تمسرحات حسينية.. قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (رسول الى الجنة) للكاتب المسرحي: (رسول الدجيلي)
28-03-2019
لجنة البحوث والدراسات
تمسرحات حسينية..
قراءة انطباعية في نصّ مسرحية
(رسول الى الجنة)
للكاتب المسرحي: (رسول الدجيلي)
اشتغل المسرح الحسيني على التعبئة الشعورية، والتي تمتلك مؤثرات فنية تساعد على الجذب الوجداني، ومسرحية (رسول الى الجنة) هي للكاتب المسرحي رسول الدجيلي، وهي (إحدى مسرحيات مهرجان المسرح الحسيني الذي أقيم في العتبة العباسية المقدسة). تشكلت في النص رؤية الانتماء الروحي عبر حدث تاريخي حدث في قصر يزيد، عند مواجهة الركب الحسيني المنتصر معنوياً، من خلال البحث في ذاكرة رجل خارج اطار الانتماء الديني والمذهبي، وانما كان هو صاحب الشخصية الرئيسية رسول قيصر الذي كان يبحث عن معنى حضوره في قصر يزيد بالشكل الرسمي المؤهل لمقابلة ملك من ملوك العرب.
وبين العديد من الخيارات، قرر التصرف على سجيته، وقرر أن يدخل الصراع، ولكن يستوقفه حدث انساني ذكره الكتاب المقدس في رؤيا يوحنا: (انك انت الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب، ومن اجل انقاذ الشعوب والأمم، وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة).
يستفحل هذا الموضوع في ذهنية هذا الذبيح الذي ضحى بنفسه من اجل الإنسانية جميعاً؟ اليسوع صلب ولم تكن رسالته عامة، وفي سفر ارميا استيقظ القلب في المعركة قرب نهر الفرات، وتشبع الحرب والسيوف، وترتوي من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة).
الولوج الى التاريخ يعد احد المهام المهمة في بناء المشهد الحدثي، وهي وسيلة الاقناع او ما يسمى بتبرير المشهد، فكانت أولى وسائل التبرير هو المدون الإنجيلي، وبعدها بدأ المشهد التبريري الثاني الدخول الى عوالم الرؤيا، يقول رسول قيصر: رأيت نوراً عظيماً ملأ المكان لم أر مثله من قبل، أخرست هيبة لساني، سألته: من انت؟ ووكنت اظنه السيد المسيح..! فقال: انا الذي بشر بي عيسى بن مريم، انا محمد بن عبد الله.
قلت: يا رسول الله، ما الذي بعثك اليّ؟ قال: جئت لأبلغك انك من اهل الجنة، وانك تموت مسلما على شهادة أن لا إله إلا الله، وانني محمد رسول الله، وهذا هو التبرير الثاني لصياغة المشهد الرئيسي بأسلوب ابداعي لخلق سلاسة موضوعية مدركة، ولمعرفة جذر الحدث، وهذا التسليم لله تعالى شخصه النبي J بأنه: بركة ولدي الحسين ابن ابنتي فاطمة الزهراء.
في المشهد الذي يصاغ من الحدث التاريخي الموقف الإنساني الوجداني حيث كانت الواقعة الحقيقية لمواجهة رسول قيصر مع رأس الحسين المبارك, ويعني النظر من زاوية موضوعية حيث اعترض يزيد على كشف معالم الحدث، فكانت الحجة الاقناعية موجودة عند رسول قيصر.
قال له: نريد ان نشارككم فرحة النصر، وهذه الوسيلة الاقناعية لتصل الصرخة الى احتجاج: (ما اكفركم)..!
وحين تستعر المواجهة بطغيان يزيد، ينهي النزاع بـ:(اقتلوه..)، ليأتي الايمان متوسلا هذه المرة وسيلة المواجهة، بما يمتلك من تبرير بضرورة المواجهة المعارضة، ليرفع هوية الإسلام، ويقتل وهو يدلي بشهادته، محتضناً رأس الحسين A.
كانت مسرحية (رسول الى الجنة) من حيث أسس الصياغة تتوافق بشكل دقيق مع الرؤية الفكرية.