وفد من العتبة العباسية المقدسة يحضر مراسيم تبديل رايتي الإمامين الجوادين ع

10-04-2019
زين العابدين ‏السعيدي
وفد من العتبة العباسية المقدسة
يحضر مراسيم تبديل رايتي الإمامين الجوادين ع
حضر وفد من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة مراسيم تبديل رايتي قبتي الإمامين الجوادين ع برايتي الحزن السوداويتين وسط اجواء حزينة جرت بحضور ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ حسين آل ياسين (دام توفيقه) والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ، وكوكبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء، وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وزائري الإمامين الجوادين C. وقد استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة المقدسة الدكتور رافع العامري أسماع الحاضرين، تلتها مشاركة لمواكب مدينة الكاظمية حيث دخلوا الى الصحن الشريف حاملين رايات الحزن والولاء معزين بهذه الفاجعة الأليمة، لتأتي بعد ذلك كلمة الأمانة للعتبة الكاظمية المقدسة والتي ألقاها أمينها العام الاستاذ الدكتور جمال الدباغ, ومما جاء فيها:
لقد ظل دأب الظالمين في كل عصر ومصر أن ينالوا من أولياء الله الذين خصهم بالكرامة ورفعهم درجات وأوكل إليهم أمر الأمة بشؤونها كافة، فعمدوا إلى وضع العصي في عجلة المسيرة الإنسانية نحو التكامل، ووضع العراقيل أمام كل نهضة باتجاه الخير واستتباب العدل ونشر الفضيلة، كل ذلك من أجل فرض سيطرتهم على مقدرات الأمم وإشباع شهواتهم في بسط النفوذ والتحكم برقاب العباد والغرق في اللذائذ المحرمة, فكانت حلقة من تلك الحلقات الزمنية هي مواجهة الإمام الكاظم A لطاغوت عصره عندما أثبت الإمام A للدنيا زيف تمثيل حكام زمانه للمسلمين وانحرافهم عن مسيرة الإسلام الحقة, بعدها غادر مسموما على يدهم، فأبى التاريخ إلا أن يسجل المدينة باسمه ويكتب لها الخلود بفضله، وأقصى التاريخ عدو الإمام فجعل المدينة التي كان يدعيها تنبذه وتضن عليه حتى بموضع لجثمانه يحويه في ترابها.
وأضاف: إن في مسيرة الإمام A وجهاده دروساً كثيرة، حري بنا أن نستفيد منها مثل كظم الغيظ والصبر على الشدائد وأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صلاح الأمة، فضلا عن السعي في إعانة المظلوم، والوقوف في وجه الظالمين.
ثم أتت كلمة المشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة, وقد ألقاها بالنيابة ممثل المرجعية الدينية العليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين (دام توفيقه) وتوجه في مطلعها بتقديم العزاء إلى الإمامين الجوادين C والإمام الحجة f نيابة عن المقاتلين المرابطين في ساحات الوغى وعن الشهداء والجرحى وعوائلهم.
وأضاف قائلاً: إن مهمة المبلغ هي الدعوة إلى أصل الدين ونشر تعاليمه الثابتة والمتمثلة بالسنن والمحكمات في كتاب الله العزيز، ومحاسن كلمات النبي المصطفى J والأئمة D ووعظ الناس وإرشادهم؛ لكي يزدادوا إيمانا بالله تعالى واستعدادا ليوم الجزاء، ويسعوا إلى تصفية النفوس وتهذيبها من الصفات الرذيلة وتحليتها بمكارم الأخلاق، ومحامد الصفات ويحسن التعامل مع الآخرين حتى مع من يخالفهم في الدين والعقيدة وليس للمبلغ أن يجعل المنبر طريقا إلى نشر الآراء الشخصية ومثيرا للفرقة والاختلاف فمن يسلك هذا المسلك من التبليغ والخطابة لا ينبغي للمؤمنين أعزهم الله الركون إليه.
وأكمل مبيناً: هذه هي رسالة المشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة إذ يأتي بخدمتكم جميعاً بفضلاء الحوزة وأساتذتها وطلابها كما عودكم بالتذكير بالقيم العظيمة للإسلام، وإجابة المسائل الشرعية المختلفة والاستماع إلى هموم الناس متوكلا على الله تعالى مستندا إلى المرجعية المباركة، ومدعوما من إدارة العتبات المقدسة مع الإشارة الخاصة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في هذه المناسبة محبا لأرواحكم ونسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع أعمالهم وزيارتهم وبكائهم وتفجعهم لمصائب آل محمد D.
بعدها تم استبدال رايتي القبتين الشريفتين بالرايات السوداء وسط أجواء من الحزن والبكاء والفجيعة وترديد هتافات (لبيك يا مسموم), ليستمع الحضور بعد ذلك الى تسجيل صوتي لخادم المنبر الحسيني الشيخ سعيد المعاتيق، تلاه الرادود الحسيني عمار الكناني ليختتم هذه المراسيم المباركة بمجموعة من المراثي والقصائد العزائية.
الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لم تقتصر على إرسال وفد لحضور هذه المراسيم, وإنما أرسلت العديد من منتسبيها بمختلف اختصاصاتهم من أقسام: (المضيف, حفظ النظام, الشؤون الخدمية,الآليات ،الشؤون الفكرية والثقافية) للمساهمة مع كوادر العتبة الكاظمية المقدسة بتقديم أفضل الخدمات الى الزائرين الكرام.