ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر عقدت الجلسة الحوارية الحرة
24-04-2019
خاص صدى الروضتين
ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر
عقدت الجلسة الحوارية الحرة
تغطية: أحمد صالح
تواصلاً لسلسلة فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي الخامس عشر، شهدت قاعة الندوات في مجمع الامام الهادي A للضيافة التابع للعتبة العباسية المقدسة انعقاد الجلسة الحوارية المفتوحة، والتي دارت بين اللجنة التحضيرية للمهرجان والضيوف الحاضرين من جنسيات مختلفة.
ابتدأت الجلسة بتوضيح قدمه رئيس اللجنة السيد افضل الشامي والتي بين للحاضرين مجموعة من النقاط المفصلية التي لابد ان نقف عندها ومناقشتها لأجل الوصول الى نتائج ايجابية ومثمرة في هذا الاجتماع والخروج بوجه ناصع عن بلدنا العراق من خلال تماسك ابنائه ووقوفهم بوجه العدو الذي يحاول تمزيق الوحدة بينهم.
وعرج الشامي أيضاً على الدور المهم الذي يلعبه الاعلام وما يصوره الجانب المعادي منه، والإمكانيات التي يسخرها لشن هجماته ضد الدين الاسلامي ومحاولة ضرب المسلمين فيما بينهم بواسطة الطائفية والعنصرية، لافتا الى أنه وبالرغم من الجو المشحون اعلامياً الذي يسود اغلب الدول غير المسلمة والتي يصلها التصور الخاطئ عن بلدنا العراق بأن القتل والإرهاب هو الطابع العام فيه، إلا اننا نلاحظ تلبية الدعوات الموجهة للشخصيات من تلك الدول وحضورهم بشكل لافت الى مدينة كربلاء المقدسة دون تردد.
وأكد السيد الشامي: نحن بدورنا نحيّ الشجاعة للإخوة الذين نزلوا ضيوفا في مدينة كربلاء المقدسة للمشاركة في مهرجان ربيع الشهادة؛ كونهم وبالرغم من كل ما يصلهم من اشاعات جاءوا وحضروا وشاهدوا بأعينهم أن ما يدعيه الاعلام المأجور هو كذب وافتراء.
وجرت خلال الجلسة عدة مداخلات وتساؤلات تم طرحها من قبل الضيوف الذين جاءوا من بلدان مختلفة، من هذه المداخلات ما قدمه الشيخ الدكتور اسماعيل سليمان من دار الافتاء العراقي، طرح مجموعة من النقاط التي تخص الجانب البحثي الذي يتضمنه المهرجان في فقراته، داعياً الى أن تكون هنالك مشاركة اوسع من قبل باحثين من مختلف الطوائف يكتبون عن الامام الحسين A.
وقد عرض السيد (تقي امام) امام الجماعة من دولة بنغلادش مجموعة من الأمور التي تخص المسلمين في دولتهم، ودعا القائمين على المهرجان بأن يساعدوهم بتوفير وسائل تساعد المسلمين في بنغلادش للوصول الى مدينة كربلاء المقدسة وزيارة الاضرحة المقدسة والتبرك بهذه البقعة الطاهرة؛ ذلك أن اغلب الناس في تلك البلاد ليس لديها الامكانيات المادية لهذا الغرض، منوها الى: أن جميع الشعب البنغالي هو محب للإمام الحسين A دون استثناء.
أما الأستاذ معوشي محمد من الجزائر، فكانت له مداخلة مهمة بين فيها:
ضرورة حضور الاعلام العالمي الى هذا المهرجان كما هو الحال في دعوة الشخصيات من مختلف البلدان، مقترحاً أن تكون النسخ القادمة من هذا المهرجان لها دوي اعلامي عالمي لينظر العالم اجمع ما يجري في هذه البقعة المباركة، وما يقدمه اهلها من عطاء وتفانٍ وايثار لخدمة الزائرين الى كربلاء المقدسة، مشددا على انه حان الوقت لإظهار هذا النشاط الحيوي الى العالم ليكون درسا في الوفاء للانتماء.
اربن سليجماني ممثل رئيس الطريقة البكتاشية (البابا موندو) في البانيا، اعرب عن سعادته الكبيرة بالحضور ومشاهدة هذه المظاهر الايجابية.
مؤكداً: أنه في دولة البانيا نسبة المسلمين تصل الى 70% بينما 30% هم من الديانة المسيحية وهم يعيشون بسلام وأمان، فهم مسالمون ويعيشون ويتعايشون مع الكل، مشيراً الى ان هنالك بعض القرى يعيش فيها المسلمون بنسبة 95% والباقي هم من المسيح وكذلك نشاهد التعايش السلمي.
ضيوف المهرجان يزورون جامعتي العميد ووارث الأنبياء
ويطلعون على خدماتهما الأكاديمية في المجالات العلمية والإنسانية
تقرير: علاء سعدون
ختاماً لفعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر، ومن أجل اطلاع الضيوف على ما تقدمه العتبتان المقدستان في المجالات العلمية.. نظّم القائمون على المهرجان زيارة لجامعتي وارث الأنبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة وجامعة العميد التابعة للعتبة العباسية المقدسة.
حيث كانت محطتهم الأولى في جامعة وارث الأنبياء، وكان في استقبالهم رئيس الجامعة الدكتور طالب حسن موسى، مقدماً لهم في قاعتها المركزية شرحاً موجزاً عما تحويه هذه الجامعة من كليات وأقسام، وعن منهجها التدريسي، بعدها قام الوفد بإجراء جولة في أروقتها وعدد من كلياتها.
أما المحطة الثانية، فكانت في جامعة العميد، حيث كان في استقبالهم رئيسها الأستاذ جاسم المرزوكي وقد حدثهم عن الكليات الطبية التي تحويها الجامعة (الطب العام وطب الأسنان والتمريض)، وعن المنهج الأكاديمي المتبع فيها والموازي لما هو معمول به في أغلب قريناتها العالمية.
مبيناً كذلك: أن كلية الطب فيها هي أول كلية أهلية تفتتح على مستوى العراق، موضحاً: أن الخطط المستقبلية لتطويرها أفقياً وعمودياً تجري وفقاً لما خطط له وتبعاً لمنهجية العتبة العباسية المقدسة، بعدها أجرى الوفد جولةً موسعة في عدد من مختبراتها العلمية وقاعاتها الدراسية.
من جهتهم، أعرب الضيوف عن إعجابهم الشديد بما وجدوه في هذين الصرحين العلميين، وأشار معظمهم إلى أن الخدمات والمناهج وطرائق التدريس تبدو متقدمة، وهذا يدل على اهتمام العتبات المقدسة بالمجالات العلمية لاسيما الجانب التعليمي الذي يعد ركيزة أساس في بناء المجتمع.
الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية
تختتمان النسخة الخامسة عشرة
من مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي
بحفل بهيج ومبارك احتضنه الصحن الحسيني الشريف، اختتمت الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بنسخته الخامسة عشرة, والتي استمرت خمسة أيام، وتضمنت فعاليات معرفية وثقافية وأدبية متنوعة، مثل: الجلسات البحثية والأماسي الشعرية والقرآنية والندوات العلمية والحوارية والجولات الاستطلاعية. حفل الختام شهد حضوراً كبيراً للشخصيات العلمائية والأكاديمية والأدبية والاعلامية من مختلف دول العالم، بالإضافة الى المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وسماحة السيد احمد الصافي (دام عزهما) وأمينيها العامين (دام تأييدهما) واعضاء مجلس ادارتيهما والقائمين على الامر فيهما. واستهل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم شنف بها الأسماع القارئ المصري عدلي أبو مصطفى، أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق الأبرار، لتأتي بعدها كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، التي ألقاها سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، وقد جاء فيها:
الحمد لله على كل نعمة له علينا، وعلى جميع عباده الماضين والباقين، عدد ما أحاط به علمه، حمدا يكون وصلة لعفوه وسببا الى رضوانه وذريعة إلى مغفرته، وطريقا إلى جنته وعونا على تأدية حقه ووظائفه, والصلاة والسلام على سيدنا محمد أمينك على وحيك ونجيبك من خلقك، إمام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة، وعلى الأطائب من أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك وجعلتهم خزنة علمك وحفظة دينك, والسلام على سيد شهداء الأمة، السبط المنتجب، وغوث الأمة من الخطوب المدلهمة، سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين A، السلام على الكفيل لعيال النبوة، والعميد للأسرة الهاشمية، أبي الفضل والكرم والجود العباس A، وخاتمة السلام علی شهود ربيع الشهادة في خامس عشرها، إخوتنا وأخواتنا الكريمات جميعا من تشرفنا بحضورهم.
أيها الإخوة والأخوات، ها نحن نودع خمسة عشر ربيعا لثقافة العقول والقلوب سقيت من سماء أرض الطفوف، شهدن شهودا من غيث أرباب البحث والتحقيق، فأثرين عقولاً بينابيع المعرفة والعرفان والتطهير للنفوس، وأحيين قلوباً ببصائر النظر الى حقائق التنزيل والتأويل، وأيقظن ضمائر النفوس بعيون التوحيد وبصائر الإمامة، والتولي لأهل الولاية في شهر الولاية أتممن صفحات هذا الربيع، ثم أكملت حرائر ولاية الآل الحضور والشهود لمهرجان كربلاء الشهادة والخلود، فلكم منا خالص الشكر والامتنان والعرفان على ما أفضتم به وأغنيتم، ولا ننسى ما حيينا أبد الدهر.
في قلب عشر هذه الربوع (أي في عام 2014م) حينما كنا في الموسم العاشر لمهرجانكم هذا، نهض رجال تحركوا لله (عز اسمه) وفي الله تباركت آلاؤه، يوم نادى صوت حسيني سيستاني من أرض نجف الولاية ومعدن النبوة، حتى تفجرت دماؤهم تطهر أرض العزة والإباء من أدناس قوم هتكوا أستار الفطرة والعفة والتوحيد، إنها ثورة الشهادة الحسينية لعصرنا هذا.
وها نحن حينما نودعكم وداع من عز رحيله لا فراقا لكم.. نود أن نذكر بما يلي:
1- يتجدد عميق عرفاننا ومنتهى ثنائنا وطيب شكرنا على ما أثرت به بحوثكم المعرفية والولائية، وقصائد حب قلوبكم الحسينية وفي سنين خمسة عشر مضين من مهرجانكم هذا، تعريفا وتبصرة وتذكيرا بحسين الثورة ومنهجه الإصلاحي، فكان لذلك أبلغ الأثر والتأثير لإخوان لنا في الدين ونظراء لنا في الخلق من مختلف بقاع العالم... فكان للحسين A حضور في قلوب وعواطف وضمائر رجال ونساء من مختلف بقاع العالم، وترك لهفة في وجدان هؤلاء حتى شهدنا حضورهم المتجدد في الأربعين الحسيني لأعوام لاحقة، وهذا جهد كبير تشكرون عليه لتعريفكم بقضية الحسين A للعالم الإسلامي وغيره.
وبودنا أن تأخذ الحركة المهرجانية لربيع الشهادة أبعاداً أوسع، وهي:
أ- توسعة التعريف وامتدادها الجغرافي الأوسع على مستوى العالم ومختلف المكونات الإنسانية، فإن للحسينA حضورا وجدانيا في الفطرة قبل العواطف، وفي الضمائر قبل الأجساد، ولا شك أن للخطاب المتسق مع الفطرة والوجدان والضمير والعاطفة الإنسانية أبلغ الأثر في سلامة المسيرة الإنسانية، وهذا ما شهدناه في غالب المناسبات الماضية.
ب- إن شبابنا هم حركة المجتمع ونبض حياته، وواقعهم في حركة الحياة هذه السنين يشهد تموجات فكرية وعقائدية وأخلاقية تذهب بهم يمينا وشمالا، وهم عطشى في وعيهم للحياة الحسينية والروح الحسينية، أن تربط حركة حياتهم الحاضرة في فكرها وثقافتها وتوجهاتها وأخلاقها بحركة الحسينA، وتمزج بقيم ثورته الإصلاحية، فلا تنسوا إخواني وأخواتي في مستقبل مهرجانكم هؤلاء الأحبة من أولادنا وشباب مجتمعنا من أن نوجه أنظارنا وحركتنا الفكرية نحوهم، فها هي جامعاتنا ومدارسنا تنادي وتهتف بنا أن خذوا بأيدينا فربما أمواج الإلحاد واللادين ستصير طوفانا يغمرنا حتى لا نجد عاصما لنا منه.
1- إن الواقع الاجتماعي والأخلاقي المعاصر لما يشهده من تقلبات خطيرة وتراجع في القيم ومنظومات الأخلاق المجتمعية، خصوصا مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات والغزو الفكري والأخلاقي والاجتماعي، لمنظومات مجتمعية غريبة عن الثورة الأخلاقية والاجتماعية الحسينية، تتطلب تركيزاً وتوجهاً أكبر نحو الحذر من مخاطر تردي القيم والأخلاق الاجتماعية في مجتمعاتنا، مع ما تحاوله مسميات تغلفت بغلاف الحرية والتقدم والتطور، لتغرق فطرة أبنائنا وبناتنا وأذواقهم وأخلاقهم بمسميات خدعت من لا خبرة له في حياة الحق والخلود الحسيني.
٣- إن الواقع الاجتماعي والنفسي والتربوي الأسري للمرأة بالخصوص أمّاً وبنتاً وزوجة ومربية، تتطلب أن تأخذ حقها من الكشف والتعريف بمكمل الثورة الحسينية، بل بامتدادها الذي لولاه لضاعت هذه الثورة، إنها المبادئ الزينبية والروح الزينبية.
4- إن الواقع المالي الفاسد للبعض ممن استأثر بالفيء، وتحريف الكثير من المفاهيم الاجتماعية وتوجه الكثير نحوها، وسيادة بعض الأعراف العشائرية الظالمة وهتك ستار الحقوق الأساسية في الحياة الكريمة، والتجرؤ على حرمة النفوس والأعراف لدى البعض، تفرض علينا هذه المفردات التي ما نهض الحسين A إلا لأجل تقويمها بعد اعوجاجها، تفرض تحركاً عملياً وثقافياً واسعاً لنجد صدى نداءات الحسين A في أرض كربلاء تنعكس ثورة على هذه المفردات من الانحراف، التي غرق البعض فيها وهم في غفلة معرضون.
ومسك ختامنا لمهرجاننا هذا أن نخص الإخوة أصحاب الهمة الحسينية في اللجنة التحضيرية للمهرجان، والأخوات صاحبات النخوة الزينبية في النشاط النسوي للمهرجان وكل من ساندهم وأعانهم، بثناء وتبجيل وامتنان خاص نابع من أعماق قلوبنا، على ما بذلوه من سعي وكدح دؤوب وتواصل في الجهود، حتى بلغنا ما بلغناه من خمس عشرة من السنين حافلات بالعطاء الفكري والشعري والقرآني، وليس لنا إلا أن ندعو ونتضرع الى الله تعالى أن يتقبل منهم هذا العطاء الحسيني والجود العباسي والإباء الزينبي بقبول حسن، مذخورا لدى العلي القدير إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
ثم جاءت بعدها كلمة دار الإفتاء العراقية التي ألقاها الناطق الرسمي للدار الشيخ عامر البياتي، ومما جاء فيها:
سادتي الحضور أصحاب التيجان والعمائم، حياكم الله وبياكم في بلاد الرافدين في أرض السواد، حياكم الله وبياكم وأنتم في عتبة الإمام الحسين أبي عبد الله الشهيد A سيد شباب أهل الجنة وأحد أئمة أهل البيت D، الذين قال الله تبارك وتعالى في حقهم: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، حياكم الله وبياكم وكلنا نعتنق قول الباري (عز وجل): (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، وقال الباري (عز وجل): (إنما المؤمنون إخوة).
من هذا المكان ومن عتبة الإمام الحسينA نتقدم من دار الإفتاء العراقية وعلى لسان مفتيها ووفدها الذي جاء الى العتبتين المقدستين بالشكر الجزيل للأمناء العاملين فيهما، سائلين المولى العلي القدير أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
وأضاف: دعانا الباري (عز وجل) الى الاعتصام وحرم علينا الفرقة والاقتتال، إخوة متحابين في دين الله (جل وعلا)، فحياكم الله أحبة في دين الله تبارك وتعالى، أيها الأحبة الأكارم إننا وإياكم على قلب واحد وها هو منهج دار الإفتاء العراقية منهج وسطي معتدل، آخذ بقول رسول اللهJ: (من استقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم حرام الدم والمال والعرض)، فحياكم الله وبياكم وأنتم وسط هذه الجموع الخيرة, ونسأل المولى العلي القدير أن يبقي كربلاء المقدسة منارة للعلم والعلماء، ونأتي اليها في عام قادم بإذن الله (جل وعلا) ونراها بأنوار حسينية أخرى، سائلين المولى العلي القدير أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه.
تلتها فقرة للشعر العمودي حيث ارتقى المنصة الشاعر نذير المظفر، الذي تسابقت كلماته مدحا وثناء بسيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس C.
بعد ذلك كانت هناك كلمة لشيخ مشايخ البكداشية العالمية بابا موندي من ألبانيا, قال فيها:
إخوتي الكرام، أولاً أريد أن أشكر الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأريد أن أسلم وأشكر علماء هذا البلد والعلماء الحاضرين من بلدان أخرى وأدعو لهم بالسلام والشفاء, ويسرني كثيرا كشيخ مشايخ البكداشية العالمية ومتبع لطريق ومنهج أهل البيت D، أن أشكر جميع الإخوة العراقيين، وهذه هي الزيارة الثانية لي للعراق، وقد وجدته متقدما ومنورا كما أرى الآن هذا المكان الذي أضيف الى نوره نور وجوهكم وحضوركم البهي.
وان شاء الله تعالى سنبقى على دستور علمائنا وأساتذتنا الكرام، وسيبقى في قلوبنا حب آل البيت D فهم قدوتنا، وسيزداد إن شاء الله حبنا وتمسكنا بهم، وإن طريقة البكداشية الصوفية ستكون دائماً طريقة لنشر الحب والسلام والوئام في كل أنحاء العالم، فنحن في ألبانيا نعيش بسلام وطمأنينة مع إخوتنا من باقي الأديان الأخرى، ونعمل سوية على نشر السلام، وإن أكثر شعوب البلقان يرون بأن الدين الإسلامي طريق يوصل ويؤدي الى بر الأمان في المحبة والإنسانية.
ليكون ختام الكلمات مع كلمة أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة أكسترا البريطانية البروفيسور روبرت كليف, ومما جاء فيها:
إنه لشرفٌ كبير أن أتحدث من حرم الإمام الحسين A وأمام هذا الجمهور الكريم، فمنذ سنوات وأنا أدرس وأبحث في تاريخ مدينة كربلاء؛ لأنني متخصص علمياً في أفكار الشيخ الوحيد البهبهاني صاحب المرقد المعروف في هذا المكان الشريف، وبحثت كثيرا في آرائه الفقهية والأصولية، وقرأت كثيرا عن تلامذته الذين درسوا في هذه الحوزات العراقية, وقد انتظرت أكثر من تسع وعشرين سنة لزيارة كربلاء، وأنا أشعر بالفخر عند زيارتي لهذه المدينة المقدسة في مهرجان ربيع الشهادة.
وقبل مجيئي كنت متردداً ومتخوفاً، ولكن تجربتي غيرت كل تصوراتي عن مدينة كربلاء, لذا اتقدم بالشكر الجزيل للأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية واللجنة التحضيرية لهذا المهرجان على هذه الضيافة الكريمة، وأشكر بالخصوص أهالي كربلاء وعلماء كربلاء، شكرا جزيلا لكم، وأتمنى أن يستمر التعاون والتواصل بيننا في المستقبل، وإن شاء الله علاقاتنا مستمرة.
واختتم الحفل بتكريم كل من شارك وساهم في إنجاح هذا المهرجان من باحثين وشعراء وإعلاميين.
لـقــــــــاءات الـمـهـرجـــــــــانالأستاذ أحمد القلعي المستشار في الاعلام والتوجيه من دولة تونس، تحدث لنا عن مشاركته في فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر، فبيّن قائلاً:
هذه زيارتي الأولى لمدينة كربلاء المقدسة بعد ان قدمت لي دعوة كريمة من قبل الاخوة القائمين على المهرجان وانا ممتن لهذه الدعوة, لأنني استفدت كثيرا من هذه الزيارة التي جمعت العديد من الضيوف من مختلف بلدان العالم ومختلف الطوائف وهي تحطم كل الدعاوي الضالة التي تريد تفرقة المسلمين.
والجميل في الأمر أيضاً اني رأيت العتبات المقدسة تخطط للمستقبل بشكل كبير وهي محبة للعلم كما وجدت مدينة كربلاء المقدسة اكثر اماناً من بعض دول العالم على خلاف ما نسمعه في بعض وسائل الاعلام وان العراق عاد الى وضعه الطبيعي بفضل الحشد الشعبي وأبنائه الابطال الذين استطاعوا ان يدحضوا داعش, وأتمنى للشعب العراقي الشقيق أن يمضي قدما نحو التطور والازدهار.
الشيخ احتشام الحسن من مدينة لكناو في دولة الهند، بيّن لنا قائلاً:
هذه المشاركة الثانية في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي ونحن جئنا من مدينة لكناو وهي مركز التشيع في الهند, وفي هذه المشاركة وجدت المهرجان متطوراً بشكل كبير ونحن نرسل انطباعاتنا من هذا المكان الى الجميع بأن ثورة الامام الحسين A ليست خاصة بمذهب شيعة اهل البيت D انما هي لكل العالم اجمع الذين يريدون الفلاح في الدنيا والاخرة.
تومي ما تيزن - مدرس في احدى جامعات سويسرا - تحدث لنا قائلاً:
أنا فخور جداً بأن أكون معكم في العراق وهذه الزيارة الاولى لي وانه من العظيم جدا ان ارى الاهتمام الكبير بالعلم في مدينة كربلاء، وخصوصاً من قبل العتبات, والأمر الرائع جدا هو ان نلتقي بآراء ومذاهب مختلفة وخصوصا من السنة والشيعة وهم يتبادلون الآراء فيما بينهم, ويطلعون على الحقائق على أرض الواقع، فالعراق بلد فيه الأمان، ويحظى بالتعايش السلمي الكبير, وفي الختام اشكر الاخوة القائمين على هذا المهرجان.
الشيخ محمد امين طه - ممثل مفتي جمهورية العراق في محافظة البصرة:
برنامج مميز واستقبال وحفاوة كبيرة من قبل الاخوة القائمين على مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي, والشيء الجميل بأن الجميع يجتمعون تحت خيمة الامام الحسين A ومن مختلف الطوائف والديانات, ومثل هكذا مهرجانات نستطيع من خلالها ان نري العالم ما هي شخصية العراقي الحقيقية وننقي الصورة من جديد, ونأمل ان تكون هناك مهرجانات اخرى لزيادة التلاحم والمودة بين المجتمع.
الشيخ حماه الله ودراكو - من دولة بوركينا فاسو - قال:
هذه مشاركتي الاولى في المهرجان، لكنني سمعت به قبل ان آتي الى المشاركة فيه؛ لأننا وبفضل هذا المهرجان المبارك سمعنا هناك العديد من الاخوة وخصوصا من الاخوة مذهب الصوفية بأنهم أعلنوا تشيعهم وولاءهم لآل النبي الأكرم J, وتميز المهرجان بأنه ضمّ العديد من الطوائف والديانات؛ كون القائمون عليه اخذوا كلام امير المؤمنين A شعارا لمهرجانهم حين قال: (الناس صنفان إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
الباحث الاسلامي سماحة الشيخ مصطفى محمد مصري العاملي من لبنان، تحدث لصدى الروضتين قائلاً:
إن ما نشاهده اليوم في صحن الامام الحسين (روحي له الفداء) من هذا الجمع المتعدد والمتنوع الذي يحمل في طياته نماذج متعددة من كل بقاع العالم، ومن قوميات متعددة من أديان ومذاهب مختلفة، جميعهم اجتمعوا هنا تحت قبة الامام الحسين D؛ لأنهم بذلك يستشعرون بأن الامام الحسين D يجسد منارة إنسانية للبشرية جمعاء بغض النظر عما يؤمن به الانسان وعما يعتقد به.
الامام الحسين A يشكل نقطة جذب لكل الأحرار في العالم، كيف لا وهو الذي رفع شعاره في ذاك الوقت ومن ذاك الزمن السحيق عندما قال: (لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد)، وعندما قال في خطبة له: (إنَّ الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها.. فلم يبقَ منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أنَّ الحق لا يُعمل به وانَّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلاّ شهادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما)، فهو A رفع شعار الإصلاح منذ ذاك الزمن، وهذه المفاهيم والمبادئ نجد أن البشرية جمعاء بفطرتها السليمة بعيدة عما يشذ من هنا وهناك تلتقي عند هذه العناوين لذا جميعهم يعتبرون الامام الحسين A نبراساً لهم، وعندما نجد في الهند مثلاً يعطلون في ذكرى شهادة الامام الحسين A لا لإيمان ديني، بل لما يمثله الامام الحسين A من موقعية في ذهنهم وفي ذهن البشرية كلها.
وكيل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في طهران سماحة السيد حسين الروحاني، حدثنا قائلاً:
في الحقيقة هذه مشاركتي الأولى في مهرجان ربيع الشهادة العالمي، حيث كنت اتابع هذا المهرجان في السنوات الماضية، الى أن دعيت الى هذا المهرجان المبارك والحمد لله فهو مهرجان اجتماع القلوب من مختلف اديان ومذاهب العالم.
اليوم كلهم قلوب واحدة واجساد مجتمعة تحت راية الإسلام وقبة الامام الحسين A، فلولا وجود بركات أهل البيت D في هذا المهرجان المبارك؛ لما اجتمعوا وجاءوا من جميع اقطار العالم ليروا اعتدال مذهب اهل البيت D ويحتضن الجميع سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين بكل رحابة صدر، بارك الله في الجهود المبذولة والقائمة على هذا المهرجان، ليكون من عام الى عام أفضل ونشكر الله تعالى أن منّ علينا زيارة الامام الحسين واخيه أبي الفضل العباس D وقبلهما الامام علي A والحضور والمشاركة مع اخواني المؤمنين في هذا المهرجان الكبير.
الباحث الاسلامي الدكتور الشيخ عماد الكاظمي من العراق، تحدث لنا قائلاً:
إن هذه المهرجانات يقيناً هي مهرجانات مباركة؛ لأن لها علاقة بأهل البيت D ونحن عندما نتحدث عن الحسين A في مثل هذه المهرجانات انما نتحدث عن النبي محمد J الذي قال: ((حسين مني وانا من حسين)) وعندما نتحدث عن رسول الله J نتحدث عن الإسلام، فهذه المهرجانات تمثل الإسلام ولا تمثل اتباع مدرسة اهل البيت D فقط، انما تمثل الإنسانية فهي رسالة الى الإنسانية كلها، فهذه المهرجانات لا أريد أن أدافع عنها، ولكني على يقين انها تبتغي الإنسانية كلها.
والأمر الجميل في هذه المهرجانات هؤلاء الضيوف الكرام الذين جاءوا من بلدانهم الى العراق ليرون الصورة الحقيقية لبلدنا الحبيب بأعينهم لا بعين الاعلام خصوصا الاعلام المغرض، إضافة للتلاقح الفكري في هذه المهرجانات بين مختلف الثقافات والجنسيات.
رئيس جمعية آل البيت D في غينيا كوناكري الشيخ محمد حافظ جالو تحدث لنا قائلاً:
أشكر كل من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية التي دعتنا الى ارض كربلاء المقدسة ارض المحبة والسلام، وجدنا في هذا المهرجان الزبدة الإسلامية الحقيقية التي تشدد على الإخاء والألفة والتعايش السلمي بين المكونات الإسلامية وغير الإسلامية كافة، وهذا ما نحتاجه اليوم؛ بسبب الأزمة غير الأخلاقية التي تقودها الزمر التكفيرية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، ولم تجلب الخير إلى الإسلام سوى التحريف والبطش والجزر.
رئيس رابطة شورى علماء الانبار الدكتور جلال الكبيسي بيّن قائلاً:
اجتماعنا في كربلاء المقدسة ليس بالأول، انما هو طيلة جلسات متعددة سواء كانت سابقة أو لاحقة؛ لأن الاجتماع ليس المقصود فيه اجتماع عادي، وانما هو على حب الامام الحسين A، فوجب علينا كمسلمين عامة وليس على طائفة واحدة فالدليل على محبتهما اننا نجتمع على الكلمة التي جاءوا بها والنبي الاكرم محمد J حينما جاء كانت الأمة غارقة في الجاهلية تعبد الاصنام فوحّدهم على عبادة الله الواحد الأحد، فاليوم لا فرق بين دين ومذهب وبين ابيض واسود ولا عربي او أعجمي، فالحسين A يجمعنا.
مبيناً: وان اهتمام العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بهذا المهرجان الخامس عشر واستمرارهم بالنجاح المتواصل ما هو إلا دليل على الوعي والمحبة واستمرارهم على الطريق الذي دعا اليه النبي محمد J وآل بيته الاطهار، ولولا تلك المهرجانات التي تقيمهما لما اجتمعت هذه الأمم بكل اصنافها واختلاف ألوانها وتعدد لغاتها ولهجاتها وهم ليسوا خداماً فقط، بل هم يرفعون الشعار الذي يدعون فيه الى انصاف كل مظلوم يتعرض له.
الأستاذ إبراهيم محمود سعيد من جمهورية مدغشقر، تحدث لنا قائلاً:
الحمد لله الذي وفقنا لزيارة الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس D واليوم نشعر بالسعادة، ونحن نشارك إخوتنا في العراق بأفراح مواليد أهل البيت D، ومسرورون بالحضور في فعاليات ربيع الشهادة الخامس عشر الذي يضم مزيجاً من الأديان والمذاهب المختلفة والاخوة الطيبة، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمناً.