اللجنة التحضيرية تختتم فعاليات يوم المخطوط العربي بعدة التوصيات

30-12-2018
علاء سعدون
اللجنة التحضيرية تختتم فعاليات يوم المخطوط العربي بعدة التوصيات
علاء سعدون ‏
اختتمت فعاليات يوم المخطوط العربي على قاعة الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ‏اللجنة التحضيرية والبيان الختامي، ألقاهما مدير مركز إحياء التراث التابع لمكتبة ودار المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة ‏الاستاذ محمد حسن الوكيل، والتي جاء فيها:‏
إن من نعم الباري (عز وجل) علينا أن حبانا بفضله، وشرفنا بمنّه، فجعلنا في ركب من تنبه لأهمية تراث امتنا العربية الاسلامية وما ‏تختزنه ذاكرتها المخطوطة من قراطيس وكتب نفيسة سطرتها يراعات أبنائها من العلماء والمفكرين، فازدادت بها رفوف خزائنها ‏حتى باتت قبلة لعشاق العلم والمعرفة‎.‎
‎ ‎نعم هذا التراث المخطوط هو محصلة ارث الامة الاسلامية وذخره الثابت الذي جعلته ذخيرة لمستقبلها، يوصل حاضرها بماضيها، ‏فولد لتحيا به الأمم والشعوب، وتسمى باسمها ونطق تاريخها، فكان لسانها المفصح وضميرها الصادق بل كان لها هوية وميزها عن ‏غيرها بفضائله السنية، عمره قرون لم يعبأ بما فعل به اعداؤه، وتحمل ما جنى عليه ابناؤه، فسيرته عبر التاريخ حبلى بالظلم والجور ‏عليه، وعلى الرغم مما عانى ويعاني بقي شامخاً صامداً لرصانته اولاً، ولهمة محبيه ومريديه الذين لم يخلُ منهم زمان ثانياً‎.‎
مبيناً: وها هو اليوم قد اتى ووصل الينا بما فيه من جراح وآلام؛ ليحملنا هذا النتاج الحضاري والعلمي الكبير مسؤولية رعايته ‏وصيانته ممن يحاول طمس الهوية العربية والاسلامية، لذا فلنمدد ايدينا ولنتكاتف مع بعضنا لتضميد جراحه، والحفاظ على ما بقي ‏منه‎.‎
‎ ‎مؤكداً: إن في صدور المحبين آهات وآهات لما نراه من واقع اليم يحيط بهذا التراث المخطوط العظيم، وما جرى في عراقنا الحبيب ‏وسوريا الحبيبة في السنوات القليلة الماضية وقبلهما فلسطين العزيزة لعقود مضت واماكن اخرى في العالم من نهب وسلب وحرق ‏للتراث الاسلامي المخطوط في مناطق عدة منها إلا مثالاً لما ذكرناه‎.‎
وأوضح: الذي يهوّن الأمر ما نلمسه من جهات عدة رفعت من حماية التراث المخطوط وحفظه واحيائه شعاراً لها، واتخذت في سبيل ‏ذلك خطوات جبارة، فكانت منها فعاليتنا في هذا اليوم للاحتفال بيوم المخطوط العربي التي تبنت اقامتها الامانة العامة للعتبة العباسية ‏المقدسة متمثلة بمكتبتها ودار مخطوطاتها بالتعاون مع معهد المخطوطات العربي في القاهرة ومركز احياء التراث العلمي العربي في ‏جامعة بغداد سيرا على برنامج موحد اعتمدته مؤسسات عدة في عراقنا الحبيب لتقول كلمتها وتحفز ابناءها الى المضي قدما في هذا ‏السبيل، متخذين من القدس عندما يكون التراث اسيرا شعارا لها، عله يحرك مشاعر هذه الامة فتنتفض محافظة على موروثها ‏المخطوط‎.‎
مضيفاً: نود ان لا يغادرنا هذا الجمع المبارك الا وقد القيت الحجة عبر تبني بعض التوصيات التي تسهم في حفظ تراثنا المخطوط ‏واحيائه وهي‎:‎
أولاً: التعريف بتراثنا المخطوط العربي الاسلامي من قبل المؤسسات المتخصصة والمعنية بين شرائح المجتمع المثقفة على مختلف ‏طبقاتها ومستوياتها بدءً بالشبيبة حتى الشباب؛ كي يعلموا اهمية هذا التراث وما يمثله بالنسبة اليهم، ولتسود ثقافة المخطوط بين ‏شرائح المجتمع كافة‎.‎
ثانياً: ضرورة التكاتف والتواصل بين الذوات المتخصصة (مؤسسات وافراد) للوصول الى السبل الناجعة للرقي والتقدم في مجال ‏حفظ التراث المخطوط واحيائه‎.‎
ثالثاً: ضرورة التبادل المعرفي والتعاون بين الذوات الشخصية (مؤسسات وافراد) لفهرست ما لدينا من تراث مخطوط (اصول ‏ومصورات)؛ بغية عرضه بين ايدي المحققين والباحثين للمساهمة في احيائه ونشره مع ابداء التسهيلات اللازمة‎.‎
رابعاً: ضرورة اقامة معاهد تخصصية علمية اكاديمية لتدريس علم تحقيق المخطوطات وفهرستها وترميميها وفقا للمناهج الدراسية ‏العلمية المعتمدة ومفاتحة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتأخذ دورها الطبيعي في هذا المجال‎.‎
‎ ‎وفي هذا الصدد، فقد تبنت العتبة المقدسة قبل اكثر من سنتين بعد مباركة سماحة السيد المتولي الشرعي للعتبة السيد احمد الصافي ‏‏(دام عزه) مشروع انشاء معهد اكاديمي تخصصي في مجال التراث المخطوط (تحقيقاً وفهرسة وترميماً)، حيث كانت لنا خطوات ‏جادة وعملية في طريق انشاء هذا المشروع، وعلى الرغم من وجود بعض المعوقات القانونية المتعلقة بنفس التخصص (اي التراث ‏المخطوط) ومازالت محاولاتنا الجادة في رفعها مستمرة للوصول الى الهدف المنشود‎.‎
خامساً: ضرورة التعاون الجدي من اجل انشاء قاعدة بيانات الكترونية موحدة تضم فهرسة وصفية لجميع المخطوطات المحفوظة في ‏خزانات محافظاتنا الحبيبة ومكتباتها، وينبغي ان تكون صفة نكران الذات حاضرة في هذا المجال، فالمصلحة العامة لابد من ان تقدم ‏على المصلحة الخاصة‎.‎
سادساً: ضرورة التواصل بين مراكز التحقيق للتعرف على ما يتم تحقيقه في كل منها؛ منعاً للتكرار من دون مسوغ منطقي وعلمي ‏والتنسيق فيما بينها للمساهمة في تحقيق اكبر عدد ممكن من تراثنا المخطوط مع توافره‎.‎
سابعاً: ضرورة اقامة الندوات والملتقيات والمؤتمرات المتخصصة في موضوعة التراث المخطوط من قبل الجهات المعنية؛ لكي يتم ‏التعارف ويحص التبادل التراثي بين الذوات المشاركة مما يقدم خدمة في هذا المجال‎.‎
وقد اختتم الوكيل كلمته والتوصيات التي طرحها قائلاً‎: ‎
‎ ‎وأخيراً.. نود أن نبين أن دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة متمثلة بمراكزها الثلاثة: مركز ترميم المخطوطات وصيانتها، ‏ومركز تصوير المخطوطات وفهرستها، ومركز احياء التراث، قد وظفت ملاكاتها للعمل في حفظ التراث المخطوط واحيائه في ‏مختلف المجالات، ممتثلة بذلك لتوجيهات سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الذي أولى ‏اهتماماً خاصاً بهذا المجال، وإننا في الوقت نفسه على استعداد تام من أجل تقديم العون والمساعدة في تنفيذ أي فكرة او مشروع يخدم ‏تراثنا المخطوط على وفق ما تتوافر لدينا من امكانيات‎.‎
وفي نهاية الجلسة، تم توزيع الدروع والشهادات التقديرية على السادة والسيدات المشاركين والمشاركات في فعاليات هذا اليوم الذي ‏عُني بالمخطوط العربي.‏