أمسية الشعر الشعبي.. مسك ختام فعاليات اليوم الثاني للمهرجان
24-04-2019
خاص صدى الروضتين
أمسية الشعر الشعبي.. مسك ختام فعاليات اليوم الثاني للمهرجان
تغطية: علاء سعدون
اختتمت فعاليات اليوم الثاني من النسخة الخامسة عشرة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بأمسية كبيرة للشعر الشعبي أقيمت في الصحن العباسي المطهر بمشاركة نخبة من الشعراء الشعبيين العراقيين من داخل وخارج مدينة كربلاء المقدسة. حضر الأمسية عدد من الأدباء والإعلاميين، فضلاً عن الجموع الغفيرة من زائري مرقد المولى أبي الفضل العباس A، لتستهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم الشروع بالقراءات الشعرية التي ابتدأت مع الشاعر أحمد الوائلي من النجف الأشرف, اعقبه الشاعر سعد الزبيدي من ميسان, ثم الشاعر عباس طالب من الناصريّة, تلاه الشاعر صباح الطائي من بابل, ومنه إلى الشاعر صفاء الصمت من كربلاء, والشاعر علي الصفراني من السماوة, ثم الشاعر زين العابدين السعيدي من كربلاء, وختاماً مع الشاعر محمد الأعاجيبي من السماوة.. حيث صدحت حناجرهم بمناقب وآثار أهل بيت النبوة D, وتطرقوا الى بطولات وتضحيات أبناء الحشد الشعبي الذين ساروا على نهج محمد وال محمد مدافعين عن العرض والارض والمقدسات ملبين لنداء مرجعيتهم الرشيدة (ادامها الله تعالى).
الجدير بالذكر أن الأمسية كان لها تأثير واضح في نفوس الحاضرين، ليتفاعلوا بدورهم معها بشكل كبير، مما عكس هذا التأثير على أداء الشعراء وزاد من فرحتهم بالمشاركة في هذه الأمسية التي تقام إلى جوار ضريح المولى أبي الفضل العباس A، كما وأعرب الشعراء بدورهم عن الشكر والامتنان للعتبة المقدسة على حسن التنظيم والاستضافة في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي.
قلوب ضيوف مهرجان ربيع الشهادة
ترددُ نداءَ العقيدة في حضرة سيد الشهداء A
تقرير: سجاد طالب الحلو
(الحسين A لكل العالم) جملة أخذت صداها في قلوب العالم أجمع وبمختلف دياناتهم واعراقهم، حتى صار الحسين بن علي A نبراساً للثائرين والأحرار في ربوع العالم, لذا اعتدنا أن نرى ذلك الموقف المهيب في كل سنة من مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي حيث يقف الضيوف بين يدي سيد الشهداء A وهم يرددون نشيد نداء العقيدة في الحرم الحسيني الطاهر مع خدام العتبة الحسينية المقدسة, وفي هذا العام تزامنت هذه الفعالية مع ذكرى مولد الإمام زين العابدين A.
استهلت الممارسة العبادية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم لقارئ العتبة الحسينية المقدسة السيد مصطفى الغالبي وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، ليتوجه بعد ذلك المشاركون بقلوبهم وعقولهم لمرقد سيد الشهداء A، لأداء مراسيم زيارته المباركة، وبعد ذلك اداء أنشودة (نداء العقيدة), وأعقبتها قراءة تواشيح دينية لمنشدي العتبة الحسينية المقدسة، وقد نالت هذه الممارسة العبادية إعجاب وثناء الوفود المشاركة التي قدمت من مختلف انحاء العالم.
يذكر ان هذه الممارسة تقام كل يوم في اروقة الصحن الحسيني المطهر أثناء الدوام بين الوجبتين الصباحية والمسائية لخدمة الروضة الحسينية، ليكون الخَدَمَة على تواصل مع مخدومهم ويعاهدونه على السير في طريقه المبارك وخدمة زواره الاكارم.
مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر
الجلسة البحثية الثالثة تنوعت فقرات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بنسخته الخامسة عشرة بين العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, ليشاركوا الضيوف الكرام ويتفاعلوا مع فعاليات المهرجان المميزة, حيث عقدت الجلسة البحثية الثالثة في العتبة الحسينية المقدسة ومن قاعة سيد الأوصياء A وبمشاركة وحضور باحثين ومهتمين من داخل العراق وخارجه. وشهدت الجلسة حضوراً واسعاً من بينهم المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وأمينها العام، فضلاً عن أعضاء ومسؤولين من العتبة العباسية المقدسة، تقدمهم أمينها العام المهندس محمد الاشيقر (دام تأييده).
افتتحت الجلسة البحثية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ حمدي راشد من دولة مصر العربية لتكون بعد ذلك كلمة ترحيبية من قبل رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر السيد افضل الشامي رحب فيها بضيوف المهرجان, ليستمع الحضور بعدها لمقاطع من الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين A للقارئ السيد مصطفى الغالبي؛ كون الجلسة البحثية صادف يومها مع ولادة الامام السجاد A وبعد ذلك تم إلقاء ملخصات لثلاثة بحوث.
حيث كان البحث الاول للسيد عقيل الغروي من الهند، في بحثه الموسوم: (المنبر الحسيني سلم الارتقاء الى ما لانهاية له) والذي جاء فيه:
المعروف أن العلم يأبى الجمود فهو دوما في ارتقاء إلى ما لا نهاية له، وإذا استوعبنا هذه القضية عن حقيقة العلم وفهمنا متطلباتها فسوف نتمكن من الاكتشافات العلمية والمعرفية إلى ما لم نصل اليه حتى يومنا هذا، وسوف نستمر في التقدم بالعلم متواصلا مع استمرار الزمان بلا أدنى توقف.
نعم.. هذا بحث جديد، ويتطلب تتبعه علمية وجهودا فكرية خاصة وخاضعة للشوق إلى الوصول إلى ما لا نهاية له، هذا بحث واسع النطاق وسوف يشمل كل جوانب الحياة، ولكني في هذه المقالة الموجزة سأحاول أن أركز على بعض النقاط المرتبطة بأهم الرموز بالنسبة إلى رموز الثقافة الإسلامية ألا وهو المنبر، هذا المنبر المنسوب إلى الرسول الأعظم والى وصيه أمير المؤمنين علي من بعده والى حفيده الإمام أبي عبد الله الحسين D، والذي أمر النبي ببنائه وبنصبه خاصة في الموضع الذي أعلن فيه الولاية لأمير المؤمنين في غدير خم، والذي نجده في كل مسجد منصوباً متوازياً مع محراب الصلاة، ألا إنه لرمز عظيم للثقافة الإسلامية الخالصة، إنه لرمز عظيم للثقافة التي أساسها العلم والمعرفة والوعي الكامل والشوق المتواصل إلى ما لا نهاية له.
بينما كان البحث الثاني لفضيلة الشيخ علي الجزيري من السعودية، وكان بعنوان: (إضاءة على حب علي A) وقد قال فيه:
عندما أمر الله موسى ليذهب الى فرعون إذ أنه طغى وتكبر، طلب موسى من الله أموراً ثلاثة: (قال ربّ اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لسان) طلب أمورا ثلاثة، ولكنه لم يكتفِ بل طلب أمورا خمسة أخرى لأهل بيته: (واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا) وبهذا يكون قد طلب أموراً ثمانية، ثلاثة له، وخمسة لأخيه هارون.
ورسول الله قال لعلي مقالة لو وعيها الناس لعرفوا عليا حق المعرفة، إذ أنه قال في علي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي)، منزلة هارون من موسى ليست بالأمر الخفي على المسلمين جميعا، هذه الأدعية الخمسة من موسى لهارون (اجعل لي) أول شيء كلمة (اجعل لي)، يعني أن هذه المناصب لهارون من موسى لم يقدر موسى أن يجعلها لهارون، إنما هي مناصب الله يجعلها، إذ لقال: اللهم إني جعلتها، وإنما هي مناصب يجعلها الله للشخص (إن الحكم إلا لله).
وكان البحث الأخير لفضيلة الشيخ منير الكاظمي من العراق، وكان بعنوان: (معالم الخطاب التربوي يوم الطف بين رؤى القائد وأخلاقيات الأصحاب) ومما جاء فيه:
كثيرة هي الأسباب التي جعلت من ثورة الحسين A تمتلك المقام الأسمى من بين الحركات والنهضات التغييرية في العالم عبر التاريخ، وذلك لأسباب عديدة كلها كانت نبيلة للغاية، منها لكونها النهضة على واقع فاسد حاول الأمويون أن يؤسسوا له، آخذين بذلك زمام المجتمع نحو الانحراف عن شريعة الإسلام المحمدي الأصيل، والدفع بالناس نحو إسلام بني أمية الذي هو عبارة عن جاهلية بثوب جديد، محاولين في الوقت نفسه تمزيق الثوب الجميل للدين الحقيقي ونسج ثوب على غرار أهواء الأموية، لذا كان من عوامل عظمة نهضة الحسينA أنها الثورة التي بشرت بأخلاق الإسلام الأصيلة وبثها بين الأمة من جديد.
هذا وقد قد شهدت الجلسة مداخلات عديدة أثرت الحضور بالمعلومات القيمة، ليتم بعد ذلك تكريم الباحثين المشاركين في هذه الجلسة.
مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر
الجلسة البحثية الرابعةمتابعة: أحمد صالح
البحث الأوّل للشيخ عصام العماد من اليمن، وعنوان بحثه: (روايات فضائل الإمام الحسين A عن الأئمّة الأطهار).
تلخص البحثُ في كيفيّة إثبات الروايات عن فضائل الإمام الحسين A بالطرق العلميّة وبالأدلّة القاطعة لمن هم على غير مذهب أهل البيت D، بحيث لا يرفضها أيّ محقّق ومن أيّ مذهبٍ كان؛ بسبب تواترها وعلميّتها، فلا يحتاج المحقّق أن يكون شيعيّاً حتّى يقبلها بل هي قويّة بالشكل الذي يجعله أمام تقبّل حقيقتها وصِدْقها.
البحث الثاني للشيخ مسلم الرضائي من أفغانستان، وعنوان بحثه: (البحث الفقهيّ في كتب المقتل الحسينيّ.. إكسير العبادات للفاضل الدربنديّ أنموذجاً).
لقد كان لفاجعة الطفّ ويوم عاشوراء أثرٌ عميقٌ في وجدان الأمّة ولا سيّما الموالين لأهل البيتD، ممّا حرك العواطف وفجّر بركان الدموع والأحزان، ولم يكن الحزن على سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين A لينقضي بمرور الأيّام والسنوات، بل حزنه يتجدّد كلّ عام، وتتعاقب الأجيال في حمل هذه العاطفة الجيّاشة تجاه تلك المصيبة العظمى.
ومَنْ كان شديد التأثّر بتلك الفاجعة والمصيبة هو الفقيهُ الكبير المرجع الشيخ آقا بن عابد الشيرواني الحائريّ المعروف بـ(الفاضل الدربنديّ) المتوفّى سنة 1285هـ، والذي كان من أعلام الطائفة وزعماء الحوزة العلميّة في كربلاء، وقد صنّف في مختلف العلوم، فله في الفقه: (خزائن الأحكام) و(المسائل التمرينيّة)، وفي أصول الفقه: (خزائن الأصول) و(العناوين)، وفي العقائد: (الفنّ الأعلى في الاعتقادات)، وفي علم الرجال والدراية: (قواميس الرجال والدراية)، كما كتب وصنّف في مقتل سيّد الشهداءA: (جواهر الأيقان) بالفارسيّة و(إكسير العبادات في أسرار الشهادات).
ولا يخفى أنّ مناهج كتّاب (المقتل الحسينيّ) متعدّدة، فمنهم من عُني بالسرد به، ومنهم من عُني بتحليل الواقعة ودراسة نتائجها إلى غير ذلك، ومن مكنونات تلك المقاتل يستخرج كنوزاً ويقف على فوائد ونكات قد يُغفل عنها، ومنها (إكسير العبادات) الذي تعرّض للأسف الى حملةٍ مشكّكة بقيمته العلميّة، ممّا أوجب صدوداً عنه عند كثيرٍ من القرّاء، مع أنّه قد امتاز بمميزاتٍ عديدة كان منها البحثُ الفقهيّ الواسع دلالةً وفروعاً، فقد عُني الفقيهُ الفاضل الدربندي في هذا الكتاب بدراسة دلالة الأحاديث وما يُصطلح عليه حديثاً بـ(فقه الحديث)، كما عُني -رحمه الله- بطرح فروعٍ فقهيّة قلّما يتعرّض لها الفقهاء في كتب الفقه، ممّا استحقّ أن تُكتب عنه دراساتٌ وبحوث.
البحث الثالث للشيخ الدكتور حيدر مسجدي من إيران، وعنوان بحثه: (قراءةٌ جديدة لروايات التحريف).
تناول بالدّراسة الروايات الموهمة للتحريف والواردة في كتاب الكافي بعد تصنيفها إلى طوائف، ثمّ يعرّج على الطوائف الحديثيّة الأخرى التي أوردها المحدّث النوريّ في كتابه (فصل الخطاب)، نقلاً عن مصادر القرون الخمسة الأولى فحسب؛ لأنّ المصادر المتأخّرة عن هذا التأريخ إمّا ضعيفة وغير معتَمَدة، أو أنّها قد اعتمدت في نقلها على المصادر المذكورة، فليست فيها روايات جديدة.
نعم.. تناول بعض الطوائف بالدّراسة والتحليل بعد استقصائها في كتب الحديث المختلفة، وتسليط الأضواء عليها من جوانب عديدة، كالروايات الدالّة على آية الرجم، والروايات المشتملة على التعبير أهكذا نزلت، والروايات الدالّة على أنّ ما جرى في الأُمم السالفة جارٍ في هذه الأمّة حذو القذّة بالقذّة؛ وذلك أنّ فهم هذه المجاميع بشكلٍ دقيق يتوقّف على تتبّع القرائن المختلفة، بما في ذلك الأسرة الحديثيّة.
كما شهدت الجلسةُ مداخلاتٍ قيّمة أثرت كلّ من حضرها بالمعلومات القيّمة والمفيدة، ليتمّ بعد ذلك تكريم الباحثين المشاركين في هذه الجلسة.
لقاءات الجلسة البحثية الخامسة
الدكتور عصام العماد من اليمن تحدث قائلاً:
من الأمور الطبيعية أن تحتضن العتبات المقدسة مثل هكذا مؤتمرات ومهرجانات فكرية وثقافية ذلك انها المنبع الأصيل والامتداد الطبيعي لحركة الفكر الملتزم الديني الحقيقي وهي تعتمد على فكر اهل البيت D وثقافتهم المأخوذة من القرآن الكريم والسنة النبوية وما شاهدناه خلال فعاليات مهرجان ربيع الشهادة انما يدل على عمق الولاء والإيمان بهذا المبدأ النقي لاسيما الجانب البحثي والطروحات المهمة في محور الدراسات عن الامام الحسين A.
الشيخ مسلم الرضائي من أفغانستان قال:
عودتنا العتبات المقدسة على احتضان مثل هكذا مهرجانات ومؤتمرات بحثية وهي مشكور لهذه الجهود الطيبة التي تبذلها لخدمة الرسالة الحسينية الخالدة بطريقة تحاول فيها أن تذهب عنها كل المحاولات الفاشلة لتضليل هذه النهضة وما يتعلق بها عمل موفق، نسأل الله أن يوفق القائمين على هذه الفعاليات ولمزيد في خدمة مذهب اهل البيت D.
الشيخ الدكتور حيدر مسجدي من إيران قال:
نتشرف بحضورنا على منصة البحث في رحاب مهرجان ربيع الشهادة العالمي المنطلق من هذه الارض المباركة ومن عند الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس C بعد الانفتاح الذي شهدته الساحة العراقية والإقليمية على مستوى البحث العلمي وما هذا الجانب البحثي في اطار المهرجان المبارك إلا خطوة موفقة لإثراء المكتبة الاسلامية ببحوث تبرز دور وشخصية الامام الحسين A.
ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر
معهد القرآن الكريم ينظّم أمسية قرآنية في الصحن العباسي الشريف
تغطية: زين العابدين السعيدي
بتلاوات عطرة ومشاركة نخبة من القراء المتميزين، نظّم معهد القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، أمسية قرآنية ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر.
أقيمت الأمسية مساء اليوم الثالث للمهرجان في الصحن العباسي الشريف، وقد حضرها جمع كبير من زائري المولى أبي الفضل العباس A، فضلًا عن ضيوف مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر.
ابتدأت الأمسية بتلاوة القارئ عبد الله الحسيني، وهو أحد قراء الدورة الاحترافية التي يقيمها مركز المشاريع في معهد القرآن الكريم، تلاه القارئ المصري عدلي أبو مصطفى ليمثل التنوع الحاضر في الأمسيات القرآنية، حيث قدم تلاوة خاشعة على الطريقة المصرية المعروفة، ومنه إلى تلاوة جماعية عطرة لطلبة مشروع أمير القراء التابع أيضاً لمركز المشاريع القرآنية في معهد القرآن الكريم.. لتكون آخر التلاوات بصوت القارئ فيصل مطر من العتبة العباسية المقدسة.
ختاماً للأمسية تم تكريم ممثلي مراكز وفروع مشروع تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم في الزيارات المليونية، وهو أحد مشاريع معهد القرآن الكريم التي يشرف عليها منذ عدة سنوات.
وعن الأمسية، صرح مدير معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة الشيخ جواد النصراوي قائلاً:
تعتبر هذه الأمسية واحدةً من أهم الفعاليات القرآنية التي يشرف عليها معهد القرآن الكريم، وتكمن أهميتها في بيان مدى التطور الحاصل في المجال القرآني الخاص بالعتبة العباسية المقدسة، وبالأخص في جانب التلاوة، كذلك تبين قدرة وإمكانية قارئ القرآن العراقي وكيفية تعامله مع الأنغام والمقامات الفنية المختلفة هذا من جانب، ومن جانب آخر تعد هذه الأمسيات التي ندأب على إقامتها مستثمرين المناسبات والتجمعات حافزاً لتعليم قراءة كتاب الله المجيد، فجمال الصوت وضبط اللفظ والقراءة الصحيحة كلها جواذب للاتصال الروحي وأحد دوافع تعلم أحكام التلاوة.
العتبتانِ المقدّستانِ تُعلنانِ أسماء الفائزين
بمسابقة تأليف كتاب عن الإمام الحسين A
احتفت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية بالمؤلّفين الفائزين بمسابقة تأليف أفضل كتاب عن الإمام الحسين A المنضوية ضمن فعّاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الخامس عشر، وذلك بعد أن تمّ الإعلان عنهم في احتفاليّةٍ أقيمت في قاعة خاتم الأنبياء J في العتبة الحسينيّة المقدّسة.الاحتفاليّة شهدت حضور الأمين العامّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة السيد جعفر الموسوي (دام تأييده) وعددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبتين المقدّستين، إضافةً إلى بعض ضيوف مهرجان ربيع الشهادة والفائزين، وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّما على أرواح شهداء العراق، كانت هناك كلمةٌ للجنة المشرفة على هذه المسابقة، ألقاها بالنيابة الدكتور طلال الكمالي وبيّن فيها أهداف هذه المسابقة وآليّة التقييم المتّبعة:
1- حثّ المفكّرين والباحثين والمؤلّفين على الكتابة في الإمام الحسينA وفكره وسيرته دراسةً علميّة رصينة.
2- هذه الدّراسات في المحافل العلميّة والثقافيّة بغية الاستفادة منها.
3- نشر الثقافة الحسينيّة في مختلف الأوساط الثقافيّة والاجتماعيّة.
4- ترجمة هذه النتاجات وإيصالها إلى الثقافات الأخرى في المحافل العلميّة والعالميّة، للتعرّف على سيرة أهل البيتD وعلومهم ومعارفهم ومناهجهم الإصلاحيّة للحياة.
وبيّن: مرّت عمليّةُ التقييم في مراحل ثلاث وعلى النحو الآتي
1- المرحلة الأولى: تشكيل لجنةٍ لهذه المرحلة مؤلّفة من خمسة وعشرين أكاديميّاً من الجامعات العراقيّة التالية: (بغداد، كربلاء، بابل، الكوفة، القادسيّة، المستنصريّة.)
وكلٌّ عضوٍ منها بمرتبة أستاذ أو أستاذ مساعد مشهود لهم في مجال الفكر والعقيدة والسيرة واللّغة العربيّة والكفاءة العلميّة.
وفي هذه المرحلة يقيّم كلّ كتاب من قِبل ثلاثة أساتذة للوصول إلى عشرة كتب حصلت على أعلى الدّرجات، والتي بدورها تنتقل إلى المرحلة الثانية.
2- المرحلة الثانية: في هذه المرحلة يُعرض كلّ كتابٍ من الكتب العشرة التي أفرزتها المرحلةُ الأولى على مقيّمين اثنين، من الأساتذة الذين لهم خبرة في المجالين الأكاديميّ والحوزويّ، لفرز ثلاثة كتبٍ حصلت على أعلى الدرجات، ليتمّ ترحيلُها إلى المرحلة القادمة والأخيرة وهي المرحلة الثالثة.
3- المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة تُعرض الكتب الثلاثة التي أفرزتها المرحلةُ الثانية على فضلاء من الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، من أجل الوقوف على مضامين الكتب الثلاثة الفائزة فضلاً عن إمضائهم على رفعتها فكريّاً وعقديّاً.
4- بذلك يكون الكتاب الواحد قد مرّ على خمسة مقيّمين خلال مروره بالمرحلة الأولى والثانية، زيادةً على عرضه على فضلاء الحوزة العلميّة في المرحلة الثالثة.
5- آليّة التقييم كانت في ضوء استمارةٍ ضمّت معايير منتخبة لهذا الغرض، من حيث عنوان الكتاب المشارك ومدى مطابقته لمضمونه، وطريقة العرض والتحليل، والقيمة المعرفية التي حواها، وسلامته الفكريّة والعقديّة، زيادةً على منهج البحث ونتائجه فضلاً عن معايير أخرى.
موضّحاً: إنّ الإسلام الذي يحثّنا على التفكير والتدبير، الإسلام الذي يرفع العلماء فيجعلهم ورثة الأنبياء، الإسلام الذي يكرّم من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً فيسلك الله به طريقاً إلى الجنّة، والحمد لله الذي وفّقنا لنصرة أوليائهD وإظهار علومهم وخدمة مواليهم، والحمد لله الذي وفّقنا لهذا الإنجاز الكبير في إقامة المسابقة الأولى للكتاب في حقّ سيّد الشهداءA للعام 2019م، والتي تُعدّ الأولى من نوعها ضمن أعمال مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ.
مبيّناً: لقد انبرت اللّجنةُ العلميّة المنبثقة من مهرجان ربيع الشهادة الخامس عشر لوضع آليّة لتقييم الكتب المشاركة ووضع ضوابط المسابقة، فضلاً عن محاورها وانتخاب المقيّمين من الأساتذة الأكفاء وفضلاء الحوزة العلميّة، حيث بلغ عددُ الكتب التي وصلت إلى اللّجنة العلميّة القائمة على هذه الفعّالية واحداً وثمانين كتاباً من العراق وبلدانٍ أخرى.
واختتم: تدعو اللّجنة العلميّة للمهرجان جميع الباحثين والمفكّرين إلى المساهمة الفاعلة في هذا المشروع الرساليّ العالميّ في دوراته القادمة، بعد أن تحدّد محاور المسابقة للعام القادم والتي سيُعلن عن تفاصيلها لاحقاً.
وبعد كلّ ما تقدّم نبارك لإدارة العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية المتمثّلتين بالمتولّيين الشرعيّين وأمينيهما والمسؤولين كافة، ونبارك أيضاً للّجنة التحضيريّة هذا الإنجاز الرائع، فضلاً عن إكبارنا وتقديرنا لكلّ المشاركين على إنجازهم العلميّ وجهدهم المعرفيّ الذي تجلّى بعين الله أوّلاً وعين صاحب الذكرى ثانياً، ونخصّ بالذكر الأساتذة الفائزين.
بعد ذلك تمّ الإعلان عن أسماء الفائزين الثلاثة الأوائل وتكريمهم، فضلاً عن تكريم السبعة الذين تلوهم والذين توزّعوا على النحو التالي:
الفائزون الثلاثة الأوائل هم:
1- د. محمد عيدان العبادي/ باحث في التاريخ الإسلامي وعنوان بحثه (دفاعٌ عن تاريخ عاشوراء)، ردود على شبهات ابن تيميّة حول أحداث واقعة ألطف.
وفي لقاء معه، تحدث الدكتور محمد عيدان عن بحثه قائلاً:
من خلال مشاركتي في هذه المسابقة المباركة أردت أن أدافع عن تاريخ قضية الإمام الحسين A فالجميع يتعاطف مع مظلوميته A لكن مع الأسف عندما قرأنا لابن تيمية وجدنا أن التاريخ عكس أحداثا بل أنكر بعضها ولم يذكرها فوجدت فرصة لأدافع عن الحقيقة وتوضيحها للناس.
2- الدكتورة نور مهدي كاظم الساعدي/ النجف الأشرف كلية الشيخ الطوسي/ وعنوان كتابها (رمزيّة الشعائر الحسينيّة – قراءة في الموروث الدينيّ والاجتماعيّ).
وفي لقاء معها، تحدثت الدكتورة نور مهدي عن بحثها قائلة:
من اللحظات المهمة في حياتي بين هذا الحشد الكريم وأن اعتلي منصة وأتحدث فيها عن كتابٍ لم أكن أتوقع له أن يعرض بين جمع من الوفود العربية والأجنبية لعلهم سيتحدثون عنه عندما يرجعون إلى بلدانهم هذا بحد ذاته انجاز حتى لو لم يكن الكتاب حاز على مرتبة متقدمة؛ لأنه يتكلم عن رمزية الشعائر الحسينية قراءة تحليلية في الموروث الديني والاجتماعي، وقد لاق اهتمام السادة المقيّمين لهذه البحوث وهذه الكتب، وقد أشرت في رسالة الكتاب إلى أن الشعائر الحسينية هي ممارسات تحكي عن ارث اجتماعي وديني لمجموعة من الناس ولا يحق لأحد أن ينتقص منها حتى وان كان يخالفها؛ لأن الناس متعددة الأديان والمذاهب والانتماءات والأفكار .
3- الدكتور علاء جبر محمد الموسوي/ مساعد رئيس جامعة العميد التابعة للعتبة العباسية المقدسة وكتابه الموسوم عن (خصائص شخصيّة الإمام الحسينA – الأصول – المكوّنات – القدرات).
وفي حديثه لجريدة صدى الروضتين، أوضح الدكتور علاء جبر قائلاً:
إن هذه المسابقة التي تعد هي الأولى من نوعها في مهرجان ربيع الشهادة وهي مسابقة الكتاب التي لم تكن حاضرة في النسخ السابقة التي سبقت هذه النسخة، وإن هذا التشجيع في مثل هذا الأمر يكون حافزاً ومعطياً وملهماً للكتّاب أن تكتب وتؤلف عن هذه الشخصية ونحن بدورنا نبارك لهذه الخطوة ونتمنى من القائمين عليها ديمومتها إن شاء الله .
أمّا السبعة الذين فازوا بالمرتبة الرابعة وحتى العاشرة فهم:
4- محسن وهيب عبد ناصر السعداوي/ الإمام الحسينA وراث الأنبياء.
5- يوسف مدنن/ الفكر الإنسانيّ وآثاره التربويّة عند الإمام الحسينA.
6- أحمد عليوي/ السمات القياديّة لنهضة الإمام الحسينA.
7- هادي عبد النبي التميمي/ حياة الإمام الحسين وثورته المباركة.
8- عباس إسماعيل/ الإمام الحسين في مرحلة الطفولة.
9- صالح الطائي/ الحسين حاكماً.
10- آلاء صافي الخضيري/ الإمام الحسين في فكر عبّاس العقّاد.
في حفل توزيع جوائز مسابقة الشعر العمودي
حناجر شعراء عراقيين وعرب
تصدح في قيثارة الحزن الحسيني
قد يكون الشعر معبراً عن الفرح والحزن الذي يعيشه المجتمع، أو يكون نشاطاً فكريا ًوثقافياً، فتختلط المشاعر بالأفكار التي تولدها وتتفاعل معها، ثم يهضمها الشاعر ليكون تعبيره عنها رمزياً وتشبيهاً قوياً ودقيقاً. فضمن فعاليات اليوم الرابع من مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر نظمت أمسية للشعر العمودي بمشاركة نخبة من الشعراء من داخل العراق وخارجه، وذلك عصر يوم الجمعة (6شعبان 1440هـ) الموافق لـ(12نيسان 2019م)، وعلى قاعة خاتم الأنبياء J في العتبة الحسينية المقدسة.مغردات الشعراء تناولت ديباجات مختلفة، فمنها من أعطى صورة سينمائية بديعة لملحمة الطف، ومنها من تناول قضية الخلود الحسيني، إضافة إلى محاولة البعض في ضلوع منظومة الإصلاح الاجتماعي نتيحة لما ظهر في المجتمع من جرم وانقسامات، وبعضهم استخدم حروفه لغايات نضالية في مقاومة الارهاب الداعشي.
استهلت الأمسية بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ عدلي أبو مصطفى من جمهورية مصر العربية، أعقبها إلقاء كلمة للجنة تحكيم المسابقة ألقاها الشيخ فضل مخدِّر من لبنان، جاء فيها بعد تحية الحاضرين:
إن أغلب القصائد التي وصلت إلى لجنة المسابقة كانت موافقة للشروط ومرشحة لها، وكانت من القصائد القوية في المعنى الشعري وعلى المستوى الفني.
مبيناً: القصائد التي تم تحكيمها قد بلغت (109) قصيدة، حصل أكثر من ثلاثين نصاً شعرياً منها على خوض المرحلة النهائية، وإن هذا العدد من القصائد في المرحلة النهائية إنما يدل على تقارب النتائج، وهو ما حصل فعلاً فقد كان التفاوت بينها شبه منعدم لدرجة التوقف عندها.
مضيفاً: اعتمد في هذه المسابقة مبدأ تحكيم الإلقاء ولعله يتبع لأول مرة في العراق، وكان له الدور الجاد والفعلي في حسم النتائج بشكل أدق، ونؤكد بأن الفوز الحقيقي هو كتابة النص الشعري في الإمام الحسين A، ونعتبر كلجنة أن تقارب القصائد في المستوى الفني دلالة حقيقية على مرحلة مقبلة من أجيال القصيدة الحسينية.
وأشار: نقترح على إدارة المهرجان طباعة القصائد الفائزة في كتاب خاص، ليكون توثيقاً للمسابقة وأرشيفاً عند اقتضاء الحاجة في المجالات العلمية والخطابية كافة.
ثم أعلن عن أسماء القصائد العشرة الفائزة، ليلقي كل منهم حروفه الابداعية، متناولين الكثير من الموضوعات والأغراض الشعرية الحسينية بجمالية ورقة عالية التأثير.
وكانت النتائج حسب التسلسل الآتي:
الفائز بالمرتبة العاشرة: الشاعر فاضل عباس عبيد من العراق/ البصرة، بقصيدة (أبجدية الطف).
الفائز بالمرتبة التاسعة: الشاعر كريم صبي الناصري من العراق/ ذي قار، بقصيدة (جرح على باب الغار).
الفائز بالمرتبة الثامنة: الشاعر ناصر زين من البحرين، بقصيدة (ميلاد بلغة العرش).
الفائز بالمرتبة السابعة: الشاعر حسام البطاط من العراق/ البصرة، بقصيدة (رحلة إلى سيد المعنى).
الفائز بالمرتبة السادسة: الشاعر حسين علي آل عمار من السعودية، بقصيدة (قبل أن تولد الرؤى).
الفائز بالمرتبة الخامسة: الشاعر حسين عباسي من إيران/ الأهواز، بقصيدة (ترجمان الله محتشداً بالخلد).
الفائز بالمرتبة الرابعة: الشاعر أحمد رضي سلمان من البحرين، بقصيدة (إلياذة من سورة النحر).
الفائز بالمرتبة الثالثة: الشاعر نذير المظفر من العراق/ النجف الأشرف، بقصيدة (تلاوة الدم).
الفائز بالمرتبة الثانية: الشاعرة فاتحة معمري من الجزائر، بقصيدة (ولي الماء).
الفائز بالمرتبة الأولى: الشاعر مهدي النهيري من العراق/ النجف الأشرف، بقصيدة (قلق ولكن الحسين).
واختتمت الأمسية بعد ذلك بتكريم الشعراء العشر الفائزين، فضلاً عن تكريم اللجنة التحكيمية للمسابقة وسط أجواء غامرة بالفرح والسرور متأملين المشاركة في السنة القادمة إن شاء الله تعالى.
الأستاذ نجاح العرسان شاعر وعضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر العمودي:
تعد مسابقة الشعر العمودي من الفعاليات المهمة في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي؛ وذلك لما للشعر من دور رسالي في توجيه المجتمعات نحو الصواب، وأصبحت هذه المسابقة تقليداً سنوياً مستمراً إن شاء الله تعالى.
كان واقع المشاركة في هذه السنة تقريباً (168) نصاً، رشح منها (37) لخوض التصفيات النهائية، وبالتالي قررت اللجنة وأعلنت الفائزين العشرة الأوائل، وسط مشاركة عربية واسعة فمن ضمن عشرة فائزين، هناك خمسة مشاركين من خارج العراق من العرب، اثنان من البحرين، وواحد من السعودية، وواحد من الأهواز، وواحدة من الجزائر.
لجنة التحكيم بذلت جهداً كبيراً حتى استطاعت أن تتوصل إلى هذه النتائج، فقد كان مستوى القصائد عالياً ومتقارباً بشكل كبير، ولكن توصلنا إلى النتائج النهائية باختيار النصوص التي تستحق الفوز بحب ورضى سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس C.
القصائد الفائزة تناولت مواضيع مختلفة، فمن الشعراء من ركز على شمولية القضية الحسينية، والآخر أخذ الظمأ فكرة رئيسية لقصيدته أو مظلومية الإمام الحسين A، وغيرها من المواضيع المختلفة التي تناولت جانب من ملحمة الطف التاريخية والنظر بمنظور خاص للقضية.
فضيلة الشيخ فضل مخدِّر عضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر العمودي، ورئيس الملتقى الثقافي اللبناني:
من خلال مشاركتي في لجنة التحكيم وقراءة النصوص الكثيرة التي وصلت إلى اللجنة وموافقة الشروطية، وجدنا أنفسنا فعلاً أمام جيل مقبل في كتابة قصائد شعرية على مستوى عالٍ جداً سواء على مستوى القصيدة العمودية الحديثة والقصيدة العمودية الأصيلة، وهذه القصائد ستغني مكتبة قصائد الطف والشعر الحسيني من رصيدها الزاخر.
والذي رأيناه اليوم في الأمسية الشعرية وهذا النوع من القراءات هو نموذج لتلك القصائد، وأعتبر كل من شارك في هذه المسابقة فائزاً، كما أعتبر القصائد الباقية غير الفائزة لا تقل عن الفائزة ولها مكانتها الشعرية والفنية في التقييم.
ودائماً نحاول أن نأخذ لأنفسنا فسحة بسيطة وجميلة في شعر الطف وتكريسها لخدمة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين A، ولعل قراءة الشعر في حضرته الشريفة يختلف عما هو عليه عن بُعد؛ لما له من مهابة المكان والأجواء الإيمانية للصحن المبارك... نسأل الله أن يتقبل منا ومن الجميع.
الفائز الأول في مسابقة الشعر العمودي الشاعر مهدي النُهيري من مدينة النجف الأشرف:
مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي من المهرجانات ذات وقع كبير في أنفُسنا، وهذه المشاركة ليست الأولى بالنسبة لي، لكن هذا العام يختلف عن سابقه من حيث استحداث عدة فعاليات ومنها مسابقة الشعر العمودي على خلاف السنوات الماضية، فقد كان هناك تقام دعوات لمجموعة شعراء ويلقون قصائدهم في المهرجان.
الآن اصبحت مسابقة شعرية لتشجيع الشعراء سواء من داخل العراق أو خارجه ورشحت أكثر من ثلاثين قصيدة في هذا العام، ولله الحمد لقد فازت قصيدتي التي حملت عنوان (قلقٌ ولكن الحسين) بالمرتبة الأولى وهذه فرحة كبيرة جداً أن تكتب للحسين A تضاف إليها فرحة القراءة في حضرته المباركة وتعبر عن حبك ومشاعرك الحقيقية باتجاه الرجل الأول في ملحمة الطف التاريخية والتي نعيش ببركاتها إلى يومنا هذا.
صعوبة كبيرة أن تكتب عن هذه الشخصية العظيمة ولكن مع هذه الصعوبة تحب أن تجتازها، عنوان القصيدة يوحي إلى موضوع الشك الذي يطوف حول أول القصيدة وآخر القصيدة.
الفائز الثاني الشاعرة فاتحة معمّري من الجزائر:
نبارك للأمة الإسلامية بولادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين A، وهذه المسابقة منحتني زيارته المباركة وشرف الكتابة بحقه وأن أجّمل حروفي وتلاوتها بمقامه الشريف.
وأن الفوز بهذه الجائزة بالمرتبة الثانية هو شرف لنا، والشرف الأول والأخير هو الكتابة في مدحه وثنائه A وأتمنى من الله (عز وجل) القبول والرضوان.
أنا سعيدة جداً بتواجدي في مدينة كربلاء المقدسة وسط شعراء العراق الكبار، وكما هو متعارف أن المدرسة الشعرية العراقية معروفة في الوسط الثقافي وهي كبيرة وضخمة جداً، وأن تنال جائزة في العراق هو أنجاز كبير لي بالرغم من لديّ جوائز دولية كثيرة وكبيرة، لكن هذه لها ذوق خاص ووقع كبير على نفسي.
الفائز الثالث الشاعر نذير المظفر من النجف الأشرف:
شاركنا في هذه المسابقة وليس قصدنا الفوز وإنما هو للمساهمة في إنجاح هذا الملتقى الثقافي الرائع الذي يجمع كل كل الأديان والطوائف والقوميات والجنسيات من داخل العراق وخارجه، وإظهاره بأبهى صورة تليق بالمكانة الثقافية التي يتصف بها بلدنا العراق العزيز. المسابقة تدعو لتبيان المنتج الثقافي الشعري في خدمة الإمام الحسين A في ذكرى مولده البهي، ونستطيع أن نعبر عن ولادته المباركة ولادة الإنسانية والتسامح وتثبيت الدين المحمدي الأصيل.
شاركت بقصيدة عنوانها (تلاوة الدم)، ولماذا الدم؟ لأن دماء الحسين A هي ليست مثل كل دماء، فهي دماء زاكية ومقدسة وطاهرة أريقت على رمضاء كربلاء، وهنا التشبيه التلاوة بالدم هو لتجسيد الحق وإفهامنا أبعاده وكيف أن نطبقها لرضا الله سبحانه وتعالى، ونتمنى قبولها في ميزان أعمالنا إن شاء الله تعالى.