معرض كربلاء الدولي للكتاب ايقونة الفكر الملتزم في رحاب الحرمين الشريفين
13-04-2019
احمد صالح مهدي
معرض كربلاء الدولي للكتاب
ايقونة الفكر الملتزم في رحاب الحرمين الشريفين
الحرص الكبير الذي تبرزه العتبتان المقدستان من خلال الاهتمام بالجانب الفكري الهادف الى تنوير العقل ومحاولة توفير كل ما من شأنه أن يكون رافداً يصب في بوتقة الافادة الجمعية عن طريق ثقافة القراءة باقتناء المعلومة المفيدة التي تساعد على تطوير الذات بالتالي عكسه على واقع المجتمع شريطة أن تحمل المعلومة فكراً صحيحاً، لذلك تشهد مدينة كربلاء المقدسة إقبالاً كثيفاً لشخصيات لها محصلة علمية غنية باعتبارها مركزاً ثقافياً لا يقتصر على جانب معين، انما امتد نشاطاها ليكون ذا عمل موسوعي من خلال استقطاب دور نشر لها ثقلها على الساحة الاقليمية بما تطرحه من مؤلفات لكبار المؤلفين، وهذا يقدم على مائدة فكر وثقافة معرض كربلاء الدولي للكتاب الذي يشعل شمعته الخامسة عشرة في منطقة ما بين الحرمين الشريفين.
تغطية: أحمد صالح
هذه النسخة التي افتتحها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) بمشاركة ممثلين عن العتبتين المقدستين وحضور وسائل اعلام متنوعة منها: المرئية والمقروءة والسمعية لتغطية هذا الحدث المهم، وبعد تجوال سماحته بين أروقة المعرض صرح للوسائل الاعلامية قائلاً:
يأتي هذا المعرض ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس عشر، ومن المعلوم لدى الجميع ما لثقافة القراءة والمطالعة من اهمية في بناء الفرد على اسس المواطنة الصحيحة، بالتالي يؤدي الى الرقي والتقدم والازدهار.
مبيناً: إن مثل هكذا معارض تعتبر القوة الدافعة للمواطن للجوء الى القراءة والتثقف فهي تعد مشجعاً له بعد أن أخذت وسائل التكنولوجيا الحديثة الحيّز الأكبر من وقت الفرد، وقد حرص هذا المعرض على أن تكون معروضاته نابعة من ثقافات مختلفة من ابرزها هي التوجيه نحو ترسيخ مبادئ التعايش السلمي في المجتمع، فضلاً عن احترام الآخرين بحرياتهم والتعامل بسلوك انساني سمح بعيداً عن التعنصر والتحزب الطائفي والعرقي التي لم تأتِ الى المجتمعات بخير قط، بل كان لها دور كبير في تهشيم المجتمعات وتحويلها الى دائرة صراع محتدم باستخدام ذلك الأسلوب المتعصب.
وأكد الشيخ الكربلائي: إن المواطن بحاجة كبيرة للإطلاع والتعرف على الثقافات الأخرى من أجل بناء شخصية لها معرفة ودراية بما يدور حولها في المجتمعات المحيطة، وما تملكه من طرائق تفكير ليكون لدى الفرد المام بالتالي يستطيع التعايش والأخذ والعطاء من تلك المجتمعات، نسأل الله تعالى ان يوفق العاملين على هذه المظاهرة الثقافية، وأن تكون فيها بذرة نحو اصلاح المجتمع وترسيخ المبادئ الانسانية في مجتمعاتنا.
وفي لقاء كان مع الدكتور مشتاق العلي مدير المعرض بين فيه قائلاً:
المعرضُ يندرج ضمن الفقرات الثقافيّة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي، إذ يمثّل ممارسةً ثقافيّة تُشتقّ من ألق كربلاء ومقدّساتها، وإنّ هذه النسخة ستكون متميّزة من ناحية التنظيم، إضافةً الى تنوّع المعروض الذي يستهدف شرائح مختلفة من المجتمع كالأطفال والأسرة، فضلاً عن النخب الثقافيّة سواءً كانوا من طلبة العلم أو من الأكاديميّين أو من طلبة الحوزة العلميّة.
موضّحاً: الافتتاح الأوّليّ للمعرض الهدفُ منه هو لإعطاء وقتٍ أكبر لدور النشر لعرض عناوينها، وشاركت في هذه الدورة ثماني دولٍ هي: (أمريكا، لبنان، تونس، مصر، إيران، سوريا، الأردن) إضافةً الى البلد المضيّف العراق.
وستكون هذه النسخة شاملةً ومتكاملةً من حيث العنوان والتخصّص، وقد اتّخذت اللّجنةُ المُشرِفة على المعرض إجراءات تمنع من خلالها عرض أيّ كتابٍ يمسّ سيادة العراق، أو يثير الطائفيّة، أو يتهجّم على الرموز الدينيّة، أو يتناول جوانب غير أخلاقيّة.
مبيّناً: إنّ المشاركات في الأجنحة كانت إمّا بصورةٍ مباشرة أو عن طريق وكالات معتمدة، سواءً كانت: (الأكاديميّة - الجامعات – المراكز البحثيّة – مراكز الدراسات – دور نشر الطفولة – مؤسّسات إنتاج فضائيّ – دور طباعة ونشر وتوزيع)، كذلك هناك مشاركةٌ للعتبات المقدّسة كافّة من داخل العراق وخارجه، فضلاً عن المزارات الشيعيّة وديوانَيْ الوقف الشيعيّ والسنّي.
هذا وقد تخلّلت حفلَ الافتتاح فعاليّةٌ قدّمتها جمعيّةُ كشافة الكفيل التابعة لشعبة الطفولة والناشئة في العتبة العبّاسية المقدّسة، حثّت بموضوعها على القراءة وحبّ الوطن.