مرآب الكفيل الفني التابع للعتبة العباسية المقدسة
تحفة معمارية تزدان بها كربلاء المقدسة ألقاً
بخطى ثابتة وجهود نيّرة، رسمت ملامح التطور العمراني، من خلال المشاريع الاستراتيجية، المنطلقة من أروقة العتبة العباسية المقدسة، التي مضت قدماً لإنجاز المنشآت الخدمية، الهادفة الى تحقيق الاكتفاء وتوفير الخدمات المتكاملة، ومع ما تشهده أعمالها من توسع في مفاصل عدة، ارتأت أن يكون لها مرآب يتم من خلاله احتواء جميع العجلات التابعة لها، يتضمن عدة خدمات مهمة، فضلاً عن المنظومات المتطورة داخل هذا الصرح الذي شهد انجاز مراحله بالكامل. الأستاذ المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، أوضح لنا تفاصيل ومحتويات هذا المشروع الحيوي من خلال الحوار الآتي:
- ما الهدف من هذا المشروع؟
نتيجة التوسع الذي شهدته العتبات المقدسة في العراق، وتحديداً العتبة العباسية المقدسة، وتدفق حشود الزائرين الى هذه الارض المطهرة بشكل كبير على طول ايام السنة، وخصوصاً في أيام الزيارات المليونية التي تشهدها المدينة المقدسة، كان على العاملين في العتبة المطهرة، وخصوصاً الجهات الهندسية أن توفر - بالإضافة الى المرافق الخدمية المختلفة - وسائل لنقل الزائرين.
وفعلاً تم توفير عدد كبير من العجلات المختلفة الأحجام، مع الأخذ بنظر الاعتبار مسألة صيانة وادامة هذه السيارات لغرض ديمومتها والحفاظ عليها، وبالتالي استمراريتها في تقديم الخدمات اللازمة للزائرين، لذلك ارتأت العتبة العباسية المقدسة وضمن خطتها التنموية بإنشاء مشروع مرآب الكفيل الفني، وفعلاً تم التباحث والتناقش ولمدة سنتين تحديدا من العام (2011) كانت البداية ليصل المشروع الى مخططاته الاخيرة في العام (2013) ليكون بادرة خير في سماء الخدمة لأهل البيت D.
- كم المساحة المقام عليها هذا المشروع من حيث الاجمال الكلي، والواقع تحت البناء؟
يقام المراب على مساحة (37) دونماً (67500 م2) وبمساحة بناء (000،142 م2) وهو بهذا يعد مركزاً لاحتواء هذه الاعداد الكبيرة من السيارات وكذلك صيانتها وادامتها، قسم المرآب الى خمس مناطق متفرقة لاحتواء العجلات، مع الأخذ بنظر الاعتبار توفير كوادر متخصصة، منها: كادر خاص بالصيانة وآخر من سائقي العجلات، وغيرها من الكوادر التي يجب توفرها في مثل هذه المنشآت.
فخطوة انشاء مرآب موحد يسهل العمل والتواصل؛ كونه يحوي كل آليات العتبة المطهرة في مكان موحد، زيادة على ذلك سيتم تزويد العجلات بالوقود وبمختلف انواعه (البنزين والكاز) الأمر الذي يؤدي الى الافادة من الوقت والجهد أيضاً.
- ما التكنولوجيا التي تفرد بها هذا المشروع؟
يتميز المرآب معمارياً؛ كونه شيّد بطرق حديثة ومتطورة ومن مواد ذات جودة عالية وخفيفة المتمثلة بمادة القواعد الصلبة (الاستيل ستركجر) ومواد مقاومة لكل الظروف من حرارة وبرودة الطقس، وكذلك مدعمة بمواد عازلة للحماية من الحرائق باستخدام أحدث الطرائق التكنولوجية لكل اجزاء المشروع.
- ما هي مكونات المشروع؟
يقسم مشروع مرآب الكفيل الفني الى خمسة أقسام: القسم الأول منه مخصص للقسم الإداري، ويعمل موجه مركزي للمجمع، يقوم بتدوين وأرشفة كافة المعلومات الفنية لأي عجله تدخل المرآب.
أما القسم الثاني منه، فقد خصص كمحطة لتزويد السيارات بالوقود تعمل وبنوعية (البنزين – الكاز أويل) تكون السعة الاجمالية الخاصة به بـ(1000000) لتر، مزود بأحدث التقنيات العالمية المستخدمة في محطات وقود.
أما القسم الآخر منه، يكون خاصاً لتصليح العجلات الخفيفة. والجزء الرابع من المجمع يكون مخصصاً كورشة متكاملة من كافة الجوانب لتصليح العجلات الثقيلة وبكوادر متخصصة.
إن من مميزات هاتين الورشتين المذكورتين انهما تعملان بنظم الكترونية حديثة بأحدث الأجهزة المتطورة الخاصة بهذا الجانب، في ما يخص الجزء الخامس من المجمع والأخير، فقد تم تخصيصه ضمن المخططات الهندسية الموضوع بأن يكون لتخزين السيارات بكل انواعه سواء عجلات كبيرة او صغيرة حيث يتكون هذا الجزء من طابقين كبيرين يراعى فيه تقسيم الأماكن الخاصة بخزن كل نوع من السيارات، فهناك عجلات كبيرة وأخرى متوسطة الحجم، وكذلك صغيرة.
فمن أجل تسهيل دخول وخروج هذه السيارات، وكون المجمع يتكون من طابقين، أصبح من الضروري أن تكون الآليات ذات الحجم الكبير في الطابق الارضي لتوفر السهولة في عملية دخولها وخروجها.
أما الطابق الثاني، فهو خاص بالعجلات الصغيرة لسهولة تحركها، وكذلك خفة وزنها، في ما يخص السعة التي يمتلكها هذا الجزء يصل الى خزن حوالي (500) سيارة بكافة انواعها، ومن المؤمل أن يكون هذا المشروع متكاملاً من كافة جوانبه المختلفة.