كفوف صاحب الجود عليه السلام ترفع رايات السخاء والكرم
30-12-2018
عزيز ملا هذال
كفوف صاحب الجود عليه السلام ترفع رايات السخاء والكرم إيذاناً باستقبال الزائرين المعزين في أرض الكرامة والفداء
عاماً بعد عام يتلو الكرم تراتيل ملحمة الجود التي سطرها أبو الفضل العباس عليه السلام عند مشرعة الإباء، ويتصفح تلك المواقف التي بيضت وجه الإنسانية بالفضائل المنقطعة النظير، فكان خدمة أبي الفضل العباس عليه السلام ومن باب حفظ ذلك الأثر والتراث الخالد لقمر العشيرة عليه السلام على أهبة الاستعداد لإقامة المراسيم السنوية لرفع راية الجود فوق سماء مضيف أبي الفضل عليه السلام على طريق (كربلاء – النجف).
بدأت مراسيم رفع راية حامل لواء الحسين عليهما السلام بقراءة آيات مباركات من كتاب الله العزيز بصوت قارئ العتبة العباسية المقدسة (مصطفى الحمدان) تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسة المقدسة تفضل بإلقائها السيد (عدنان الموسوي) جاء فيها:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآلة الطيبين الطاهرين وبعد.
في الواقع نعم الله كثيرة على خلقه، ومن أعظم النعم التي حبينا بها هي نعمة الولاء لآل محمد عليهم السلام ، وأحد تبعات هذه النعمة هي الخدمة، وان لقب خادم يكون مرفوضا عندما يطلق على احد، ولا يقبله في الامور الطبيعة، اما نحن فنتشرف بأن يقال لنا خدمة ابي الفضل عليه السلام , والعباس قد جاد بنفسه من اجل الدين, فهذا المضيف العامر الذي يستقبل مئات الزائرين كل عام ما هو الا نقطة في بحر عطاء العباس عليه السلام .
وأشار: اننا نتمنى ان يقبلنا المولى كخدام لزواره، ومارفع الراية هذه الا بشرى له بأننا نحن من يرفع رايتك، وستبقى شامخة ما حيينا، لتكون دلالة على وافر كرمك.
وقد كان لصدى الروضتين العديد من اللقاءات حيث التقت بالمهندس (بشير محمد جاسم) نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، فتحدث قائلاً:
اعتادت العتبة العباسية المقدسة في مثل هذا اليوم من كل عام أي الاول من صفر ان ترفع راية قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام هنا في مضيفه المبارك؛ ايذاننا بالجاهزية التامة لاستقبال الزائرين المعزين بأربعينية الامام الحسين عليه السلام .
واشار: إن الراية تبلغ ما يقرب (140) متراً مربعا، وبارتفاع (40) مترا، وهي علامة مرشده الى الكرم والجود المستوحى من كرم ابي الفضل العباس عليه السلام .
واللقاء الأخر كان مع السيد عدنان الموسوي فتحدث قائلا:
رفع راية المولى ابي الفضل عليه السلام دليل واشارة الى ان كفوف العباس لم تقطع بعد، وهو من يحمل الراية الى حين يبعثون، فهو كان ولايزال اصلا للجود والكرم والعطاء الهاشمي، لذلك نسعى لنيل شرف الخدمة الموفقة، وهذا جل ما نتمناه لنحظى بكرامة هذه الشفاعة الهاشمية المباركة، فيهون والله التعب في خدمة هذا الانتماء الجليل.
أما الحاج (كاظم عبادة) مسؤول قسم المضيف فتحدث قائلاً:
لأن المولى أبا الفضل العباس عليه السلام ابن هذا البيت العظيم، وابن من يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهو ابن من اطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا, ولأنه قدم ابهى وانقى واجمل صور العطاء والكرم في واقعة الطف في كربلاء الشهادة والاباء، حيث جاد بنفسه دفاعا عن الدين والمعتقد (والجود بالنفس اقصى غاية الجود)، لذلك حاولنا ان نعيد جزءا ولو يسيرا من هذا العطاء اللامحدود من خلال خدمة الزائرين الكرام الوافدين إلى مدينة كربلاء من خلال تقديم الاطعمة بأنواعها المختلفة.
إن ما يقدم من خدمات للزائرين الكرام المعزين بأربعينية الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام ما هي إلا محاولات لرد جميل هؤلاء الأبطال على البشرية جمعاء.