أقسام العتبة العباسية المقدسة تستنفر كوادرها لإستقبال زيارة الأربعين المليونية المباركة
30-12-2018
علاء سعدون / زين العابدين السعيدي
تأتي خصوصية إقامة الشعائر الحسينية في يوم أربعين الإمام الحسين عليه السلام المصادف في العشرين من صفر؛ كونها تشكل إحياء لنهضة الإمام الحسين الإصلاحية، وتعاليمه الأخلاقية، ومبادئه النبوية، فأن قضية سيد الشهداء عليه السلام هي التي ميزت بين دعوة الحق والباطل، ولولا نهضة الحسين عليه السلام ووقوفه بوجه الظلم والطغيان الأموي، لكاد الإسلام أن يندثر حتى قيل: (الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء)، وما قام به الإمام الحسين عليه السلام في نهضته الإصلاحية، كان امتداداً لدعوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم لنشر الإسلام، وهو عليه السلام الامتداد الطبيعي للنبي صلى الله عليه واله وسلم بنص الحديث الشريف: (حسين مني وأنا من حسين).
وتأتي خصوصيتها أيضاً في استذكار الفاجعة التي جرت على أهل البيت عليهم السلام في يوم عاشوراء، وما صاحبها من المآسي والآلام، وتعريف الناس بجور بني أمية وأذنابهم، كما تتزامن إقامة الشعائر الحسينية في يوم الأربعين مع ذكرى رجوع الرأس الشريف من الشام إلى العراق، ودفنه مع الجسد الطاهر في يوم العشرين من صفر، كما جاء في الروايات، ويسمى هذا اليوم في العراق ((مَرَد الرأس)) فتقام الشعائر استذكاراً لهذه الحادثة الأليمة فتتجدد الأحزان.
وقد تواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخرجوهم من الشام، توجهوا إلى كربلاء فوصلوها يوم العشرين من صفر، فوجدوا الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري E، ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فالتقى ركب السبايا معهم، وأقاموا البكاء والنحيب, ونصت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة، فقد جاء في موسوعة آل النبي صلى الله عليه واله وسلم : 747، في وصف الرحلة من الشام إلى المدينة: (قالت زينب عليه السلام للدليل: لو عرجت بنا على كربلاء، فأجاب الدليل محزونا: أَفعل، ومضى بهم حتى اشرفوا على ساحة التضحية والفداء، وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوما، وما تزال الأرض ملطخة ببقع من دماء الشهداء، وبقية من أشلاء غضة عفى عنها وحش الفلاة، وناحت النوائح، وأقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهن لوعة، ولم ترقأ لهن دمعة، ثم أخذ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ).
أما الروايات التي وردت عن الأئمة المعصومين عليهم السلام في خصوصية يوم الأربعين، وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ذلك اليوم كثيرة وصحيحة السند، ففي (مستدرك الوسائل للنوري: ص215/ باب94) عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال: إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحا بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحا، وما اختضبت امرأة منا، ولا أدهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة من بعده). وروي في (كامل الزيارات ص90/ باب28) عن الإمام محمد الباقر عليه السلام انه قال: إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا.
أما زيارة الإمام الحسين عليه السلام يوم الأربعين، فقد وردت في أحاديث عن الأئمة المعصومين عليه السلام منها ما روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام انه قال: (علامات المؤمن خمس؛ صلاة إحدى وخمسين, وزيارة الأربعين, والتختم باليمين, وتعفير الجبين), لذلك دأب جميع المؤمنين على زيارة قبر سيد الشهداء عليه السلام في يوم الأربعين من كل عام, وتصل أعداد الزائرين المتوافدة إلى مدينة كربلاء المقدسة من باقي المحافظات العراقية والدول العربية إلى الملايين، وهذه الأعداد الكبيرة تحتاج إلى جهود كبيرة من اجل استقبالها بشكل منظم، وتقديم معظم الخدمات لها، وتسهيل عملية دخولها وخروجها من والى مدينة كربلاء المقدسة بانسيابية عالية.لذلك تتضافر جميع الجهود (الحكومية والمدنية والمؤسساتية) من اجل ذلك, ولكن الجهد الأكبر يقع على عاتق العتبات المقدسة؛ لأنها المعني الأول بهذا الأمر...
ولمعرفة استعدادات أقسام وشعب العتبة العباسية المقدسة، أجرينا عدداً من اللقاءات مع القائمين على هذه الأقسام والشعب، وكان أولها مع فضيلة الشيخ عادل الوكيل (دام توفيقه) معاون رئيس قسم الشؤون الدينية، والذي تحدث عن نشاطات القسم قائلاً:
لدينا استعدادات كبيرة لجميع الزيارات، ولكن هناك خصوصية للزيارة الأربعينية؛ لأنها بمثابة مسيرة مليونية ليس لها نظير في العالم، حيث يتم إرسال عدد من السادة والمشايخ إلى مدن الزائرين والمضايف التابعة للعتبة العباسية المقدسة الواقعة على الطرقات الخارجية المؤدية إلى مدينة كربلاء المقدسة، وهؤلاء السادة والمشايخ بعضهم من داخل قسم الشؤون الدينية، والبعض الآخر يتم استقطابهم من مدرسة دار العلم أو مدرسة الإمام الحسين عليه السلام من اجل الإجابة عن أسئلة واستفسارات الزائرين الكرام حول بعض الأمور الفقهية والشرعية والعقائدية، وكذلك توزيع المطبوعات عليهم, وهذه المطبوعات اغلبها تتعلق بآداب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وأهمية الزيارة وفوائدها والغاية منها، وكيفية استثمارها لتقويم سلوك الزائرين.
وكذلك نوصي الزائرين من خلال هذه المطبوعات بأداء فريضة الصلاة في أوقاتها, وتوجيه الزائرين بعدم التحدث في بعض الأمور التي لا تمت بصلة لما هم قادمون من اجله, واهم ما تعالجه هذه المطبوعات هي العقائد المنحرفة التي يبثها أصحاب النفوس الضعيفة، ويرفضها الدين الإسلامي جملة وتفصيلاً... ونحن نصل ابعد من مدن الزائرين، ونصل إلى مكان إنطلاق الزائرين وخصوصا في المحافظات الجنوبية مثل: العمارة والسماوة وغيرها... وكذلك نحرص على تعليم الزائرين أحكام الطهارة والنجاسة والوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة... وفي الختام نتمنى وندعو الله أن تمر زيارة الأربعين بأمان وسلام، كما مرت زيارة العاشر من محرم بلطف العلي القدير.
عن استعدادات معهد القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، تحدث مدير المعهد فضيلة الشيخ (جواد النصراوي) قائلاً:
الزيارة الأربعينية زيارة مليونية كبيرة جدا ومباركة، ويجب استثمارها خير استثمار، لذلك سيقوم معهد القرآن الكريم بتعليم قراءة سورة الفاتحة بشكل صحيح للزائرين، أو بالأحرى تعليمهم جميع مفاصل الصلاة، ويتم ذلك عن طريق توزيع كراس خاص تحت عنوان (إضاءات قرآنية) يحتوي على جميع مواضع الخطأ من حيث الحركات أو مخارج الحروف التي يقع فيها عامة الناس أثناء قراءة سورة الفاتحة.
وفي هذه السنة سيكون عمل المعهد مميزاً أكثر؛ لأن كادره سيعمل بالتعاون مع جميع كوادر الفروع التابعة له مثل: كادر فرع الهندية، وكادر فرع بابل، وكادر محافظتي الكوت وبغداد... ستنتشر هذه الكوادر على شكل مخيمات في الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة، حيث يوجد في كل مخيم بوستر يحمل اسم المشروع والهدف منه، وكذلك يوجد مكان مخصص للجلوس، وطاولة من اجل تسهيل عملية التعلم.
وفي العام السابق اكتفينا بخمسة مخيمات فقط وهي: المضيف الخارجي لأبي الفضل العباس عليه السلام الواقع على طريق النجف الأشرف، ومجمع أم البنين عليه السلام في نفس الطريق، ومجمع العلقمي الواقع على طريق محافظة بابل، والصحن الشريف لصاحب الجود عليه السلام ، ومقام الأمام المهدي f.
أما في هذه السنة، فسيكون العمل أوسع، ويشمل جميع الطرق التي تؤدي إلى مدينة كربلاء المقدسة طيلة أيام الزيارة الأربعينية المباركة, إضافة إلى هذا سيتم توزيع بروشورات وكراسات أخرى منها: (من هو أول المهديين الاثني عشر؟) وبروشور خاص آخر اسمه (الحسين والقرآن) لتعرف الناس أننا ملتزمون بما قاله النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم : (إني تارك فيكم الثقلين: القرآن وعترتي أهل بيتي).
وكذلك نبين من خلال هذا البروشور ما هي العلاقة بين الإمام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم، فضلاً عن عدد من البروشورات والكراسات الأخرى التي سيتم توزيعها على الزائرين.
وسبب تقديمنا لهذه الخدمة أثناء الزيارات المليونية وليالي الجمع، هو أننا لاحظنا عددا كبيرا من الزائرين لا يجيدون قراءة سورة الفاتحة بشكل صحيح، وهي ركن من أركان الصلاة، ومن الضروري تعلم قراءتها جيداً.
وقد رأينا تفاعلاً كبيراً من قبل الزائرين مع هذا المشروع الديني, ونتمنى من جميع أقسام العتبة العباسية المقدسة تقديم الخدمة المعنوية، فضلا عن الخدمة المادية من مأكل ومشرب وغيرها؛ لأن هذا الزيارة مهمة جدا، ويجب استثمارها خير استثمار؛ لأنها فرصة كبيرة تجمع ملايين الزائرين.
وعن نشاطات قسم الشؤون الخدمية، تحدث الحاج (خليل محمد مهدي) قائلا:
استعداداً للزيارة الأربعينية، سنقوم ببناء مسقف جديد في شارع قبلة الإمام العباس عليه السلام من اجل إيواء الزائرين، وتوفير أماكن للراحة والصلاة والمبيت، وقد يخصص هذا المكان للرجال، وتخصص التوسعة الجديدة في الحائر العباسي لمبيت النساء, وسيتم توزيع أكثر من خمسين ألف بطانية على المواكب القريبة من العتبة العباسية المقدسة.
ولدينا خطة جديدة لاستيعاب معظم الزائرين في الحسينيات والمدارس، حيث تم استخدام أكثر من حسينية في السنوات السابقة، إضافة إلى المدارس القريبة من منطقة القطع، وستخصص بعض هذه المدارس للزائرين الكرام، والبعض الآخر للمتطوعين العاملين مع كوادر العتبة المقدسة، وجميع هذه الحسينيات والمدارس تكون بإشراف قسم الخدمية, وسيتم نصب عدد من المخيمات بالقرب من العتبة العباسية المقدسة لإيواء الزائرين الكرام أيضاً.
وتم توفير أكثر من ألفي سجادة مترية (1م×6م) سيتم فرشها في منطقة بين الحرمين الشريفين والسراديب التابعة للحائر العباسي الشريف، إضافة إلى السجاد القديم الموجود والكاربد من اجل تهيئة اكبر مساحة ممكنة صالحة للجلوس والصلاة.
وسنقوم بنشر عدد من المنتسبين بصفة مرشدين (اغلبهم من المتطوعين)، يقفون في الطرق المحيطة والمؤدية للعتبة المقدسة لإرشاد الزائرين إلى طرق الدخول والخروج من والى العتبة العباسية المقدسة؛ لكي لا تحصل تقاطعات وزحامات، وكذلك تسهيل الأمر على الزائرين، خصوصاً وأن أغلبهم أتى سيرا على الأقدام، وأخذ منه التعب مأخذاً. وكذلك تم افتتاح منشأة صحية واحدة في مجمع الهادي عليه السلام ، وفي منطقة الكف الشريف هناك منشأتان صحيتان، وسيتم افتتاح منشأة صحية رابعة في منطقة الحوراء زينب عليها السلام باتجاه منطقة باب بغداد قبل الزيارة بأيام قليلة، ومن خلال افتتاح هذه المنشآت سنتمكن من تغطية احتياجات الزائرين بصورة كاملة تقريبا...
وبالتنسيق مع شعبة الاتصالات وقسم المخازن تم تحديث شبكة المفقودين الالكترونية، وأصبحت موحدة بين العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ومنطقة بين الحرمين الشريفين، إضافة إلى مراكز المدينة مثل:
المخيم، ومقام صاحب الزمان f، وكذلك توجد مراكز اتصال في مدن الزائرين، ومحاور محافظة كربلاء المقدسة، حيث يتم نصب عدد من النقاط على الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى كربلاء المقدسة. وترتبط هذه النقاط بمراكز مدن الزائرين، والتي بدورها ترتبط بالعتبتين المقدستين ومنطقة بين الحرمين الشريفين، وتزود جميع هذه النقاط والمراكز بالشاشات وأجهزة الحاسوب (لاب توب) وشبكة انترنيت، لذلك عندما يُفقد شخص معين ستعمم صورته ومواصفاته على جميع المراكز في وقت قصير جدا، وبالتالي سنتمكن من إيجاده وتسليمه إلى ذويه.
وقد خصصنا أماكن خاصة للأطفال التائهين، مزودة بعدد من اللعب وبعض الفواكه، وسيكون عدد المراكز العاملة ضمن هذه الشبكة في مركز المدينة هو ثمانية مراكز، وفي المحاور عدد كبير جدا بعضها تابع لقسم المخازن، والبعض الآخر لقسم الاتصالات.
وتصل أعداد المتطوعين إلى قسم الشؤون الخدمية إلى أكثر من ألف متطوع، يوزعون على الكيشوانيات والأمانات، وستكون هنالك حملات تنظيف مستمرة، ونحن نمتلك مكائن تنظيف عالمية تحمل الماركة الدنماركية من اجل تنظيف وغسل المنطقة في جميع الأوقات.
حيث تم الاتفاق مع المتطوعين على أن كل مجموعة عليها يوم تنظيف، ولدينا اربع كابسات ومكنستان كبيرتان للشارع الخارجي، ويتم استخدام سيارات (العشرة طن) لرفع النفايات المكيسة من المنطقة، إذا حصل زخم كبير على الكابسات, وسيتم توزيع أكياس نفايات كبيرة على المواكب القريبة من العتبة العباسية المقدسة. وإضافة إلى ذلك لدينا حملة لتوعية الزائرين وأصحاب المواكب للاهتمام بالأشجار التي قامت العتبة بزراعتها، وسيقوم بهذه الحملة عدد من منتسبي قسم الشؤون الخدمية, ونحن نوصي من خلال جريدة صدى الروضتين جميع أصحاب المواكب بالمحافظة على هذه الأشجار التي تم غرسها من بركات المولى أبي الفضل العباس عليه السلام , وقد تم طباعة فولدر يحتوي على زيارة الأربعين، وشكل مجسم للعتبة العباسية المقدسة والطرق المؤدية إليها, وفي نهاية الحديث نسأل الله تعالى أن يمن علينا بتوفيقنا لخدمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وزائريه الكرام.
وتحدث الممرض الفني (محمد رضا عبد الرزاق) عن استعدادات المفرزة الطبية التابعة للعتبة العباسية المقدسة قائلا:
تستعد المفرزة الطبية لجميع الزيارات المليونية وخصوصا زيارة الأربعين المليونية، وتقوم بنصب عدد من الخيم خارج وداخل المفرزة، وتوفير عدد من (السديات)، ويتم التعاون مع دائرة صحة كربلاء المقدسة لتوفير كوادر إسناد للعمل على مدار أربعة وعشرين ساعة، وكذلك توفير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتكون سيارات الإسعاف التابعة للعتبة العباسية المقدسة على أهبة الاستعداد لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات الرئيسية مثل: مستشفى الحسين عليه السلام العام، ومستشفى السفير الخيري, وتقوم المفرزة بتهيئة عدد من الفرق الجوالة والفرق الساندة لنقل المرضى إلى المفرزة الطبية.
ويتم توزيع هذه الفرق داخل الصحن الشريف وقرب الأبواب الخارجية للصحن. وحقيقة ثناء الناس وشكرهم ودعاؤهم لنا بالتوفيق، يعطينا حافزا كبيرا وقوة لتحمل العمل الشاق الذي نؤديه خلال أيام الزيارة، ورغم هذا نشعر بالتقصير اتجاه الزائرين الكرام، ونسعى لتقديم الأفضل والأفضل؛ لأن هؤلاء الزائرين هم ضيوف سيد الشهداء وأخيه المولى أبي الفضل العباس عليهما السلام ويجب إكرامهم خير إكرام.
وانصح جميع الزائرين بعدم اخذ الأدوية بشكل عشوائي من المفارز الطبية، إذا لم تكن باستشارة طبيب سابقا, وكذلك الحرص على اخذ الأدوية من المفارز الطبية التابعة لوزارة الصحة حصرا.
وعن نشاطات قسم الشؤون الفكرية والثقافية، تحدث معاون رئيس القسم السيد (عقيل عبد الحسين الياسري) قائلاً:
دأب قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة على تقديم الخدمات للزائرين الكرام وخصوصا في زيارة الأربعين.
حيث يتوافد على مدينة كربلاء المقدسة الملايين من الزائرين من مختلف الأنحاء والجنسيات، وكما تقوم بقية الأقسام في العتبة المقدسة بتقديم الخدمات المادية من (مأكل ومشرب ومبيت وأمان) يقوم قسم الشؤؤن الفكرية والثقافية بتقديم الخدمات الفكرية والثقافية من خلال طباعة عدد من المنشورات الدينية وأهمها: (صدى الأربعين).
ويأخذ القسم على عاتقه تغطية الزيارة المليونية داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة وفي الطرق المؤدية إليها فيديويا وصوريا، وضمن موقع شبكة الكفيل العالمية.
تم فتح بوابة للزيارة بالإنابة بمجرد التقديم وكتابة الاسم لمن لم يوفق ولم يستطع المجيء للزيارة في هذا العام، وكذلك التعاون وتقديم الخدمات للقنوات الفضائية، والوكالات المحلية والعالمية لتغطية هذا المناسبة العظيمة، وإيصالها لجميع أنحاء العالم عن طريق إعطاء الباجات والتخويل بذلك من القسم والأمانة الموقرة.
وفي هذه السنة، تم الاتفاق مع قسم الإعلام التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على استبدال (نموذج الباج) الذي يُعطى للإعلاميين والمصورين؛ وذلك لدواع أمنية، حيث مر على النموذج السابق أكثر من سنة... وفي نهاية حديثي أسأل الله أن يمن على هذا البلد بالأمن والأمان، وتمر زيارة الأربعين المليونية المباركة بخير وسلام، وينصر الإسلام والمسلمين على أعدائهم وأعداء سيد الشهداء الحسين عليه السلام , ويجعل كيد الظالمين بينهم.
الحاج (رياض نعمة السلمان) رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي:
كربلاء المقدسة وعلى الخصوص عتباتنا المقدسة الحسينية والعباسية وكما يعلم الجميع هي من أكثر الأماكن زيارة على مدار السنة، وفي مختلف المناسبات الدينية والتي تصل سنوياً إلى ست عشرة مناسبة تقريباً، ومن المعلوم أيضاً أن ذروة هذه الزيارات هي زيارة عاشوراء، لذا وكقسم له علاقة مباشرة بهذه المناسبات، يكون الاستنفار تاماً من أجل تسهيل وتنظيم استقبال هذه الزيارة المليونية، حيث أن القسم يقيم مؤتمرا خاصا بهذه المناسبة كما هو الحال في زيارة عاشوراء إلا أن المؤتمر لزيارة الأربعين يكون اعم من زيارة عاشوراء، فهو يستضيف كافة كفلاء المواكب في جميع المحافظات ومن خارج العراق أيضا، بالإضافة لحضور عدد كبير من مسؤولي العتبات المقدسة ومجلس محافظة كربلاء المقدسة من أجل مناقشة الأمور الضرورية لهذه الزيارة العظيمة.
مضيفاً: كما أن هناك وظائف أخرى يقوم بها القسم: كالإشراف على نشاطات ممثليات المواكب الحسينية في محافظات القطر وخارجه، والإشراف على تنظيم الشعائر الحسينية في محافظة كربلاء المقدسة بإصدار جداول خاصة لنزول المواكب الحسينية، وتسهيل سير المواكب في شوارع المدينة وطرق دخولها ما قبل الزيارة، وهي تحمل المستلزمات الضرورية، بالتنسيق مع الجهات المعنية بذلك، وكذلك يقوم القسم بإصدار هويات خاصة للمواكب والكفلاء, واستحداث مواكب جديدة وغيرها.
الأستاذ (محمد هادي محمد علي) معاون رئيس قسم رعاية الحرم الشريف:
إن من أهم استعدادات قسم رعاية الحرم الشريف هو تعليق السواد الذي تم إعداده لهذا الغرض، حيث يتم تعليق مجموعة من كبيرة من القطع السوداء التي كتبت عليها أحاديث وأقوال وبعض من الشعر الخاص بأهل البيت عليهم السلام على الجدران الداخلية والخارجية للحرم المقدس وعلى الأركان ايضاً، إضافة الى اللافتات المكتوبة والتي يتم إعدادها في قسم الهدايا والنذور، وكل ذلك لأجل نشر مظاهر الحزن في شهري محرم الحرام وصفر الخير. وقبل دخول المواكب الحسينية إلى الحرم الشريف، يتم عمل ممرات وقواطع لتنظيم سير هذه المواكب دخولاً وخروجاً، وكذلك مساعدة الإخوة في الأقسام الأخرى كالخدمية والمواكب، فضلاً عن الأعمال اليومية التي يقوم بها القسم من تنظيف وتطهير الحرم الشريف، ورش العطور، ونشر المباخر، وتهيئة السجاد, وكل هذا يصب في خدمة زائري المولى أبي الفضل العباس عليه السلام سائلين الله العلي القدير دوام التوفيق وقبول الأعمال.
الحاج كاظم عبادة رئيس قسم المضيف في العتبة العباسية المقدسة:
كما هو معلوم بأن قسم المضيف من الأقسام الخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بخدمة الزائرين الكرام، وكما اعتدنا وقبل كل زيارة وبأي حجم كانت يقوم القسم بالاستعداد التام لها، ومن اكبر الزيارات التي نواجهها هي زيارة الأربعين التي تسير نحو التزايد ولله الحمد بزيادة عدد الموالين لأهل البيت عليهم السلام ، حيث يتم الاستعداد لهذه الزيارة كما هو معمول في السنوات السابقة بتاريخ (1صفر) إلا أن الحال تغير، وارتأينا في هذا العام أن نستعد من يوم عشرين محرم الحرام في حال وجود سير مبكر للزائرين نحو مدينة كربلاء المقدسة.
موضحاً: يتم استعداد القسم على عدة محاور والتي منها نصب موكب العتبة العباسية المقدسة على طريق النجف الأشرف، وقد أضيفت في هذا العام قطعة ارض بمساحة (18000م2) من أجل زيادة مساحة الموكب عن السنوات السابقة، كما تم تجهيز الموكب وقاعاته المخصصة للنساء منها والرجال بجميع المسلتزمات الضرورية من الصحيات والتغذية والتدفئة وغيرها.
مضيفاً: إن الموكب يقدم بالإضافة للوجبات الغذائية الثلاثة وجبات ساخنة سريعة على مدار (24) ساعة يومياً، وحسب جدول وضع مسبقاً فيه تقسيمات متعددة. أما فيما يتعلق بمضيف العتبة العباسية المقدسة، فأن استعداداته لا تقل عن استعدادات الموكب، بل ربما هي أكثر بعض الشيء، ففي هذا العام وببركات أبي الفضل العباس عليه السلام استطعنا الحصول على ماكينة حديثة ومتخصصة بتجهيز الكباب بطريقة حديثة ومتطورة من دون التدخل بها يدوياً (بمجرد وضع اللحم فيها تعطي بالنتيجة كبابا مشويا وجاهزا تماماً)، وبمعدل (1500) شيش في الساعة، ونأمل أن نجهز مثل هذه الماكينة من أجل الموكب أيضاً إن شاء الله.
الأستاذ (عبد الحسين صدام) معاون رئيس قسم حفظ النظام في العتبة العباسية المقدسة:
نتوقع أن تكون الزيارة في هذا العام أكبر من الزيارات الاخرى في الاعوام الماضية، وقد تم الاستعداد لها استعداداً كافياً من ناحية توسعة الأبواب، مثل: باب الامام الحسن عليه السلام ، وباب القبلة اللذين يعتبران من اهم الابواب لدخول وخروج المواكب الحسينية، كذلك تهيئة المنتسبين تهيئة جيدة من الناحيتين النفسية والجسدية، حيث تم ادخال منتسبينا في دورات للتدريب الرياضي؛ ليحافظوا على لياقة جيدة تناسب الجهد الكبير الذي سيبذلونه في ايام الزيارة المليونية, وكذلك تم اشراك بعض الاخوة المتطوعين؛ ليعملوا جنباً الى جنب مع اخوانهم في قسم حفظ النظام، وهؤلاء المتطوعون كان لهم شرف المشاركة في هذه الخدمة لمدة خمس سنوات، وقد اكتسبوا خبرة كافية للعمل في هذا المجال, وتم كذلك اعداد دوريات مختصة بالتحري عن المعلومات، ومتابعة وضع المنطقة تحسباً لأي طارئ، ولغرض معرفة حركة بعض التجمعات المشبوهة، فهناك عناصر لديهم حس امني عال يتابعون هذه الامور، وكذلك هناك عناصر يتابعون الحالات المخلة بالذوق العام، وتتابع الحالات التي قد تسيء الى قدسية المنطقة, و