ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني شعبة العلاقات الجامعية تقيم مخيمات فتوى النصر ‏

30-12-2018
علاء سعدون – حيدر داوود
ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني
شعبة العلاقات الجامعية تقيم مخيمات فتوى النصر الكشفية ‏
لطلبة المدارس والجامعات العراقية
ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، وتيمناً بالفتوى المباركة والانتصارات التي حققها أبطال العراق على زمر الإجرام والارهاب، ومن ‏أجل رفع الروح الوطنية لدى طلبة المدارس والجامعات العراقية وزيادة مهاراتهم في مواجهة المصاعب والأزمات الحياتية، أقامت ‏شعبة العلاقات الجامعية مخيمات كشفية لطلبة المدارس والجامعات العراقية خلال فترة العطلة الربيعية بعنوان (مخيمات فتوى النصر ‏الكشفية).أقيمت المخيمات في موقع الكسارة التابع للعتبة العباسية المقدسة الواقعة في صحراء كربلاء بالقرب من قلعة حصن ‏الاخيضر وكهوف الطار، وقد استمر كل منها لخمسة أيام متتالية، تعددت فيها الفعاليات والأنشطة بين محاضرات في التنمية البشرية ‏والوطنية، ومسابقات قرآنية ورياضية، وتمارين صباحية وفقرات ترفيهية وجلسات نقاشية في المسائل الابتلائية، بالإضافة الى ‏محاضرات في الاسعافات الاولية وغيرها. ‏
‏ انطلق المخيم الأول والذي خصص لطلبة الجامعات العراقية بمشاركة (150) طالباً، من (25) جامعة، واجه الطلبة خلاله أجواء ‏وظروف كشفية تنوعت بين التعليم والترفيه والتدريب ليلاً ونهاراً، ليختتم بعد خمسة أيام بتوزيع الشهادات والجوائز التقديرية.‏
سبقها حفل بهيج ضمّ كلمة للعتبة العباسية المقدسة القاها بالإنابة الشيخ كمال الكربلائي من قسم التوجيه الديني، عبّر من خلالها عن ‏شكره للقائمين على هذا المشروع المبارك، وللمشاركين فيه قائلاً:‏
‏ لابد أن تعلموا أنكم سند الأمة وذخرها واملها المنشود، وأن قدرنا أن نخوض هذا المخاض الذي تعيشه الأمة، وان نجابه كل تحديات ‏الزمن، وان نتحدى كل طواغيت هذه المعمورة.. ونشكر الله تعالى ان جعل قدرنا هذا بالدفاع عن قيمنا ومبادئنا بما يتاح لنا وبما مكننا ‏الله تعالى.‏
وأضاف: انتم قد تجشمتم هذا العناء لتخوضوا هذا المقدار، ولتتذكروا في هذه الأيام كيف تحقق نصر العراق الكبير الذي خطه ‏العراقيون بدمائهم الزاكية، عندما هبوا لتلبية نداء مرجعيتهم الدينية بالدفاع عن العراق ومقدساته، وحافظوا على بيضة هذه الوطن ‏ودحروا حزب الشيطان.. لذا أنتم الأمل المنشود ورجال المستقبل، فلا يجهل احدكم قدره وانتم صناع القرار ولبنة من لَبَنات هذا ‏المجتمع، ووطنكم ينتظر منكم الكثير.‏
كما وشهد الحفل كلمة للطلبة المشاركين، القاها نيابة عنهم الطالب عبد الخالق حسين من جامعة بغداد، قائلاً:‏
‏ نعلن كطلبة جامعات العراق ان هذا اليوم هو يوم نصر في مخيم فتوى النصر فهو نصر على الغرائز والأهواء المترفة والظهور ‏بالانتظام والاستقامة والامتثال للقوانين الموضوعة والتحلي بالصبر والإيثار العاليين والعمل بروح الفريق الواحد لبناء جيل متماسك ‏يخدم العراق والعراقيين.‏
‏ مبيناً: إن هذا المخيم يضم عدة طوائف واكثر من ديانة ونحن بدورنا تشرفنا بهم، وبروح الأخوة والولاء التي يحملونها لهذا الوطن، ‏كان تجمعهم هذا في أطهر بقعة، وهي ارض الحسين وتحت راية أبي الفضل العباس عليهما السلام لننطلق بهم كما انطلق المجاهدون ‏لبناء وطن جديد.‏
‏ مختتماً كلمته بعد ذلك بالشكر الجزيل للعتبة المقدسة وللقائمين على هذا المشروع الهادف والمميز.. وقد تخلل الحفل مشاركات شعرية ‏للطبة المشاركين وعرض مسرحية تراجيدية تجسد بطولات المقاتلين العراقيين وتكرم الشهداء الأبرار.‏
‏ ومن أجل استثمار وقت العطلة الربيعية، وبعد توديع طلبة الجامعات العراقية، شرع القائمون على مخيمات فتوى النصر الكشفية ‏بتنظيم المخيم الكشفي الثاني الخاص بطلبة المدارس العراقية، حيث شارك فيه (85) طالباً من خمس محافظات: (كربلاء المقدسة، ‏بابل، القادسية، السماوة وذي قار).‏
تميز المخيم الثاني كذلك بفعاليات وأنشطة متنوعة ومتعددة لم تختلف عن المخيم السابق من حيث التميز والتنظيم، سوى انها تخاطب ‏شريحة مختلفة هم أقل عمراً، اختتم أيضاً بعد مضي خمسة أيام مليئة بالتجارب والمهارات، جعلت المشاركين يفكرون بالحياة بشكل ‏مختلف أكثر وعياً وادراكاً، بعد أن وجدوا من يهتم بهم ويحثهم على المشاركة الوطنية من مواقعهم، مما عزز لديهم الثقة بأنفسهم، ‏فقرروا أن يعودا لحياتهم الطبيعية بمزيد من الجدية والمسؤولية.‏
حفل الختام للمخيم الثاني ابتدأ بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الطالب حيدر فلاح، أعقبته قراءة سورة الفاتحة على اروح ‏شهداء العراق الأبرار والاستماع بعد ذلك للنشيد الوطني العراقي ولحن الاباء.‏
كما كانت هناك كلمة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها بالإنابة فضيلة الشيخ داخل النوري، مبيناً فيها دور وأثر هذه المخيمات، وما فيها ‏من فعاليات وأنشطة تسهم في صقل شخصية الطالب وزيادة معلوماته المعرفية وخبراته الحياتية، وأن العتبة العباسية المقدسة تؤمن ‏بالطاقات الشبابية الطلابية، وتسعى لرعايتها وايضاح سبل النجاح والتميز لها، وما هذا المخيم إلا جزء من مشروع كبير انطلق منذ ‏عدة أعوام، ولا زال مستمراً بعد أن حقق النجاحات وقطف الثمار.‏
‏ الطلبة بدورهم عبروا عن شكرهم وسعادتهم بهذه الفرصة من خلال كلمة القاها بالإنابة عنهم الطالب حسين علاء، ليختتم الحفل بعد ‏ذلك بتوزيع الشهادات التقديرية والجوائز على الطلبة المشاركين، وكذلك تكريم الطلبة المتميزين والفرق الفائزة في المسابقات ‏الرياضية التي اقيمت داخل المخيم.‏
مسؤول شعبة العلاقات الجامعية الأستاذ ازهر الركابي اطلعنا بتفاصيل أكثر عن هذه المخيمات قائلاً:‏
‏ نتيجة لما حقّقته هذه المخيمات من نتائج طيبة، وأثبتت جدواها والهدف من إقامتها، فقد ارتأت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ‏دعم هذا المشروع، إذ يعدّ من نشاطات وفعاليات شعبة العلاقات الجامعية وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، حيث يقام تزامناً مع ‏العطلة الربيعية لأجل الاستفادة منها، والعمل على تسخيرها واستثمارها بالاتجاه الصحيح.‏
مبيناً: تنوعت فقرات منهاج المخيم، ففي المجال الديني، أقيمت محاضرات فقهية وعقائدية لطلبة المخيم، إضافة لمسابقات دينية ‏وعلمية وثقافية عامة تضمنت أسئلة فقهية وعقائدية وعلمية وتاريخية وجغرافية ولغوية ودروساً ومحاضرات في التنمية البشرية، ‏وحلقات نقاشية عن الوضع العام للبلد، بالإضافة الى فقرات ترفيهية.‏
مضيفاً: ما يميز نوعية هذا المخيم هو بعد المسافة عن محافظة كربلاء، حيث اقيم في موقع الكسارة التابع للعتبة المقدسة بصحراء ‏كربلاء قرب حصن الاخيضر، وقد شكّلت الظروف الجوية تحدياً للطلبة المشاركين في المخيم، فلأول مرة يمرون في هكذا ظروف ‏مناخية، فمكان السكن والمبيت سيكون في الخيم، والتي قسّمت بنظام المجاميع، وبكل خيمة هناك مسؤول لتيسير الاحتياجات وامكانية ‏العمل بنظام المخيم الذي تم إعداده. ومن المعلوم أن العتبة العباسية المقدسة أطلقت هذا المشروع لخلق بيئة العمل بروح الفريق الواحد، ‏ولمعايشة الرّوح الوطنية التي كانت لدى قواتنا الأمنية البطلة الذين دافعوا عن أرض الوطن، إذ أن هناك بعض التعليمات والتوجيهات ‏تم اعطاؤها للمشاركين من اجل أن يتعلموا المشارك في كيفية الاعتماد على النفس، وبالتالي هو مخيم استكشافي للإفصاح عن الطاقات ‏التي ستظهر لنا ليتم احتواؤها وتنميتها وهذا هو الهدف الاسمى من هكذا مخيمات.‏
من الجدير بالذكر أن العتبة العباسية المقدسة دأبت ومن خلال أقسامها المختلفة على إقامة ورعاية العديد من البرامج الفكرية والثقافية ‏والتوعوية التي تصب جميعها في خدمة المجتمع ومنها شريحة الطلبة، من أجل المساهمة في ترسيخ وتجذير مبادئ الدين الإسلامي ‏وتعاليمه وفق نهج وسلوك النبي الأكرم وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.. ومشروع فتية الكفيل الوطني من المشاريع ‏الرائدة لتحقيق هذه الأهداف، وقد كان ولا يزال متعدد الأنشطة والفعاليات الخاصة بطلبة المدارس والجامعات العراقية.‏