ابدأ من داخلك أولاً...
28-03-2019
حسن عبد الهادي اللامي
ابدأ من داخلك أولاً...
نلتقي بالكثير من الناس، وفي بيئات مختلفة، ونحرص على أن نظهر بمظهرٍ جذابٍ ومحبب، فيبرز على أسلوب المقابلة (المجاملات)، وغالباً ما تكون بعضها مصطنعة، تستهدف عكس انطباع مقبول أو ممتاز في نظر الآخر..!
وربما نتكلف في ابقاء هذا الانطباع واستمراره ما دمنا في جو المقابلة، لأغراض ومصالح متنوعة، غير أنّ هذا لا يمثل الحقيقة التي عليها نحن في الغالب..!
فمجاملاتنا وأسلوبنا الجذاب ينتهي بعد انتهاء المقابلة، ويظهر كامن ما نبطن بعد أن ننغمس في وسطنا المعتاد، ونعود لطبيعتنا من دون تكلف..!
ويدل هذا على انفصال السلوك عن (المبدئية)، وعدم الانضباط بمنهج (الاستقامة) التي جوهرها (الصدق) وأن الحرص على زخرفة المظهر الخارجي والاهتمام بالرتوش دون ان يكون له اثر في الباطن يجعل الشخص ازدواجي السلوك.. ومتلوناً كالحرباء..!
بينما هو بشوش وسلس في اسلوبه مع الموظفين في العمل، تجده في البيت عبوسا ومكفهرا بوجه زوجته واطفاله..!
وتجد بعضهم يحرص على ان يكون قديسا حينما يجتمع مع اصدقائه، ولكن حينما يخلو مع ذاته تجده غير مراعٍ لضوابط القداسة والتدين..!
والأمثلة كثيرة في حياتنا..!!
إذن: يجب ان يكون التغيّر من الداخل، لا بالمظهر فقط..!
فلين الجانب وحلو الكلام وسلاسة الاسلوب ينبغي ان يكون منبعه القلب، فلا قيمة لتلك المجاملات السطحية التي تتناقض مع واقع الفرد ومحتواه الداخلي..
قال الإمام علي A: "ما أقبح بالإنسان باطنا عليلا وظاهرا جميلا".
تغيّرك ينبغي ان تنطلق به من خلال السيطرة على المفاهيم المتجذرة في تفكيرك اللا واعي، والتي نتيجة الاعتياد والتكرار صارت جزءا من شخصيتك، فهذا ما ينبغي ان تركز عليه وتغيره فعلاً..!
وأن تجتهد في تحصيل القناعات النفسية والفكرية في استبدالها بمكارم الاخلاق (القيم والمبادئ السامية) لتتغير تبعاً لذلك الدوافع (النوايا) وبتكرارها في الفعل يتغير السلوك، ويحصل توافق بين الظاهر والباطن، فـإن "صلاح الظواهر عنوان صحة الضمائر" كما يقول الإمام علي A.