المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو الى الاستفادة من الأمطار والحفاظ على الثروات المائيّة ومنع هدرها
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو الى الاستفادة من الأمطار
والحفاظ على الثروات المائيّة ومنع هدرها،
وتنتقد النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه... شدّدت المرجعيّة الدينيّة العُليا على ضرورة حفظ الثروة المائيّة ومنع هدرها؛ لكونها نعمة وعلينا الحفاظ عليها، وأن نهتمّ بها، وأن لا نبذّر ولا نُسرف ونتعامل معها كنعمة، كما انتقدت المرجعيّة الدينيّة العُليا النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه، مبيّنةً أنّ العنف ليس الطريقة المُثلى لحلّ المشاكل.. جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المباركة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (29جمادى الأولى 1439هـ) الموافق لـ(16شباط 2018م) وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزُّه) وهذا نصُّها:إخوتي أخواتي قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ".
وهناك أكثر من آية تحدّثت عن الأهمّ من الثروات الطبيعية التي وهبها الله تعالى لنا، وهذه النعم كثيرة بعضها نحيط به والبعض الآخر لا نحيط به، لكن من المعلوم أنّ نعمة الماء هي نعمة خاصّة، وهذه النعمة نحتاجها يومياً فنبني بهذه النعمة أنفسنا ونتقوّى بها ويشتدّ عودنا ونعمر الأرض ونزرع، فأيّ شيء بلا ماء لا قيمة له "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ".
القرآن الكريم عندما يتحدّث عن الظالمين والظالم هو من يسلب الحقّ، فهذا ظالم لو كان قبل ألف عام أو خمسمائة عام أو الآن أو بعد ألف عام، نحن نتحدّث عن منهج، والقرآن الكريم يلفت النظر الى الخير، والعاقل هو من يستفيد من ثروات الأرض أو السماء.
في مقامنا الآن أتحدّث عن منطوق (اعقل وتوكّل)، الإنسان يعقل يعني يبذل جهداً حتّى يمنع هذه الدابّة –مثلاً- من أن تنهزم ثمّ يتوكّل على الله في حفظها، أو تزوّجْ ثمّ ادعُ الله أن يرزقك ولداً، أمّا أن تكون غير متزوج وتدعو الله تعالى أن يرزقك ولداً فهذه الطريقة خاطئة ولا يُجاب لك وإن بعد مِئة سنة..!
الله تعالى جعل أسباباً طبيعيّة هو أوجدها، وأمرنا أن نهتمّ بها ونرتّب الآثار عليها، القرآن يقول هذه رحمة أنزلها الله تعالى لكم "فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ"، لكن المشكلة "وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ"، كما قلت الكلام ليس تفسيراً قد تكون الآيات لها معانٍ أخرى، هذه الآية نستفيد منها فائدة جمّة، لذا علينا أن لا نغتر بما هو موجود دائماً، علينا أن نستشعر هذه الرحمة ونتعامل معها.
الله تعالى يربّينا إخواني، الله تعالى يريدنا أن ننتبه يريدنا أن نهتمّ، هذه ثروة، صُنْ هذه الثروة احفظْ هذه الثروة، كيف تحفظها؟ أن تعمل عملاً صالحاً جزاك الله خيراً هذا مطلوب، تحفظها أن تصونها من الضياع، تحفظها حتّى تستفيد الناس منها هذا هو المطلوب.
العاقل هو الذي يهتم ويستفيد من الثروات، نحن عندنا أرضٌ وسماء ابن آدم ماذا عنده؟ عنده أرض، فعليه أن يعمّر وعنده سماء فيها تعاليم عليه أن ينفّذها، وهذه العلاقة بين السماء والأرض موجودة، فإذا يبتعد عن السماء يبتعد عن الأرض، بالنتيجة ماذا سيكون؟ لا يحصل على شيء من هذه الرحمة التي أنزلها الله تبارك وتعالى، هذه الرحمة يجب أن تصان يجب أن نحافظ عليها.
لذلك إخواني هذا الماء نعمة يجب أن نحافظ عليها، علينا أن نفتّش عن وسائل كبيرة وكثيرة للمحافظة عليها، علينا أيضاً أن نهتمّ بها ولا نبذّر ولا نُسرف.
النقطة الثانية هناك مشكلة، والمشكلة أخاطب بها جميع الإخوة الذين تعوّدوا أن يتعاملوا مع الأشياء بطريقة عنف، أقول ليست هذه هي الطريقة المُثلى لحلّ المشاكل، نسمع بين الفينة والأخرى عن مشاجرة بالسلاح؛ بسبب مشاكل جدّاً جدّاً بسيطة وساذجة، وتُراق فيها دماء ويتجيّش مع هذا حفنة من الرجال الأشدّاء، ويتجيّش مع ذاك حفنة من الرجال الأشدّاء ويتصارعوا، ولغة الحكمة تُفقد، ويُلجأ الى العنف، فمن كان أقوى يغلب صاحبه.. لا تلجأ الى وسائل العنف أبداً، تميّزك عن باقي المخلوقات أنّ الله تعالى رزقك عقلاً، بإمكانك أن تجلس فتتحاور وتتفاهم حتّى تنقضي المشكلة، بل هذا الجلوس والتفاهم يعجّل بالقضاء على المشكلة، والعنف لا يقضي على المشكلة بل يفتح مشكلةً ثانية وثالثة، فضلاً عن المحرّمات الكثيرة والترويع وعدم الطمأنينة وعدم السكينة؛ بسبب وجود بعض الذين لا يرعوون عن ارتكاب المحرّمات.
سائلين الله تبارك وتعالى أن ينعش الأرض ويروي أراضينا وأنفسنا ويكثر به زرعنا بحقّ محمد وآل محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.