المنصة..
28-03-2019
اللجنة الاعلامية
المنصة..
(التراث الشعبي):
وجود التراث الشعبي بأمثاله التي وصلت العديد من المعتقدات الجميلة الا ان الكثير منها امتلك القصدية المحبطة لفعل الخير خلقت لنا منطلقات حياتية ضعيفة، لذلك لابد لهذه الامثال الشعبة ان تشذب وتهذب، أمثال سوء انتشرت بين الناس، وورثوها لأبنائهم وكأنها تراث مقدس، لا عيب فيه..!
ولكن معظم هذه الأمثال حملت جذور التخلف والخنوع وأدوات للخنوع، نعم، بعض الأمثال تحمل قيماً انسانية كثيرة ترشد المجتمع الى سبيل الحياة، لكن الذي نسمعه اليوم من أمثله محبطة تدفع الانسان الى الانزواء عن المجتمع، بعيداً عن عمل الخير، وفقدان روح التعاون، ولذلك صرنا نسمعها من الناس الكبار والصغار: (خير لا تفعل شر ما يجيك)..!
كيف استساغ من ابدع هذا المثل الموروث أن يكون انساناً سوياً، والله سبحانه تعالى أوصى بالتعاون؟ وبعض الأمثال تقول: (قوم التعاونت ما ذلت)، مضمون انساني رائع لم يصمد امام المثل الأول، ولكل مثل حالة.
وسمعت بعض الامثال لزرع مكامن الخوف فيه: (للحيطان آذان)، معظم هذه الأمثال زرعت المهانة، لابد أن نحصن أبناءنا من خطورتها، والتأثر بها، أمثال كثيرة وبعضها معيب.
ان الثورة على الواقع يبدأ بتشذيب انساننا وموروثنا، وإلا ما ذنب الأجيال القادمة ونحن نهيء لها الخوف والعزلة عن فعل الخير؟ التغيير يبدأ من انفسنا، من تشذيب وتهذيب موروثنا القيمي الذي نريده خلاقاً يسعى لخلق أجيال محصنة بالخير والجمال.
(الرضا النفسي):
نشر خبر علمي أن مجموعة من العلماء اكتشفوا سبب الرضا النفسي والسلام مع الذات، بأن الصدق والصراحة يؤديان الى شعور الفرد برضا نفسي عميق. ويرى علماء النفس انه نعمة من النعم التي وهبها الله تعالى لنا، فهو يجلب السعادة، ويحفز النشاط، ويقلل من التوتر والقلق، ويؤدي الى التوازن النفسي.
الإحساس بالرضا يجعلنا ننظر الى ما نملكه، وليس ما يملكه الآخرون، هناك فقراء لديهم حالة من الرضا، وأغنياء يملكون الكثير لكنهم لا يتمتعون بهذا الشعور، من لا ينجز عمله يشعر بالتقصير وبعدم الرضا، من يؤجل عمله لآخر لحظة، يعجز عن انجاز عمله بالمستوى المطلوب في الوقت المناسب، يصاب بحالة من عدم الرضا.
أحياناً نجد صاحب الإعاقة في غاية الرضا عن نفسه، يتعامل مع الإعاقة على انها حافز امتلاك الشجاعة لعادة تقييم موقف، واتخاذ قرارات تصحح أي مسار خاص، ولا تستمر فيه لمجرد العناد.
كلما شعرنا بالرضا ازددنا ايمانا بالله سبحانه تعالى، ولكي نحصل على الرضا علينا أولا محاولة فهم النفس، نقدر امكانياتنا، ونحترم قدراتنا، نخطط لحياتنا بشكل واقعي، لابد من امتلاك القناعة في حياتنا والحضور الشعوري بالتوافق مع المجتمع والناس، فما نحتاجه هو الثقة العالية بأنفسنا، والرضا عنها من خلال التعامل الطيب مع الناس.
نتأمل دائماً بما نستطيع ان نقدمه للناس من خير. صاحب الرضا النفسي يرى الإيجابيات ولا يغفل عنه السلبيات، يمتلك التفاؤل، يحقق جوا من البهجة والسعادة والأمل.
(العتاب):
كثيرة هي الأمور التي تفهم خطأ في حياة الانسان، فتسقينا الحزن والجرح، ويكبر التأويل ليصبح بيئة خصبة للشيطان، يوقع في حبائلها الأحبة والأصدقاء، وللعتاب فن يمكن أن يؤدي الى فائدة إيضاح الموقف رفع سوء الفهم، ثم يفتح مساحات جيدة لتنمية الاعتذار ويعرف بالنوايا، ولذلك ينمي الوعي بالموقف الإنساني لتحمل الحرج، وإبعاد روح الارتباك، وبهذا يتم استقبال الموضوع بحسن الظن، ولا بد من مصارحة هادئة متنورة.
والعتاب المتزن يعطي فرصة للتعبير عن الأسف, مع الندم والتوضيح دون أن يقطع المودة وسبل التواصل فهو يبعد الفظاظة والزعل، وإلا فالزعل يسبب حزناً في الموقف، ويراكم السلبيات، ويكبر مشاعر الغضب، وكل ما في الامر يحتاج الى موقف يواجه الطرف الآخر، ليكون بعيداً عن الانغلاق, وعدم تحويل العفوية الى قصدية مؤذية، فأي التباس في الامر لم يعطنا فرصة الخلاص في التفكير، ويعلق الموقف في قلوبنا. المصارحة البناءة، والعتاب المباشر بشكل هادئ وعقلاني طريق لصفاء النفوس والتصالح. الانسان قادر على معرفة الحقيقة, والإسلام أمرنا بأن نلتمس العذر على سبعين محملاً, يرى علماء النفس أن العتاب يغسل القلب، ويهدئ النفوس، وينقيها من الشوائب، وابعاد الوساوس الشيطانية من الامتداد الى عقولنا.
وتترسب من خلال هذا التمدد مواقف مربكة لا تمنحنا إلا الشحناء, العتاب فن يرجو الاتقان بتحقيق المبتغى، ويصل الى الآفة؛ لأن غياب الألفة يجمد العلاقات, وللعتاب أسلوب لا يجرح، ولا يعلو به الصوت بحنق، فيفقد قيمته وتضيع هيبته .
(يتامى بلا موت):
رسالة أحب أن أنقلها مثلما هي من فتاة الى أبيها تقول فيها: لماذا لا نعرف عنك إلا كلمات السب والشتم الموجهة لأمي؟ لماذا لا نعرف منك إلا العصبية؟ أبي هل تعلم أني بدأت أخاف من مجيئك لنا. لا أعلم لماذا لا نكون مثل هؤلاء الذي منحت نفسك لهم بحجة أن ليس لديهم أحد وهم صغار؟
أبي، أتريدني أن أحكي لك عن خوفنا ونحن وحدنا لا حول لنا ولا قوة؟ هل تعلم أنهم عندما يتحدثون عن حنان الأب أصمت؛ لأني لا أعرف هذا الحنان الذي يتحدثون عنه؟ أبي ماذا أجيب عن أسئلة الفتيات عنك؟ عذراً أبي، أنا يتيمة دون موت.
هناك تعقيب لطيف عن تساؤلات في صميم الواقع, لآباء شغلتهم الدنيا وأهواؤها عن تربية أبنائهم، ما أقسى أن يكون الأب أقسى من الحياة على الأبناء..!
ما أصعب أن يعيش الابناء في اسرة لا تحتمل وجود الاب لثانية بينهم.. وتعقيب حزين يشد اواصر الحسرة:ـ كلمات متوجعة من قلب ملتاع مؤلم أن نحرم حنان الأب وهو على قيد الحياة، ويعقب معقب:ـ
ما أصعب ان تشعر باليتم مع احد من والديك، وحين يكون ربان البيت وقائد الاسرة شخصا يكيل الشتائم، ولا يشعر بحاجة الابناء، فهنا تقل الحيلة..! تساؤلات عبرت الى القلب لصعوبة الموقف والشعور، قلت: لأنشرها، عساي في هذه المنصة أوقظ أباً مات وهو على قيد الحياة .
(اليأس):
يتفنن البعض في زرع اليأس داخل روحه، فيخلق لروحه الكثير من التشاؤم والحزن، يصور لنفسه أن النحس رفيقه أينما يذهب، لذلك سيقيد نفسه بعيداً عن أي فعل حي، سيبقى صريع الوهم، ولا أدري اين هو من ذكر الله والاتكال عليه، فبدل طرد النحس بذكر اسم الله سبحانه تعالى، كانوا يذهبون ليطرقوا على الخشب، وهذا معتقد شائع في الاساطير القديمة، حيث كانوا يعتقدون بأن الأرواح الخيرة تعيش في الأشجار، فتضرب الشجرة لاستنهاض هذه الأرواح، التي تهب الحظ، وتبعد عنه الحظ السيء، فهل هناك أناس فعلاً يأتيهم الحظ دون غيرهم، وهناك أناس منحوسون دائماً وأبداً؟
هذه الأمور تعني ان هناك ضيق افق في التفكير، وإلا فالحظ يعني في عرفنا الإسلامي والإنساني هو التوفيق من الله سبحانه تعالى، وهذا التوفيق يفتح امام الانسان أبواب الخير، يرى بعض أهل الخير أن الحظ ممكن ان يكون فكرة يلهمها الله سبحانه تعالى للإنسان، وهذا يحتاج الى بعض التحضيرات المسبقة كإعداد النفس للتأهيل الثقافي، وتجهيز الذات لتحمل المسؤولية، واستثمار أي فرصة قد تأتي في أي لحظة، وإلا أن نحبس انفسنا داخل مخاوف مسلفنة نحن نعدها، تلك معضلة..! الانسان يحتاج دائما الى روح التفاعل، الى تهيئة النفس للخير والمعروف.