذا المستوى الذي لابد أن يمتلك الدقة؛ كي لا يقع في فوضية الشكل وهو الذي يحمل ملامح ابتكار، لكن هل استطاع النص أن يحتوي جميع عناصر النص المسرحي بنجاح، فيقظة هذه الرموز والأنسنة بحاجة الى تفاعل حواري يصل الى عمق المحتوى، استخدم محورين لتقديم نصه الحواري الذي قاده الراوي في جميع محاور النص، والمحور الثاني استخدم اللغة الوصفية التي تنقل لنا تحرك تلك الرموز الالسنية الا في حوارات معينة:
السنوات مجموعة:ـ يا ترى ما الذي حدث؟
السنة 3:ـ ما بكِ يا سنة 61 هـ ما الذي حدث؟
نص مسرحي استطاع ان يحرك من عوالم الحداثة الشيء الكثير.