مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة تقيم ورشة عمل في الجامعة المستنصرية

20-03-2019
زين العابدين ‏السعيدي
مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
تقيم ورشة عمل في الجامعة المستنصرية
تعد مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة من المؤسسات المكتبية الرصينة جداً، إذ اتبعت كل الأساليب الحديثة في مجال الفهرسة والتصنيف والترميم والزخرفة والتحقيق وغيرها من المجالات. وتميزت بكادر ذي خبرة عالية وإخلاص وتفان, ولذلك ذاع صيتها داخل العراق وخارجه، وبدأت الكثير من المؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية بمد جسور التواصل معها من اجل الاستفادة من تجربتها الكبيرة في المجال المكتبي. وبالمقابل، قامت إدارة مكتبة العتبة العباسية المقدسة بفتح أبوابها على مصراعيها أمام الجميع لتعم الفائدة وتشمل اكبر عدد من المثقفين والمختصين، وبالتالي تزداد مساحة الرقعة الثقافية في عالمنا الإسلامي. وآخر نشاط قامت به مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة هو ورشة عمل في المكتبة المركزية التابعة للجامعة المستنصرية بعنوان (المشروع الوطني لحفظ النتاج العلمي العراقي) من أجل التعريف بهذا المشروع الكبير وتوضيح أهدافه وأهميته والمراحل التي يتضمنها والأجهزة المستخدمة فيه، وهو مشروع وطني، يتضمن رقمنة الرسائل والأطاريح والمؤلفات العراقية وتحويلها من الصيغة الورقية الى الالكترونية؛ للحفاظ عليها من التلف أو الضياع.
وقد قدم الورشة كل من الأستاذ احمد مجيد عبد الحسين، والأستاذ حسين عادل، والأستاذ عمار حسين جواد، والأستاذ أيسر عبد الأمير حسين، وجميعهم مختصون في الحاسبات والبرمجة، ويعملون ضمن كادر وحدة المكتبة الالكترونية التابعة لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة والقائمة على المشروع الوطني لحفظ النتاج العلمي العراقي.
صدى الروضتين تابعت الورشة، وأجرت عدداً من اللقاءات، فكانت كالآتي:
مسؤول مركز أبي الفضل العباس A للدراسات التخصصية الشيخ محمود الصافي(دام توفيقه):
مشروع حفظ النتاج العلمي العراقي هو مشروع وطني مهم جداً دون أدنى شك؛ لأنه يهتم بحفظ الرسائل والاطاريح الجامعية بطريقة الكترونية لتستفيد منها جميع الأجيال، سيما وان الجامعات العراقية غنية جدا في هذا الجانب، لذا سارعت مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة الى التعاون مع المكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية؛ لأنها تفاعلت مع المشروع بشكل كبير، وفتحت لنا أبواب مكتبتها.
وان أهداف هذا المشروع تتلخص في الحفاظ على جزء مهم من الإرث العلمي العراقي المتمثل بالاطاريح والرسائل الجامعية الورقية لضمان سلامتها من التلف الكلي أو الجزئي؛ كونها طبعت ورقيا بنسخ معدودة, وكذلك إتاحة الاستفادة منها لأكثر من باحث في الوقت ذاته, وتحقيق السرعة والمرونة في التعامل مع المصادر المرقمنة مما يوفر الوقت والجهد على الباحثين والموظفين, وأيضاً سهولة عمل نسخ رقمية متعددة لحفظها في أماكن مختلفة لغرض تأمينها وبدون أن تشغل حيزاً يذكر.
وإن مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة منفتحة على المؤسسات الأكاديمية والعلمية منذ زمن بعيد، ولها مشاريع مشتركة مع الكثير منها, وهذه الورشة هي خير دليل على ذلك.. في الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة المولى أبي الفضل العباس A وخدمة بلدنا العزيز.
أمين عام المكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية الدكتورة زينب الوائلي:
من الأشياء التي نفتخر بها في عراقنا الجديد هي نشاطات العتبة العباسية المقدسة المميزة في مختلف المجالات الصحية والزراعية والتعليمية والثقافية والفكرية وغيرها, والحمد لله توفقنا للتعاون مع مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة في الكثير من المشاريع، ومن أهمها مشروع تحويل نظام مكتبتنا الى النظام الآلي، حيث قام مركز الفهرسة والتصنيف والنظم الآلي التابع للعتبة المقدسة بتدريب كوادرنا على النظام الآلي الحديث وتحويل مكتبتنا الى الشكل الرقمي.
والمشروع الوطني لحفظ النتاج العراقي هو مشروع مهم أيضاً حيث قام كادر المكتبة الالكترونية في العتبة المقدسة برقمنة كافة الرسائل والاطاريح الورقية الموجودة في مكتبتنا والصادرة قبل عام 2005 وتحويلها الى الشكل الالكتروني.
وقد يتصور البعض ان هذا المشروع بسيط جداً، ولكن بالحقيقة هو مشروع ضخم ويتطلب جهوداً كبيرة وخبرات عالية، ويتضمن العديد من المراحل والخطوات للوصول الى الشكل الالكتروني النهائي الذي يسهل على القارئ والباحث الاستفادة من الرسالة والأطروحة هو وغيره في آن واحد, وكذلك يسهل نشر هذه الرسالة أو الأطروحة على المواقع الالكترونية المختلفة.
وصراحة لولا أبطال العتبة العباسية المقدسة الذين اخلصوا بعملهم حبا بالمولى أبي الفضل العباس A لما استطعنا تحقيق هذا المشروع.. لذا شكري وتقديري الى كل القائمين على هذا المشروع الوطني المهم، واسأل الله تعالى أن يوفقهم لتقديم المزيد في رحاب قمر العشيرة A.
منتسب المكتبة الالكترونية في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ احمد مجيد عبد الحسين:
من خلال رؤية مشتركة بين مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة والأمانة العامة للمكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية، تم العمل في شهر نيسان عام 2017 بمشروع وطني وهو مشروع حفظ النتاج العلمي العراقي من اجل حفظ الرسائل والاطاريح الجامعية كمرحلة أولى من التلف والضياع وتحويلها من الهيئة الورقية الى الالكترونية من خلال عملية الرقمنة.
وبفضل الله تعالى، تمكنا من قطع أشواط كبيرة في هذا المجال، وعقدنا هذه الورشة من اجل التعريف بطبيعة الأعمال التي نقوم بها، والجهود التي نبذلها أثناء عملية الرقمنة والمراحل العديدة التي تتخلل العمل.
وهذه الورشة تستهدف كل العاملين والمختصين في المجال المكتبي من أساتذة وأمناء مكتبات وموظفين وطلاب جامعيين, وهي مهمة جداً؛ لأنها تثقف لمشروع وطني كبير ومهم؛ لأن جميع دول العالم مهما بلغت من التقدم، فهي معرضة لعوامل طبيعية مثل الفيضانات والحرائق والزلازل، أو عوامل غير طبيعية، والتي هي من يد الإنسان مثل الحروب وأعمال التخريب وغيرها.
وكما يعلم الجميع، فإن الوضع العراقي يشوبه الحذر دائماً، لذا فإن الطريقة المثلى لحفظ التراث العلمي العراقي هو تصويره وحفظه الكترونياً؛ لتسهل عملية نقله وخزنه في أكثر من مكان وأكثر من نسخة، وبالتالي نضمن عدم فقدانه نهائياً.
ولله الحمد تمكن كادر المكتبة الالكترونية التابعة لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة من الاحتراف في عملية الرقمنة، وتحقيق نجاحات متوالية وانجاز تقدم واضح في هذا المجال. وان شاء الله تعالى سننطلق باتجاه الجامعات العراقية الأخرى ومختلف المكتبات العامة في بلدنا، ولا نقف عند مكتبة الجامعة المستنصرية.
ونحن نسعى من خلال هذه الورشة الى تحفيز المختصين في مجال المكتبات لتبني هذا المشروع الوطني والعمل به من قبل كوادرهم الخاصة من اجل حفظ اكبر جزء من التراث العلمي العراقي.
وان اختيار المكتبة العامة في الجامعة المستنصرية كمحطة أولى لهذا المشروع كان بسبب تناغم الحس الوطني والحرص الكبير الذي تمتلكه أمانتها العامة مع الإخلاص والخبرة الكبيرة التي يمتلكها كادر المكتبة الالكترونية في العتبة العباسية المقدسة, وهذا التناغم والتعاون كان سبباً في نجاح المشروع ودفعه نحو الأمام.

مسؤول شعبة النظم الآلي التابعة للمكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية الأستاذ وسام عادل:
الورشة التي أقيمت اليوم في غاية الأهمية؛ لأنها تعرف بطريقة تحويل الرسائل والاطاريح الورقية الى الصيغة الالكترونية ورقمنتها وفق أحدث التقنيات والآليات, وهذا هو ديدن مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، إذ سجلت حضوراً قوياً وتقدماً واضحاً في مختلف المجالات المكتبية بخبرة كوادرها وإخلاصهم في العمل والأجهزة الحديثة التي تمتلكها, ونحن متعاونون معهم في أكثر من جانب، وسنستمر إن شاء الله تعالى خدمة لهذا البلد العزيز، وحفظاً لإرثه العلمي الثر.
الجدير بالذكر أن الورشة حظيت باهتمام المختصين وحضرها عدد من الباحثين والأكاديميين وأمناء المكتبات وجمع غفير من طلبة الكليات, وكان لها أثر في بيان التقدم التكنولوجي الذي وصلت إليه العتبة العباسية المقدسة في المجال المكتبي.