المرجعيّةُ الدينيّة العُليا: هناك مجموعة من المواصفات ‏ تُجسّد الانتماء الحقيقيّ لأهل البيت

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّة العُليا: هناك مجموعة من المواصفات ‏
تُجسّد الانتماء الحقيقيّ لأهل البيت عليه السلام عبادة وأخلاق وتكافل اجتماعي ‏
والرحمة في قلوب المؤمنين والأمانة وصدق الحديث... هناك مجموعةٌ من المواصفات التي تجسّد حقيقة الانتماء الحقيقيّ لأهل ‏البيتعليهم السلام ، عبادة وأخلاق وتكافل اجتماعي والرحمة في قلوب المؤمنين والأمانة وصدق الحديث، وهكذا مجموعة من الأمور ‏والنظم ومجموعة من مناهج الحياة لو التزمتم بها حينئذٍ ستكونون من شيعة أهل البيتعليهم السلام .جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من ‏صلاة الجمعة المباركة التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف هذا اليوم (5 رجب 1439هـ) الموافق لـ(23 آذار 2018م) والتي ‏كانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) وهذا نصّها: ‏
أيّها الإخوة والأخوات نبيّن في الخطبة الثانية أمراً مهمّاً وحيويّاً، ألا وهو: ما هي حقيقة التشيّع؟ ما هو جوهر التشيّع الذي أراده أهل ‏البيتعليهم السلام ؟ وكيف نجسّد صدق الانتماء والانتساب لأهل البيتعليهم السلام ؟
المتتبّع لروايات أهل البيتعليهم السلام يجد فيها اهتماماً واضحاً وكبيراً لبيان حقيقة وجوهر التشيّع والانتماء لأهل البيتعليهم السلام ، ‏وقد نبّه الأئمّةعليهم السلام من أجل إيقاظ الأمّة وتنبيه البعض الذي وقع في توهّمٍ خاطئ، والتصوّر المظنون بعيد عن حقيقة الانتماء ‏لأهل البيت، وهذا التوهّم موجود لدى الكثير ومنذ زمن الأئمّةعليهم السلام وفي أزمنتنا هذه وفي بقيّة الأزمنة.‏
‏ إنّ مجرّد الاعتقاد بمنزلة ومرتبة ومقام أهل البيتعليهم السلام وإنّ مجرّد حبّهم ومجرّد الادّعاء بالانتساب والانتماء اليهم، ومجرّد ‏القيام ببعض الأعمال العبادية وبعض الأمور الأخرى التي تعبّر عن المشاركة للأئمّةعليهم السلام في مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم، ‏فإنّ ذلك لا يكفي لصدق الانتماء وحقيقة الانتماء لأهل البيت.‏
هناك الكثير من الأحاديث التي بيّنها الأئمّةعليهم السلام أنّ هذا الأمر وهمٌ خاطئ فلابدّ أن نرفع هذا الوهم ولابدّ أن يكون لدينا ‏التصوّر الحقيقي الذي أراده أهل البيتعليهم السلام في بيان حقيقة الانتماء لهم، وكيف نجسّد صدق الادّعاء.‏
هل يكفي مجرّد الادّعاء باللّسان أنّني من شيعة ومن محبّي أهل البيتعليهم السلام ؟ هل يكفي مجرّد إعلان الحبّ؟ هل يكفي مجرّد ‏المشاركة في المناسبات التي تُظهر الفرح لأفراحهم والحُزن لأحزانهم؟! هل يكفي مجرّد أداء الصلاة والصيام وبعض العبادات؟ وهل ‏يكفي مجرّد الزيارات للأئمّةعليهم السلام ؟ هل يكفي هذا بأن نقول نحن من المنتسبين حقّاً والمنتمين صدقاً لأهل البيت أم أنّ هناك ‏أمراً أعمق وأبعد بكثير من مجرّد هذه الأمور..؟
لقد ذكر الأئمّةعليهم السلام مجموعة من المواصفات والمقوّمات التي لو اجتمعت حينئذٍ سيرتقي الإنسان الى حقيقة وجوهر التشيّع ‏لأهل البيتعليهم السلام ، وإذا أتى ببعضها وترك البعض الآخر إمّا لعدم معرفته أو لغفلته أو لاعتقاده أنّ هذا البعض الذي يأتي به هو ‏الأهمّ والبعض الآخر ليس بمهمّ، فإنّه ليس حقيقة من شيعة أهل البيتعليهم السلام .‏
أيّها الإخوة والأخوات، فليعرض كلّ واحدٍ منكم سيرته وصفاته وأعماله على هذا الحديث، ولينظر هل اجتمعت فيه هذه الصفات حتّى ‏يُمكن أن يدّعي أنّه من شيعة أهل البيت ومن أتباع أهل البيت حقاً أم أنّ هذا مجرّد ادّعاء باللسان ومجرّد حب وعاطفة بالقلب لا ترتقي ‏الى مستوى الالتزام العمليّ الذي أكّد عليه أهل البيتعليهم السلام ؟
لقد اهتمّ الإمام الباقرعليه السلام وبقيّة الأئمّةعليهم السلام بتحديد مقوّمات ومواصفات مفهوم التشيّع من خلال ذكر هذه المواصفات ‏في روايات كثيرة نقلها أصحاب الأئمّةعليهم السلام :‏
عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه السلام قَالَ: قَالَ لِي: يَا جَابِرُ، أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَاللَّهِ، مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ ‏اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ، وَالتَّخَشُّعِ، وَالْأَمَانَةِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَالصَّوْمِ، وَالصَّلاةِ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ، ‏وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ، وَالْغَارِمِينَ، وَالأَيْتَامِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَفِّ الأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلّا مِنْ ‏خَيْرٍ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ. ‏
الإمام الباقرعليه السلام يقول –التفتوا- لدى الكثير منكم توهّم خاطئ وهذا التوهّم الخاطئ لو بقيَ له آثار خطيرة منها:‏
‏1- له آثار على سيرة ومنهج عمل شيعة أهل البيت الذي يجب أن يتجسّد على أرض الواقع في سيرة أتباع وشيعة أهل البيتعليهم ‏السلام .‏
‏2- لو بقيَ هذا التوهّم فإنّه سينعكس سلباً على سمعة مذهب أهل البيتعليهم السلام .‏
هناك مجموعة من المواصفات التي تجسّد حقيقة الانتماء الحقيقي لأهل البيتعليهم السلام ، عبادة وأخلاق وتكافل اجتماعي والرحمة ‏في قلوب المؤمنين والأمانة وصدق الحديث، وهكذا مجموعة من الأمور والنظم ومجموعة من مناهج الحياة لو التزمتم بها حينئذٍ ‏ستكونون من شيعة أهل البيتعليهم السلام .‏