الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تقدم التعازي والمواساة إلى ذوي شهداء البصرة

30-12-2018
طارق الغانمي ‏
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة تقدم التعازي والمواساة إلى ذوي شهداء البصرة الذين نالوا شرف الشهادة في قاطع الحويجة
قصة نصر جديدة، كتبها أبطال العراق الأشاوس ضد العصابات الارهابية، فكانوا القلعة الصلبة التي تحطمت على أسوارها مخططات ‏الأعداء الإرهابيين الذين أرسلوا عبر الحدود من الأنظمة والأجندات الدولية، وممالك القهر والظلم؛ ليعيثوا قتلاً وفساداً وتخريباً في ‏بلدنا العزيز.وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات ونصف، كان مقاتلونا الميامين الذين أقسموا على حب الوطن والدفاع عن كرامته مهما ‏بلغت التضحيات عنواناً للالتزام بالواجب الوطني والأخلاقي والديني الذي أنيط لهم بمباركة المرجعية الدينية العليا، لتتحول السواتر ‏الأمامية إلى حكاية صمود أسطوري سجلها ملايين متطوعي فتوى الوجوب الكفائي، وهم يواجهون همج الإرهاب الداعشي المقيت.‏
ومن هذه القصص البطولية التي سطرها أبطال الحشد الشعبي التي تعكس حالة الانتماء الوطني لوطنها وإصرارها على البقاء شوكة ‏في حلق أعدائه حتى بعد إعلان النصر النهائي، استشهاد كوكبة من أبطال استخبارات الحشد الشعبي، بعد مقاومتهم الشرسة التي ‏دامت لأكثر من ساعتين لكمين سيطرة وهمية بملابس عسكرية رسمية يرتديها عناصر من تنظيم داعش، في قرية السعدونية (16) ‏كم جنوب قضاء الحويجة، وراح ضحيتها (27) شهيداً وثلاثة جرحى... ليقدموا ملحمة بطولية جديدة رائعة في الصمود والذود عن ‏الوطن، تضاف إلى سفر المجد الذي سطره حشدنا المقدس بانتصاراته المتتالية على الارهاب، فكانوا مثالاً للرجولة والتضحية وقدوة ‏في العطاء والإباء.‏
العتبة العباسية المقدسة دأبت منذ إطلاق الفتوى المباركة للوجوب الكفائي إلى يومنا هذا وبتوجيه مباشر من المتولي الشرعي للعتبة ‏المطهرة على رعاية أُسر وعوائل الشهداء، وتفقدهم، وحضور مجالس العزاء والتأبين... وهذا ينطلق من حكم مسؤوليتها وواجبها ‏الإيماني والإنساني والأخلاقي والشرعي تجاه أبناء بلدهم، وهو شيء يسير ورد الجميل اتجاه العوائل المضحية لأجل حرية وكرامة ‏وعزة هذا البلد المعطاء.‏
لذا، هذه المرة انطلق وفد كبير من العتبة العباسية المقدسة إلى مدينة البصرة محملاً بأنفاس صحاب المكان الطاهر المولى أبي الفضل ‏العباس عليه السلام ، ليقدم أسمى آيات التعازي والمواساة لعوائل وذوي شهداء هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها (13) شهيداً ‏من قضاء (المْدَيْنَة).‏
كما قام الوفد بتفقد العوائل المضحية، ووقف معهم في الفاجعة التي أدمت قلوب جميع العراقيين الشرفاء، فضلاً عن إلقاء كلمات ‏التعزية والمواساة، وإقامة المجالس الحسينية المباركة، مبيّناً فيها عظمة وفضل الشهيد عند الله تعالى والإسلام، وهذا لعله يخفف من ‏وطأة المصاب الذي ألمّ بهم نتيجة ما فقدوا من أعزاز وأحباب. ‏
صدى الروضتين التقت برئيس الوفد المبارك فضيلة السيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينية، ليتحدث قائلاً: ‏
نقدم التعازي والمواساة لعوائل شهداء العراق عموماً والبصرة خصوصاً الذين سقطوا ضحية الارهاب الغادر في قضاء الحويجة، ‏وبلغ عددهم (27) شهيداً، بينهم (13) شهيداً من أهالي البصرة الكرام.‏
مبيناً: نحن لا نستغرب من هؤلاء الأبطال هذه التضحيات، فهم أبناء حيدر الكرار عليه السلام ، وهم عبّروا ببطولاتهم هذه عن موقف ‏كل شخص في العراق، صمدوا وقاوموا واستشهدوا؛ لأنهم لا يعرفون الهزيمة ولا الاستسلام ولا الخضوع.. ثقتهم بأنفسهم ‏وبشجاعتهم وببطولاتهم تدلّ على ماهية العقيدة والصلابة والثقة بالنفس التي يملكونها.‏
مضيفاً: نِعْمَ الوطن وطنٌ أبناؤه أبطال لا يعرفون معنى الانكسار، ولا يتأخرون في أداء الواجب الوطني المقدس، يضحون بأغلى ما ‏يملكون، لا خوف عليه مهما اشتدت وعصفت به المؤامرات، وأبطال حادثة السعدونية أثبتوا أن إرادة الكرامة والعنفوان والصمود ‏والمقاومة هي السبيل الوحيد للانتصار، وأن رجال الحشد وحدهم أصحاب الكلمة والقرار الفصل الذي لا يقبل الخضوع لمشيئة ‏مستعمر أو متآمر.‏
مشيراً: أن الوفد قام بتقديم التعازي الحارة، ونقل تحيات سماحة المتولي الشرعي لهم، وتقديم هدايا مالية وتبركية تحمل أنفاس وعطر ‏حامل لواء الحسين قمر بني هاشم عليهما السلام وهذا الهدايا لها أثرها العظيم في قلوب المؤمنين والعراقيين. ‏
مختتماً: نسأل الله (عز وجل) أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والثبات على ما فقدوا من أعزاز، وأن يرحم شهداءنا الأبطال الأبرار، ‏ويسكنهم في نعيم وعليين من الجنان برفقة محمد وآل محمد صلى الله عليه واله وسلم .‏