نزهة ثقافية
23-03-2019
اللجنة الثقافية
(الزَّاجِرَات):
قال تعالى: ((فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا)) (الصافات/2) قيل: هم الملائكة، حيث يزجرون الخلق عن المعاصي زجراً يوصل الله مفهومه الى قلوب العباد، كما يوصل مفهوم اغواء الشيطان الى قلوبهم ليصبح التكليف. وقيل: إنها تزجر السحاب في سوقها. وقالوا: إنها آيات القرآن تزجر عن معاصي الله تعالى، والزجر الصرف عن الشيء لخوف الذم والعقاب. وقد يكون الصرف عن الشيء بالذم فقط على معنى انه من فعله استحق الذم.
وجاء عند السيد مكارم الشيرازي: إن الزجر يعني الصرف بالتخويف والصراخ، تشمل كل منع وطرد، والزاجرات تعني مجاميع مهمتها نهي وصرف وزجر الآخرين، وربما الزاجرات هم الملائكة الذين يطردون وساوس الشياطين من قلوب بني آدم.
(غَوْلٌ):
قال تعالى: ((لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ)) (الصافات/47)، معناه إفساد يلحق العقل خفياً، يقال: اغتاله اغتيالاً، إذا أفسد عليه أمره، ومنه الغيلة. وجاء في كتاب الشيخ الطوسي: الغول تعني لا صداع ولا أذى، كما يكون في خمر الدنيا. والغيلة أن يصرع واحد بعد واحد، قال تعالى: ((ولا هم عنها ينزفون)) أي لا يسكرون، والنزيف معناه السكران.
ويرى السيد مكارم الشيرازي: إن غول تعني الفساد الذي ينفذ الى الشيء بصورة غير محسوسة، ولهذا يقال لعمليات القتل السرية بأنه قُتل غيلة. ويرى العلامة الطباطبائي: إن الغول تعني الاضرار وإهلاك الشيء من حيث لا يحس.
(العُرْجُون):
قال تعالى: ((وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)) (يس/39)، هو العذق الذي فيه المشاريخ، فإذا تقادم عهده يبس وتقوس فشبه به، وقيل: إن العرجون هو ما بين الشماريخ الى المنابت في النخلة من العذق والقديم الذي أشرف على حول. ويرى السيد مكارم الشيرازي أن الشبه بين العرجون والهلال من جوانب عديدة من ناحية الشكل الهلالي، ومن ناحية اللون الأصفر والذبول، واشارة الأطراف الى الأسفل ولونه وسط دائرة مظلمة، تكون في حالة العرجون منسوبة الى سعف النخل الأخضر، وبالنسبة الى الهلال منسوبة الى السماء المظلمة والوصف بالقديم إشارة إلى كون العرجون عتيقا كلما مر عليه زمن وتقادم أكثر، أصبح ضعيفاً وذابلاً، واصفرّ لونه، وأصبح يشبه الهلال كثيراً قبل دخوله المحاق.
ويرى أهل اللغة أن عرجون من الانعراج وهو الاعوجاج والانعطاف وعليه، فالنون زائدة. ويعتقد البعض أنه مأخوذ من عرجن بمعنى أصل عنقود الرطب المتصل بالنخلة، وتوضيح ذلك أن الرطب يظهر على شكل عنقود من النخلة، وأصل ذلك العنقود يكون على شكل مقوس اصفر اللون، يبقى معلقاً في نخلة، وقديم بمعنى العتيق الذي مضى زمنه.
(جِبِلّاً):
قال تعالى: ((وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)) (يس/62)، ويعني أن الشيطان أضل منكم خلقاً كثيراً، أي كان اضلاله الغواية، وأصل الجِبِلّ الطبع، ومنه جبلت التراب بالماء اذا صيّرته طيناً يصلح أن يطبع فيه، ومنه الجبل؛ لأنه مطبوع على الثبات.