(دعوة صريا الى كربلاء)

22-03-2019
لجنة المناسبات
(دعوة صريا الى كربلاء)
بمناسبة اقتران مولد وفاة الامام الهادي A قررت دعوة صريا للحضور الى كربلاء لمشاركتنا هذا الاحتفاء المبارك، وصريا هي القرية التي أسسها الإمام موسى بن جعفر A في نواحي المدينة المنورة، ووُلد فيها الإمام الهادي A.
قالت لي صريا:ـ قبل ولادتي بعشرات السنين بشر رسول الله J بولادة الإمام الهاديA بقوله: (... وأن الله تعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية، بارة مباركة، طيبة طاهرة، سقاها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكل سرٍ مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه به وحذّره من عدوه.
قلت: دعوناك يا صريا لنحتفي بك ولنعرف ما عندك؟
فقالت صريا:ـ لقد استلم الإمام علي الهادي A في سن السادسة من عمره بعد استشهاد أبيه الإمام الجواد A، وقد تقبلت الأمة إمامة الإمام الهادي A على الرغم من صغر سنه؛ لأنها قد أصبحت على علم بأن الإمامة لا ترتبط بالعمر وإنما ترتبط بالإرادة الإلهية.
وكانت إمامة أبيه الجواد A أفضل برهان وتجربة سابقة على ذلك، وقد أظهرت إمامة الإمام الهادي A أن جميع ما يمتاز به الإمام A من عصمة وعلم وهيبة ووقار هو من عند الله سبحانه وتعالى كما هو الحال في نبي الله عيسى A وكذلك نبي الله يحيى A وليس عن طريق التعلم والتدريب المعتاد عليه باقي الناس.
- وما كان موقف بني العباس من امامة مولاي الهادي A؟
قالت صريا:ـ نتيجة جهل حكام بني العباس بمنزلة الإمام A الربانية فقد قرر الحاكم المعتصم أن يبعث معلماً خاصاً للإمام الهادي A واختار معلماً ناصبياً يبغض أهل البيت D من أجل تنشئة الإمام الهادي A تنشئة بعيدة عن الولاية وطريق الهدى..!
وكانوا يعتقدون أنهم بهذه الطريقة سوف يغسلون عقل الإمام A ويسيطرون عليه، ولكنهم قد جهلوا بأن روح القدس لا ينفك عن قلب الإمام الطاهر وأن العصمة والعلم من خصوصياته الدائمة.
وكان المعلم الناصبي (الجنيدي) ينفرد مع الإمام الهادي A وهو ما زال صبيا، ومرت فترة من الزمن على هذا الوضع، فجاء أحد أتباع المعتصم الى الجنيدي وسأله: ما حال هذا الصبي؟ فقال الجنيدي: لا تقل صبي بل هو شيخ..! سأله: لماذا؟ فقال الجنيدي: إني والله لأذكر الحرف في الأدب وأظن إني قد بالغت فيه ثم إنه يملي أبواباً أستفيد منها فيظن الناس إني أعلمه وأنا والله أتعلم منه.
وبعد فترة جاء نفس الشخص وسأل الجنيدي عن حال الصبي؟ فقال الجنيدي: دع عنك هذا القول والله تعالى لهو خير أهل الأرض وأفضل من برأه الله تعالى وانه حافظ القرآن من أوله الى آخره ويعلم تأويله وتنزيله.. فمن أين علم هذا العلم الكبير يا سبحان الله، فقد أعلن المعلم الناصبي الجنيدي إيمانه بالإمام ودخل التشيع..!
وقالت صريا: ابارك شيعة اهل الولاء الحسيني بهذه الولادة المباركة، وأنا فرحة جداً؛ لأني زرت كربلاء.