قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة يقدمُ قراءة توضيحية لبيان المرجعية

30-12-2018
علاء سعدون
قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة
يقدمُ قراءة توضيحية لبيان المرجعية الدينية العليا الخاص بالانتخابات
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، وبسبب كثرة الحديث عنها، والاختلاف عليها في الشارع العراقي، كان لا بد للمرجعية الدينية ‏العليا في النجف الأشرف ان تقول كلمتها الفاصلة التي من شأنها أن توضح الحقائق، وترشد المواطنين إلى التفكير السليم، واتخاذ ‏القرار الصحيح.‏
‏ ومن كربلاء المقدسة، ومن على منبر الجمعة، جاء بيانها الخاص بالانتخابات، والذي حمل في طياته العديد من المضامين ‏الديموقراطية، والمبادئ القانونية والإنسانية، إلا أن الكثير ذهبوا لتأويله وتفسيره بما يخدم مصالحهم، فكثرت فيه التحليلات ‏والقراءات، وعُتم على وضوح فقراته ومضامينه.‏
‏ ومن أجل المساهمة في توضيح اللبس وتقديم قراءة صحيحة لهذا البيان، نظم قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة ‏محاضرة توعوية وارشادية، قدمها فضيلة الشيخ علي موحان في الصحن العباسي الشريف، وقد حضرها جمع كبير من خدمة المولى ‏أبي الفضل العباس عليه السلام وزائريه الكرام. ركزت المحاضرة في مطلعها على أهمية وجود العلماء ودورهم في اطفاء الفتن ورد ‏الشبهات وقيادة الأمة، إلى جانب أهمية العقل للإنسان وما له من دور في ضبط سلوك المؤمنين، وقد أشار فضيلة الشيخ إلى جملة من ‏الأحاديث والروايات الشريفة التي تبين دور وأهمية العلماء ووجوب اتباعهم والانصياع لإرشاداتهم التي فيها الخير والصلاح للمجتمع ‏والأمة. كما تضمنت المحاضرة بعد ذلك قراءة توضيحية لفقرات البيان الصادر عن المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي ‏الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).‏
ومن جانبه، بيّن رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه):‏
‏ إن هذه المحاضرات تأتي بناءً على المستجدات الأخيرة في البيان الصادر خلال خطبة الجمعة من مكتب سماحة السيد علي الحسيني ‏السيستاني (دام ظلّه)، حيث أصبح من اللازم توضيح الأمور على الرغم من وضوحها الى الإخوة الزائرين والمنتسبين، وكذلك من ‏أجل قطع الطريق أمام المتصيدين في الماء العكر، والرامين تجيير بيان المرجعية الدينية العليا لجانبهم، وإعطاء تفسيرات لا تمت ‏لجوهر البيان بصلة رغم وضوح فقراته الثلاثة.‏
المحاضر والخطيب فضيلة الشيخ علي موحان من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة حدثنا بدوره قائلاً:‏
‏ من المعلوم أن هناك أحكاماً شرعية ارشادية إلى جانب الأحكام الشرعية المولوية، والارشادية هي ما تكون تحذيرية ويترتب على ‏مخالفتها أضرار، والعقوبة المتوخاة منها هي الوقوع في نفس الأضرار التي تم التحذير منها، ومن هذا المنطلق يعتبر كل ما صدر في ‏بيان المرجعية الدينية العليا هو ارشادي وتوجيهي، وما يتبقى على المؤمن الحقيقي أن يقوم بدوره ويكون في موقع المسؤولية التي لا ‏تعد فردية فحسب، بل إن قراره سيؤثر على الآخرين وعلى هذا البلد أيضاً.‏
موضحاً: تم التركيز في هذه المحاضرة على عدة فقرات مهمة، أولاً تنبيه الناس لما حصل من خلط اعلامي، واساءة متعمدة، إذ أن ‏المرجعية كشفت الأمر وأوضحت ما يجب ايضاحه، مبينة أن العملية السياسية من حيث المبدأ هو أمر مستمر ولا يمكن التراجع عنه، ‏وأن المرجعية الدينية ما زالت على رأيها في دعمه، ولا يمكن ان تتخلى عنه؛ لأن في قباله الحكم الفردي الاستبدادي الذي يعتبر ‏مهلكة.‏
مضيفاً: في التطبيق، المرجعية الدينية بينت أنها لا تدعم أي جهة من الجهات المرشحة وتقف على مسافة واحدة من الجميع، ‏والمفروض أن على المؤمنين أن يشخصوا بأنفسهم، وكيفية ذلك من خلال السيرة العملية للكتل السياسية والمرشحين أيضاً من ‏المجربين وغيرهم.‏
من الجدير بالذكر، أن قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة مستمر في اقامة المحاضرات التوعوية والارشادية في الصحن ‏العباسي الشريف، بالإضافة إلى أنشطته المتعددة، وأن السادة والمشايخ الفضلاء يتطرقون في مجمل محاضراتهم إلى ما يهم المجتمع ‏والأحداث الراهنة فيه، وفق تعاليم ومبادئ مدرسة أهل البيت عليهم السلام.‏