المرجعيةُ الدينيةُ العُليا تحيّي وتُبارك لقوّاتنا الأمنية والحشد الشعبي تلك الانتصارات الرائعة

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
حيّت وباركت المرجعيةُ الدينيةُ العُليا قوّاتِنا المسلحة والتي تُساندها أفواج المتطوعين والعشائر على الانتصارات الرائعة التي حقّقتها في تحرير معظم مدينة بيجي، وفكّ الحصار عن المصفى (الذي يستحقّ مقاتلوه الشجعان الصامدون كلّ تكريمٍ وتبجيل)، وكذلك تحرير مدينة جلولاء والسعدية وصمود القوّات الأمنية والعشائر في محافظة الأنبار في صدّ هجمات داعش على مدينة الرمادي.
كما شدّدت وجدّدت في دعواتها لتطهير كافة مؤسّسات الدولة من الفاسدين، معتبرةً أنّ أغلب مآسي البلاد هي نتيجة الفساد المالي والإداري.
جاء هذا في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة (5 صفر 1436هـ) الموافق لـ(28تشرين الثاني 2014م)، والتي كانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) والتي بيّن من خلالها كذلك:
"إنّ التلاحم الوطني الذي عبّرت عنه صنوف المقاتلين من الجيش وقوّات الحشد الشعبي والعشائر وقوات البيشمركة – وهم يمثّلون مختلف شرائح ومكوّنات الشعب العراقي - كان وراءه الشعور العالي للجميع بالمسؤولية الوطنية، فوقفوا بأجمعهم صفّاً واحداً في القتال حمايةً لبلدهم العراق وحماية مقدّساته وأرواح وأعراض مواطنيه. إنّ تلك الانتصارات لم تكن لتتحقّق لولا هؤلاء الأبطال، وما اتّصفوا به من الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة والشجاعة الفائقة والاستبسال الكامل للدفاع عن شعبهم، وما امتازوا به من إخلاصٍ في نواياهم، وحبٍّ لبلدهم ممّا دفعهم الى التضحية بنفوسهم – وهي أغلى ما عندهم - دون أن يفكّروا بمكاسب شخصية من مالٍ أو منصبٍ أو غير ذلك".
مُضيفاً: "إنّ الانتصارات بملاحظة الأسباب المذكورة الموصلة اليها تُعطي دروساً كبيرة للكتل السياسية والأحزاب وقادة البلد الذين يُمسكون بزمام الأمور، فقد آن الأوان لسياسيّينا ولكلّ من يعمل في مؤسسات الدولة من مختلف صنوف الموظفين وغيرهم، أن يتعلّموا الدروس والعبر من هذه الانتصارات، ومن بطولات هؤلاء المقاتلين، ويجعلوهم قدوةً ونبراساً لهم – وهم أمثلةٌ حيّة مجسَّدةٌ على أرض الواقع، وليست قصصاً تُقرأ - فإنّ الخروج من الوضع المأساوي الراهن للبلد، وتحقيق طموحات أبنائه في الاستقرار والأمن والازدهار، يتطلّب تجسيد مواقف هؤلاء الأبطال في ساحات القتال مع الإرهاب الداعشيّ على مستوى الأداء السياسي والإداري والماليّ والاقتصاديّ والخدميّ.
وأكّد الكربلائي على: "أهمية تطهير مؤسّسات الدولة الأمنية والمدنية من الفاسدين حتى وإن كانوا في مواقع مهمّة في هذه المؤسسات، وعلى المسؤولين المعنيّين بذلك أن لا تأخذهم في الحقّ لومةُ لائم، خصوصاً بعدما اتّضح للجميع أنّ أغلب المآسي التي يمرّ بها العراق إنّما تعود في سببها الأساس الى استشراء الفساد بصورةٍ كبيرة، والذي بات معروفاً بكثيرٍ من تفاصيله للقاصي والداني، وإنّنا بحاجةٍ الى تعاون الجميع خصوصاً الكتل السياسية في إيقاف هذه الآفة الخطيرة.
أمّا الأمر الآخر الذي تطرّق له الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في خطبته فهو: مع اقتراب أيام زيارة الأربعين وتوافد الملايين من محبّي الإمام الحسين عليه السلام لأداء مراسيم الزيارة نودّ التأكيد على ما يأتي:
1- تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية لحماية الزائرين، وعدم التذمّر والسخط بسبب ذلك، ولكن في نفس الوقت نأمل من الإخوة في الأجهزة الأمنية الذين نقدّر عالياً جهودهم أن يتفهّموا أنّ الزائرين قد قطعوا مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام للوصول لمرقد سيد الشهداء عليه السلام ، فهم بحاجةٍ الى الكلمة الطيبة، والتعامل الحسن، وتخفيف الإجراءات الأمنية المُرهِقة لهم، خصوصاً قطع الطرقات من مسافات بعيدة، فإنّ ذلك يخلُقُ مشاكل كبيرة لاسيّما لكبار السنّ من الزائرين والمعاقين والنساء والمرضى.
2- نوصي الإخوة في المطارات والحدود تسهيل إجراءات الدخول للزائرين غير العراقيّين من أجل إعطاء الفرصة لأكبر عددٍ منهم لتحقيق أمنيتهم التي قطعوا آلاف الكيلومترات من أجلها، ألا وهي زيارة سيد الشهداء عليه السلام .
3- يشتكي الكثير من الزوّار الوافدين أنّ بعض أصحاب الفنادق يرفعون الأسعار في موسم الزيارة بمقدار فاحش، وهذا أقلّ ما يُقال عنه أنّه أمرٌ غير لائق، ولاسيّما بمن هم في جوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام وفي مناسبةٍ دينيةٍ يُفترض بالمؤمن أن يسهّل فيها لأخيه الزائر أموره ويرعاه بما يتيسّر له، وإنّ أخلاق الإسلام والمروءة الإسلامية والإنسانية تأبى ذلك، فلا نجعل من أنفسنا مصداقاً لقول الإمام عليه السلام : (الناس عبيدُ الدنيا والدينُ لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون).