مسرحية (لا تقل كاو كاو) لشعبة الطفولة والناشئة تبهر الجمهور وتنال إعجاب النقاد في مهرجان الحسيني الصغير بدورته الخامسة

28-03-2019
علاء سعدون
مسرحية (لا تقل كاو كاو) لشعبة الطفولة والناشئة
تبهر الجمهور وتنال إعجاب النقاد في مهرجان الحسيني الصغير بدورته الخامسة
من بين مجموعة كبيرة من العروض المسرحية التي تميزت في مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل بدورته الخامسة، كان لمسرحية (لا تقل كاو كاو) التي قدمتها فرقة الجود المسرحية التابعة لشعبة الطفولة والناشئة في العتبة العباسية المقدسة وقع وتأثير خاص على الحشود الجماهيرية التي حضرت العرض، وكذلك على نقاد المهرجان الذين عبروا عن إعجابهم بهذا العمل المتكامل.مسؤول شعبة الطفولة والناشئة في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ سرمد سالم بين بالقول:
"تم اختيار مسرحية (لا تقل كاو كاو) من بين مجموعة من الأعمال التي أعدتها الشعبة بحرص ومهنية عالية؛ لكون العمل يخاطب شريحة مهمة، فكان لا بد أن يحمل ويقدم مجموعة من القيم والمبادئ التربوية والخلقية المهمة في مرحلة الطفولة".
موضحاً: "حرصنا على أن تكون مشاركتنا فاعلة ومميزة في مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل؛ كونه يستقطب أعمالا مميزة من داخل وخارج العراق، ونحن من المواكبين له والمشاركين فيه منذ دوراته الأولى".
وأضاف: "نحن سعداء جدًا بما كان عليه العرض من تأثير واسع وجمالية كبيرة لمحناها في عيون الجماهير ومن خلال تفاعلهم لاسيما الأطفال الذي حضروا العرض وكانوا فرحين ومتحمسين أثناء العرض".
جسد العرض قصة مسرحية جميلة تمت كتابتها بحرفية عالية من قبل الاستاذة سحر الشامي، وقد كان لمخرجه الأستاذ مهند ناهض الخياط دور كبير ولمسات إبداعية عديدة جعلت من العمل لوحة فنية متكاملة أبهرت الجمهور والنقاد.
إلى جانب ذلك، تم اختيار مجموعة من الممثلين والممثلات الشباب العاملين في مجال المسرح العراقي والكربلائي ليشاركوا بهذا العمل ضمن فرقة الجود المسرحية، وقد نجحوا بما يمتلكون من مواهب فنية في خلق أجواء مناسبة ومؤثرة ساهمت بشكل كبير في نجاح العرض وتميزه.
العمل من بطولة الفنان كرار الصافي الذي مثّل دور فرخ البط، مصوراً من خلاله مرحلة نهوض الطفل وبداية اختلاطه بالمجتمع وما يلاقي من صعوبات، فيتملكه الخوف من الآخرين..!
ومن هنا جاء عنوان المسرحية حين يقع فرخ البط بنوبة فزع وخوف من الحيوانات الأخرى المشاركة حين شاهدها تتصارع فيما بينها على الطعام ويأكل القوي الضعيف فأصبح يلفظ الكلمات بالمقلوب ويقول: (كاو كاو) بدلاً من (واك واك).
وهنا يأتي دور أمه البطة التي جسدت دورها الفنانة زينب تحسين، فتبدأ بتعليمه هي ومعلمته الفنانة سارة داوود بدور الوزة إلى جانب مساعدة الحيوانات الأخرى التي جسدها الفنان علي كاظم علي بدور الفأر، والفنان يوسف سالم بدور الكلب، أما بدور الهر الفنان محمد رضا سالم.. فيأخذون بيده بعد ذلك ويخرجونه من البيضة ليمنحوه الأمان ويعيشوا مع بعض بمحبة وتعاون وسلام.
مما زاد العرض جمالية وتأثير احتوائه على انشودتين هادفتين بكلمات جميلة من شاعر الطفولة الاستاذ جليل خزعل، وألحان الاستاذ عارف وقد تم تسجيلهما في استديوهات قناة كربلاء الفضائية، أما الازياء فهي من تصميم وتنفيذ الاستاذ سلام الخياط، وديكور الاستاذ عباس راضي، وفي الاضاءة الاستاذ علي المطيري وإلى جانبه في الموسيقى الاستاذ محمد قاسم.
مدير المهرجان ومسؤول قسم رعاية و تنمية الطفولة في العتبة الحسينية الأستاذ محمد الحسناوي، عبّر من جانبه عن إعجابه وسروره بما قدمته العتبة العباسية المقدسة من مشاركة فاعلة، وأضاف: "إن هذه الدورة جاءت بعنوان (محاربو السرطان) لدعم هذه الشريحة من الأطفال المصابين".
واوضح: "شارك في المهرجان أكثر من تسعة عروض من العراق وسوريا وتونس وبلجيكا تستهدف الفئات العمرية دون سن الخامسة وكذلك الفئة من (6-10) سنوات.. كما أن المهرجان لا يقتصر على العروض المسرحية فقط، بل هنالك فقرات أخرى مثل: الورش المسرحية، ومسرح الأشياء وصناعة الدمى، وورشة المهرج وغيرها مما تختص بالشريحة المستهدفة، ويستمر المهرجان لمدة أربعة أيام (صباحاً ومساءً) في مدينة كربلاء المقدسة وعلى قاعتي قصر الثقافة والفنون ونقابة المعلمين، والدعوة عامة للجميع وبالمجان".
وأشار الحسناوي: "إن الفرق المشاركة ستتنافس على ثلاث جوائز لأفضل ثلاثة أعمال، فضلاً عن افضل نص وأفضل مخرج وأفضل ممثل وممثلة وأفضل موسيقى وأفضل سينوغرافيا ونتطلع النجاح جديد للدورة الخامسة يضاف للدورات الماضية".
من الجدير بالذكر أن المهرجان يهدف إلى مخاطبة الطفل الكربلائي بلغة الفن المسرحي الذي يحمل ادوات تأثيرية عديدة يمكن من خلالها تنمية الوعي لدى الطفل وزيادة معرفته السليمة التي تجعل منه مؤهلاً لصناعة مستقبل زاهر بالمبادئ والقيم الإسلامية الرصينة، وهذا هو المبدأ الذي تسير عليه شعبة الطفولة والناشئة في العتبة العباسية من خلال جميع مشاريعها وأنشطتها، ومنها: الأعمال الفنية المسرحية.