العتبة العباسية المقدسة وللسنة الخامسة تحتفي بولادة الصديقة فاطمة ع في جامعة سومر
21-03-2019
سجاد طالب الحلو
العتبة العباسية المقدسة وللسنة الخامسة
تحتفي بولادة الصديقة فاطمة ع في جامعة سومر
أزهر نور فاطمة الزهراء ع ليملأ الخافقين, فكانت على غرار أبيها رحمة وقدوة للنساء والرجال, وآثارها شاهدة على عظم السلوك والعبادة التي خطت بها خارطة السير نحو مرضاة الله تبارك وتعالى, وترى محبيها ومواليها يجهدون انفسهم للمضي قدما لاتباع مناقبها, ويجددون لها العهد والولاء في كل عام، مهنئين بذلك ولدها صاحب العصر والزمان f. ولهذه الولادة طعم خاص عند شعبة العلاقات الجامعية التابعة لقسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة، فهي تقطع المسافات لتشارك مختلف ابناء الوطن هذه الفرحة المباركة, لتحط رحالها عند جامعة سومر وللسنة الخامسة على التوالي، لإقامة مهرجان وسط حضور وتفاعل كبير من قبل طلبتها، فضلاً عن عمداء الكليات ورؤساء الأقسام. افتتح المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم ومن ثم قراءة سورة الفاتحة؛ ترحماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، وبعد ذلك الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ (لحن الإباء).
ليحين دور الكلمات والتي كانت الاولى من قبل رئيس جامعة سومر التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عباس العقابي عميد كلية الإدارة والاقتصاد وبين فيها:
يسعدنا أن نستقبل وإياكم في هذا اليوم الوفد المبارك المحمل بعطر العتبتين المقدستين لينورنا بندوة حوارية في هذه الذكرى العطرة، وإن شاء الله تعالى سيكون الطرف الآخر في هذه الندوة أبناءنا وطلبتنا الأعزاء, وان هذه الندوة ستحدد المستوى الثقافي والمستوى الديني والمستوى العلمي لطلبة جامعة سومر، إذ أنتم النخبة الجيدة من هذه الجامعة, وفي الختام اجدد الشكر مرة أخرى لوفد العتبة العباسية المقدسة لتجشمه عناء السفر من كربلاء المقدسة الى سومر التاريخ والحضارة.
بعد ذلك ارتقى المنصة فضيلة السيد محمد الموسوي(دام توفيقه) من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، فأوضح قائلاً:
لابد لنا أن نطلع على هذا البيت المبارك (بيت علي وفاطمة) الذي لم يكن بيتا بسيطا إنما كان جامعة إسلامية تحوي كل معاني الجامعة، وجميل للإنسان أن يطلع على تلك الجامعة عن قرب، حتى يرى النظام الأسري والتربوي والأخلاقي والتعليمي والعبادي الذي خرج من هذا البيت الطاهر، وهذه كلها دروس تنبع من بيت علي وفاطمةC.
أجمل حياة عاشتها الزهراء هي تلك الفترة القصيرة مع عليA مع أنها كانت حياة مليئة بالحروب والفتن, وإن هذا البيت المبارك الذي ننتمي له -إن شاء الله- جدير بنا أن نقترب منه ونطلع على المناهج والتربية فيه، وهذا مهم جدا، فعند انتقال الزهراء الى بيت علي نجدها قد وضعت بذوراً؛ لكي تنمي الحياة في بيتها الجديد، منها المحبة وهذا القانون جدا مهم لديمومة الحياة الأسرية والاجتماعية.
فإذا لم تكن هناك محبة لا يوجد كل شيء، المحبة قانون إلهي رسمته الزهراء في بيت علي مع أطفالها وأسرتها، وهذا شيء حث عليه القرآن الكريم وأوصى به في بناء البيت الأسري، وقانون المحبة أيضا لابد أن يكون في الجامعة؛ لأن المعلومة إذا أردت أن أطرحها لم تصل إذا لم تكن هناك محبة للتعلم وإرادة، وهذه نقطة مهمة جدا.
إن من المسائل المهمة التي كانت الزهراءB تطبقها هي مسألة التنمية البشرية، ولمعرفة هذه المسألة يمكنكم أن تقرؤوا الروايات، كيف أن الحسن والحسين C كانا يجلسان في حجر رسول اللهJ، وهو يقول لكل منهما: أنت إمام وأنت ريحانتي من الدنيا، الزهراء B كانت تحمل الحسن والحسين وتأتي بهما الى أمير المؤمنين A فتقول له: اذهب بهما الى رسول الله ليورثهما شيئا، هذه الكلمات وهذه التنمية تزرع الطاقة الإيجابية، فعندما ترى الأب يمدح ابنه والجد يمدح أيضاً، هذه من الطاقات الإيجابية في بيت علي وفاطمة والتي يجب أن نتعلمها منهم.
هناك مسألة مهمة أخرى وهي أن بيت علي وفاطمة ينمي الروح الإيمانية من أول لحظة في حياة الطفل، فعند ولادة الحسن والحسينC كان رسول اللهJ يؤذن ويقيم في أذنيهما، أي أن رسول الله بنفسه كان يعلم الحسن والحسين التكبير بنفسيهما، وهذا جانب من التنمية الإيمانية في بيت علي وفاطمة، فضلاً عن أهم جانب في بيت علي وفاطمة ألا وهو الجانب العلمي، حيث كانت الزهراءB تهتم كثيرا بالجانب العلمي والتربوي، وكانت تعلم نساء المدينة في بيتها.
وفي الختام، نحن ما نرجوه من الطالب والطالبة في الحرم الجامعي الاحتفاظ بالقيمة العلمية، وهي رسالة من الزهراء B، وهناك رسائل مفتوحة كثيرة من الزهراء الى الأخوات المؤمنات، منها أن الزهراء كانت قمة في العفة والحياء والتواضع والكرم والصبر والجهاد والعمل، كانت تخرج مع رسول الله J الى ساحات الجهاد لتطبب الجرحى، نسأل الله أن يجعل هذه الذكرى الطيبة العطرة رحمة وبركة علينا وعليكم، ويعمر هذا المكان المبارك، ويجعلها محطة انطلاق لكل معاني الخير والبركة إن شاء الله بكم.
لتبدأ بعد ذلك فعاليات الندوة الحوارية التي تضمنها المهرجان، بين وفد العتبة العباسية المقدسة وطلبة جامعة سومر, ليكون الختام تكريم وفد العتبة العباسية المقدسة بدرع تذكاري من قبل رئاسة جامعة سومر، كما كرم الوفد رئاسة جامعة سومر لإسهامها في نجاح واستمرارية المهرجان، كذلك تضمن المهرجان معرضاً للنتاجات والإصدارات الثقافية الخاصة بقسمي الشؤون الفكرية والثقافية وشؤون المعارف الإسلامية والإنسانية.
الأستاذ ماهر خالد من شعبة العلاقات الجامعية، تحدث لجريدة صدى الروضتين، فبيّن قائلاً:
ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني أقيم مهرجان ثقافي بمناسبة ولادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء B, وتضمن المهرجان ندوة حوارية ألقاها السيد محمد الموسوي، وشهدت الندوة تفاعلا كبيرا من قبل الاخوة الطلبة. كما تم توزيع قصاصات ورقية على الطلبة من أجل تدوين أي أسئلة فقهية وعقلية، وبعد ذلك أجاب عنها فضيلة السيد المحاضر في النصف الثاني من الندوة.
وهناك عدة اهداف ترنو العتبة العباسية المقدسة تحقيقها من خلال المهرجان المستمر وللسنة الخامسة على التوالي, حيث يهدف الى مزج الرؤية الدينية مع الرؤية الاكاديمية والتواصل بين العتبة العباسية المقدسة والجامعات العراقية المختلفة من خلال رفد الطلبة بعلوم اهل البيت D عن طريق الندوات والمحاضرات المهمة.