المنصة..
22-03-2019
اللجنة الاجتماعية
المنصة..
لماذا لا يحترم الإعلام العربي شعائرنا..؟
غصة في القلب، كلما أسمع عن عيد عاشوراء عند العرب، نعم عيد وتنقل الفضائيات العربية وبعض الفضائيات العراقية هذا العيد في صبيحة العاشر من محرم كل عام، وكأنها ترد على احتفائنا بهذه المصيبة المفجعة، كأنها ترد على حزننا ببهجة جاحدة..! وغصة في القلب كلما تشن الفضائيات برامجها الترفيهية لتستقبل رمضان بفن هابط مقصود فيه الهبوط والاغراء والمجون ليواجه قدسية هذا الشهر العظيم..! هي غصة في القلب مع كل وفاة من وفيات ائمتنا D تضخ الفضائيات عهرها الاغرائي لتسلب من الناس احتفائها، اليوم تغير الحال لنا فضائيات الولاء التي لابد ان تسعى لتبث برامجا بمستوى فكري يحتفي بعظمة المناسبة..!
لنشتغل على الجانب الاخر من التكوين الانساني الفكر الذي يمتلك جواذبه الكبيرة لموازنة الفرجة، لابد ان ندعم الاحتفاء المصائبي باحتفاءات فكرية تنضج عند المتلقي الوعي لنبعد الغصة عن قلب كل ولاء، ولنعلم الاعلام الفضائي معنى الاحترام الانساني بمشاعر الشعوب..! لا يمكن ان تهمل الناس والناس لا ترد الصاع لها بالمثل، فلا تحترم وجود مثل هذه الفضائيات والحذف موجود..!
الأرزاق:
أي حديث عن الارزاق يذهب مباشرة صوب الأمور المادية، والجميع يؤمن بأن الأرزاق بيد الله تعالى، يقول مولاي امير المؤمنينA: علمت أن رزقي مكفول فاطمأننت, وهذه قناعة وايمان. الجميع يردد: (الارزاق بيد الله) والجميع يقول: (ان البركة في الرزق) لكن على ارض الواقع يختلف لدينا العمل، فجميع الأنظار الى الأرض ورجاؤهم بالمخلوق الضعيف، اعناقهم تشرئب للغني والمسؤول..!
اين القناعة؟ وأين الرضا؟ واين الله سبحانه وتعالى في حساباتهم؟ اين القناعات التي يتشدقون بها؟ لماذا الفارق كبير بين أحاديثنا عن فلسفة الرزق، وما نبحث عنه فعلاً؟ لماذا التبرم من الرزق؟ واصبح الانسان يعيش في دائرة ضيقة الملامح..؟
ان قانون الرزق عند الله أوسع وارحم، قوانين الله تحطم كل مستحيل، ان الله على كل شيء قدير، فمتى سنؤمن بأن العيش لا يضيق، والرزق لا يضيق على من خاف الله واتقاه, قال الله تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...)) (الطلاق: 2-3).
فتقوى الله كفيلة ان تفتح كل باب مغلق ويفرج كل هم وتحل السكينة والرحمة على اهل البيت.
والمعاصي توصد باب الرزق، والرزق في السماء بفضل الله ستحفظ القوة، فالتعلق بالله سبحانه وتعالى يبلغ الدرجة السامية من رقي البحث عن الرزق, يقول رسول الله J: "من كان همه الاخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها" فليفعل الانسان ويطلب من الله العون والبركة والبركة تتنامى دون تدخل لا سياسي ولا مسؤول بها يغتني الفقير وتتبدل الأحوال, كيف للإنسان بعدما يؤمن ان الارزاق بيد الله ان يخاف الفقر ويخشاه، وكأن الرزق من صناعة يديه؟ كيف يؤمن بالله من يتشاءم ويخشى المستقبل؟ هناك الله سبحانه بفضل رحمته يبعد الانسان من الهم المؤذي والشيخوخة المبكرة والانتحار البطيء والانهزامية المميتة, القوانين الربانية تكفل الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
السعادة:
تعني السعادة كمفهوم عام تحقيق الحلم، لكن خصوصية هذه السعادة ومفمومها الاحتوائي يتواءم مع شخصية كل حالم بالسعادة، اذ تتباين الرؤى من شخص الى آخر فهناك من يراها تعني لديه الثراء والغنى المادي والعيش الرغيد برخاء وقد تعني عند شخص آخر التواصل مع الناس.
وهناك أشياء كثيرة يرى فيها الانسان أسباب السعادة, لكن السعادة الحقيقية تكون في قلب الإنسان العامر بحب الله سبحانه وتعالى لتكون هذه السعادة مصدرا من الشعور براحة البال والطمأنينة والرضا والقناعة، فلا يلتفت كثيرا للأشياء المادية؛ لأن السعادة الحقيقية هي راحة البال، والإنسان هو من يزرع سعادته بنفسه، وتكون بعيدة عن الانانية، وأفضل تلك السعادات هي ما ينسجم مع العقل والقلب والجوارح.
السعادة في الحفاظ على رياضة رباطة الجأش وهدوء الاعصاب وتفاؤل القلب في مواجهة المصاعب والآلام. يقولون: السعادة تكمن في المحاولة وليس في محطة الوصول، والقناعة والرضا والنظر الى الذاكرة بجمال روح.
ويرى البعض: ان السعادة تعني رؤية الحاضر على انه افضل الأيام بسمو وعزة، والمتفائل يرى مستقبله افضل من حاضره, السعادة تأتي من داخل النفس أولاً، وسيشعر الانسان بالسعادة.
الإحباط:
هو التوتر الذي يصل الى حد الاستسلام والشعور بالعجز والرغبة في الانطواء؛ بسبب المشاكل والعقبات والحواجز التي تفشل في التواصل الى حل لها، كل ذلك يدفع بنا الى الشعور بالإحباط.
وعلم النفس يراها تعجز عن تحقيق رغبة نفسية أو اجتماعية واقتصادية، او يكون نتيجة عيوب نفسية او بدنية، والإحباط يدفع الانسان ليبذل مزيدا من الجهد والبحث عن طرف للمباشرة يطلق عليها علم النفس بالحيل العقلية، سلوك يخفف حدة التوتر المؤلم الكبت، النسيان، التعويض، التبرير، النقل، الاسقاط، التوجيه، تكوين ردة الفعل، أحلام اليقظة، الانسحاب، وبعض الاقوياء استطاعوا الاعتماد على قوتهم النفسية بتحويل هذا الإحباط البناء، لتجاوز الفشل.
على الانسان ان لا يتكل على مساعدة الاخرين وقد يُخذل، وعليه ان يقف على حيله باحثاً عن حلول بدل ان يقف عاجزا، تجنب متابعة الاخبار المحبطة، حاول ان تلغي الإحباط عن مجرى تفكيرك.
والانسان الناجح هو اكثر الناس الذين يتعرضون للاحباط، السؤال الذي لابد ان نقف عنده متأملين: هل بإمكاننا تحويل هذا الإحباط الى قوة دافعة للنجاح؟ نعم، يقدر الانسان ان يتخلص من الإحباط داخل نفسه، وقوم باصلاحها وتقويمها، وتحويل هذا الإحباط الى حدث إيجابي من خلال إعادة التعامل مع الإحباط، فهناك فرصة، وكل عقبة لها حل عندما تلح بالسؤال على النفس: كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة؟ نعم يمكن تجاوزها وتطوير النفس تدريجياً.
سعة الأفق:
لابد للشخص المثقف الواعي ان يتحلى بسعة الأفق، التي ستمنحه سعة الصدر دعوة الانفتاح للمحبة وحسن السلوك والانفتاح المثقف على النا ، ولهذه السعة فرادة تملك مكونات أساسية دونها لا تتحقق سعة الأفق، ولا يكون باستطاعتها الانفتاح على الناس وعلى ما يحملونه من قيم معلوماتية واخلاقية وعلمية، وسلامة الصدر وطيب النوايا التي تعمل على التواصل الفعال بين الناس، وما تحمل في طياتها من صفاء النفس وطمأنينة القلب ويكون التعقل من اهم سمات سعة الأفق وعفة الروح وأطيب الكلم والتحاور مع الناس بمنطق الموائمة والتكامل لا بمنطق الأفضلية والالتزام العملي الدائم، وبها تحقيق هذه المكونات، كطاعة الله سبحانه تعالى، وحسن العبادة، ودوام الذكر والاستغفار وخشوع الدعاء والتضرع والبعد عن اثارة الشبهات وهذه المحاور جميعها تكمن في سعة افق الانسان، والتحلي بروح الجمال وحسن الظن والصفح والعفو التناصح والتشاور والحكمة في التحاور وحسن معاملة المخالف في الرأي، والمحاورة الجادة دون المهاترات والابتعاد عن الجدال والتعالي والاستخفاف.
وعلينا بالتدبر التكويني والتطبيق للمصدر القرآني أو من للسيرة النبوية ومنهج اهل البيت D فيصبح الانسان الواعي نموذج القصد والاعتدال ويمتلك سعة الأفق بالتدبر التكويني الذي يمنح الانسان مجالات استيعاب فهمي سليم ومنحه بذرة على احتواء الموقف احتواء مؤثراً في الآخرين.