مجموعة العميد التعليمية في العتبة العباسية المقدسة
تقيم حفل تخرج براعم دفعة ميلاد المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
بحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ورئيس مجلس الإدارة السيد عدنان الموسوي، أقام قسم التربية والتعليم العالي/ المعاونية التربوية فيها، حفل تخرج براعم رياض الأطفال من مجموعة العميد التعليمية، حيث احتضنت قاعة الندوات والمؤتمرات في مجمع الشيخ الكليني حفل تخرج أطفال روضة الساقي، وسط حضور غفير من قبل الأطفال وذويهم والكادر التعليمي في الروضة المذكورة.
ويأتي هذا الحفل البهيج تزامناً مع مولد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليقترن اسم المحفل بدفعة ميلاد المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وضمن سلسلة من المحافل التي سبقته في الأعوام السابقة، وتأتي هذه المرحلة من صقل ومواهب البراعم وتعليمهم المفاهيم الأخلاقية والدينية والعلمية والكثير من الخبرات الأخرى التي تقدمها مجموعة العميد التابعة للعتبة العباسية المقدسة ليكونوا على استعداد تام للانتقال من المرحلة التمهيدية إلى المرحلة الابتدائية في العام الذي يليه.
استهل الحفل بآيات مباركة من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ علي مؤيد احد براعم روضة الساقي، ليقرأ بعدها سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، ليعزف بعدها النشيد الوطني، ونشيد العتبة العباسية المقدسة والموسوم بلحن الإباء, لتأتي كلمة قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة ألقاها الدكتور عباس الدده والتي جاء فيها:
يقاس تطور الشعوب بمدى تبنيها لنظام تربوي مخصوص ومحدد، ومدى رعايتها له، ومدى ملائمة لروح العصر، لذلك أولت العتبة العباسية المقدسة أهمية بالغةً لرسم هذا البرنامج التربوي وجعلته مخصوصاً ملائماً للسياسة التربوية التي تتبناها، وقد انطلق اسم التربية والتعليم العالي من هذه الرؤية أعد برنامجاً حصرياً خاصاً برياض الأطفال اسماه بنحو القمر،.
وأضاف: لقد أثبت هذا البرنامج وعبر السنوات نجاعته بما حققه من نتائج في مخرجات رياضه وأصداء طيبة خارج مؤسساتنا التربوية والتعليمية بحيث استعارته منا وطبقته مجموعة أخرى من مؤسسات رياض الأطفال في محافظة كربلاء المقدسة وفي خارجها. مبيناً: إن الاهتمام برياض الأطفال لا يقل أهمية عن اهتمام بأي مؤسسةٍ تعليمية أخرى؛ كونها تهدف إلى تنمية التفاعل الجماعي والتعبير الطبيعي وتدريس مهارات التواصل الاجتماعي والأساسيات الأكاديمية للمرحلة الدراسية اللاحقة، حيث تهدف إلى تأهيل الطفل علمياً واجتماعياً ونفسياً، وتسعى إلى وضع السمات الفردية للطفل وتستفيد فيه من تفكيره الإبداعي المستقل، وتنمي مهاراته للاندماج بالمجتمع، وتغرس القيم النبيلة، وتكسب الطفل مشاعر حب الوطن، ثم يأتي الاحتفال بالتخرج لينمي الثقة بالنفس ويعزز انتماءه ويبني شخصيته، ويدعم معنوياته؛ لتعزيز تلك الثقة وتشعر الطفل بأهمية ما عمله في المرحلة السابقة وتهيئه في المرحلة اللاحقة.
بعدها جاءت فقرات منهاج الحفل لتبدأ بمقدمة تعريفية لخبرات منهج (نحو القمر) من خبرات دينية ولغوية وعددية وخبرات علمية وتعليم الحروف الانكليزية والخبرات البدنية بالإضافة إلى خبرات التفكير والذكاء.
كما تم عرض مجموعة من المسرحيات لبراعم روضة الساقي، ومنها مسرحية النصر من صف الأرجوان والتي تدور أحداثها عن مشاركة احد أبطال الحشد المقدس في المعارك ضد الإرهاب، ويأتي إلى والدته منتصراً، مثلما وعدها بالنصر، لتأتي بعدها مسرحية (الوضوء) لصف الرياحين لتعلم كيفية الوضوء والتوجه إلى الصلاة، ومسرحية (الوقت الثمين) لصف العسل، والذي يبين للطفل كيفية قضاء وقته وخاصةً في أوقات العطل الصيفية، ومسرحية فوائد العسل لصف الياسمين، وأنشودة (ساقي العطاشى) مجموعة أطفال، ومسرحية (الحواس الخمسة) باللغة الانكليزية ليلحق بمقطع فيديو يوثق اجل اللحظات للأطفال في روضة الساقي، لتأتي مسرحية (وسائل النقل) لصف البطريق، ومسرحية (الفواكه) صف الهدهد، ونشيد الإباء، ومسرحية (الكواكب الشمسية) صف البراعم، ومسرحية (خارطة العراق) صف النجوم، لتعطي نبذه تعريفية عن مكونات الشعب العراقي من خلال ارتداء مجموعة من الأطفال ما يميز لبس شمال العراق وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه، ليضعوا بعدها أيديهم مع بعضهم، ويصرخوا بصوت واحد: (كلنا العراق) ليوصلوا رسالة بأن الشعب العراقي موحد بكل أطيافه ومذاهبه ليأتي الدور لنشيد التخرج (من مثلي)، ونشيد (مهدي مهدي) باللغة الانكليزية، ليختم المحفل المبارك بتسليم راية أبي الفض العباس عليه السلام.
صدى الروضتين حضرت المحفل، والتقت بالأستاذ وسيم عبد الواحد رضا من شعبة التعليم المبكر عن المعاونية التربوية قسم التربية والتعليم العالي فتحدث قائلاً:
في الحقيقة، احتفالية اليوم دفعة ميلاد المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف عادةً ما تجرى بعد نهاية العام الدراسي، تخرج الأطفال من مرحلة التمهيدي إلى المرحلة الابتدائية، اقترن تخرج هذه الدفعة بالولادة الميمونة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف, وأضاف: تضمن الحفل مجموعة من المسرحيات والأناشيد والفعاليات الأخرى والتي لها ارتباط بمنهج القمر، هذا البرنامج الحصري الذي أعدته المعاونية التربوية في قسم التربية والتعليم العالي والمعتمد في رياض الأطفال لمجموعة العميد التعليمية.
وأوضح: في الفترة الأخيرة بدأ هذا البرنامج يُعتمد أيضاً في مؤسسات خارجية ومنها مؤسسة أبي الفضل عليه السلام لرعاية الأيتام في النجف الاشرف، ويتفرع إلى فرعين في مدينة النجف الأشرف، والفرع الثاني في مدينة الناصرية.
مشيراً: هذا المنهج يحتوي على مجموعة الخبرات المتكاملة التي ترعى فيها الجوانب التعليمية والتربوية، وتغرس فيها الكثير من المفاهيم الدينية والتربوية والأخلاقية، بالإضافة إلى الجانب المعرفي وفيها أيضا الخبرات العددية والتوعية الأخلاقية والعلمية وتنمية التفكير والذكاء والمشاعر والفنية والبدنية، بالإضافة إلى الخبرات المتنوعة الأخرى.
وبين الأستاذ وسيم: نظراً لكثرة الأطفال، قسم الحفل ليومين ليكون اليوم الأول لروضة الساقي، وشارك مجموعة البراعم فيها وعددهم ما يقارب الـ270 طالباً على أن يلحقه في اليوم الثاني روضتا العميد ونور العباس عليه السلام.
وكان لنا لقاء مع الأستاذ علي جاسم، والد احد البراعم المشاركة في حفل التخرج فبين قائلاً:
غمرتنا هذا اليوم فرحة وبهجة وسرور، وهو تخرج فلذات أكبادنا في هذا اليوم المبارك خاصةً وان هذه الأيام تمر على شيعة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام كل عام، وهي ذكرى مولد منقذ البشرية الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف اقترنت هذه الدفعة باسم الميلاد الميمون.
وأضاف: نحن كأولياء الأمور فخورون جداً، خاصةً ونرى أبناءنا يتخرجون من المرحلة التمهيدية إلى المرحلة الابتدائية في العام المقبل إن شاء الله تعالى.. ونحن من خلال تواجد الأطفال في رياض العتبة العباسية المقدسة، نرى أن أبناءنا قد تعلموا الكثير من المهارات والخبرات التي تؤهلهم في نجاح حياتهم المهنية والاجتماعية في المستقبل من الحواس الخمسة والأناشيد الدينية والرياضيات والأحرف الانكليزية.
ومن هذا المكان، أدعو أولياء الأمور أن يسجلوا أبناءهم في مدارس العتبة العباسية المقدسة؛ لما تحويه من تنظيم وثقافة دينية وهي بطبيعتها متفوقة على المدارس الحكومية، وأنا بدوري أشكر العتبة العباسية المطهرة وكل القائمين على إنجاح هذا المشروع.
كما أجرينا اللقاء الأخير مع الدكتور مشتاق عباس المعاون العلمي في مدارس العميد فبيّن من جانبه:
الأنشطة اللاصفية المتمثلة بالاحتفالات والفعاليات للمؤسسات التربوية والتعليمية هو تقليد دأبت عليه المؤسسات التعليمية وقسم التربية والتعليم العالي الذي تمثله مجموعة العميد التعليمية لرياض الأطفال تعمل على تفعيل مثل هكذا أنشطة. واليوم نشاهد تخرج روضة من رياض الأطفال وهي روضة الساقي، وقد سميت هذه الدفعة بدفعة (ميلاد الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبركاً بهذه الذكرى العطرة، وقد تضمن هذه الاحتفال الخبرات التي تعلمها الأطفال أثناء العام الدراسي التي تنوعت بخبرات أخلاقية وتربوية ودينية وعلمية وغيرها من الخبرات الأخرى. وعلى هامش المحفل تم افتتاح معرض للصور، ضمّ مجموعة من اللوحات الجميلة لبراعم رياض الأطفال في مجموعة العميد التعليمية.