مزارع خيرات أبي الفضل العباس ع غصن طيّب ينمو في أرض كربلاء المقدسة

21-03-2019
احمد صالح مهدي ‏
مزارع خيرات أبي الفضل العباس ع
غصن طيّب ينمو في أرض كربلاء المقدسة
تتبلور الأفكار لتشكل مجموعة من الخطوات الجادة للنهوض بالواقع الاقتصادي داخل رقعة محددة، مكونة حالة من الحراك على المستوى المعيشي داخل تلك الرقعة ومقدمة بذلك حالة من التوازن داخل السوق المحلي في المنطقة. المساعي الخيّرة المنطلقة من الرؤية الاستراتيجية الهادفة الى تحقيق النتائج المرجوة من المشاريع الاستثمارية، أثبتت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في هذا المضمار الحيوي انها رقم مهم في انتعاش الاقتصاد الوطني؛ كونها حرصت ومنذ الوهلة الأولى الى تبني المنجزات الخدمية اقتصاديا للبلد على مختلف الصعد، لعل من أكثرها تأثيراً هو ما يتعلق بالجانب الغذائي. وتأتي هذه المبادرة بعد أن اكتسحت المنتجات الأجنبية السوق العراقية بعد العام 2003م في الوقت الذي افتقدت الأجهزة الرقابية على هذه السلعة الداخلة الى البلد، أخذت العتبة العباسية المقدسة على عاتقها الدخول في هذا المضمار، وهي بذلك تحقق أهدافاً عدة، من أهمها الأمن الغذائي، فضلاً عن توفير الآلاف من الأيدي العاملة.
المطلع على مشاريع العتبة المقدسة الزراعية، يلاحظ حجم التطور في اساليب الزراعة والتي تعد الأحدث، فضلاً عن تبني الافكار التطويرية في هذا المجال، واليوم تعد مزارع خيرات ابي الفضل العباس A محط اهتمام المختص، وأيضاً المواطن الذي يسعى الى تأمين قوته من خلال منتجات صحية له ولعائلته.
وللتعرف اكثر عن هذه المزارع صدى الروضتين، كان لها لقاء مع رئيس قسم الشؤون الزراعية في العتبة العباسية المقدسة المهندس الزراعي الاستاذ علي مزعل لايذ ليطلعنا عليها قائلاً:
اهتم قسم الشؤون الزراعية ومنذ تأسيسه على أحدث الوسائل المستخدمة في مجال الزراعة وينضوي هذا القسم تحت لواء شركة الكفيل للاستثمارات العامة التابعة للعتبة العباسية المقدسة، اذ ابصرت المزارع النور منذ العام 2009 وكان له دور فاعل داخل السوق المحلية منذ انطلاقه، مكتسباً بذلك ثقة المواطن، ومحققاً أمناً غذائياً على مستويات عالية.
مبيناً: كانت باكورة انطلاق القسم من خلال انشاء مزارع خيرات ابي الفضل العباس A للزارعة المحمية بمساحة اجمالية تقدر بـ(50) دونماً تضم عدة بيوت بلاستيكية بلغ عددها في بادئ الامر (12) بيتاً بلاستيكيا مفردا بمساحة (116) متراً مربعاً للبيت الواحد.
أما في الوقت الحالي، فهي اكثر من هذا العدد، حيث أنشئت بيوت بمساحة 2 دونم وعددها أربع، وأخرى بمساحة دونم واحد، بالإضافة الى بيوت صغيرة بلغ عددها 67 بيتاً بلاستيكياً.
مضيفاً: إن هذه المزارع مخصصة لزراعة محاصيل الخضار، وهي من النوع المحمية، وتشمل كلا من محصول الطماطم والباذنجان، وأيضاً الفلفل الحار والبارد، بالإضافة الى محصول الخيار، علاوة على ذلك يتم زراعة المحاصيل المعروفة بالبديلة، وهي الطماطم الكرزية، وأيضاً اللهانة والقرنابيط.
مؤكداً: جميع ما يتم زراعته داخل مزارع خيرات ابي الفضل العباس A من محاصيل يتم استخدام فيها السمادات العضوية بدلاً من الأخرى الكيمائية، وهي بذلك تحقق الامن الغذائي بعيدا عن تلك المواد التي قد تعرض حياة الانسان للخطر، ومنتجاتنا تمتاز بالجودة والكثرة، وهذا يتم اثباته بأدلة موثقة على مختلف المستويات وبشهادة الجهات المختصة.
مشيراً: يتم تسويق منتجات المزارع من خلال مراكز البيع المباشر التابعة المنتشرة في مدينة كربلاء المقدسة والمحافظات الاخرى حيث تشكل نسبة الانتاج في اول انطلاق المشروع، وتأسيسه حوالي (2%) من حجم السوق المحلية.
أما اليوم ومع التقدم الحاصل في مرافق هذا المشروع المباركة وخلال فترة قياسية يشكل اليوم ما يقارب الاكثر من (30%) من حجم السوق المحلية.
وأردف قائلاً: إن انشاء هذه المزارع يتجه بعدة اتجاهات منها أن تكون رائدة ومتفردة في مجال زراعة هذه المحاصيل الآنفة الذكر؛ كونها تشكل نسبة كبيرة من استهلاك المواطن بشكل يومي.
والجانب الآخر هو الجانب الخيري من خلال توفير منتج ذات جودة عالية وسعر مناسب تماشياً وحجم دخل الفرد العراقي، وذلك بأن يكون منتجانا متوفراً بطرق سهلة، أمام المواطن صاحب الدخل المحدود.
أما الجانب الآخر الذي يمثل الغرض من هذا المشروع هو محاولة استصلاح الاراضي الزراعية، وأيضاً استيعاب اكبر عدد من الأيدي العاملة العراقية، واستخدام الطرق العلمية في مجال الزراعة، هذا بالإضافة الى النظرة البعيدة التي تسعى العتبة العباسية المقدسة تحقيقها من هذه المزارع بأن تكون موقعاً مناسباً لإجراء التجارب العلمية، والإفادة منها في مجال البحث العلمي داخل الجامعات العراقية.