الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة والوفد المرافق له يتشرّفون بزيارة مرقد الإمامين العسكريّين عليهما السلام
30-12-2018
حيدر داوود
الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة والوفد المرافق له
يتشرّفون بزيارة مرقد الإمامين العسكريّين عليهما السلام
من أجل مدّ جسور التعاون والتواصل وتعزيز العلاقات مع العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وتحقيق الأهداف والبرامج التنموية المشتركة على الصعيد الرسالي والفكري والإنساني لخدمة أهل بيت النبوة عليهم السلام وزائريهم الكرام، ومن أجل الاحتفاء والمباركة الى الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة، توجه وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، برئاسة أمينها العامّ المهندس محمد الاشيقر (دام تأييده) والسادة أعضاء مجلس إدارة الأمانة، الى زيارة مرقد الإمامين العسكريّين عليهما السلام ، وكان في استقباله الأمينُ العامّ للعتبة العسكريّة المقدّسة سماحة الشيخ ستار المرشدي (دام عزّه) الذي عبر عن سعادته بهذه الزيارة المباركة.
وبين: إن سامراء كانت في واقع وأصبحت في واقع آخر، فقبل اكثر من ثلاث سنوات عندما جاء هذا الفريق لخدمة العتبة العسكرية، كانت في الحقيقة ورشة عمل حيث لا يوجد هناك أقسام، ولا نظام عمل، ولا عدد يكفي بالمقدار الذي ينهض بالعتبة العسكرية المقدسة، لتكون في مصاف العتبات المقدسة، فنشكر الله تعالى على هذا التوفيق، وإن شاء الله تعالى ستكون هناك همة وعزيمة من أجل مواصلة الاعمال.
كما بين أن العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية النقطة المشرقة في تاريخ العراق بعد عام 2003م ونسأل الله تعالى أن تحذو العتبة العسكرية المقدسة حذو العتبتين المقدستين.
وجرى خلال اللقاء تقديم التهنئة بمناسبة تكليف سماحة الشيخ المرشدي بأمانة العتبة العسكريّة المقدّسة، كما نقل تبريكات ودعاء سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة، معبّراً عن بالغ سروره بهذا اللقاء المبارك في رحاب العسكريين عليهما السلام ، وأبدى السيد محمد الاشيقر (دام تأييده) عن استعداد العتبة العباسية لتقديم خبراتها في جميع المجالات من أجل النهوض بالواقع الخدمي والعمراني الذي شهد طفرات نوعية وكبيرة خلال السنوات الماضية.
من جانبه، رحب سماحة الشيخ المرشدي الأمينُ العام للعتبة العسكريّة المقدّسة بالوفد الضيف، وعبّر عن شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي تقدّمها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مجال تقديم الخبرات المختلفة للعتبة العسكريّة، خاصّةً وأنّ العتبة العسكريّة المقدّسة تشهد مرحلة النهوض العمرانيّ والخدميّ.
واختُتِم اللقاء بتقديم هديّةٍ من الأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة الى أمين عام العتبة العسكريّة المقدّسة وأعضاء مجلس الإدارة احتفاءً بالجهود المباركة لإدارتهم العتبة المقدّسة. ليتوجه الوفد الى زيارة مشاريع العتبة العسكرية المقدسة العمرانية منها والثقافية، فتوجه الوفد الى مشروع الإمامين العسكريين القرآني الوطني الأول الذي ترعاه العتبة العسكرية المقدسة، ومن ثم توجه الوفد الى مشروع إعادة ترميم ومتابعة أعمال سرداب الأئمة عليهم السلام المكان القديم الذي ارتبط بهذه الأسماء النورانية المباركة، ومن ثم توجه الوفد الى مشروع انشاء وترميم مدرسة المجدد الشيرازي التي أعاد بناءها المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، ليتوجه الوفد الى مشروع آخر، وهو انشاء مضيف الامامين الهادي والعسكري عليهما السلام للزائرين الكرام، وعبره السيد الاشيقر(دام تأييده) عن سعادته للجهود المبذولة من قبل أمانة العتبة العسكرية المقدسة على رعايتها لهذه المشاريع المباركة، مختتماً لقاءه بالدعاء والتوفيق والنجاح.
الشيخ سيف العائدي عضو مجلس إدارة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة، تحدث لنا قائلاً:
نرحب بزيارة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد محمد الاشيقر (دام تأييده) الذي جاء مهنئاً بتشكيل الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة لأمينها العام واعضائها، نشكر الله سبحانه وتعالى، فالعتبة العباسية المقدسة كانت سباقة على الدوام بمتوليها الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، وأمينها العام والسادة أعضاء مجلس ادارتها، فلم يكن هذا ببعيد عنهم بأنهم بادروا بعد حادث تفجير الامامين عليهما السلام بشخص السيد الصافي (دام عزه) ووضعوا اليد الأولى في سامراء، ولم ينقطع العون والمدد الى سامراء، وخصوصا الآن جاءت هذه الزيارة لتعبر عن فرح الاخوة ونقل دعاء وتهنئة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه).
إضافة الى ذلك، كانت هذه الزيارة عبارة عن شقين: الأول منها عبارة عن تهنئة وزيارة للإمامين عليهما السلام ، والثاني منها ان شاء الله ستنبثق من هذه الزيارة العديد من المشاريع المباركة، باعتبار العتبات المقدسة وخصوصاً الحسينية والعباسية المقدستين فقد فتح الله تعالى لها فتحاً كبيراً في خدمة الدين والبلد الجريح، ودخلت في مناحي شتى ثقافية وفكرية وعلمية واجتماعية ومناحي إنسانية طبية وتربوية وغيرها من المشاريع الكبيرة والفريدة من نوعها.
لذلك نحن حريصون جدا على استثمار هذه الطاقات العلمية والفكرية والجهود الثقافية الموجودة عند العتبة العباسية المقدسة وخدامها الذين فتحوا كل الأبواب وجعلوها مشرعة في وجه خدام الامامين العسكريين عليهم السلام ؛ لكي تكون الاستفادة من هذه الخبرات ونقلها بتمامها الى سامراء، لتصب في خدمة المدينة أولاً، وخدمة الامامين وزوارهم.
مضيفاً: هناك العديد من المشاريع التي تم تشخيصها ابتداء بمشاريع اكمال عمارة الامامين العسكريين عليهما السلام ، بعد أن امتدت اليد الآثمة وتطاولت على بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وان عملية الاعمار مستمرة تسير بنسق نوعاً ما يتسم بالهدوء والعمل الدقيق، باعتبار أن بعض الأجزاء الكبيرة تحتاج الى ترميم، وهناك مرحلة توسعة أولية للعتبة، وكذلك هناك مشاريع فكرية وثقافية أيضاً، فقد تصدى مجموعة من أهل العلم للمشروع الثقافي على رأسهم الشيخ الأمين العام للعتبة العسكرية سماحة الشيخ ستار المرشدي (دام توفيقه) المتمثل بمركز تراث سامراء الذي يعنى بجمع ما ورد عن الاماميين العسكريين عليهما السلام باعتبارها كانت حقبة مهمة من تاريخ الإسلام والتشيع، وكانت تمثل الواجهة والحلقة الأخيرة في التأسيس لغيبة مولانا صاحب العصر والزمان، فكانت كل المواجهات الفكرية والثقافية على يد الاماميين، فلذلك كان حقاً عليناً ولزاماً أن نبحث هذا الشتات ونجمعه، والحمد لله تعالى قطعنا أشواطاً كبيرة، وكذلك يعنى احياء تراث مدينة سامراء كمدينة اثرية تراثية فيها حضارة وعمارات إسلامية وغير ذلك.