ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني وبالتعاون مع جامعة ذي قار العتبة العباسية المقدسة تقيم مهرجان الصدّيقة الكبرى بنسخته الثامنة

20-03-2019
علاء سعدون
ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني وبالتعاون مع جامعة ذي قار
العتبة العباسية المقدسة تقيم مهرجان الصدّيقة الكبرى بنسخته الثامنة
ابتهاجاً بمناسبة ذكرى ولادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء B، وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع رئاسة جامعة ذي قار مهرجان الصدّيقة الكبرى السنوي الذي يقام للسنة الثامنة على التوالي في جامعة ذي قار.أقيم المهرجان على قاعة المؤتمرات في كلية التربية للعلوم الصرفة في جامعة ذي قار، وذلك بحضور طلابي كبير إلى جانب تدريسيي الجامعة، فضلاً عن الوفود التي مثلت العتبات المقدسة في العراق، وفي مقدمتها وفد العتبة العباسية المقدسة.
استهلت فعاليات المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أروح شهداء العراق الأبرار، ثم الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ(لحن الإباء).
جاءت بعد ذلك كلمة رئيس جامعة ذي قار الدكتور رياض شنته والتي بين فيها قائلاً:
إننا نتشرف بأن نقيم هذا المهرجان بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، وأبناؤنا سعيدون جداً لهذا التوجه الرائع من العتبات المقدسة بالانفتاح على الجامعات؛ لأن الجامعات تضم هذه النخبة الطيبة من طلبتنا، وبدورنا لابد أن نتواصل مع العتبات المقدسة؛ لكي نحقق أهدافنا الإنسانية والاجتماعية والثقافية السليمة، عن طريق أهل البيتD وثقافتهم وفكرهم وعطائهم الذي يملأ الأفق. مضيفاً: مهرجان الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراءB هذا الرمز الديني الإنساني الكبير الذي بدأ يرى النور من خلال اهتمام العتبات المقدسة بإحيائه وتسليط الضوء عليه.
وللسنة الثامنة على التوالي يقام المهرجان في رحاب جامعة ذي قار وفي كلية التربية للعلوم الصرفة بمناسبة هذه الذكرى السعيدة، التي رأت من خلالها الصديقة الطاهرة النور وأنجبت الأنوار وخلدت الإنسانية بهؤلاء الأئمة الأطهار من بنيها.
مشيراً: هذه المهرجانات لها أهمية كبيرة؛ لأنها على الأقل تزرع هذه العلاقة الطيبة مع المرجعية الدينية ومع العتبات المقدسة ومع الطبقة الواعية من شباب العراق ونحن حريصون عليها.
واختتم: شكري وتقديري الى العتبات المقدسة عموماً والى العتبة العباسية خصوصاً؛ لأنها تأتينا وتشرفنا وتقيم هذه المهرجانات السنوية والمعارض الخاصة بالكتب؛ لأننا بحاجة الى ثقافة عقدية دينية سلسة غير متطرفة، فنحن نؤمن بالتسامح وقد علمنا الإمام عليA ذلك حين قال: ((الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)).
أعقب ذلك كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها بالإنابة فضيلة السيد عدنان الموسوي(دام توفيقه) من قسم الشؤون الدينية، والتي أكد فيها على أهمية إحياء هذه المناسبات الدينية في دور العلم التي منها الجامعات، وعلى ضرورة المشاركة الفاعلة والواعية للشباب الجامعي، والاقتداء بأهل البيت D، وأن على الطالبات أن يركزن في هذه المناسبة على سيرة وجهاد الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء B والاستزادة من علومها والاقتداء بها.
مشيراً: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم ((وإذا الموءودة سُئلت * بأي ذنب قتلت))، وأريد من خلال هذه الآية أن أبيّن حقوق المرأة في الإسلام، ونحن نعيش مولد السيدة الزهراءB يمكننا القول: إن هذا اليوم قد أحدث نقلةً نوعية في حياة المرأة.
مضيفاً: المرأة في الكيانات والأمم الأخرى كانت كياناً مستحقراً مبغوضاً ومكروهاً، فقسم من هؤلاء كانوا يعتبرون المرأة شراً لابد منه، وقسم كان يبيع المرأة في سوق النخاسة ويرتزق من ثمنها، وقسم من الأمم يجعل مصير المرأة مقروناً بمصير الرجل، فإذا مات الرجل يحرق فتحرق زوجته معه، وحين تأتي الى الجزيرة العربية تجد الطامة الكبرى، حيث كانت البنت توأد تحت التراب، وطبعاً هذا لأسباب، الأول: المجتمع الجاهلي كان قبلياً يعيش على الإغارة، هذه القبيلة تغير على هذه القبيلة، فيحتاجون الى من يحمل السلاح، الأمر الثاني: يعتقد المجتمع أن البنت إذا كبرت تجلب لهم العار.
وتابع الموسوي: أنت أيها الشاب أمامك طريقان، إما أن ترتقي الى سلم الملائكة، وإما أن تنحدر الى الحضيض الى مستوى البهائم بل أضل، الحديث يقول: ((خلق الله الملائكة عقلاً بلا شهوة، وخلق الإنسان عقلاً وشهوة، وخلق البهائم شهوةً بلا عقل))، فالذي يغلب عقله شهوته يكون بمستوى الملائكة، والذي تغلب شهوته عقله يكون أضل من الأنعام، لذلك جاء الإسلام وحارب ظاهرة وأد البنات، وأعطى حقوقاً عظيمةً للمرأة لم يعطها أي دين، فقد أعطاها حق التعلم وحق التملك وحق العمل إذا كانت محتاجة الى العمل، ولكن ماذا يريد الإسلام؟ يريد منها العفة والحجاب.
وبين: السيدة الزهراءB التي نحن بذكراها عندما يدخل رجل مكفوف تتحجب، يقال لها: يا فاطمة إنه لا يرى..! فتقول: لكنه يشم الرائحة، يسألها رسول اللهJ: (بنية، فاطمة أي شيء أحب للمرأة؟) قالت: (أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل)، فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض. (فاطمة بهجة قلب المصطفى: ج1 ص89)
هل هذا يعني أن نحبس بناتنا؟ لا طبعاً ليس هذا المقصود، المقصود هو أن تخرج المرأة لتتعلم وتعمل، لكن ما المانع أن تتعلم وتعمل بحجابها الإسلامي، وإن الإسلام أعطى حقوقاً للمرأة.. كذلك نجد البعض من الأزواج يحمل الزوجة المسؤولية حين تلد البنات، وهو قد يعلم وقد لا يعلم أن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود، والقرآن قد ذكر ذلك في سورة القيامة: ((أيحسب الإنسان أن يترك سدًى * ألم يك نطفةً من مني يمنى * ثم كان علقةً فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)).
مختتماً: نحن نعيش أيام فاطمة الزهراءB لابد لنا أن نقتدي بسيرتها، ومنهاجها حجة على الحجج فلابد أن نسير عليه، السيدة الزهراء ترسل لكن أيتها النسوة العزيزات رسالةً من خلف الباب قبل (1430) سنة، أني لذت بالباب حفاظاً على ستري وحجابي حينما هجموا على داري، فكسر ضلعها، لذلك علينا أن لا نضيع كسر ضلع فاطمة ولا نضيع جهد قطع الكفين الطاهرين لمولانا أبي الفضلA وهو الراعي لهذا المهرجان، حينما قال وكفه تقطع: ((والله إن قطعتـم يميني.. إني أحامي أبداً عن ديني))، الصلاة والصوم والحجاب والأخلاق الحميدة تنطوي تحت عنوان الدين، وأبو الفضلA أعطى كفيه وعينه حتى تبقى هذه القواعد الأخلاقية التي جاء بها رسول اللهJ الذي قال: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، فلنحافظ على تلك القيم بأن نحافظ على أخلاقنا مع الله ومع المحيطين بنا.
كما وتخلل المهرجان مشاركات شعرية لعدد من طلبة الجامعة، كُتبت في محبة وعظمة شخصية السيدة الزهراءB، أعقبها فقرة انشادية بمشاركة منشد العتبة العسكرية المقدسة قيصر الدجيلي، وقد صدح صوته بالموشحات والأناشيد الولائية العذبة. اختتم المهرجان بعد ذلك بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية بين الجهتين وعلى الطلبة الفائزين بمسابقة أقيمت ضمن فعاليات المهرجان، وبعد الختام، توجه الحضور الى افتتاح معرض الكتاب والصور الفوتوغرافية الخاص بقسمي الشؤون الفكرية والثقافية وشؤون المعارف الإسلامية والإنسانية وجناح آخر ضمّ نفائس متحف الكفيل.
عضو اللجنة التنظيمية الأستاذ منتظر الصافي من شعبة العلاقات الجامعية بيّن من جانبه قائلاً:
مهرجان الصدّيقة الكبرى من المهرجانات السنوية التي اعتادت العتبة العباسية المقدسة أن تقيمه في جامعة ذي قار، ويقام في هذا العام بنسخته الثامنة، وهو ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، وبالتعاون مع رئاسة الجامعة.. حيث يضم المهرجان العديد من الفعاليات التي توزعت على أربعة أيام في رحاب كلية التربية للعلوم الصرفة، والتي منها معارض للكتب والصور وجلسات وقرآنية ومحاضرات تنموية، بالإضافة لخيمة تدريبية للإسعافات الأولية داخل الجامعة.
موضحاً: تهدف العتبة المقدسة من خلال هذا المهرجان وغيره من المهرجانات الجامعية إلى مد جسور التواصل بينها وبين الطلبة الجامعيين الذي يشكلون شريحة مهمة من شرائح المجتمع، والتي لا بد من رعايتها ومتابعتها والأخذ بيدها نحو الطريق الصحيح.