باستخدام أحدث الطرق
الكوادر الفنية والهندسية ترتقي بمراحل انجاز أعمال تذهيب وتقوية طارمة الصحن العباسي الشريف
تشيد السواعد المباركة مشاريع مهمة في لائحة تاريخ مدينة كربلاء المقدسة عند تلك البقعة المشرفة التي احتضنت جسد المولى أبي الفضل العباس A، هذا المكان المطهر الذي استقرت بين أروقته الكفاءات المخلصة الساعية لخدمة بلدها، من خلال السعي نحو كتابة المجد على جدران العتبة العباسية المقدسة، طالبة التقرب الى الله بهذه الشخصية العظيمة التي حباها الله تعالى أن تكون باباً من أبوابه المشرعة الى الرحمة والغفران.الاهتمام بتطوير هذه الأماكن انما يدل على الحرص الكبير من قبل ادارة العتبة المقدسة أن يكون بصورة لائقة، فضلاً عن الاهتمام بالجوانب الخدمية للزائرين، ومع تعاقب الوقت، نلحظ التطور والتقدم يرافق مفاصل العتبة العباسية المقدسة من خلال مشاريع مهمة عدّت الأبرز في مدينة كربلاء المقدسة.
ولعل مشروع تقوية وتذهيب طارمة حرم المولى أبي الفضل العباس A من أبرز الأعمال التي تجري في الوقت الحالي؛ لما فيها من بعد تاريخي وحضاري مهم؛ كونها ستكون مرحلة مهمة من إعادة تأهيل هذه البقعة المشرفة التي عانت الإهمال الكبير باختلاف مفاصلها، الكوادر الهندسية والفنية من جانبها تبذل الجهود الكبيرة ساعية الى انجاز هذا المشروع بأكمل صورة، فضلاً عن الاستفادة من الوقت.

مراحل منجزة وأعمال تجري وفق التوقيتات المحددة لها في أعمال التذهيب التي اطلعنا عنها رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ المهندس ضياء مجيد الصائغ قائلاً:
من المعلوم أن مشروع التذهيب هذا يأتي ضمن سلسلة مشاريع الارتقاء بالبنى التحتية التي وضعت اسسها ادارة العتبة العباسية المقدسة خلال الفترة المنقضية، لتتم بذلك خطتها بإظهار المكان بصورة تتناسب وقدسية ومكانة المولى أبي الفضل العباس A.
مراحل متقدمة قطعتها الكوادر الفنية والهندسية بإشراف مباشر من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة حيث وصل المشروع الى مرحلته الثانية، بعد أن تم انجاز المرحلة الاولى بالكامل.
مضيفاً: أنهت الكوادر العاملة في مشروع اعادة ترميم وتذهيب طارمة حرم المولى ابي الفضل العباس A المرحلة الأولى من المشروع والتي تضمنت رفع التذهيب القديم، ومعالجة الجدران الخاصة بالطارمة باستخدام الطرائق الحديثة في هذا المجال والتي تخرج بنتيجة ايجابية مع الأخذ بنظر الاعتبار الفترة الزمنية القادمة، إذ أن العمل خطط بأن يكون اطول عمراً.
وقد شملت المرحلة الأولى ايضا من هذا المشروع اعمال ترميم الجدران التي تعرضت الى عوامل خارجية، مما أدى الى تهالكها بشكل كبير، فقد شوهد وجود التشققات الكبيرة في هذا الجزء، ليتم معالجتها بأحدث الطرائق المتوفرة في هذا المجال باستخدام مواد عازلة ذات مواصفات عالية، ومن مناشئ عالمية مستخدمة مادة الألياف الكربونية في عملية المعالجة من اجل اضافة حجم اكبر من القوة لهذه الجدران.
ولقد حرصنا على ان تكون عملية العزل والمعالجة لعدة طبقات حيث وصلت الى خمس طبقات، بحمد الله انجزت المرحلة الأولى بالكامل، ونشهد الآن أعمال المرحلة الثانية والتي بدورها وصلت الى نسب متقدمة في العمل.
موضحاً: يجري العمل في تركيب وتثبيت الكتائب القرآنيّة التي تتوسّط جانبي وواجهة جدار باطن إيوان الذهب الكبير، اعقب ذلك أعمال إكساء الأجزاء المتبقيّة الأخرى، والتي تشمل الجزء العلويّ من قوس الطارمة الأماميّ وما فوقه، بالإضافة الى السقف الداخليّ لها، مع المحافظة على نفس النقوش والزخارف القديمة، لكن بحُلّةٍ جديدة مع بعض الإضافات واللّمسات الفنّية التي تُضفي جمالاً وتناسقاً معماريّاً.
وتابع الصائغ قائلاً: يشهد المشروع نسبة انجاز متقدمة، اذ تصل الى حوالي 50% من مجمل اعمال المشروع بالكامل وستكون المرحلة المقبلة اعمال النقوش والزخارف الاسلامية بعد ان تم الانتهاء من الكتيبة القرآنية الوسطية، أما الكتيبة القرآنية العليا ستكون في مرحلة مقبلة بإذن الله تعالى.