ضمن سلسلة الزيارات المنتظمة للعتبة العباسية المقدسة
وفد من وزارة الموارد المائية يطلع على بعض المشاريع
‏ عام بعد عام، تثبت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة أن بلدنا العراق منتج، ويحتضن الطاقات والعقول المفكرة الممزوجة بالروح ‏الوطنية للفرد العراقي، وكل ما يتداوله الاعلام المغرض اليوم، بأن العراق خال من الكفاءات والعقول، وقد هاجرت الى بلاد اخرى، ‏صفحة سوف تطوى ولو بعد حين؛ لأن هذه الارض الطيبة ولاّدة بالوطنيين الحريصين على خدمة بلدهم، والارتقاء به الى مصاف ‏الدول المتقدمة. ونشهد هذا التحدي اليوم من خلال ما تم انجازه على مدار عقد مضى من مشاريع عدّت نقلة نوعية في البلاد. انطلقت ‏هذه المبادرة من أروقة العتبات المقدسة، لاسيما العتبة العباسية المقدسة التي ارتقت سلم التطور سريعاً بإنجازها وافتتاحها العديد من ‏المشاريع الاقتصادية المميزة المصنفة بالمراتب الاولى من حيث الادارة وجودة نوعية المنتج.‏
‏ لذا باتت مشاريع العتبة المقدسة محط انظار الجهات الرسمية وغير الرسمية، لتفتح الادارة الموقرة ذراعيها لكل من يود الاطلاع على ‏تجربتها، وهي تشهد اليوم زيارات عدة، آخرها زيارة وفد رسمي رفيع المستوى من وزارة الموارد المائية العراقية تقدمه السيد الوزير ‏المحترم.‏
‏ وقد اجرى الوفد جولة على بعض المشاريع المهمة للعتبة المقدسة، أولها مصنع الجود لتكنولوجيا الزراعة الحديثة، ومن بعده زيارة ‏ميدانية الى مزارع خيرات ابي الفضل العباس عليه السلام لتكون المحطة الاخيرة عند مشروع الساقي للمياه البديلة، ومن ضمنه ‏مشروع مزارع النخيل.. وقد كان باستقبال ومرافقة الوفد الوزاري وفد رسمي من العتبة العباسية المقدسة.‏
صدى الروضتين كانت حاضرة، واجرت عدة لقاءات اولها مع الدكتور حسن الجنابي وزير الموارد المائية ليتحدث قائلاً:‏
‏ إنّ مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة هي في الحقيقة تجارب رائدة، سواءً كانت بالبحوث أو باستخدام المياه للزراعة، وإنّ ما شاهدتُه من ‏تقنيات رائعة في مزارع العتبة العبّاسية يجب أن ينتشر ويتوسّع؛ لأنّ هناك تقنياتٍ ذات كفاءة عالية جداً ومعتبرة في استخدامات المياه، ‏كذلك النوعيّة الراقية للأسمدة المُنتَجة والمُستخدَمة من أجل معالجة التربة، وأنا سعيدٌ لزيارتي هذه المنطقة، وأتمنّى أن أقدّم ما يُمكن ‏تقديمُه، وسأسعى لنشر هذه التجربة في ربوع الوطن.‏
وأضاف: إنّ الوضع الحالي للمياه شحيح، ويجب المحافظة عليها من خلال الاطّلاع على هذه التقنيات التي شاهدناها في مزارع العتبة ‏العبّاسية المقدّسة، والترويج لتقنيات حديثة في ظلّ الأزمة الحالية، ويجب أن نكيّف وضعَنا بالتعاطي مع كمّياتٍ قليلة من المياه، وبذلك ‏من الممكن أن نتجاوز هذه الشحّة، ونُنتج ونُصدّر ونُحقّق الأمن الغذائيّ إن شاء الله تعالى.‏
فيما تحدث الأستاذ مناف صبار نايف مدير الموارد المائية في محافظة كربلاء المقدسة قائلاً:‏
‏ تحياتنا وتقديرنا الى كل العاملين في العتبة العباسية المقدسة، وقد تشرفنا بدعوة كريمة بالاطلاع على المشاريع التي تقوم بتنفيذها ‏العتبة المقدسة، ونحن نرافق وفد وزارة الموارد المائية وعلى رأسه السيد الوزير الذي وصف المشاريع بالناجحة بكل المقاييس، لاسيما ‏مشروع المياه البديلة نتيجة لما يواجهه البلد من شحة مائية، وبالتالي جاء مشروع العتبة المقدسة باستخدام الكميات القليلة من المياه في ‏الزراعة، وحقيقة إن فرص نجاح هكذا مشاريع عالية جداً؛ لما فيها من تقنية وحرص كبير من القائمين عليها.‏
وقد تحدث الأستاذ زكي صاحب مدير مشروع الساقي التابع للعتبة العباسية المقدسة قائلاً:‏
‏ بعد ان تم اطلاع السيد وزير الموارد المائية في وقت سابق على مشروع المياه البديلة التابع للعتبة العباسية المقدسة، حرص معالي ‏الوزير على دعم هذا المشروع وتنظيم زيارات اخرى له، وهذه إحداها.‏
‏ وقد اكد السيد الوزير على ضرورة الاعتماد على مياه الآبار كبديل؛ لما فيه من استثمار لكميات المياه، فضلا عن نسبة النقاوة التي ‏يتحلى بها. وقد اثنى بشكل كبير وابدى استعداده لتقديم كل انواع الدعم للعتبة العباسية المقدسة، وتحديدا لمشروع الساقي الذي سيكون ‏في المستقبل القريب واحدا من اهم المشاريع التي تخدم المحافظة.‏
كما التقينا بالأستاذ المهندس الزراعي علي مزعل مدير مزارع خيرات ابي الفضل العباس عليه السلام ليحدثنا قائلاً:‏
‏ تمت مرافقة السيد وزير الموارد المائية والوفد المرافق له في جولة على مزارع خيرات ابي الفضل العباس عليه السلام واطلع الوفد ‏على المحاصيل الزراعية التي تنتج في هذه المزارع الصديقة للبيئة باعتمادنا في زراعتها على المواد العضوية التي ينتجها مصنع ‏الجود للأسمدة الزراعية التابعة للعتبة العباسية المقدسة.‏
‏ فيما اطلع الوفد الوزاري على الطرائق الحديثة في عملية الزراعة وطرائق السقي وري المزروعات.. وأبدى اعجابه مثنيا على كل ما ‏تقوم به العتبة العباسية المقدسة من مشاريع ترتقي بالواقع الزراعي والصناعي في البلاد.‏