مرقد السيد نور المبرقع
30-12-2018
الشيخ محمود عبد الرضا الصافي
مرقد السيد نور المبرقع
لأبناء الائمة وذراريهم عليهم السلام في كل بقعة من بقع هذه الأرض، نجد لهم أثراً ومكاناً. وهذا إن دلّ على شيء، انما يدل على انتشارهم، وسعة وجودهم في كل مكان. والعراق بلد فيه الكثير من المراقد والمزارات قديماً وحديثاً.
وأما نحن ببحثنا هذا نقف على أحد المزارات القديمة، ولكن لربما لبعده وعدم الوصول اليه لم يستطع الأولون الوصول اليه، والتحقق في أمره، ولكن القرائن كثيرة حول قدمه، وشهرة أهل السواد اليه.
وهذا المزار هو مزار السيد نور المبرقع، وهو من المزارات التابعة الى الأمانة الخاصة للمزارات الشيعية، ويقع في محافظة (ميسان/ العمارة) في منطقة الطيب بالقرب من الحدود الايرانية، والتي سُميت بعد ذلك بـ(منطقة السيد نور).
ويبعد هذا المرقد عن مركز المدينة ما يقارب 15 كلم، منطقة نائية بعيدة، في السابق كان المكان موضع تجمع الجيش العراقي، إبان الحرب العراقية الايرانية. وهذا المزار هو للسيد (نور بن اسماعيل – جد ال نور في العمارة وغيرها) بن حسين بن جابر بن حسن بن حسين بن محسن بن علي بن محمد بن احمد بن جابر الكبير بن حسين بن محسن بن موسى بن محمد بن احمد المدني ... الى آخر النسب الوارد عند ذكر السيد احمد المدني في حرف الاف.
وقبره في جزيرة الطيب في شمال بلدة العمارة جنوب العراق (1).
حيث هذا المزار يكون وسط ارض مفتوحة، وبمساحة واسعة تبلغ (700 دونم) منها المقبرة المجاورة للمرقد (ذات النفع العام) حيث يشغل مساحة البناء 360م.
بناء حديث بارتفاع اربعة امتار، ويحيط البناء الداخلي ممر عرضه ثلاثة أمتار, والبناء الذي يحيط المرقد الشريف تعلوه قبة عالية بارتفاع خمسة امتار.
كسيت القبة بالكاشي الكربلائي، وزينت بأسماء الائمة المعصومين عليهم السلام.
وكتب اسفل القبة على محيطها آية: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (النور/35).
وفي الداخل ضريح صغير لا يناسب المكان، والبناء قديم الشكل من الابرنز.
ويحيط المزار مسقف صغير المساحة، عُلقت فيه صور شهداء آل سيد نور، ونسب المسقف باسم شهداء آل نور وصورهم وعلى رأسهم العلامة الشهيد السيد قاسم المبرقع وعائلته وابنائه الذين اعدموا إبان الحكم البعثي الظالم.
وللمزار زيارات متعددة يقصده الناس من كل انحاء البلاد، والمتشرفون بخدمته و(كوامه) هم من قبيلة بني كعب والتي تبعد منازلهم عن المرقد مسافة 10 كلم تقريباً. وقد حصلت فيه معاجز كثيرة، حيث يذكر احد خدمة المزار الشريف أن احد الضباط العسكريين ايام الحرب اراد ان يهدم هذه الأبنية الصغيرة، فاقترحوا عليه ان تبقى ويصبغها باللون العسكري، وتكون مقرا لإدارة المعسكر آنذاك.. ولكنه أصرّ على ذلك، وبمجرد ان اراد المباشرة بهدمها، أصيب بشيء ارعبه فترك المكان على اثرها.. ومن هذه الاحداث كثيرة، ولكن اليوم هو مزار شاخص للعيان يقصده كل محتاج وصاحب حاجة الا وقضيت له حاجته بإذن الله تعالى، وببركة هذا السيد الجليل، والحمد لله رب العالمين.
____
-المشاهد المشرفة ج2 ص330