نزهة ثقافية
10-04-2019
اللجنة الثقافية
نزهة ثقافية
(بُورا):
قال تعالى: (وَلَكِن متَّعتَهُم وَآبَاءهُم حَتى نَسُوا الذِّكرَ وَكَانُوا قَومًا بُورًا) (الفرقان/18) قوما بورا: أي هالكي انفسهم، والبور: الفاسد ويقال: بارت السلعة، إذا بقيت لا تشترى ببقاء الفاسد، والبائر الباقي من هذه السلعة، وفي تفسير الآصفي للفيض الكاشاني: هالكين فقد كذبهم المعبودون بأنهم الهة، فما يستطيعون دفعاً للعذاب عنكم، ولا نصرا فيعينكم عليه، يرى السيد مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل انها المحاكمة بين المعبودين وعبدتهم الضالين حول مصير المؤمنين والمشركين، وبور من كلمة بوار بمعنى شدة كساد الشيء تبعث على الفساد، واشارة الى اثر انغماسهم في الحياة المادية المرفهة، جعلهم ينسون الله تعالى، وصارت أراضي قلوبهم كالصحراء جافة وبائرة.
(تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا):
قال تعالى: (وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا) (الفرقان/39) جاء في كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي (قدس سره) أن التتبير هو تكبير الاهلاك، والتبر مكسر الزجاج او مكسر الذهب.
ويرى العلامة الفيض الكاشاني، فتتناه تفتيتا، ومنه التبر، وعن الامام الصادق A: انها نزلت على أصحاب الرس قوم يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها: (شاهد رخت) والنهر يسمى رس، وكان لها اثنا عشر فرعاً.
(العتو):
قال تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (الأعراف/166) يرى الشيخ الطوسي أن العتو يعني الطغيان، هو الخروج الى فاشي الفساد، والعتو الخروج من الشيء هرباً من الشعور بضروره، (عتو ونفور) والنفور عند الفيض الكاشاني (قدس سره) يعني الفساد والنفور الهروب عن الحق؛ لتنفر طاعتهم عليه، يرى السيد مكارم الشيرازي انها تعني التمرد على الطاعة، أو التمرد على القانون الطبيعي.
(زُبُرًا):
قال تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون/53) يفسرها الشيخ الطوسي (قدس سره) الزبر يعني الدلالات الواضحات والكتب المنزلة، ويقال: زبرت الكتاب أي زبرته، والمعنى تفرقوا كتباً دانو بها، وكفروا بما سواها، والزبرة: الكتبة، ويرى السيد مكارم الشيرازي أن المعنى إشارة الى تفرق الأمة الى مجموعات وفئات مختلفة، والزبر جمع زبور بمعنى كتاب، ان كل فئة تمسك بكتاب منزل، وتنفي ما عداه من الكتب السماوية.
(مكِين):
قال تعالى: (فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مكِينٍ) (المرسلات/21) جاء في كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي (قدس سره): إن المكين تعني المكانة والمقدرة، والمكين: تعني التمكن من الأمر. ويرى السيد مكارم الشيرازي أن وصف الرحم بالقرار المكين أي القرار الآمن، وفي قوله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {التكوير/20) ويعني شديد القوى (ذي قوة) بصيغة التنكير والإفراد، والقوة تعني القدرة.
(مُبْلِسُونَ):
قال تعالى: (حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) (الأنعام/44) ويعني: آيسون من النجاة والرحمة، متحسرون، آيسون من الخير، وقيل: إن المبلس يعني شديد الحسرة، والبائس الحزين، وقيل أيضاً: انها تعني اذلة خاضعين، والابلاس: الحيرة لليائس من الرحمة، متحيرون، ويرى البعض ان الابلاس تعني الحزن الناشئ من شدة التألم؛ بسبب كثرة المنغصات المؤلمة، ومنها اشتقت كلمة الغم والهم.
(مقَامِعُ):
قال تعالى: (وَلَهُم مقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (الحج/21) المقامع -جمع مقمعة-: مدقة الرأس ومثله، المنقفة، قمعه قمعاً، ردعه عن الأمر، فالزبانية بيدهم أعمدة من حديد يضربون بها رؤوس الكافرين اذا أرادوا الخروج من النار، من الغم الذي يلحقهم والعذاب الذي ينالهم، ردوا بتلك المقاطع، وأعيدوا الى حالتهم التي كانوا فيها من العذاب.