حملة الوفاء التي أطلقتها العتبة العباسية المقدسة ‏ تحط رحلها في محافظة صلاح الدين

30-12-2018
زاهر الخفاجي ‏
حملة الوفاء التي أطلقتها العتبة العباسية المقدسة ‏
تحط رحلها في محافظة صلاح الدين
‏ من جوار المرقد الطاهر لرمز الوفاء أبي الفضل العباس عليه السلام ومن فيوضات جوده وكرمه، انطلقت قافلة حملة الوفاء التي ‏تبنتها العتبة العباسية المقدسة امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، والتي تهدف لزيارة عوائل الشهداء والجرحى والاطمئنان على ‏اوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، وكذلك من أجل لقاء النخب والشخصيات الاجتماعية والدينية ودراسة اوضاع المحافظات العراقية ‏والسبل الكفيلة لتقديم الخدمات لها؛ كون هذه الزيارات تساهم في تعزيز اللحمة الوطنية بين ابناء الوطن, هذه القافلة بعد أن حطت ‏رحالها في أولى محطاتها في مدينة البصرة الفيحاء ها هي اليوم تنطلق ثانية لتستقر بمحافظة صلاح الدين, شملت هذه الحملة التي ‏استمرت لعدة ايام:1- زيارة عوائل الشهداء والجرحى في قضاء بيجي وبالتحديد قرية البو طعمة وناحية الحجاج وكذلك قضاء بلد ‏والدجيل.‏
‏2- زيارة جامعة تكريت واللقاء مع رئيس الجامعة وعمداء الكليات. ‏
‏3- زيارة مديريات الوقف السني في صلاح الدين وسامراء.‏
‏4- زيارة المجلس البلدي في قضاء بلد واللقاء مع رئيس المجلس والقائم مقام ووجهاء القضاء للتباحث حول حقوق الشهداء والجرحى.‏
‏5- زيارة معتمد المرجعية الدينية العليا في قضاء بلد.‏
‏ جريدة صدى الروضين كانت حاضرة في هذه الجولة، وأجرت العديد من اللقاءات كان اولها مع عضو مجلس ادارة العتبة المقدسة ‏والمشرف العام لفرقة العباس عليه السلام القتالية الاستاذ ميثم الزيدي الذي بين قائلاً:‏
‏ حري بنا ان نكون افضل من يجسد الوفاء؛ لأن أبا الفضل العباس عليه السلام هو رمز الفضل والوفاء، لذلك نفذت فرقة العباس ‏القتالية بتوجيه من العتبة العباسية المقدسة متمثلة بمتوليها الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) حملة (الوفاء لمحافظة ‏صلاح الدين) بناء على توجيهات المرجعية المباركة التي نصت ان يكون هناك وفاء للشهداء وللعوائل التي قدمت ما قدمت في سبيل ‏هذا البلد الكريم، ومن أجل الوفاء للدماء التي سالت على ارض العراق الطاهرة من خلال زيارة عوائلهم من اجل التأكيد لهم بأننا لم ‏ولن ننسى من هو اساس هذا النصر الا وهم الشهداء الابرار.‏
‏ هذه الجولة شملت عدة محطات كان اولها زيارة عوائل الشهداء، إضافة الى زيارة الشهداء الاحياء ألا وهم الجرحى اطلعنا خلالها ‏على احوالهم، وقدمنا لهم ما يمكن تقديمه، وكل هذا قليل بحق الشهداء وعوائلهم.‏
‏ ومن جانب آخر، نحاول ايصال صوتهم الى الحكومة المركزية بضرورة الالتفات الى هذه المناطق، وان شاء الله لن تقصر الحكومة ‏في دعمهم. اما المحطة الثانية لنا فكانت زيارة جامعة تكريت، هذه الجامعة العتيدة والصرح العلمي المهم في هذه المحافظة الكريمة من ‏اجل التباحث حول سبل التعاون وتبادل الزيارات وتطوير القدرات والاستفادة من الخبرات المتبادلة خصوصا أن لدى العتبة العباسية ‏المقدسة جامعتين في مختلف الاختصاصات .‏
‏ وكما تعلمون ان العمليات العسكرية قد انتهت، ولكن جذور الارهاب باقية ولا يمكن قلعها بواسطة السلاح، وانما بواسطة العلم ‏والفكر والمعرفة، لذلك الجامعات لها دور مهم في رسم مستقبل العراق.‏
‏ فيما شملت المحطة الثالثة زيارة مديريات الوقف السني في صلاح الدين وسامراء؛ لأننا نعلم ان المؤسسات الدينية لها دور كبير في ‏صنع الخطاب المعتدل من خلال خطباء المنابر وائمة المساجد من جميع الاطراف.‏
‏ واليوم جئنا برسالة التواصل والتآخي بين ابناء هذا البلد الذي تميز بهذا التنوع الديني والمذهبي والقومي، ولكننا كمواطنين يجمعنا ‏عنوان واحد وهو عنوان المواطنة وتجمعنا تربة واحدة وهي تربة ارض العراق الطاهرة، ولا يمكن ان يحمي ويدافع عن العراق ‏غير ابناء العراق .‏
أما المحطة الاخيرة فكانت زيارة المجلس البلدي في مدينة بلد وكذلك معتمد المرجعية الدينية فيها من اجل التباحث حول امور المدينة ‏والاستماع الى مطالب شيوخها ووجهائها، وان شاء الله تعالى هذه الحملة مستمرة وستشمل بقية المحافظات العراقية.‏
عضو مجلس ادارة العتبة المقدسة المهندس جعفر سعيد بين من جانبه قائلاً:‏
‏ هذه الحملة تأتي ضمن المبادرة الكريمة التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا والتي تنفذ اليوم بتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة ‏العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والتي توسمت بـ(حملة الوفاء)، لذلك جئنا اليوم الى محافظة صلاح الدين من ‏اجل الاطمئنان على احوالها وزيارة عوائل الشهداء والجرحى فيها لرد جزء من جميلهم علينا.‏
‏ وكذلك لزيارة المؤسسات الدينية والثقافية والعلمية، لذلك قمنا بزيارة جامعة تكريت هذه الجامعة المباركة من اجل تبادل الخبرات ‏والافكار لبلورتها على ارض الواقع من خلال التعاون بين جامعة تكريت والجامعات العراقية الاخرى لا سيما جامعتي العميد والكفيل ‏التابعتين للعتبة المقدسة، حيث نهدف من خلال هذا التعاون الى النهوض بالواقع العلمي للبلد وكذلك زيارة مديريات الوقف السني في ‏صلاح الدين وسامراء من اجل تعزيز اواصر الاخوة والتعاون من اجل النهوض بالبلد.‏
‏ عميد كلية العلوم الاسلامية ورئيس لجنة الوقاية من الفكر الداعشي والتعايش السلمي في جامعة تكريت الاستاذ المساعد الدكتور انور ‏العزاوي بين قائلاً:‏
‏ نرحب بقدوم الوفد الكريم للعتبة العباسية المقدسة وفرقة العباس عليه السلام القتالية لنستذكر الدور الكبير الذي قاموا به في تحرير ‏اراضي العراق بما فيه مناطقنا حيث بدأت بوادر النصر من هذه الجامعة.‏
‏ ومن هنا انطلقت العمليات لتحرير مناطقنا من براثن عصابات داعش الاجرامية واليوم تطلق هذه الجامعة عملية تحرير الافكار، ‏حيث عزمنا على تشكيل لجان كبيرة ومركزية لتحرير تلك العقول وارجاعها الى الصواب، بعدما افسدت تلك العصابات بعضها فبدأت ‏بتطوير المناهج وخصوصا الشرعية لما يوافق المنهج الاساسي الموجود في مناطقنا بتعدد الاطياف والقوميات والمذاهب.‏
‏ بعد ذلك شكلت لجنة رئيسية لمواجهة الفكر الارهابي سميت بـ( لجنة الوقاية) اذ عقدت هذه الجامعة اكثر من (66) ندوة علمية بهذا ‏الخصوص كان مسك الختام هو عقد ندوة بالتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة وكانت بعنوان (قيم التعايش السلمي في الجامعات ‏العراقية ) ومنها جامعة تكريت، لذلك نجد في جامعتنا اليوم الطلبة من مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات وانما يدرسون في هذه ‏الجامعة كيدٍ واحدة لمقاومة الافكار الدخيلة التي تريد ان تنال من بلدنا فكل الاجلال والتقدير لقواتنا الامنية البطلة وحشدنا الشعبي بما ‏فيه فرقة العباس القتالية، وكل الشكر والتقدير الى العتبة العباسية المقدسة على جهودها الكبيرة ودعمها اللامحدود في تحرير أراضي ‏البلد.‏
مديرو الاوقاف السنية ومشايخها الفضلاء في سامراء وصلاح الدين بينوا من جانبهم:‏
‏ ان ما قدمته قواتنا الامنية وحشدنا الشعبي من تضحيات كبيرة وسالت دماؤهم الزكية على ارض هذه المحافظة هي دين في اعناقنا ‏الى يوم يبعثون، وهي تأكيد لمقولة سماحة السيد السيستاني (دام ظله) حينما قال: "السنة هم انفسنا" وهذا الكلام تجسد على ارض ‏الواقع.‏
‏ ونحن نتشرف بهذه الاخوة والمحبة والزيارات المتواصلة، فكانت اللمسات التي وضعت من قبل فصائل الحشد الشعبي المقدس بهذه ‏المحافظة ومناطقها لمسات واضحة ورفعت الحيف والظلم على ابناء هذه المحافظة والمحافظات الاخرى.‏
‏ والحمد لله اليوم اصبح عراقنا واحدا متماسكا، لذلك كل الشكر والتقدير لكم على هذه الزيارة المباركة ونتشرف بكم.‏
معتمد المرجعية الدينية العليا في مدينة بلد الشيخ محمد فرج حسون البلداوي بين قائلاً:‏
‏ تشرفنا في هذا اليوم بزيارة المشرف العام لفرقة العباس عليه السلام القتالية الاستاذ ميثم الزيدي والوفد المرافق له من العتبة ‏العباسية المقدسة والاخوة المجاهدين في مدينة الصمود والتضحيات بلد هذه المدينة التي سطر ابناؤها اروع الامثلة في التضحية ‏والشجاعة في الدفاع عن الوطن حيث تحطمت احلام داعش على اسوارها، وتم ايقاف زحفهم على العاصمة بغداد.‏
‏ واليوم هذه المدينة تشهد هدوءاً نسبياً بعد تلك البطولات والتضحيات، وبالتأكيد هذا من ثمار دماء الشهداء.‏
‏ تضمن هذا اللقاء الحديث عن حقوق الشهداء وعن امور اخرى تخص المدينة بشكل عام، ونحن باعتبارنا معتمدي المرجعية الدينية ‏وخدام المرجعية نتشرف بهذه العناوين المباركة، ومن هنا نوجه سلامنا الى مولانا الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما ‏السلام والى المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) ونشكره على هذه الخطوة المباركة من خلال ‏ارسال هكذا حملات.‏
‏ ونحن ان شاء الله واثقون بأن العراق يسير نحو الخير لوجود الحكماء والعقلاء فيه وعلى رأسهم سماحة السيد السيستاني (دام ظله ‏الوارف) والذي عرف حكمته وشهد لها القاصي والداني.‏
‏ ونحن نقف ونساعد الانسان؛ كونه انسانا بغض النظر عن دينه وقوميته وهذا هو ديدن علماء واتباع اهل البيت عليهم السلام .. ‏نسأل الله تعالى التوفيق لكل من ساهم ودعم وشارك في تحرير ارض العراق ونتمنى ان شاء الله ان تكون هذه السنة سنة خير على ‏العراقيين جميعا.‏
أما بالنسبة لعوائل الشهداء، فقد بيّن الشيخ صباح خلف والد الشهيدين جابر وعاصي قائلاً:‏
‏ عند دخول عصابات داعش الى المحافظات العراقية وصدور فتوى الوجوب الكفائي التي دعا اليها سماحة السيد السيستاني (حفظه ‏الله) لبى ابنائي الفتوى والتحقوا بفرقة العباس عليه السلام القتالية ورزقوا بالشهادة في قاطع مطيبيجة.‏
‏ ونحن نشكر العتبة العباسية المقدسة على رعايتها ودعمها المستمر لعوائل الشهداء ونحن نفرح كثيرا بزيارتهم؛ لأنها تنسينا جراحنا ‏وتشعرنا أن ابناءنا احياء يرزقون.. ومن هذا المكان نقول ان على الحكومة العراقية ان ترعى عوائل الشهداء لا سيما شهداء ‏المحافظات الجنوبية من ابناء الحشد الذين بفضلهم تحررت محافظات العراق ومنها محافظة صلاح الدين فأبناء الحشد الشعبي هم اهل ‏الغيرة والحمية ومن لا يعترف بالحشد او يتهمه بأشياء معينة ليس له شرف او قيمة.‏
الشيخ علي محمود والد الشهيد حسين بين قائلاً:‏
‏ أحمد الله سبحانه وتعالى ان رزق ابني الشهادة وانا افتخر به؛ لأنه كان من الملبين لنداء المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد ‏السيستاني (دام ظله) فهو تاج رؤوسنا وهو فخر العراقيين فقد حفظ بفتواه العراق من الضياع، ووحد الشعب العراقي بعد ان حاول ‏الاعداء تفرقته من خلال زرع الطائفية.‏
‏ التحق ابني الشهيد بفرقة العباس القتالية وخاض العديد من المعارك حتى استشهد في معارك جبال مكحول (رحمه الله) وللأمانة اقول ‏ان العتبة العباسية المقدسة وفرقة العباس لم يقصروا معنا ومع جميع عوائل الشهداء من خلال زياراتهم المستمرة وتقديم الدعم لنا فكل ‏الشكر والتقدير لهم.‏
المقاتل اكرام ياسين احد مقاتلي لواء العلقمي في فرقة العباس عليه السلام القتالية من قضاء بيجي بين قائلاً:‏
‏ التحقنا انا وابي واخي في ساحات القتال للدفاع عن ارض العراق وشعبه ومقدساته ضد العصابات الاجرامية عند صدور الفتوى ‏المباركة, وشاركنا في العديد من المعارك في بادوش والحويجة والحضر والقائم, واستشهد والدي في معارك تحرير بيجي والحمد لله ‏بفضل التضحيات الكبيرة لأبناء الشعب العراقي تحررت اراضي العراق.. ونحن الان على اتم الاستعداد للدفاع مجددا عن بلدنا ضد ‏اي هجمة ارهابية.. ونسأل الله تعالى ان يرحم الشهداء ويسكنهم فسيح جناته".‏
والدة الشهيد احمد صالح خلف من ناحية العلم بينت قائلة:‏
‏ كان ابني الشهيد خريج كلية الصيدلة متزوج ولديه اربعة اطفال تطوع في صفوف الحشد الشعبي وشارك في العديد من المعارك ‏حتى نال شرف الشهادة في معارك تحرير الفتحة، وانا اليوم اشعر بالفخر انني ام شهيد، ومن هذا المكان اوجه شكري وتقديري الى ‏العتبة العباسية المقدسة على زياراتها المستمرة لعوائل الشهداء ورعايتها ودعمها لهم.‏
من جانبه بيّن الجريح محمد حسين عبد اللطيف قائلاً:‏
‏ نشكر العتبة العباسية المقدسة على زيارتها لنا اليوم، وحقيقة هذه الزيارة تمثل الشيء الكثير لنا وترفع من معنوياتها، وهذا ليس ‏بالجديد عليهم، فالعتبة المقدسة سباقة دائما في تقديم الدعم للمقاتلين، وفي رعاية عوائل الشهداء والجرحى فكل الشكر والتقدير لهم.‏