مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية تقيم فعاليات يوم المخطوط العربي
30-12-2018
حيدر داوود
مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية
تقيم فعاليات يوم المخطوط العربي
بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية
كان لاهتمام العتبة العباسية المقدسة بالشأن الثقافي والعلمي الأثر البالغ في إحياء الكثير من كنوز ومعارف تاريخنا الإسلامي الزاخر بالموروث الناصع، ومن ذلك رعايتها للمخطوطات المهمة بالتعاون مع الكثير من الجهات ذات العلاقة.. لذا وبرعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، أقامت صباح يوم السبت (20 رجب 1439) الموافق لـ(7 نيسان 2018م) مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة فعالية (يوم المخطوط العربي)، وبالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة ومركز احياء التراث العلمي العربي لجامعة بغداد، وتحت شعار: (القدس، عندما يكون التراث أسيرا)، على قاعة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام للمؤتمرات والندوات.
استهل افتتاح الذي شهد حضور عدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على ارواح شهداء العراق، بعدها جاء النشيد الوطني ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها الأمين المهندس محمد الاشيقر (دام تأييده).
تلتها كلمة متلفزة لمعهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة القاها مدير المعهد الدكتور فيصل الفيان والتي جاء فيها:
في يوم المخطوط العربي بدورته السادسة، هو في الحقيقة عرس ثقافي كبير، والعتبة العباسية المقدسة شاركتنا في مؤتمرنا الاخير يوم المخطوط العربي والاسلامي حيث كان حضورها كبيراً، وأيضاً المشاركة في يوم المخطوط العربي لهذا العام، بعنوانه: (القدس... عندما يكون التراث أسيرا).
نحن نعلم أن عصر التراث في فلسطين بدأ في القرن الماضي واستمر الى اليوم، ما زال التراث هناك اسيراً، والأسر عملية معقده نقصد بها أسر الجسد واليدين والرجلين، لكن في الواقع أن الأسر الحقيقي هو ذلك الذي يكبل الحق ويحول بين عقل الانسان وذاكرته الفكرية.
ونحن اليوم نمتلك اكبر تراث حي على وجه الارض، ملايين من المخطوطات الموزعة في كل مكان وملايين من النصوص المهمة التي يعترف بها الآخرون قبل ان نعترف نحن بها.
وأضاف: لذلك كان حقاً علينا ان نحافظ عليها، والمحافظة ليست فقط بذاك المفهوم المعروف، وانما بمفهوم عميق، المفهوم الذي يدرك ان المحافظة، ليست حرصاً وليست مكتبة ورصيفا يوضع عليها المخطوطات، وانما إحياء لهذه المخطوطات وبعث للروح فيها، وتوظيف لها واستثمار لها.
وقضية التراث اليوم ينبغي ان تكون جزءً عضوياً في البنية الثقافية العربية، ثقافتنا اليوم لا يمكن ان تكون لها شخصية في زمن عصر العولمة الذي نعيشه الا من خلال التراث؛ لأن هذا التراث هو من يعطينا وجهنا وملامحنا وخصوصيتنا.
نحن نتساءل: لماذا يدخل اليوم اعداد من المحققين الذين يتعاملون مع اسس تراثية ويقاربونها، ولكننا لابد ان نتساءل ايضا عن مدى توثيق هذه الدروس، نحن نظن اننا ندور في فلك هو ممكن انه نسميه (فلك النص)، وان ننتقل في المرحلة التالية الى مرحلة الاستثمار التي اشرتم اليها، تراثنا المأسور هناك، ليس نصا فحسب، وانما هو الكيان نفسه لوعاء التراث ووعاء المخطوط نفسه، هذا الوعاء في الحقيقة هو جزء من شخصيتنا، ولذلك انا اقول دائماً: ليس هناك حيز بين الانسان والتراث، وانما هناك الانسان التراث، وليس الانسان والتراث.
مبيناً: اسر التراث هي قضية هذا العام، لابد ان تتمحور كل جهودنا واعتباراتنا ونحن نحتفل اليوم حول هذه النقطة تحديدا، وحول هذا الاستثمار وحول هذه النقطة تحديدا، وان تلك الحيلولة تحول بيننا وبين تاريخنا وحضارتنا، وإن هذه الحيلولة ليست حيلولة حسية فقط، وان هذا التراث اصبح ملكاً موجودا في المكتبات وفي الجامعات وفي المؤسسات العلمية الاسرائيلية تحديدا، انما لابد ان ننتقل لفكرة الحيلولة المادية الى تلك الحيلولة الاهم، حيث الحيلولة الموروثة النفسية التي يعيشها تراثنا بعيدا عنا.
تلتها كلمة مركز احياء التراث العلمي العربي التابع لجامعة بغداد يلقيها مدير المركز الدكتور مجيد مخلف حيث جاء فيها:
إنه من دواعي السرور والسعادة ان يكون مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد احدى الجهات المساهمة والمتعاونة في اقامة هذه الاحتفالية المباركة التي جرت العادة ان تقيمها المنظمة العربية للتربية والعلوم في الجامعة العربية.
كما انه من دواعي الفخر والاعتزاز، ان انوب عن السيد رئيس جامعة بغداد الدكتور علاء عبد الحسين لأنقل لكم تحياته وتثمينه لإقامة هذه الاحتفالية ورغبته في تمكين اواصر التعاون بين جامعة بغداد متمثلة بمركز احياء التراث العلمي العربي والأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة.
السادة الأكارم، إن تراثنا الفكري الزاخر يفوق بسعته الامم الاخرى، وحسبنا ان عناوين تطبيقاتنا تبلغ مئات الصفحات، وتضم مئات الألوف، ان لم نقل الملايين من المخطوطات، ومن هنا، لابد ان يكون تراث امتنا العربية الاسلامية موضع اعتزاز وفخر، كما لا يكفي ان يبرر دوره في بناء الحضارة الانسانية بل نطمح ان نكون قادرين على استنباط كل عناصر الابداع لتكون وسائل تقودنا لبناء لمسيرة علمية تسهم في اقامة حضارة اسلامية جديدة مزدهرة، فهو لا يمثل رجعة الى الوراء كما يتوهم المتوهمون بل هو قوة دفع الى الامام، وما النظرة الى الوراء الا لإحكام الخطوة الى الأمام، ففي تراثنا ذخائر وتجارب لابد ان نستند عليها ومستقبلنا لا ينفصل عن ماضينا، ومن هنا لابد ان ننطلق الى الأمام من خلال تراثنا، ونصله بعصرنا الحاضر، وان نعرف الماضي والمستقبل ونشأته وتقدمه.
ونحن نحتفل في هذا المقام المقدس بيوم المخطوط العربي، لابد لنا ان نذكر ان يوم المخطوطات تمثل جزءً مهما من المصلحة العامة وان اغلبها وثائق مهمة من وثائق الجهد الحضاري، فينبغي ان نكون على قدر المسؤولية وبعمل دؤوب وجهود متواصلة في جمع وحفظ وصيانة وفهرسة المخطوطات العربية الاسلامية والعمل على إحيائها ونقلها مع تحليل كاف لموادها بروح علمية، فهي ثورة قومية ومرجع اساسي في ميادين العقود كافة.
اننا لا ننكر جهود ومساهمات معاهد مخطوطات في الوطن العربي ودورها في تقديم خدمات جلية للتراث حيث بدأت عقود علمية مباركة لرفع القيد عن التراث بمختلف انحاء العالم وعلى اسس علمية وبمشاركة دور النشر في تقديم المخطوطات، سواء العلمية منها والأدبية والتاريخية.