من تراث الحمامات القديمة في العراق
من احتياجات المجتمع الضرورية بعض المنشآت المعمارية، وهي بلاشك ذات دور مهم جداً من جوانب دينية وصحية ورياضية وطبية تمارس بعضها ضمن طقوس مجتمعية معروفة، كانت وما زالت تمثل القاعدة الواسعة في كل المجتمعات الاسلامية بشكل مهم وواضح، فهي من جانب النظافة والطهارة وممارسة التدليك لنظافة وارتخاء عضلات الجسم، ومما يشكل ذلك من حالة تطبيب لبعض آلام العمود الفقري وتشنجات الأعصاب الرابطة، حيث يشعر المستحم براحة تامة، حيث تعمل حرارة الماء والتدليك وهي عبارة من مساج صحي مريح.
واليك بعض الصور لبعض الناس وهم يحملون (بقج المناشف) على رؤوسهم ولوازم الحمامات العامة من (طاسات) أو (ركية)، وهما من معدن (الصفر) ومنقوشات بشكل فني رائع، حيث يوضع بداخلها الصابونة والليفة وقطعة من الحجر الأسود؛ لإزالة خشونة الجسم وتراكم الأوساخ، حيث تصبح سهلة جداً بالاستعانة بالماء الحار وأبخرة الحمام وعمل (المدلكجي) المختص الذي يمارس عمل المعالج الطبي الطبيعي.
ولو نظرنا لبناء الحمام والذي بغالبه إما تركي أو فارسي، فهو عبارة عن قبة محكمة الأبواب تتوسطها (صفرية)، وهي من معدن الصفر أسفلها موقد نار كبير يستعمل فيه حطب الأشجار أو جذوع النخل أو فضلات الحيوانات التي تشعل من دهليز خارج القبة؛ لغرض تسخين الماء وانتشار الأبخرة داخل بناء القبة.
وهناك دكات حول صفرية الماء الحار يتوزع عليها المستحمون ومعروف أن بعد الاستحمام ينتقل المستحم الى ردهة ملاصقة أيضاً تتوزع فيها أرائك لجلوس المستحمين ونزع مناشفهم وارتداء ملابسهم، ثم بعد ذلك يشربون أقداح الشاي أو الحامض أو الدارسين لختام عملية الاستحمام والشعور بمتعة الاستحمام والطهارة التامة.
إن هذه الممارسة أحياناً يومية أو في أيام الجمع قد تكون فجراً أو ظهراً أو مساء وقد يصطحب المستحم أولاده الصغار معه. وكما أن هناك حمامات للنساء مشابهة لما ذكرنا.
ولا يفوتني أن أذكر مناسبة الأعراس حيث يدعو العريس جمعاً من أصدقائه للاستحمام قبل العرس. وهنا أذكر بعض الحمامات في الحلة المركز: (حمام الجوادين، وحمام الهاشمي، وحمام وتوت).
وفي بغداد: (حمام كجو، وحمام الباشا في الميدان، وحمام الحيدر خانة، وحمام القاضي بجوار المحكمة الشرعية، وحمام التيلخانه، وحمام يتيم في الكرخ).
أما حمامات كربلاء، فهي: (حمام المالح، وحمام غلام رضا، وحمام كبيس للنساء في باب الطاق).
إن كادر علاج خلع الكتف واعادة السرة الى مكانها موجود في أغلب الحمامات التي ذكرناها، والناس قديماً لا يراجعون الطبيب في هذه الحالات.